فضلنا أول اسبوعين منتظمين جدًا في موضوع السحور، خاصة العبد لله، أحيانًا كتير كانت بتروح على محمد ومحمود نومة، محمد كنت باعرف أصحيه لأننا في نفس السويت، محمود دا حضر معانا شاكب راكب سحورين تلاتة. بعد كدا الموضوع أصبح فكاهي جدًا، أنا أصحى في يوم وصالح آبي وزينب أبلة ميصحوش، أو هما يصحوا في يوم وأنا مصحاش، قعدنا على كدا آخر 10 أيام في رمضان تقريبًا. وكانت زينب أبلة تقابلني الصبح وتقولي أنا آسفة والله أقولها ما أنا مصحتش أساسًا، تقولي أنت شكلك بتضحك عليا علشان محسش بالذنب، في الغالب كنت باعمل كدا، وصادفت كذا مرة إنها تروح نومة علينا كلنا بالفعل، من كتر السهر وقلة النوم والمحاضرات والخروجات الكتيرة والطويلة.
المحاضرة الأولى النهاردة كانت مقدمة في الملة البوذية، جالنا دكتور بيعرف نفسه على إنه 70% بوذي على شوية حاجات تانية، بهارات هيا؟ المهم قعد يشرحلنا عن البوذية ونشأتها وعن المعلم بوذا الذي وصل لمرتبة المستنير، وبعد كدا بقت ليه قيمة قد تكون إلهية، وشرحلنا المبادئ الأربعة التي تُشكل عقيدة الملة، أنا حقيقة مكنتش فاهم، أنا عاوز جميلة مفيدة؟ حاسس إنه كلام مش منطقي وكلام مبعثر، عاوز جملة مفيدة!
المبادئ الأربعة كالآتي، بدون تفصيل، المعاناة وأصل المعاناة وإيقاف المعاناة والطريق لإيقافها، حاجات عن الأخلاق والعيشة بزهد وسلام والاهتمام بالروحانيات. أنا برده مش شايف أركان للعقيدة، ولا عناصر للعقيدة! حاولت استفهم واسأله، يعني دلوقتي حضرتك ممكن أي حد يعمل الحاجات دي ويكون ملحد مثلًا، فين العقيدة والإيمان؟
قالي أي حد بيطبق الحاجات دي هيوصل لحالة: نيرفانا، وحالة نيفارا دي هي حالة سبات وانتهاء الروح تقريبًا في خلود في جنة أو حاجة زي كدا، لأن الإنسان بيموت ولو مكانش شخصية كويسة يعاد إحياءه تاني في أي شكل سواء حيوان أو غيره، وهكذا لغاية ما يموت وهو كويس ويوصل لحالة نيرفانا فيخلد تقريبًا في الدار الآخرة.
في وجهة نظري كانت محاضرة مملة جدًا، حاولت أفهم قدر الإمكان عن البوذية وجغرافيتها وأماكن انتشرها، بعد المحاضرة الأولى وزعوا علينا وجبات للغدا، الناس كلها قعدت كلت، والصايمين أخدنا الوجبات وحطينها في التلاجة، اتحركنا بعد المحاضرة لمعبد بوذي، وهناك كلمنا عن طريقة العبادة، وكمل شرح، كلمنا عن إن تعاليم بوذا من أهم مقومات البوذية، وإن بوذا ليه تلاميذ كتير وناس وصلوا لمراحل عاليا فبيتعملهم تماثيل هما كمان، واحنا قاعدين في المعبد كان فيه صور على الحيطان، فحد سأله لو يشرحلنا منهم، فعدى عليهم واحدة واحدة وشرحهم، بس اللي استوقفتني منهم صورة، بيقول إن بوذا كان بيتولد والآلهة واقفة حواليه بيحتفلوا بمولده!
في وسط المحاضرة ووقت الأسئلة رفعت إيدي كتير جدًا وواضح إنه كان بيتجاهلني، أنا مش بسأل علشان أرخم عليه، أنا بحاول أفهم الحاجة بمنطقية وأتناقش فيها، رحتله بعد ما خلص وقوتلته، حضرتك قولت إن العالم مش هينتهي وإنه في استمرار دائم، قالي آه، قولتله طيب لو العالم كله والكائنات بعد ما يموتوا وصلوا لحالة نيرفانا يبقى كدا العالم هينتهي، قالي لا متخافش مش كلهم هيوصلوا، سألته طيب أنت قولت كل شخص بعد ما بيموت بيبعث في هيئة أي كائن تاني حيوان أو إنسان أو حتى نبات، قالي آه، قولتله يبقى كدا بوذا عايش في هيئة تانية؟ قالي لأ بوذا وصل لنيرفانا. في الطريق للمعبد قعدنا نهزر احنا المصريين ونقول: البوذيين، البوذيين يا منى!
محمود قال: طيب ليه معندناش معابد بوذية؟ سألته ويبقى عندنا ليه؟ قالي علشان البوذيين يقدروا يتعبدوا، حرية دينية. محمد قاله: هو فيه بوذيين في مصر يا محمود؟
يمكن على رأي الدكتور البرادعي فيه واحنا منعرفش. اتصورنا في المعبد، وخرجنا اتصورنا قدام الميورال آرت في ضهر المعبد كمان. من الساعة عشرة الصبح للساعة تلاتة كل دا كان مقدمة في البوذية وزيارة لمعبد بوذي يتخللهم المواصلات وراحة الغدا، وصلينا احنا الضهر.
أقدر أقول بكل ثقة، إن أكتر يوم ونص كان علينا فيهم ضغط نفسي في الرحلة كلها كانوا الجايين دول، بعد ما رجعنا، كل وفد من بلد كان عنده اجتماع مع أحد الأساتذة وحد مساعد علشان يحطوا الخطوط العريضة للعرض اللي كل وفد هيعمله عن بلده، كان فيه اجتماع بسيط عام وبعض النصايح قبل الاجتماع، واقترحت في النهاية إن اللي عاوز يدور على إحصائيات وحقائق عن البلاد، ممكن مش عارف مراجع، يرجع لكتاب الحقائق بتاع السي آي ايه، اللي بيشمل كل الحقائق الكبيرة والصغيرة عن كل بلاد العالم. العرض هياخد 20 دقيقة مشفوعة بـ10 دقائق للأسئلة، يعني نص ساعة في أربع بلاد، الإجمالي ساعتين، وقالوا إن الحضور هيكون مدعوا فيه صحفيين عاوزين يسمعوا مننا، وبعض أساتذة الجامعة. كانت معانا د.باربرا وميلاني، وطلعنا في مبنى السكن الدور الـ17 علشان نقعد في صالة لوحدينا ونتناقش، وأنا كان في دماغي حاجة واحدة مصّر إني أعرضها عن مصر، أُس الخراب وأصل الفساد، قعدنا نتكلم، وقالتلنا ايه الاقتراحات اللي عندكم، قولت أنا عندي اقتراح إن كل المصائب اللي فيها مصر نابعة من مشكلة كبرى ألا وهي: حكم العسكر. بداية من انقلاب 54 من الجيش على الملكية الفاسدة بغطاء شعبي واسع، والانقلاب على نجيب اللي كان عاوز البلد تمشي بحكم مدني مش عسكري، البلد بتدار من الجيش مموه ومتنكر في الزي المدني، ناصر، السادات، مبارك كان أكثرهم مدنية إلا أن الجيش كان بيحكم برده، وقامت الثورة ضد الظلم والطغيان والفساد والاستبداد اللي حل في البلد، وبعد الثورة انتفض الشباب ضد المجلس العسكري وحكم العسكر، وبعد انتزاع بعض الحقوق وبعض المكاسب، انقلاب عسكري آخر أخذ البلد إلى هاوية الجحيم.
كنت متوقع طبعًا الموضوع ميجعبش، لكني اتبعت وسيلة المبادرة في الطرح علشان المناقشة كلها تنصب في الموضوع وحوله، لو هنبدأ نشوف نصنف المصريين على أساس فكرهم "مش تمييز أو تصنيف عنصري"، علشان تفهموا توجهاتنا، أنا ربعاوي ضد كتير من أفعال الإخوان وأخطاءهم الجسيمة الفادحة، لكني أدافع عن كل الإسلاميين ضد الانقلاب طالما محدش هيعرض وجهة نظرهم، محمد ربعاوي إلى حد كبير جدًا وبيختلف مع الإخوان بشدة، يمكن أكتر مني شوية. محمود كاره للسيسي وكاره للإخوان. إبراهيم كاره للسيسي وكاره للإسلامين بعنف. مارك على حد تعبيره عن ذاته ضد الحكم الديني حتى ولو كان مسيحي، ومش متصالح أوي من السيسي والانقلاب، يعني على ما أذكر إنه قال منتخبش السيسي لأن الكنيسة وجهت لانتخابه. يعني معظم التوجهات عقلانية وفيها كتير من المنطقية إلا توجه يعادي على طول الخط. المناقشة كانت طويلة جدًا، وامتدت لتلات ساعات، طلع فيها حاجات كتير زي: هنتكلم عن العسكر وحكم العسكر يبقى نتكلم عن الإخوان، قولت: دلوقتي مفيش إخوان، العسكر شوف حكم كام عقد وهيا سنة واحدة بس في النص كانت مش حكم عسكر ومش موجودين دلوقتي في الحكم، نتكلم عن العسكر هما اللي وصلوا البلد للمرحلة دي.
بشكل عام محمود في لحظات البداية كان مؤيد للموضوع، لكنه رجع وبقى ضد عرضه بعد كدا، مارك وإبراهيم كمان ضد الموضوع، ومكانش فيه غيري أنا ومحمد بنقول هو أصل الفساد، وكل ما يطرحوا صيغة مختلفة نقولهم حكم العسكر هو السبب أو هو الجذر المسبب لكل دا. النقاش تشعب جدًا في تفاصيل التفاصيل وكل واحد بيطرح وجهة نظره ومفيش اتفاق كامل، لازم نتفق أصلًا علشان نبتدي نحضر.
د.بابرا كانت بتحاول توصل لحل يرضي جميع الأطراف، ولأن كدا اتنين على تلاتة فأنا ومحمد مش عارفين نقنع بطرح المشكلة كـ"حكم العسكر"، قالت بعد تفصيل وشرح كتير من الطرفين، يعني أنتوا عندكم مشكلة في حقوق الإنسان وانتهاكها في مصر؟ كان نفس ردي الدائم أنا ومحمد: ما دا بسبب حكم العسكر يا جدعان. مفيش، المهم مكانش فيه جدوى من الجدال اللي استمر كتير، وقررت إني مش هتمسك بالعنوان، المهم أي عنوان هنعرف نطرح فيه نفس المضمون، قولت أنا ماشي موافق، محمد اتضايق من تصرفي وبقي كدا لوحده، قعدنا نقنع فيه شوية إننا نتكلم عن مش انتهاك حقوق الإنسان، هي أصلًا ملهاش وجود في مصر على الإطلاق، استنى يا محمد وهنحط المحتوى اللي يركز على العسكر برده، دي كانت وجهة نظري، وأظن محمود عمل كدا من الأول علشان منفضلش طول اليوم في الجدل دا. تقدروا تلاحظوا من الصورة قد ايه النقاش كان مرهق.
كدا انتهى دور د.باربرا النهاردة وبكرة تراجع معانا العرض قبل ما نعمله، وبعد ما حطت معانا العنوان العريض، مفروض احنا نفضل في معسكر مغلق نشوف هنعرض عن خلال ايه وايه المحتوى والكلام اللي هنقوله بالتفصيل ولو هنتسخدم أدوات عرض وخلافه.
بقيت اليوم كان فاضي، فكان فيه اقتراح لو حد حابب يروح حمام سباحة عام أو بتاع الجامعة، كتير من الناس راحوا ومعظم الأصدقاء المصريين، وأنا قررت مرحش خاصة إني سمعت إنها كلها حمامات مختلطة، اللهم إني صائم! لو رجعوا قالولي بعد كدا إن فيه مسبح "بالخليجي" عادي هبقى أروحه.
نزلت لوحدي رحت وسط البلد واتمشيت واشتريت شوية حاجات، رجعت بصيت شوية عن أبحاث وإحصائيات يمكن نستخدمها في العرض، وجهزت شوية في خطة العمل بتاعتي، ونمت حبة حلوين. فطرنا عند صالح آبي وزينب أبلة، واتفقنا نفطر ونقوم علطول علشان نجهز للعرض دا بكرة الضهر!
وبالفعل بكل نشاط وحيوية، الوقت سرقنا، وكما يقول المثل "هيح، هي الأوقات الحلوة كدا، بتعدي بسرعة" لقيناها جت على 11 أو 12 واحنا ما شاء الله لسه قاعدين. عقبال ما قومنا واتحركنا، قولنا ننزل نقعد تحت في القعدات اللي قدام المبنى في الهواء المنعش، وبدأنا نتناقش. قولنا احنا نعمل سرد سريع بالخط الزمني من الثورة وحتى الآن، وبعدين نعرض لانتهاك أو "انعدام" حقوق الإنسان في مصر، وبعدين اضطهاد الأقليات الدينية والعرقية.
أنا اللي كنت ماسك كتابة المحتوى وتفريغ الأفكار، قولت تعالوا نتكلم من أول انقلاب 54 قالوا لأ، قولت مش مشكلة، بدأنا نتكلم عن الثورة وقيمها ضد نظام مبارك، وبعدين المجلس العسكري، جينا بقى وقفنا عند محمد محمود، والإخوان باعونا في محمد محمود، وصفقة الإخوان مع المجلس العسكري، وبدأت المعارك الحوارية، دا مكانش حالنا إحنا بس، كل البلاد ممكن باستثناء لبنان، كنا في حالة صراع فكري.
الإخوان باعوا، لأ مباعوش، الإخوان عملوا صفقة مع العسكري، لأ متفقوش، وشد وجذب، وكل واحد بما فيهم أنا عاوز يفرض ويعرض وجهة نظره، النقاشات بقت شبه تصويتية ونتفق على صيغة، وأحيانًا أكون لوحدي في صف الإخوان والإسلاميين وأحيانًا أنا ومحمد، في الآخر حسيت بصداع وإني عاوز أنام، ومش هعرف أهاتي ولا بقي عندي قدرة على النقاش والجدال، واتقفلت، قولت أنا أنام وأصحى الصبح فايق أعرف أتخانق، يا جماعة هقوم أنام، لأ مينفعش، يا جماعة مش قادر، لا لازم نقعد نكمل، قولتلهم اعملوا اللي انتوا عاوزينه وانا معاكم، وطلعت نمت.
صحينا متأخر كلنا تاني يوم، واتجمعنا في أوضة محمود، قعدنا نختلف تاني، قالولي وصلنا لكذا، قولت لا دا كله تنسوه ونبدأ من الأول كدا بالصلاة على النبي لأني مكنتش فايق امبارح باليل، بعد نزاعات وصلت لشتايم بهزار وبعدين خلافات قلبت بجد، حاولنا نهدي الموقف شوية، الوضع متوتر جدًا، وكان الاقتراح الأفضل، إن كل نقطة نختلف عندها يا نحط فيها جميع الآراء والاختلافات، يا نصيغها بطريقة ترضي الطرفين. يعني في عهد مرسي وأحداث الاتحادية، صغت جملة: ووقعت صدامات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه بانسحاب من الجيش والشرطة أدت إلى قتلى من الطرفين، وقولتلهم نعتمد في المصادر والاحصاءات على حاجة مستقلة، قولت نعتمد على ويكي ثورة في إحصائيات أعداد الشهداء والمصابين والمعتقلين، ويكي ثورة مصدر محايد، وبقدر الإمكان دقيق، طبعًا بدون وجود إمكانيات ومع النظام القمعي بتكون الاحصائيات أقل من الحقيقة بشوية.
الوقت أزف علينا واحنا لسه محلك سر، بدأنا تاني نكتب، وقررنا خلاص أي نقطة نخلاف نحط فيها كل وجهات النظر، خط زمني من أول الثورة، المجلس العسكري وأحداث مجلس الوزرا ومحمد محمود، استفتاء، انتخابات مجلسي النواب، وبعدين انتخاب مرسي، أحداث قصر الاتحادية، ثم الانقلاب العسكري وأحداث فض رابعة والنهضة وتقرير هيومان رايتس ووتش فيها. كنا مقسمين الوقت إن كل واحد يتكلم في حدود 5 دقايق عن نقاط معينة، وأنا اللي كتبت النص كله بإيدي وبعدين وزعناه. كتبنا كمان وأخدنا إحصائيات عن اضهاد الأقليات الدينية، سواءً عدم الاعتراف بمللهم أو تعرضهم لانتهاكات تصل لحد القتل في بعض الأحيان. محمد عمل عرض مكون من صور على Prezi، في الآخر بعد ما خلصنا، إبراهيم قال يا جماعة بسبب الصحافة أنا مش عاوز أطلع، مش حابب أرجع مصر وممكن تحصلي بمشكلة بسبب حاجة زي دي، طيب تمام يا إبراهيم براحتك واحنا هنقول لباربرا على الحوار دا، وأنا قررت أقدم في الأول وإبراهيم يقف معانا يعتذر عن التقديم ويقعد مع الحاضرين.
خرجنا للاجتماع والمراجعة الأخيرة مع د.باربرا، وأنا باعرض عليها النص كله مرة واحدة وباقوله لأني اللي كاتبه طلعت اختلافات تاني، على جملة قصر الاتحادية: وقعت مناوشات بين الطرفين وأدت إلى قتلى من المؤيدين والمعارضين، قالولي لأ اكتب الإخوان هما اللي بدأوا، لأ مبدأوش، لأ بدأوا، طيب قولت يا سلام واقتحام القصر بالجرافات وانسحاب الجيش والشرطة؟ المهم خلاص، قررنا تاني نقول، بعض الآراء إن الإخوان والمؤيدين لمرسي هما اللي بدأوا، وآراء تاني بتخالف الكلام دا.
معنديش مشكلة أقول، إني أكون لوحدي في لحظات كتير مضطر أدافع عن الإخوان، ربنا يسامحهم، أتحط في موقف لا أحسد عليه بتاتًا، مش حابب صورة الإسلاميين تبان مشوهة وغير حقيقية ومشيطنة، وفي نفس الوقت معترف بأخطاء الإخوان الجسيمة، لكن مش لدرجة شيطنتهم زي إعلامنا المغوار. بعد عناء خلاص استقرينا، يادوبك مفيش وقت كل واحد أخد دش وغير هدومه بسرعة، لبست تيشيرت رابعة بتاعي، إن مكنتش ألبسه في عرض زي دا ألبسه امتى؟
توجهنا لساحة القتال، وكل بلد تقريبًا طلابها مولعين نار، نفسنا العرض دا يخلص ويعدي بأي شكل الواحد خلاص هينفجر، العراقيين كان عندهم مشكلة كبيرة في دخول الصحفيين لأن دا ممكن يمثلهم خطر حقيقي لما يرجعوا بلدهم، د.ريبكا وعدتهم مفيش صحفيين يدخلوا المكان، ووعدتنا إحنا كمان، وقالوا مفيش أي ضغط لو حاسين بأي خطر قولوا ومتطلعوش من الأساس، أنا ضحكت بصراحة، خطر ايه بس وبتاع ايه، احنا وقعنا مع هواة ولا ايه؟ الناس دي لازم تشوف مظاهراتنا في الجامعات علشان يعرفوا اللعب بتاعنا شكله ازاي.
وفد العراق بدأ، اتكلموا عن جغرافية العراق شوية، وبعدين آياز وشادي من كردستان طرحوا قضية إقليم كردستان العراق والحل باستقلاله أو عدم استقلاله عن العراق، وكل واحد طرح وجهة نظره، التقديم كان كويس ومفيد ومفيهوش أي صدامات، كل اللي بيقولوه اقتراحات فالاختلاف يعني مش عميق.
جاء دور الوفد المصري، طلعت أول واحد وقدمت بعد ما إبراهيم اعتذر وقعد، قولت: حابب أقول إن دا مثال حيّ على انعدام حرية التعبير حتى عن مصر برة، في البداية أحب أقول إننا كلنا من خلفيات فكرية مختلفة، نعبر عن نفسنا ونعبر عن طوائف مختلفة من الشعب المصري، وهنحاول قدر الإمكان نطرح كل وجهات النظر حتى الغير موجودة، وقولت خط سير العرض بتاعنا.
بدأ محمد أول واحد وقدم بلمحة خاطفة عن انقلاب 65، وبعدين دخل في أحداث الثورة، المجلس العسكري وخلافه، بعدين كملت أنا من أول تولي مرسي الحكم، وأحداث الاتحادية، والانقلاب وقولت إن فيه ناس بتعتبره ثورة، طلع محمود اتكلم عن إحصائيات الشهداء والمصابين والمعتقلين في الثورة والمجلس العسكري وحكم مرسي وتحت الانقلاب. واتكلمنا عن العنصرية والاضهاد على أساس العرق أو التهميش لأهل سينا والنوبة كمثال، مارك طلع اتكلم عن اضهاد الأقليات الدينية وأحداث انفجارات كنيسة القديسين، وحوادث حرق كنائس في الصعيد أيام مرسي، مارك جوّد شوية بس إشطة يعني، اتكلموا عن عدم إعطاء البهائيين والشيعة حق في كتابة ديانتهم في البطاقة، وإنهم مضطهدين واتكلموا عن مقتل بعض الشيعة. من آخر المشاكل اللي فاكر إننا قفلنا بيها الموضوع كان ظاهرة التحرش، ومحمود عرض لها، وقلنا إن عرض الأسباب والحلول ممكن ياخد وقت، وبالنسبة لانعدام حقوق الإنسان فحلمنا، دا مش اقتراح دا حلم، إننا نوصل لدولة مدنية تأصل لحقوق الإنسان في مصر.
جالتلنا أسئلة كتير شاركنا كلها في الإجابة عنها، جالنا سؤال ليه إبراهيم مرضيش يشارك هل لأنه معترض على الكلام، رديت قولت لأ لسبب شخصي وهو شارك معانا بالفعل في تحضير المحتوى، جالي سؤال كنت منتظره وبشدّة، حد سألني على تيشيرت رابعة وبيرمز لايه، شرحت اسم رابعة وأنه اسم لسيدة ناسكة شهيرة، وهو من الرقم 4، وأضاف إبراهيم ليا إنه يعني في اللغة العربية التوسط أو الوسطية، وقولت إن دا ميدان وحصل فيه زي ما ذكرنا أبشع مجزرة في العصر الحديث، ودي علامة أنا أؤمن إنها إنسانية في المقام الأول. جالنا أسئلة كتير مختلفة مش متذكرها كويس، بس فاكر سؤال عن التحرش تاني، وأنا ومحمود قلنا الظاهرة متفشية ومتعددة من أول اللفظ لأقصى الحدود، وقولت مثال تاني، مع إن مفيش مقارنة بس حتى التحرش بالأولاد موجود، لا يقارن بما يحدث للبنات طبعًا لكنه بيحصل فعلًا. الموضوع ثقافة مجتمع وأخلاق ومبادئ عاوز تعالج وتتغير، المجتمع محتاج إعادة تأهيل.
كنت متوقع طبعًا الموضوع ميجعبش، لكني اتبعت وسيلة المبادرة في الطرح علشان المناقشة كلها تنصب في الموضوع وحوله، لو هنبدأ نشوف نصنف المصريين على أساس فكرهم "مش تمييز أو تصنيف عنصري"، علشان تفهموا توجهاتنا، أنا ربعاوي ضد كتير من أفعال الإخوان وأخطاءهم الجسيمة الفادحة، لكني أدافع عن كل الإسلاميين ضد الانقلاب طالما محدش هيعرض وجهة نظرهم، محمد ربعاوي إلى حد كبير جدًا وبيختلف مع الإخوان بشدة، يمكن أكتر مني شوية. محمود كاره للسيسي وكاره للإخوان. إبراهيم كاره للسيسي وكاره للإسلامين بعنف. مارك على حد تعبيره عن ذاته ضد الحكم الديني حتى ولو كان مسيحي، ومش متصالح أوي من السيسي والانقلاب، يعني على ما أذكر إنه قال منتخبش السيسي لأن الكنيسة وجهت لانتخابه. يعني معظم التوجهات عقلانية وفيها كتير من المنطقية إلا توجه يعادي على طول الخط. المناقشة كانت طويلة جدًا، وامتدت لتلات ساعات، طلع فيها حاجات كتير زي: هنتكلم عن العسكر وحكم العسكر يبقى نتكلم عن الإخوان، قولت: دلوقتي مفيش إخوان، العسكر شوف حكم كام عقد وهيا سنة واحدة بس في النص كانت مش حكم عسكر ومش موجودين دلوقتي في الحكم، نتكلم عن العسكر هما اللي وصلوا البلد للمرحلة دي.
بشكل عام محمود في لحظات البداية كان مؤيد للموضوع، لكنه رجع وبقى ضد عرضه بعد كدا، مارك وإبراهيم كمان ضد الموضوع، ومكانش فيه غيري أنا ومحمد بنقول هو أصل الفساد، وكل ما يطرحوا صيغة مختلفة نقولهم حكم العسكر هو السبب أو هو الجذر المسبب لكل دا. النقاش تشعب جدًا في تفاصيل التفاصيل وكل واحد بيطرح وجهة نظره ومفيش اتفاق كامل، لازم نتفق أصلًا علشان نبتدي نحضر.
د.بابرا كانت بتحاول توصل لحل يرضي جميع الأطراف، ولأن كدا اتنين على تلاتة فأنا ومحمد مش عارفين نقنع بطرح المشكلة كـ"حكم العسكر"، قالت بعد تفصيل وشرح كتير من الطرفين، يعني أنتوا عندكم مشكلة في حقوق الإنسان وانتهاكها في مصر؟ كان نفس ردي الدائم أنا ومحمد: ما دا بسبب حكم العسكر يا جدعان. مفيش، المهم مكانش فيه جدوى من الجدال اللي استمر كتير، وقررت إني مش هتمسك بالعنوان، المهم أي عنوان هنعرف نطرح فيه نفس المضمون، قولت أنا ماشي موافق، محمد اتضايق من تصرفي وبقي كدا لوحده، قعدنا نقنع فيه شوية إننا نتكلم عن مش انتهاك حقوق الإنسان، هي أصلًا ملهاش وجود في مصر على الإطلاق، استنى يا محمد وهنحط المحتوى اللي يركز على العسكر برده، دي كانت وجهة نظري، وأظن محمود عمل كدا من الأول علشان منفضلش طول اليوم في الجدل دا. تقدروا تلاحظوا من الصورة قد ايه النقاش كان مرهق.
كدا انتهى دور د.باربرا النهاردة وبكرة تراجع معانا العرض قبل ما نعمله، وبعد ما حطت معانا العنوان العريض، مفروض احنا نفضل في معسكر مغلق نشوف هنعرض عن خلال ايه وايه المحتوى والكلام اللي هنقوله بالتفصيل ولو هنتسخدم أدوات عرض وخلافه.
بقيت اليوم كان فاضي، فكان فيه اقتراح لو حد حابب يروح حمام سباحة عام أو بتاع الجامعة، كتير من الناس راحوا ومعظم الأصدقاء المصريين، وأنا قررت مرحش خاصة إني سمعت إنها كلها حمامات مختلطة، اللهم إني صائم! لو رجعوا قالولي بعد كدا إن فيه مسبح "بالخليجي" عادي هبقى أروحه.
نزلت لوحدي رحت وسط البلد واتمشيت واشتريت شوية حاجات، رجعت بصيت شوية عن أبحاث وإحصائيات يمكن نستخدمها في العرض، وجهزت شوية في خطة العمل بتاعتي، ونمت حبة حلوين. فطرنا عند صالح آبي وزينب أبلة، واتفقنا نفطر ونقوم علطول علشان نجهز للعرض دا بكرة الضهر!
وبالفعل بكل نشاط وحيوية، الوقت سرقنا، وكما يقول المثل "هيح، هي الأوقات الحلوة كدا، بتعدي بسرعة" لقيناها جت على 11 أو 12 واحنا ما شاء الله لسه قاعدين. عقبال ما قومنا واتحركنا، قولنا ننزل نقعد تحت في القعدات اللي قدام المبنى في الهواء المنعش، وبدأنا نتناقش. قولنا احنا نعمل سرد سريع بالخط الزمني من الثورة وحتى الآن، وبعدين نعرض لانتهاك أو "انعدام" حقوق الإنسان في مصر، وبعدين اضطهاد الأقليات الدينية والعرقية.
أنا اللي كنت ماسك كتابة المحتوى وتفريغ الأفكار، قولت تعالوا نتكلم من أول انقلاب 54 قالوا لأ، قولت مش مشكلة، بدأنا نتكلم عن الثورة وقيمها ضد نظام مبارك، وبعدين المجلس العسكري، جينا بقى وقفنا عند محمد محمود، والإخوان باعونا في محمد محمود، وصفقة الإخوان مع المجلس العسكري، وبدأت المعارك الحوارية، دا مكانش حالنا إحنا بس، كل البلاد ممكن باستثناء لبنان، كنا في حالة صراع فكري.
الإخوان باعوا، لأ مباعوش، الإخوان عملوا صفقة مع العسكري، لأ متفقوش، وشد وجذب، وكل واحد بما فيهم أنا عاوز يفرض ويعرض وجهة نظره، النقاشات بقت شبه تصويتية ونتفق على صيغة، وأحيانًا أكون لوحدي في صف الإخوان والإسلاميين وأحيانًا أنا ومحمد، في الآخر حسيت بصداع وإني عاوز أنام، ومش هعرف أهاتي ولا بقي عندي قدرة على النقاش والجدال، واتقفلت، قولت أنا أنام وأصحى الصبح فايق أعرف أتخانق، يا جماعة هقوم أنام، لأ مينفعش، يا جماعة مش قادر، لا لازم نقعد نكمل، قولتلهم اعملوا اللي انتوا عاوزينه وانا معاكم، وطلعت نمت.
صحينا متأخر كلنا تاني يوم، واتجمعنا في أوضة محمود، قعدنا نختلف تاني، قالولي وصلنا لكذا، قولت لا دا كله تنسوه ونبدأ من الأول كدا بالصلاة على النبي لأني مكنتش فايق امبارح باليل، بعد نزاعات وصلت لشتايم بهزار وبعدين خلافات قلبت بجد، حاولنا نهدي الموقف شوية، الوضع متوتر جدًا، وكان الاقتراح الأفضل، إن كل نقطة نختلف عندها يا نحط فيها جميع الآراء والاختلافات، يا نصيغها بطريقة ترضي الطرفين. يعني في عهد مرسي وأحداث الاتحادية، صغت جملة: ووقعت صدامات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه بانسحاب من الجيش والشرطة أدت إلى قتلى من الطرفين، وقولتلهم نعتمد في المصادر والاحصاءات على حاجة مستقلة، قولت نعتمد على ويكي ثورة في إحصائيات أعداد الشهداء والمصابين والمعتقلين، ويكي ثورة مصدر محايد، وبقدر الإمكان دقيق، طبعًا بدون وجود إمكانيات ومع النظام القمعي بتكون الاحصائيات أقل من الحقيقة بشوية.
الوقت أزف علينا واحنا لسه محلك سر، بدأنا تاني نكتب، وقررنا خلاص أي نقطة نخلاف نحط فيها كل وجهات النظر، خط زمني من أول الثورة، المجلس العسكري وأحداث مجلس الوزرا ومحمد محمود، استفتاء، انتخابات مجلسي النواب، وبعدين انتخاب مرسي، أحداث قصر الاتحادية، ثم الانقلاب العسكري وأحداث فض رابعة والنهضة وتقرير هيومان رايتس ووتش فيها. كنا مقسمين الوقت إن كل واحد يتكلم في حدود 5 دقايق عن نقاط معينة، وأنا اللي كتبت النص كله بإيدي وبعدين وزعناه. كتبنا كمان وأخدنا إحصائيات عن اضهاد الأقليات الدينية، سواءً عدم الاعتراف بمللهم أو تعرضهم لانتهاكات تصل لحد القتل في بعض الأحيان. محمد عمل عرض مكون من صور على Prezi، في الآخر بعد ما خلصنا، إبراهيم قال يا جماعة بسبب الصحافة أنا مش عاوز أطلع، مش حابب أرجع مصر وممكن تحصلي بمشكلة بسبب حاجة زي دي، طيب تمام يا إبراهيم براحتك واحنا هنقول لباربرا على الحوار دا، وأنا قررت أقدم في الأول وإبراهيم يقف معانا يعتذر عن التقديم ويقعد مع الحاضرين.
خرجنا للاجتماع والمراجعة الأخيرة مع د.باربرا، وأنا باعرض عليها النص كله مرة واحدة وباقوله لأني اللي كاتبه طلعت اختلافات تاني، على جملة قصر الاتحادية: وقعت مناوشات بين الطرفين وأدت إلى قتلى من المؤيدين والمعارضين، قالولي لأ اكتب الإخوان هما اللي بدأوا، لأ مبدأوش، لأ بدأوا، طيب قولت يا سلام واقتحام القصر بالجرافات وانسحاب الجيش والشرطة؟ المهم خلاص، قررنا تاني نقول، بعض الآراء إن الإخوان والمؤيدين لمرسي هما اللي بدأوا، وآراء تاني بتخالف الكلام دا.
معنديش مشكلة أقول، إني أكون لوحدي في لحظات كتير مضطر أدافع عن الإخوان، ربنا يسامحهم، أتحط في موقف لا أحسد عليه بتاتًا، مش حابب صورة الإسلاميين تبان مشوهة وغير حقيقية ومشيطنة، وفي نفس الوقت معترف بأخطاء الإخوان الجسيمة، لكن مش لدرجة شيطنتهم زي إعلامنا المغوار. بعد عناء خلاص استقرينا، يادوبك مفيش وقت كل واحد أخد دش وغير هدومه بسرعة، لبست تيشيرت رابعة بتاعي، إن مكنتش ألبسه في عرض زي دا ألبسه امتى؟
توجهنا لساحة القتال، وكل بلد تقريبًا طلابها مولعين نار، نفسنا العرض دا يخلص ويعدي بأي شكل الواحد خلاص هينفجر، العراقيين كان عندهم مشكلة كبيرة في دخول الصحفيين لأن دا ممكن يمثلهم خطر حقيقي لما يرجعوا بلدهم، د.ريبكا وعدتهم مفيش صحفيين يدخلوا المكان، ووعدتنا إحنا كمان، وقالوا مفيش أي ضغط لو حاسين بأي خطر قولوا ومتطلعوش من الأساس، أنا ضحكت بصراحة، خطر ايه بس وبتاع ايه، احنا وقعنا مع هواة ولا ايه؟ الناس دي لازم تشوف مظاهراتنا في الجامعات علشان يعرفوا اللعب بتاعنا شكله ازاي.
وفد العراق بدأ، اتكلموا عن جغرافية العراق شوية، وبعدين آياز وشادي من كردستان طرحوا قضية إقليم كردستان العراق والحل باستقلاله أو عدم استقلاله عن العراق، وكل واحد طرح وجهة نظره، التقديم كان كويس ومفيد ومفيهوش أي صدامات، كل اللي بيقولوه اقتراحات فالاختلاف يعني مش عميق.
جاء دور الوفد المصري، طلعت أول واحد وقدمت بعد ما إبراهيم اعتذر وقعد، قولت: حابب أقول إن دا مثال حيّ على انعدام حرية التعبير حتى عن مصر برة، في البداية أحب أقول إننا كلنا من خلفيات فكرية مختلفة، نعبر عن نفسنا ونعبر عن طوائف مختلفة من الشعب المصري، وهنحاول قدر الإمكان نطرح كل وجهات النظر حتى الغير موجودة، وقولت خط سير العرض بتاعنا.
بدأ محمد أول واحد وقدم بلمحة خاطفة عن انقلاب 65، وبعدين دخل في أحداث الثورة، المجلس العسكري وخلافه، بعدين كملت أنا من أول تولي مرسي الحكم، وأحداث الاتحادية، والانقلاب وقولت إن فيه ناس بتعتبره ثورة، طلع محمود اتكلم عن إحصائيات الشهداء والمصابين والمعتقلين في الثورة والمجلس العسكري وحكم مرسي وتحت الانقلاب. واتكلمنا عن العنصرية والاضهاد على أساس العرق أو التهميش لأهل سينا والنوبة كمثال، مارك طلع اتكلم عن اضهاد الأقليات الدينية وأحداث انفجارات كنيسة القديسين، وحوادث حرق كنائس في الصعيد أيام مرسي، مارك جوّد شوية بس إشطة يعني، اتكلموا عن عدم إعطاء البهائيين والشيعة حق في كتابة ديانتهم في البطاقة، وإنهم مضطهدين واتكلموا عن مقتل بعض الشيعة. من آخر المشاكل اللي فاكر إننا قفلنا بيها الموضوع كان ظاهرة التحرش، ومحمود عرض لها، وقلنا إن عرض الأسباب والحلول ممكن ياخد وقت، وبالنسبة لانعدام حقوق الإنسان فحلمنا، دا مش اقتراح دا حلم، إننا نوصل لدولة مدنية تأصل لحقوق الإنسان في مصر.
جالتلنا أسئلة كتير شاركنا كلها في الإجابة عنها، جالنا سؤال ليه إبراهيم مرضيش يشارك هل لأنه معترض على الكلام، رديت قولت لأ لسبب شخصي وهو شارك معانا بالفعل في تحضير المحتوى، جالي سؤال كنت منتظره وبشدّة، حد سألني على تيشيرت رابعة وبيرمز لايه، شرحت اسم رابعة وأنه اسم لسيدة ناسكة شهيرة، وهو من الرقم 4، وأضاف إبراهيم ليا إنه يعني في اللغة العربية التوسط أو الوسطية، وقولت إن دا ميدان وحصل فيه زي ما ذكرنا أبشع مجزرة في العصر الحديث، ودي علامة أنا أؤمن إنها إنسانية في المقام الأول. جالنا أسئلة كتير مختلفة مش متذكرها كويس، بس فاكر سؤال عن التحرش تاني، وأنا ومحمود قلنا الظاهرة متفشية ومتعددة من أول اللفظ لأقصى الحدود، وقولت مثال تاني، مع إن مفيش مقارنة بس حتى التحرش بالأولاد موجود، لا يقارن بما يحدث للبنات طبعًا لكنه بيحصل فعلًا. الموضوع ثقافة مجتمع وأخلاق ومبادئ عاوز تعالج وتتغير، المجتمع محتاج إعادة تأهيل.
هم وانزاح، طلع بعدينا لبنان، وكان حاجة خفيفة لذيذة، عرضوا فيديوهين عن ما أسموه "وجهي لبنان المختلفين" الوجه الأول المتعة والمناظر الطبيعية والسياحة، والوجه التاني الوجه القبيح للحرب الأهلية، واتكلموا عن الحرب الأهلية وانتهاءها والمصالحة، اتكلموا عن شوية حاجات في تكوين الحكومة، واتكلموا عن هجرة السوريين للبنان بعد الحرب بين مؤيدين ومعارضين، كلهم من منظور إنساني مكانوش ضد لجوء السوريين.
طلعوا تركيا وما أدراك ما تركيا، أول ما علي عزت دخل وعلق علم أتاتورك وعلم القومية اللبني المرسوم عليه راس ذئب يرمز لمش عارف ايه، عرفنا هيعمل ايه، عرض لوحده في الأول عن التخلف والجهل والفقر والقمع والوحل اللي تركيا فيه! والحركة العلمانية القومية ضد نظام أردوغان القمعي الفاسد الظالم، اتكلم عن اشتعال المظاهرات علشان الحديقة وحماية الأشجار، للأسف علي كان متسلط جدًا في العرض لدرجة إنه لوحده أخد حوالي 15 دقيقة من أصل عشرين، كان غير منطقي ولا موضوعي في عرضه، غير عدم إعطاءه فرصة لزملايله، واضح إنهم اختلفوا تمامًا، واتفقوا كل واحد يحضر لوحده وكل واحد يعرض وجهة نظريه، بس هو اللي بدأ وهو اللي استحوذ، جان بيير كان ضد نظام أردوغان بس بموضوعية كبيرة، دخلت هلال وراحت بدأت بصورة للملايين المؤدية لأردوغان، عجبتني أوي الحركة دي، وحكت عن حزب أردوغان، والطفرات الاقتصادية والحضارية في ظل حكمه، وكانت حركة ذكية كمان إنها اتكلمت عن منع اليوتيوب وتويتر والأشياء السلبية البسيطة، بشرى دخلت زودت شوية على كلام هلال، وبعدين باشاك - طالبة حقوق - اتكلمت عن القوانين ومش معارضة متعصبة يعني عاوزة حقوق لكل المصابين، بصراحة صور الاصابات تافهة جدًا، وبرده كان فيه قتلى واتكلمت عن إن القانون يكفل الحق في التظاهر وخلافه.
كان فيه أسئلة كتير، منها مثلًا إن علي عزت بيقول تركيا مش بتصنّع أي حاجة، يا راجل قول كلام غير دا! وصالح آبي وزينب أبلة أدوله سؤالين في العضل، لأنه كان بيدعي إن الجهل في تركيا متفشي ودا سبب فوز نظام أردوغان، وكمان اتكلم عن رموز العلمانية والقومية العلماء والمفكرين، قومت سألته شوية أسئلة، وقولتله بتكره أردوغان ومش عاوزه؟ طيب هاته إحنا محتاجينه؟ وكنت عاوز اسأله عن خبر قرأته من اسبوع بتصنيع أول طيارة تركية، وإننا كمصريين بنتفشخر لما بنلبس لبس تركي! من الجميل، إن لما صالح آبي قاله أنت أخدت حق زمايلك وتعديت على وقتهم لدرجة كل منهم أخد دقيقة دقيقتين بالكتير، قاله النهاردة أنا كنت طاغية كأردوغان.! لطيف أوي.
من أفضل الحاجات اللي طلعت بيها اليوم دا هو تعريف السيسي كسفاح، وواحد زي علي عزت كان معتبره بطل وعلماني وكدا، ومحمود قاله لأ على العكس دا سفاح وكمان بيتاجر بالدين، يعني لو بتكره الإخوان علشان بيتكلموا على أساس الدين، فالسيسي كمان عمل وبيعمل كدا، فكرهه، حتى ولو من ناحية أنه كرهه لاستخدامه للدين، المهم النتيجة إن كدا السيسي في وجهة نظر كل القاعدين بطريقة أو بأخرى سفاح.
خلصنا خلاص، وكان حاضر معانا ضيف مميز هيدينا المحاضرة اللي بعدها، قسيس ظابط في القوات المسلحة الأمريكية، وظيفته إنه يكون عايش مع فرق في الجيش ويكون متواجد للمسيحين اللي عاوزين يصلوا أو عاوزين استشارة، وبينشر أخلاقيات الجيش، المحاضرة كانت عن الحرب العادلة، وأخلاق وآداب الحروب، بصراحة بدأنا نهاجمه على طريقة أمريكا في الحرب وإنها غير عادلة "العراق"، وغير أخلاقية وفاكر إني أديته أمثلة بالعراق وغوانتاموا وسجن أبو غريب، قال إن سجن أبو غريب كان ناتج عن "إدارة" فاشلة.
مع إن كلامه مكانش مقنع، إلا أن أجزاء منه كتير عن الحرب العادلة كانت صحيحة، مع اعتراض الكويكرز على الحرب من الأساس زي د.ريبكا وهنا، بس كانوا بيسمعوا بإنصات تام، حكالنا عن إن دا مش قاصر للمسيحين والكاثوليك في الجيش، لأ فيه أئمة مسلمين في الجيش الأمريكي وفيه حاخامات يهوديين، ومش هنسي موقف حكاه عن مسلم اتأسر في حرب، فراح علمه الصلاة وأداله مصحف. يعني هو إنسان كويس وإن كان وظيفته في وجهة نظري بتناقض كتير من أفكاره الخيّرة بس هو شايف إنه يقدر يغير بيها وينفع فيها الجنود. طبعًا كان كلنا ناقمين على الجيش الأمريكي، وإلى حد ما صبينا غضبنا عليه، بس بعد ما حكي عدة مواقف في حياته وقبل دخول الجيش وبعده، احترمته حتى وإن كنا مختلفين أحيانًا بشدّة معاه. قمنا اتصورنا معاه، وسلم عليا بحرارة وقالي استمر في معركتك للحرية والكرامة، وشاورلي على التيشيرت وقالي أنا كنت مهتم جدًا بكلامك وحابب أشجعك.
يادوب خلص معانا، وجاء الإفطار، فطرنا وصلينا، وأظن إني أذنت المغرب اليوم دا، غالبًا، ونزلنا اتمشينا شوية باليل، ورجعنا قضينا سهرتنا المعتادة ثم خلدنا إلى النوم. بكرة تاني جمعة لينا في أمريكا.
_______
ألبوم الحلقة
طلعوا تركيا وما أدراك ما تركيا، أول ما علي عزت دخل وعلق علم أتاتورك وعلم القومية اللبني المرسوم عليه راس ذئب يرمز لمش عارف ايه، عرفنا هيعمل ايه، عرض لوحده في الأول عن التخلف والجهل والفقر والقمع والوحل اللي تركيا فيه! والحركة العلمانية القومية ضد نظام أردوغان القمعي الفاسد الظالم، اتكلم عن اشتعال المظاهرات علشان الحديقة وحماية الأشجار، للأسف علي كان متسلط جدًا في العرض لدرجة إنه لوحده أخد حوالي 15 دقيقة من أصل عشرين، كان غير منطقي ولا موضوعي في عرضه، غير عدم إعطاءه فرصة لزملايله، واضح إنهم اختلفوا تمامًا، واتفقوا كل واحد يحضر لوحده وكل واحد يعرض وجهة نظريه، بس هو اللي بدأ وهو اللي استحوذ، جان بيير كان ضد نظام أردوغان بس بموضوعية كبيرة، دخلت هلال وراحت بدأت بصورة للملايين المؤدية لأردوغان، عجبتني أوي الحركة دي، وحكت عن حزب أردوغان، والطفرات الاقتصادية والحضارية في ظل حكمه، وكانت حركة ذكية كمان إنها اتكلمت عن منع اليوتيوب وتويتر والأشياء السلبية البسيطة، بشرى دخلت زودت شوية على كلام هلال، وبعدين باشاك - طالبة حقوق - اتكلمت عن القوانين ومش معارضة متعصبة يعني عاوزة حقوق لكل المصابين، بصراحة صور الاصابات تافهة جدًا، وبرده كان فيه قتلى واتكلمت عن إن القانون يكفل الحق في التظاهر وخلافه.
كان فيه أسئلة كتير، منها مثلًا إن علي عزت بيقول تركيا مش بتصنّع أي حاجة، يا راجل قول كلام غير دا! وصالح آبي وزينب أبلة أدوله سؤالين في العضل، لأنه كان بيدعي إن الجهل في تركيا متفشي ودا سبب فوز نظام أردوغان، وكمان اتكلم عن رموز العلمانية والقومية العلماء والمفكرين، قومت سألته شوية أسئلة، وقولتله بتكره أردوغان ومش عاوزه؟ طيب هاته إحنا محتاجينه؟ وكنت عاوز اسأله عن خبر قرأته من اسبوع بتصنيع أول طيارة تركية، وإننا كمصريين بنتفشخر لما بنلبس لبس تركي! من الجميل، إن لما صالح آبي قاله أنت أخدت حق زمايلك وتعديت على وقتهم لدرجة كل منهم أخد دقيقة دقيقتين بالكتير، قاله النهاردة أنا كنت طاغية كأردوغان.! لطيف أوي.
من أفضل الحاجات اللي طلعت بيها اليوم دا هو تعريف السيسي كسفاح، وواحد زي علي عزت كان معتبره بطل وعلماني وكدا، ومحمود قاله لأ على العكس دا سفاح وكمان بيتاجر بالدين، يعني لو بتكره الإخوان علشان بيتكلموا على أساس الدين، فالسيسي كمان عمل وبيعمل كدا، فكرهه، حتى ولو من ناحية أنه كرهه لاستخدامه للدين، المهم النتيجة إن كدا السيسي في وجهة نظر كل القاعدين بطريقة أو بأخرى سفاح.
خلصنا خلاص، وكان حاضر معانا ضيف مميز هيدينا المحاضرة اللي بعدها، قسيس ظابط في القوات المسلحة الأمريكية، وظيفته إنه يكون عايش مع فرق في الجيش ويكون متواجد للمسيحين اللي عاوزين يصلوا أو عاوزين استشارة، وبينشر أخلاقيات الجيش، المحاضرة كانت عن الحرب العادلة، وأخلاق وآداب الحروب، بصراحة بدأنا نهاجمه على طريقة أمريكا في الحرب وإنها غير عادلة "العراق"، وغير أخلاقية وفاكر إني أديته أمثلة بالعراق وغوانتاموا وسجن أبو غريب، قال إن سجن أبو غريب كان ناتج عن "إدارة" فاشلة.
مع إن كلامه مكانش مقنع، إلا أن أجزاء منه كتير عن الحرب العادلة كانت صحيحة، مع اعتراض الكويكرز على الحرب من الأساس زي د.ريبكا وهنا، بس كانوا بيسمعوا بإنصات تام، حكالنا عن إن دا مش قاصر للمسيحين والكاثوليك في الجيش، لأ فيه أئمة مسلمين في الجيش الأمريكي وفيه حاخامات يهوديين، ومش هنسي موقف حكاه عن مسلم اتأسر في حرب، فراح علمه الصلاة وأداله مصحف. يعني هو إنسان كويس وإن كان وظيفته في وجهة نظري بتناقض كتير من أفكاره الخيّرة بس هو شايف إنه يقدر يغير بيها وينفع فيها الجنود. طبعًا كان كلنا ناقمين على الجيش الأمريكي، وإلى حد ما صبينا غضبنا عليه، بس بعد ما حكي عدة مواقف في حياته وقبل دخول الجيش وبعده، احترمته حتى وإن كنا مختلفين أحيانًا بشدّة معاه. قمنا اتصورنا معاه، وسلم عليا بحرارة وقالي استمر في معركتك للحرية والكرامة، وشاورلي على التيشيرت وقالي أنا كنت مهتم جدًا بكلامك وحابب أشجعك.
يادوب خلص معانا، وجاء الإفطار، فطرنا وصلينا، وأظن إني أذنت المغرب اليوم دا، غالبًا، ونزلنا اتمشينا شوية باليل، ورجعنا قضينا سهرتنا المعتادة ثم خلدنا إلى النوم. بكرة تاني جمعة لينا في أمريكا.
_______
ألبوم الحلقة