Friday, March 20, 2015
10:27 PM

هوتلانتا

باحب ومؤمن جدًا بالحديث "تهادوا تحابوا"، ومؤمن إن اختيار الهدية بفن دا ذوق وفن عالي منقطع النظير، قبل ما نمشي كنت جبت لمحمود كرة القدم الأمريكية اللي كان نفسه فيها واديتهاله.

بعد ما مشينا من فلادلفيا ورحنا المطار، اتفتشنا تفتيش زي الفل، وقعدنا في قاعة الانتظار، وأنا طبعًا مبستناش طلعت اللاب وقعدت على النت، النت سريع جدًا كالعادة، طلعنا الطيارة ولأننا كنا الصبح بدري كلنا غططنا في نوم عميق فحت، وفيه حد لقطنا قعد يصور فينا كلنا وإحنا نايمين. وأنا صورت واتصورت كتير في الطيارة.






وصلنا مطار أتلاتنا، أكثر مطارات أمريكا إشغال قاطبة، بل وأزحم مطار في العالم كله، وأقولكم ايه على أتلاتنا، من عواصم المال والأعمال لأمريكا. أول ما وصلنا المطار بدأوا الدكاترة يكلمونا عن المطار وإزاي إنه يعتبر الترانزيت الأول في أمريكا، ولأن المدينة كلها أعمال كبيرة وأكبر أعمال وشركات أمريكا تعتبر موجودة فيها أو ليها أصول فيها، فهنا يكثر رجال الأعمال والموظفون والمترفون.

خرجنا من المطار وحسينا برطوبة الجو، لغاية ما ركبنا الأتوبيس، اللي سايق الأتوبيس واحدة سواقة، محترفة، كانت ست رهيبة، قعدت تهزر شوية وصوتها كان جهوري في المايك، المهم بدأت د.جوليت تسألنا شوية أسئلة عن أتلانتا، الإجابات كانت في ورقة وزعوها علينا مع جدول الأسبوع، معلومات عامة زي إن أتلانتا فيها الشركة الرئيسية لكوكاكولا على مستوى العالم، وفيها كتير من أكبر شركات أمريكا زي MMobile، وفيها قنوات برده وفروعها الرئيسية زي CNN، وهي مسقط رأس مارتن لوثر كينج، وفيها الكنيسة اللي كان هو قس فيها. وبعدين بدأوا يتكلموا شوية عن مارتن لوثر كينج، وسألت في الآخر تتوقعوا مين اللي حضر الخطاب الشهير "I have a dream


قعدت افتكر وأخطب شوية أسماء غلط، لغاية ما افتكرت، لأن صاحبي أحمد الشرقاوي كان قايلي على الموضوع دا قبل ما أسافر، قولتلهم د. باربرا. اتفاجأوا، قولتلهم ما أحمد الشرقاوي كان قايلي بصراحة. المهم عاشت الدور وقعدت تحكيلنا عن إزاي هي حضرتك مع أبوها الخطاب العالمي وإنها كانت خايفة شوية وكانت صغيرة جدًا، وطلع بالمصادفة كمان إن السواقة حضرتك الخطاب وقعدت تحكيلنا هي كمان.

المهم وصلنا أول مكان رايحين نزوره، وهو المركز الوطني للحقوق المدنية وحقوق الإنسان، قعدوا يحكولنا قد ايه إحنا محظوظين زي نيويورك لأن المركز لسه مفتوح من شهر. بمجرد ما نزلنا من العربية، عرفنا ليه أتلانتا ملقبة بـ هوتلانتا "Hotlanta".
الرطوبة عالية فحت، مفيش شمس وحر، بس الواحد بيجيب ميا، ومش عارف أفتح عنيا من كتر الحر، وعشان كدا طالعين مكلضمين في معظم الصور.



كان المتحف لسه مفتحش، بس إحنا حازين تذاكرنا على الانترنت تقريبًا، قعدنا في جنينة حلوة وواسعة قدام المتحف، وقدامه على اليمين متحف ضخم عن المائيات، وعلى الشمال متحف كوكاكولا، ايون متستغربوش كوكاكولا عاملة متحف، وأتلانتا بيعتبروها ملك خاص لكوكاكولا من كتر ما هي محتلاها تقريبًا. والمتحف اسمه "عالم كوكاكولا".
وكان الزحمة عليه بالكوم، جابولنا أكل غدا، وقعدنا ناكل ونشرب ونأربع في ميا عشان الحر، كان فيه صوت عالي على مقربة منا في حديقة عامة على أولها حتة زي ملاهي، روحنا نتفرج ورجعنا تاني، كان حاجة زي حفلة وخلق غفير قاعدين بيتفرجوا. 

وطبعا قعدت أمارس هوايتي وهواية الكل في إني أصورهم بالكاميرا الاحترافية لغاية ما عيني طلعت، المهم أخيرًا المتحف فتح، وقفنا في الطابور وأول ما دخلنا تنفسنا الصعداء، المتحف مكيف بقى هوبا.

اتقسمنا مجموعتين تقريبًا، وكان معانا مرشد سياحي لسه جديد وشاب يا عيني شكله غلبان أوي ولسه مش محترف ومتعود على الشغل، المركز كبير وضخم وتصميمه حلو ولسه بيلمع، هو هيفضل يلمع حتى لو قدم.

في الأول دخلنا من تحت، لأنه دورين كبار، التكنولوجيا المستخدمة فيه خيالية. أول جزء دخلناه كان عبارة عن شاشات، وناس بتحكي قصصها وقصص عن الحقوق المدنية والإنسانية، طفلة بتحكي عن نفسها، وست، وحد أسود، وتاخد السماعات وتقف تتفرج كأنهم بيكلموك، وعاملينها بطريقة الشاشة كأن الناس دي طبيعية، مش شاشة عرض تليفزيون أو عادية، شاشة فيها تجسيد من نوع ما.

خلصنا ولفينا شوية، كان فيه حاجات تانية حاطينها، زي لعبة، تقعد على كرسي بيتحرك، وتحط إيدك في مكان، وتلبس سماعات وتغمض عينك، اللعبة كأنك واحد من السود زمان في أمريكا، وبعض الناس البيض جايين يضايقوك، الصوت طبعا في ودانك عالي ورهيب ومجسم، والكرسي بيتحرك كأن حد بيضربك، وإيدك كمان لازم تكون ثابتة عشان مطلوب منك ضبط نفس على كل دا، لأن مش من حقك أي حاجة ولا عندك حقوق مدنية ولا مواطنة. ولو فلت إيدك يبقى مقدرتش تمسك نفسك للآخر، جربتها وكلمت عادي طبعًا، بس الفكرة إنهم بيوصلوا الفكرة بكل قوة.

طلعنا فوق، كل حاجة إبداعية، عاملين أوض فيها لوحات متعلقة، بتعرض فيديوهات لاحتجاجات مطالبة بالحريات على مستوى العالم تقريبا، مرورا بمصر والشرق كله، والغرب، وآسيا، وأوربا.

أكتر أوضة لفتت أنتباهي، كانوا جايبين فيها حاجات معينة وبيقولك دا قد ايه بيأثر على الحريات الإنسانية والمدنية، زي حاطين شيكولاتة فخمة في الفاترينة، ويقولك عشان الشيكولاتة دي تتصنع قد ايه ناس بتتهان في دول أفريقيا، وجايبين كورة أديداس وبيقولوا إزاي اللي بيصنعوها يدويا بيبخس حقهم، وجايبين التليفونات والآن فون والعمالة الرخيصة في الصين، الفكرة عبقرية إنهم يعرضوا الحاجات اللي الناس بتستخدمها كرفاهية في حياتها اليومية وقد ايه هي بتكون على حساب حرية وحقوق ناس تانية.

كان فيه كمان حيطة عليها صورة لناس ناضلوا من أجل الحريات والحقوق زي غاندي وغيره، وناس تانية ظلمة وديكتاتورين منهم هتلر وساتلين وغيرهم على الحيطة المقابلة، وكاتبين الحياة الشخصية لكل منهم، وحاطين صور لناس تانيين لسه عايشين زي كوريا والصين.

وبعدين دخلنا قاعة فيها شاشة عرض كبيرة فيها أفضل وأهم خطب في التاريخ المعاصر عن الحقوق والحريات منها طبعا وأولها خطاب مارتن لوثر كينج. قعدت اتفرج، وبعدين خرجت، لقيت عاملين صور معبرة عن كل الثورات الحديثة تقريبًا، ولقيت صورة لمصر، وقفت اتصورت جنبها وعملت رابعة وكدا.



خلصنا ونزلنا، وركبنا أتوبيسنا، واتحركنا على المكان اللي بعد كدا، الموقع التذكاري لمارتن لوثر كينج، الكنيسة اللي كان بيخطب فيها ومشرف عليها، وحتت تانية، نزلنا ودخلنا الكنيسة وشوفنا الموقع كله حواليها. وقعدوا يكلمونا شوية عن تاريخ الكنيسة وعن حياة مارتن لوثر كينج.

المكان متظبط ومتروق ومعمول على أفخم ما يكون، وكمان الجنينة اللي جنبيه والنافورة وكل تفصيلة، مهتمين بكل تفصيلة في حياة الراجل اللي ساهم في تحرير الأمة الأمريكية. عقبالنا.

خلصنا وكنا هلكنا خلاص، ركبنا الأتوبيس وفي الطريق لأكتر من 3 ساعات سفر لشمال كارولينا، وهنروح جبال، من أمتع الأماكن اللي كلنا تقريبا رحناها في حياتنا، المكان وتفاصيله كانت مشوقة جدًا، بعد ما وصلنا، الأتوبيس طلع بينا الجبال وقعد يمشي لغاية ما وصلنا المكان، هاحكي اسم المكان وتفاصيله في الحلقة الجاية إن شاء الله عشان كتشويق يعني وكداهوان.

نزلنا ميتين، وانا معرفتش أنام طول الطريق عشان المناظر اللي حوالين الطريق والجبال والمزارع، وقعدت كمان أصور كتير جدًا، ولما وصلنا الأتوبيس كان اتملا أكياس شيبسي وشيكولاتات وحلويات، قعدت ألملم فيها شوية لأن الكل كان منهك وتعبان وناس كتير ملمتش حاجاتها، وأخدتهم في كيس ورحت رميتهم.

التدوينة الجديدة بقى هتكون عن مكان أشبه بالجنة على الأرض.
______________
ألبوم الصور











  • تعليق
  • 0 تعليق

0 comments:

Post a Comment