وقفنا المرة اللي فاتت عند موضوع ومحاضرة تثير الحساسية. وتعمدت أكتب في اسم الحلقة دي: مش للكبار فقط. لأن دي من الحاجات اللي اتعلمتها وأفدتها في الموضوع دا. المحاضرة كانت لما رجعنا من المعبد الهندوسي، عن حقوق الشواذ. وكانوا جايبلنا اتنين، راجل شاذ وست شاذة، والاتنين متجوزين شواذ زيهم طبعًا.
كنت مقرر أقعد، أحضر بسلبية، ومتكلمش وأعدي المحاضرة الرخمة دي وخلاص، وفعلا فضلت قاعد في الأول مطنش ومش عاوز أبص لوشوشهم، كنت قرفان حتى أسلم على الراجل بإيدي، يع!
اتكلموا في البداية عن اضطهاد الشواذ، وتاريخ التحرر، وإن الموضوع في أمريكا بيختلف من ولاية للتانية، ففيه ولايات كتير خلاص أقرت قانونًا زواج الشواذ وشوية لسه، بس هو اللي متابع، أمريكا من حوالي سنة كانت المحكمة الدستورية العليا أقرته، والأمريكان في الجنوب ضد الشذوذ بشكل كبير، والحزب المحافظ كمان يعد ضد الشذوذ والسماح بزواج الشواذ، على عكس الشمال المنفتح جدًا - بالنسبالهم - والمؤيدين للحزب الديموقراطي.
قعدوا يتكلموا عن مفاهيم الشذوذ وإنه حاجة في طبيعة البشر مش مصطنعة، وإنه مش مؤذي ولا غلط من الناحية الطبية، وإن الشواذ آه مش بيتكاثروا، بس يقدروا يتبنوا أولاد، وشوية حاجات كدا ردًا على المفاهيم حلو الشذوذ. المهم الواد طارق كان قاعد مش مصدق نفسه، وكل شوية يلطم على وشه، لدرجة مرة سمعنا صوت اللطمة، وكل شوية يبص في الأرض كدا الواد مكانش طايق نفسه، هو وكذا حد غيره، الواد حيدر بقى بيقولي، الراجل بيقول جوزي جوزي، فبقول أكيد غلط، لغاية ما قال اسم راجل وبيقول جوزي، قلت يا نهار أسود، دا متجوز راجل بجد!
بيرلا قالت أنا مليش دعوة بالراجل يولع، أنا قرفانة من الست ازاي القرف دا. المهم في وسط المناقشات والكلام الراجل الشاذ قال: أنا كنت مسيحي كاثوليكي بس الكنيسة الكاثوليكية سيئة في الموضوع دا وتحولت بقيت مسيحي كويكر "اتكلمنا عليهم في الأول خالص لو فاكرين". الدكتورة ريبكا طبعا كانت قاعدة وتعابير وشها هتتشل لأنه قالي مسيحي كويكر، لأنها كمتخصصة وككويكر بتقول إن الكويكر مش طائفة من المسيحية، ولو إن المسيحيين بيعتبروهم طائفة من المسيحيين.
أخدت شوية تشجيع واتكلمت، فقلت يعني البشر مش مخلوقين بالنظام الفيزيائي لأنهم يكونوا كدا، ودا يعتبر خروج على طبيعة أجساد البشر، وبعدين أظن إن الإسلام زي المسيحية واليهودية، وأنا لما سألت القس في الكنيسة قالي، إحنا مش ضد إن الإنسان ممكن يكون - استثنائًا - منجذب لنفس نوعه، بس احنا ضد الفعل نفسه، زي الزنى بالظبط مع إنه فعل مش شاذ.
كلام صالح آبي وزينب أبلة كان كالعادة مميز جدًا، واتكلموا بشكل عام على إن الإسلام كمان كان فيه توعية كاملة بالموضوع دا، وإن الرسول كان بيأمر بالتفريق بين الأطفال في المضاجع والأغطية، وإن الفقهاء كمان ناقشوا إمامة الشاذ. المشكلة اللي أصبحت عندنا هو "عيب" لا ميصحش نتكلم في الموضوع دي، فانعدمت التوعية، مع إنه فعلا حاجة منتشرة وبتتفشى في المجتمع المسلم والعربي زي الإباحية بالظبط، وهاتكلم عن مصر لأني عايش فيها وأعرفها، فيه طبقات في مصر زي الطبقات العليا بدأوا يعلنوا الموضوع دا عادي، وكنت قرأت خبر زمان عن مظاهرة داعمة للشذوذ في الكويت، خرجوا علنًا بيطالبوا بحرية الشذوذ.
المشكلة دي زي غيرها من المشاكل اللي لا نقربها بسبب العيب وميصحش والكسوف، لكن العجيب إن معالجة ومناقشة الحاجات دي بتترك للأفلام القذرة المنحطة وبتترك للأدب غير العفيف، وبتترك كمان للجهال يتكلموا فيها، لدرجة كل ما أناقش حد من الزملاء والأصدقاء في الموضوع دا يقولي: دا عقدة نفسية، أو بيكونوا تعرضوا لحاجة مش مظبوطة في صغرهم.
مش هنقدر نعالج المشكلة وإحنا مش فاهمنها، وكمان مستحيل نعالج المشكلة وإحنا منكرينها، بنخاف نتكلم في أي حاجة فيها حروف الـ "ج" "ن" "س"، عشان عيب، وأصبح الموضوع دا بيستقى من مصادر فاسدة، والفتيان والفتيات بيتعلموا من الأشياء اللاأخلاقية، وبعد كدا يتداولوا معلومات ممزوجة بعدم الصحة بقلة الأدب، وخلصنا كدا.
يادوبك إن مكانش الأزهر فيه بعض العلم الشرعي اللي بيوجه الأزاهرة وبيعلمهم بكل الأدب. كان المثل دا بنصححه دائمًا "لا حياء في الدين" لأ غلط الدين كله حياء، إنما لا حياء في التعلم. والأمثلة كتير من النساء اللي كانوا بيسألوا النبيّ صلي الله عليه وسلم في أدق أدق التفاصيل، لدرجة إن واحدة منهم أثارت حياء الرسول، فأخذتها السيدة عائشة تفقهها.
نرجع لموضوع الشذوذ، لما كنا في بندل هيل - في أول المدونة - كان فيه مكتبة وكان آياز مستعير منها كتاب اسمه Homosexuality in Islam. المؤلف مسلم، وقلت اقرأ واتفصح الكتاب وأشوف ايه الملخص يعني، ايه اللي بيوصله في الآخر، لقيت المؤلف بيقول في الآخر إن الشذوذ حلال في الإسلام وكاتب كتاب طويل عريض علشان يثبت دا. الراجل دا وغيره يدخل تحت صنف اللي بيبيع دينه بعرض من الدنيا قليل بإنه ياخد دكتوراة أو كثير من الجامعات والمعاهد الاستشراقية تتبنى فكره الهدام لأسس الإسلام.
كان آياز وإبراهيم وعلي بطبيعة الحال محتفين بالشواذ دول جدًا، وآياز أخد أرقامهم عشان يتواصل معاهم، وكنت كل ما أقول شواذ قدامه، يقولي يا متخلف مش شواذ اسمهم مثليين، أقوله لأ شواذ عشان بيشذوا عن الفطرة اللي ربنا خلق الناس بها. ونصيحتي بقى للقراء، يسمعوا محاضرتين، واحدة منهم للشيخ أبو أمينة بلال فليبس وهو من أعمدة العلم الشرعي بالإنجليزية، وواحد تاني حلقة لدين شو ودا من أفضل برامج الإسلام بالإنجليزي في العالم، وبتاعة الشيخ أبو أمينة قصيرة، بس فيه واحدة كبيرة بيفند فيها كل حجج الشواذ وبيدافع عن الحد الإسلامي على أهل الشذوذ.
وكمان الدكتور فاضل سليمان كان ليه باع في كيفية معالجة الشذوذ.
المهم دي محاضرة أبو أمينة بلال فيلبس، ودي حلقة ذا دين شو. محتجين نعلم الشباب والفتيان والفتيات الأصول الإسلامية والفطرة القويمة، وليه الغلط غلط، وليه الصح صح. ومنتركش المجال لأهل الإفساد والمفسدين هما اللي يتناولوا القضايا دي، وتترك الساحة خالية لينا. معنديش أدنى مشكلة - بل بالعكس - إن أخواتي البنات يدخلوا ويقرأوا كلامي دا. ببساطة لأن الإسلام بشموليته ومنهجه وشرعه، دين قائم على الفهم، فإذا ضيعنا الفهم، ضيعنا المفاهيم وانهار التطبيق، ودا اللي حاصل باختصار.
من الحاجات اللي عجبتني بعد كدا في كلام صالح آبي بيني وبينه، كان بيقولي الكلام دا مش مظبوط إن الإنسان يترك لشهوته بدون ضوابط وحدود، ويعمل اللي هو عاوزه عشان بس هو عاوزه، ومفهوم الحرية بالشكل دا مغلوط، يعني مثالًا، اللي عنده انجذاب للأطفال زي مايكل جاكسون دا عادي؟ ولو حد بيقرأ ميعرفش مصايب وفضايح مايكل جاكسون في اغتصاب الأطفال يبقى يدور عليها.
يومها باليل، قررت شلتنا الجميلة الصغيرة ننزل نتمشى شوية، ورحنا لفلفنا في الجامعة، وأنا كنت ماشي باتكلم مع صالح آبي معظم الوقت، لغاية ما قعدنا كلنا قدام مكتبة الجامعة، كنت أنا ومحمود وزينب أبلة وزينب اللبنانية وجايكوب وأظن كذا واحدة من البنات. وتقريبًا أنا سألتهم أو حد من البنات، احكولنا بقى يا صالح آبي وزينب أبلة اتعرفتوا على بعض إزاي، احكولنا قصة حبكم، قعدوا يهزروا شوية، وبعدين أول ما أصرينا وهيبدأوا، رحت قاعد على الأرض ومربع بحماس شديد جدًا خلى كل اللي قاعدين يضحكوا عليا.
المهم صالح آبي بدأ يحكي، إن كان فيه مؤتمر في تركيا، وهو كان شغال في المؤتمر دا، وقالوله هتروح تجيب واحدة اسمها د.زينب من المطار، قال المهم رحت، وفضلت في المطار وأنا متوقع د.زينب دي ومتصورها في دماغي واحدة كبيرة في السن وعجوزة، فضلت قاعد مستني ودي مجاتش، وزينب أبلة راحت ضحكة فجأة، وبتقول أنا وهو كنا قاعدين جنب بعض في الانتظار أصلًا. أنا وصلت ومستنياه وهو واقف منتظر واحدة دكتورة كبيرة. فين وفين لما عرفوا بعض. المهم صالح آبي بيقول: ويا جماعة من ساعة ما شوفتها من المطار أعجبت بيها جدًا. رحت باصص لمحمود أو محمد وقلت: أنا عرفت يلا بينا نطلع على المطار حالًا.
حكولنا بقى بقيت القصة، وبعد ما اشتغلوا مع بعض، رجعت زينب أبلة لألمانيا، وبعد فترة كلمها صالح آبي وقالها أنا جايلكم ألمانيا؟ فهيا قالت في نفسها، ايه جايلنا ازاي يعني؟ لما هيا قالت لوالدها، قالها طبعا أهلا بيه "كان يعرفه" ويجي يقعد معانا، بس وراح سافر صالح آبي وخطب زينب أبلة. وحكولنا على فرحهم ولأنه كان في العيد، وصالح آبي مبيعرفش ألماني، وصحي مرة الصبح قام يعمل رياضة ويجري فتاه، فكلم زينب أبلة، فهي طبعا مولودة في ألمانيا وبتتكلم ألماني، فراحت قالتله أدي التليفون لأدي حد حوليك عشان أفهم أنت فين وأجي أجيبك، راح مدي التليفون لواحدة روسية تايهة زيه. حاجة في قمة الضحك.
كانت ليلة جميلة جدًا، وأنا ومحمود ومحمد دايمًا، كنا بنتكلم ومؤمنين إن دول أجمل نموذج لزوجين مسلمين شوفناهم في حياتنا، ونفسنا كل زيجاتنا تبقى زيهم كدا. ومحمد بيقول: بصراحة صعبوا علينا الموضوع وخلوا المعايير تبقى صعبة، لأن بعد اللي شوفته دا مش هختار أي حد وخلاص، وكذا مرة كنت باقولها: يا زينب أبلة لو بس كانت عندك اخوات بنات صغيرين!
تالت يوم العيد، كان علينا الصبحية فاضي، كان يوم خميس، وجايكوب قالنا فيه أجمد مطعم حلال في فيلي هنروحه سوا، قولنا إشطة، روحنا كلنا نفس شلتنا وباشاك ومارك وأنا ومحمود وزينب اللبنانية وجايكوب وزينب أبلة وصالح آبي. المهم نزلنا المترو، كان معايا كوين مترو زيادة من اللي كنت شاريهم ومحمود مكانش معاه، فعادي كنا بنسلف بعض من آن لآخر، واديتهوله، ولما وصلنا، لقينا المحل قافل. كانت صدمة، بس لحسن الحظ جنبيه بالظبط الناحية التانية، مطعم تاني لبناني اسمه: مناقيش. قولنا إشطة يلا ندخل.
المطعم شكله واستايله عربي وجميل جدًا، فيه صور كتير صورتها فيه ونزلتها في الألبوم على الفيس. وطلبنا شوية أكل لبناني زي الفل، ايشي مناقيش على مش عارف ايش. بعد ما خلصنا أكل وطلعنا، كان قصدنا الناحية التانية، مسجد مكتوب عليه "مصلى أهل السنة والجماعة"، كان شكله حلو، وصالح آبي قالي ممكن تصورلي الكلام اللي مكتوب في لوحة الإعلانات عشان نقرأه بعدين.
كنت مقرر أقعد، أحضر بسلبية، ومتكلمش وأعدي المحاضرة الرخمة دي وخلاص، وفعلا فضلت قاعد في الأول مطنش ومش عاوز أبص لوشوشهم، كنت قرفان حتى أسلم على الراجل بإيدي، يع!
اتكلموا في البداية عن اضطهاد الشواذ، وتاريخ التحرر، وإن الموضوع في أمريكا بيختلف من ولاية للتانية، ففيه ولايات كتير خلاص أقرت قانونًا زواج الشواذ وشوية لسه، بس هو اللي متابع، أمريكا من حوالي سنة كانت المحكمة الدستورية العليا أقرته، والأمريكان في الجنوب ضد الشذوذ بشكل كبير، والحزب المحافظ كمان يعد ضد الشذوذ والسماح بزواج الشواذ، على عكس الشمال المنفتح جدًا - بالنسبالهم - والمؤيدين للحزب الديموقراطي.
قعدوا يتكلموا عن مفاهيم الشذوذ وإنه حاجة في طبيعة البشر مش مصطنعة، وإنه مش مؤذي ولا غلط من الناحية الطبية، وإن الشواذ آه مش بيتكاثروا، بس يقدروا يتبنوا أولاد، وشوية حاجات كدا ردًا على المفاهيم حلو الشذوذ. المهم الواد طارق كان قاعد مش مصدق نفسه، وكل شوية يلطم على وشه، لدرجة مرة سمعنا صوت اللطمة، وكل شوية يبص في الأرض كدا الواد مكانش طايق نفسه، هو وكذا حد غيره، الواد حيدر بقى بيقولي، الراجل بيقول جوزي جوزي، فبقول أكيد غلط، لغاية ما قال اسم راجل وبيقول جوزي، قلت يا نهار أسود، دا متجوز راجل بجد!
بيرلا قالت أنا مليش دعوة بالراجل يولع، أنا قرفانة من الست ازاي القرف دا. المهم في وسط المناقشات والكلام الراجل الشاذ قال: أنا كنت مسيحي كاثوليكي بس الكنيسة الكاثوليكية سيئة في الموضوع دا وتحولت بقيت مسيحي كويكر "اتكلمنا عليهم في الأول خالص لو فاكرين". الدكتورة ريبكا طبعا كانت قاعدة وتعابير وشها هتتشل لأنه قالي مسيحي كويكر، لأنها كمتخصصة وككويكر بتقول إن الكويكر مش طائفة من المسيحية، ولو إن المسيحيين بيعتبروهم طائفة من المسيحيين.
أخدت شوية تشجيع واتكلمت، فقلت يعني البشر مش مخلوقين بالنظام الفيزيائي لأنهم يكونوا كدا، ودا يعتبر خروج على طبيعة أجساد البشر، وبعدين أظن إن الإسلام زي المسيحية واليهودية، وأنا لما سألت القس في الكنيسة قالي، إحنا مش ضد إن الإنسان ممكن يكون - استثنائًا - منجذب لنفس نوعه، بس احنا ضد الفعل نفسه، زي الزنى بالظبط مع إنه فعل مش شاذ.
كلام صالح آبي وزينب أبلة كان كالعادة مميز جدًا، واتكلموا بشكل عام على إن الإسلام كمان كان فيه توعية كاملة بالموضوع دا، وإن الرسول كان بيأمر بالتفريق بين الأطفال في المضاجع والأغطية، وإن الفقهاء كمان ناقشوا إمامة الشاذ. المشكلة اللي أصبحت عندنا هو "عيب" لا ميصحش نتكلم في الموضوع دي، فانعدمت التوعية، مع إنه فعلا حاجة منتشرة وبتتفشى في المجتمع المسلم والعربي زي الإباحية بالظبط، وهاتكلم عن مصر لأني عايش فيها وأعرفها، فيه طبقات في مصر زي الطبقات العليا بدأوا يعلنوا الموضوع دا عادي، وكنت قرأت خبر زمان عن مظاهرة داعمة للشذوذ في الكويت، خرجوا علنًا بيطالبوا بحرية الشذوذ.
المشكلة دي زي غيرها من المشاكل اللي لا نقربها بسبب العيب وميصحش والكسوف، لكن العجيب إن معالجة ومناقشة الحاجات دي بتترك للأفلام القذرة المنحطة وبتترك للأدب غير العفيف، وبتترك كمان للجهال يتكلموا فيها، لدرجة كل ما أناقش حد من الزملاء والأصدقاء في الموضوع دا يقولي: دا عقدة نفسية، أو بيكونوا تعرضوا لحاجة مش مظبوطة في صغرهم.
مش هنقدر نعالج المشكلة وإحنا مش فاهمنها، وكمان مستحيل نعالج المشكلة وإحنا منكرينها، بنخاف نتكلم في أي حاجة فيها حروف الـ "ج" "ن" "س"، عشان عيب، وأصبح الموضوع دا بيستقى من مصادر فاسدة، والفتيان والفتيات بيتعلموا من الأشياء اللاأخلاقية، وبعد كدا يتداولوا معلومات ممزوجة بعدم الصحة بقلة الأدب، وخلصنا كدا.
يادوبك إن مكانش الأزهر فيه بعض العلم الشرعي اللي بيوجه الأزاهرة وبيعلمهم بكل الأدب. كان المثل دا بنصححه دائمًا "لا حياء في الدين" لأ غلط الدين كله حياء، إنما لا حياء في التعلم. والأمثلة كتير من النساء اللي كانوا بيسألوا النبيّ صلي الله عليه وسلم في أدق أدق التفاصيل، لدرجة إن واحدة منهم أثارت حياء الرسول، فأخذتها السيدة عائشة تفقهها.
نرجع لموضوع الشذوذ، لما كنا في بندل هيل - في أول المدونة - كان فيه مكتبة وكان آياز مستعير منها كتاب اسمه Homosexuality in Islam. المؤلف مسلم، وقلت اقرأ واتفصح الكتاب وأشوف ايه الملخص يعني، ايه اللي بيوصله في الآخر، لقيت المؤلف بيقول في الآخر إن الشذوذ حلال في الإسلام وكاتب كتاب طويل عريض علشان يثبت دا. الراجل دا وغيره يدخل تحت صنف اللي بيبيع دينه بعرض من الدنيا قليل بإنه ياخد دكتوراة أو كثير من الجامعات والمعاهد الاستشراقية تتبنى فكره الهدام لأسس الإسلام.
كان آياز وإبراهيم وعلي بطبيعة الحال محتفين بالشواذ دول جدًا، وآياز أخد أرقامهم عشان يتواصل معاهم، وكنت كل ما أقول شواذ قدامه، يقولي يا متخلف مش شواذ اسمهم مثليين، أقوله لأ شواذ عشان بيشذوا عن الفطرة اللي ربنا خلق الناس بها. ونصيحتي بقى للقراء، يسمعوا محاضرتين، واحدة منهم للشيخ أبو أمينة بلال فليبس وهو من أعمدة العلم الشرعي بالإنجليزية، وواحد تاني حلقة لدين شو ودا من أفضل برامج الإسلام بالإنجليزي في العالم، وبتاعة الشيخ أبو أمينة قصيرة، بس فيه واحدة كبيرة بيفند فيها كل حجج الشواذ وبيدافع عن الحد الإسلامي على أهل الشذوذ.
وكمان الدكتور فاضل سليمان كان ليه باع في كيفية معالجة الشذوذ.
المهم دي محاضرة أبو أمينة بلال فيلبس، ودي حلقة ذا دين شو. محتجين نعلم الشباب والفتيان والفتيات الأصول الإسلامية والفطرة القويمة، وليه الغلط غلط، وليه الصح صح. ومنتركش المجال لأهل الإفساد والمفسدين هما اللي يتناولوا القضايا دي، وتترك الساحة خالية لينا. معنديش أدنى مشكلة - بل بالعكس - إن أخواتي البنات يدخلوا ويقرأوا كلامي دا. ببساطة لأن الإسلام بشموليته ومنهجه وشرعه، دين قائم على الفهم، فإذا ضيعنا الفهم، ضيعنا المفاهيم وانهار التطبيق، ودا اللي حاصل باختصار.
من الحاجات اللي عجبتني بعد كدا في كلام صالح آبي بيني وبينه، كان بيقولي الكلام دا مش مظبوط إن الإنسان يترك لشهوته بدون ضوابط وحدود، ويعمل اللي هو عاوزه عشان بس هو عاوزه، ومفهوم الحرية بالشكل دا مغلوط، يعني مثالًا، اللي عنده انجذاب للأطفال زي مايكل جاكسون دا عادي؟ ولو حد بيقرأ ميعرفش مصايب وفضايح مايكل جاكسون في اغتصاب الأطفال يبقى يدور عليها.
يومها باليل، قررت شلتنا الجميلة الصغيرة ننزل نتمشى شوية، ورحنا لفلفنا في الجامعة، وأنا كنت ماشي باتكلم مع صالح آبي معظم الوقت، لغاية ما قعدنا كلنا قدام مكتبة الجامعة، كنت أنا ومحمود وزينب أبلة وزينب اللبنانية وجايكوب وأظن كذا واحدة من البنات. وتقريبًا أنا سألتهم أو حد من البنات، احكولنا بقى يا صالح آبي وزينب أبلة اتعرفتوا على بعض إزاي، احكولنا قصة حبكم، قعدوا يهزروا شوية، وبعدين أول ما أصرينا وهيبدأوا، رحت قاعد على الأرض ومربع بحماس شديد جدًا خلى كل اللي قاعدين يضحكوا عليا.
المهم صالح آبي بدأ يحكي، إن كان فيه مؤتمر في تركيا، وهو كان شغال في المؤتمر دا، وقالوله هتروح تجيب واحدة اسمها د.زينب من المطار، قال المهم رحت، وفضلت في المطار وأنا متوقع د.زينب دي ومتصورها في دماغي واحدة كبيرة في السن وعجوزة، فضلت قاعد مستني ودي مجاتش، وزينب أبلة راحت ضحكة فجأة، وبتقول أنا وهو كنا قاعدين جنب بعض في الانتظار أصلًا. أنا وصلت ومستنياه وهو واقف منتظر واحدة دكتورة كبيرة. فين وفين لما عرفوا بعض. المهم صالح آبي بيقول: ويا جماعة من ساعة ما شوفتها من المطار أعجبت بيها جدًا. رحت باصص لمحمود أو محمد وقلت: أنا عرفت يلا بينا نطلع على المطار حالًا.
حكولنا بقى بقيت القصة، وبعد ما اشتغلوا مع بعض، رجعت زينب أبلة لألمانيا، وبعد فترة كلمها صالح آبي وقالها أنا جايلكم ألمانيا؟ فهيا قالت في نفسها، ايه جايلنا ازاي يعني؟ لما هيا قالت لوالدها، قالها طبعا أهلا بيه "كان يعرفه" ويجي يقعد معانا، بس وراح سافر صالح آبي وخطب زينب أبلة. وحكولنا على فرحهم ولأنه كان في العيد، وصالح آبي مبيعرفش ألماني، وصحي مرة الصبح قام يعمل رياضة ويجري فتاه، فكلم زينب أبلة، فهي طبعا مولودة في ألمانيا وبتتكلم ألماني، فراحت قالتله أدي التليفون لأدي حد حوليك عشان أفهم أنت فين وأجي أجيبك، راح مدي التليفون لواحدة روسية تايهة زيه. حاجة في قمة الضحك.
كانت ليلة جميلة جدًا، وأنا ومحمود ومحمد دايمًا، كنا بنتكلم ومؤمنين إن دول أجمل نموذج لزوجين مسلمين شوفناهم في حياتنا، ونفسنا كل زيجاتنا تبقى زيهم كدا. ومحمد بيقول: بصراحة صعبوا علينا الموضوع وخلوا المعايير تبقى صعبة، لأن بعد اللي شوفته دا مش هختار أي حد وخلاص، وكذا مرة كنت باقولها: يا زينب أبلة لو بس كانت عندك اخوات بنات صغيرين!
تالت يوم العيد، كان علينا الصبحية فاضي، كان يوم خميس، وجايكوب قالنا فيه أجمد مطعم حلال في فيلي هنروحه سوا، قولنا إشطة، روحنا كلنا نفس شلتنا وباشاك ومارك وأنا ومحمود وزينب اللبنانية وجايكوب وزينب أبلة وصالح آبي. المهم نزلنا المترو، كان معايا كوين مترو زيادة من اللي كنت شاريهم ومحمود مكانش معاه، فعادي كنا بنسلف بعض من آن لآخر، واديتهوله، ولما وصلنا، لقينا المحل قافل. كانت صدمة، بس لحسن الحظ جنبيه بالظبط الناحية التانية، مطعم تاني لبناني اسمه: مناقيش. قولنا إشطة يلا ندخل.
المطعم شكله واستايله عربي وجميل جدًا، فيه صور كتير صورتها فيه ونزلتها في الألبوم على الفيس. وطلبنا شوية أكل لبناني زي الفل، ايشي مناقيش على مش عارف ايش. بعد ما خلصنا أكل وطلعنا، كان قصدنا الناحية التانية، مسجد مكتوب عليه "مصلى أهل السنة والجماعة"، كان شكله حلو، وصالح آبي قالي ممكن تصورلي الكلام اللي مكتوب في لوحة الإعلانات عشان نقرأه بعدين.
بعد شوية عدينا على آلدي، ودا سلسلة ماركت ألماني وأول واحد منهم أشوفه في أمريكا، لأن كنت باشوفه علطول لما كنت عايش مع أسرتي في ألمانيا، وطبعا زينب أبلة عارفاه وقالت الحاجات فيه أحلى وأرخص بالذات الشيكولاتات. قبل كدا كنت اشتريت بالفعل شوية شيكولاتات وشوية هدايا، وكنت خلاص طلبت الموبايلات لأمي وأختي والتابلت لأبويا. وشوية هدايا تانية لشوية من صحابي على قد ما الفلوس كفت.
رجعنا المترو، واكتشفت إن مش معايا توكن، وكلهم سبقوني والمترو جه، قعدوا يندهوا عليا وأنا باشتري عشان أروح بسرعة، لكن كلهم ركبوا وسابوني، إلا صالح آبي وزينب أبلة استنوني. أيوا بقى، والله ناس محترمين، قعدت معاهم وفرجتهم على الصور لأن الكاميرا كانت معايا، وعجبتهم صور كتير ليهم، ولأنهم معندهمش فيس فمكانوش بيشوفوا الصور لما تترفع على الجروب، وعدتهم لما أرجع ابعتلهم الصور بتاعتهم كلها لما أرجع.
رجعنا المترو، واكتشفت إن مش معايا توكن، وكلهم سبقوني والمترو جه، قعدوا يندهوا عليا وأنا باشتري عشان أروح بسرعة، لكن كلهم ركبوا وسابوني، إلا صالح آبي وزينب أبلة استنوني. أيوا بقى، والله ناس محترمين، قعدت معاهم وفرجتهم على الصور لأن الكاميرا كانت معايا، وعجبتهم صور كتير ليهم، ولأنهم معندهمش فيس فمكانوش بيشوفوا الصور لما تترفع على الجروب، وعدتهم لما أرجع ابعتلهم الصور بتاعتهم كلها لما أرجع.
جه المترو، وركبنا، وكان عندنا زيارة وتجمع في بيت د.جوليت، المهم روحنا وجهزنا نفسينا، وانطلقنا على بيتها، بيت فخم وضخم، ورهيب، حاجة كدا زي اللي بنشوفها في الأفلام، دخلنا لقيناهم جايبين فرقة موسيقية تعزف، والمطبخ أشكال وألوان، وكمية حلويات ومقبلات كتير، دا لسه غير الأكل، وجاية تقولنا أنا عملتلكم "كشري" مخصوص، أنا اذبهليت، دا غير عشقي للكشري، وأصناف وصنوف من الأكل. وعندها خدم وحشم، بس قالتلنا دا آخر يوم لينا في البيت وفيه كارتين في كل حتة علشان هنعزل لأن البيت كبير علينا، وهنروح بيت أصغر شوية. لا بصراحة معاهم حق!
بعدها الأكل اتحط أشكال وأنواع وصنوف، ومشروبات، وكله كان قاعد يكلم كله، ويومها كانت تاني مرة أشوف عيلة جايكوب، وأول مرة كنت مدحت فيه قدامهم جامد، والتكتيك دا - بدون كذب - هي أمثل طريقة إن أهل أصحابك يحبوك، دايمًا باستخدمه من غير مبالغة ولا كدب، أهل جايكوب يعني حبوني فحت، لدرجة إنهم كانوا بيقولوه يوسف لما يرجع أمريكا نجيبله سرير ويعيش معانا كفرد من الأسرة. السر كمان إني كنت باقولهم الكلام دا من وراه مش قدامه، ودا يديهم ثقة فيا أكتر، وغالبًا باعمل كدا مع معظم أصحابي اللي بيصادف وأقابل أهلهم ويبقى عندي فرصة اتكلم معاهم. وفي اليوم دا برده قعدت أكلم أبوه وأمه وأخوه أليكس وصاحبه أندرو قد ايه هو بني آدم مميز وساعدنا في رحلتنا وكان مصدر سعادة لينا، والحاجات دي بتأثر في الأمهات بالذات جدًا. وقعدنا نتكلم في مواضيع تانية مختلفة.
وبعدين قولتلهم الترجمة. يعني كان فيه إعجاب شوية بالكلمات والآية. وبعدين صالح آبي وزينب أبلة قالولي حلو الانتماء والتشديد عليه، وسمعت من جاد إن جوز د.جوليت كان متغاظ جدا وقعد يستشيظ غيظًا، بس أنا مشوفتش دا بعيني، شوية وطلبنا نصلي، قالولنا في الأوضة اللي هناك، ودخلنا صلينا المغرب.
وبعد ما الليلة خلصت، ورجعنا الأتوبيس، قعدنا نتريق على بعض، وأنا أتريق على مارك وشوية من الناس اللي كانوا بيقولوا هنروح أمريكا ومش هنحضن، وكانوا بيحضنوا عادي. قعدنا نهيس ونهلس شوية. وبعدين انطلقنا ورجعنا المدينة الجامعية.
من الحاجات اللي كنت باعملها من آن لآخر، إن أنا وجايكوب كنا بنقعد لوحدينا نتكلم كتير، وكان بيسألني عن نشأتي الدينية، وكان بيحكيلي كتير عنه، وإنه نشأ في أسرة يهودية، هو مش متعلق ولا مرتبط بمعبد، لكن هو بيحب يصلي، وبيقولي بحب أسجد، زيكم كدا. وكنا بنقعد نتكلم عن أبحاث دينية وحاجات علمية مختلفة.
خلاص كان فاضلنا أقل من 48 ساعة في فيلي، صحينا في يوم ونزلنا وسط البلد نتسوق شوية، وبعدين كان علينا محاضرة في قاعة فخمة جدًا في الجامعة أول مرة ندخل المبنى بتاعها، واحنا مروحين أنا ومحمود طرقعنا لمحمد ومارك وسيبناهم ومشينا، وقعدنا نضحك للصبح. كان عندنا عرض لخطط العمل بتاعتنا، كنت مجهزها، قمت قولتلهم إني هاعمل مدونة بالعربي، وبعدين أعمل برنامج على اليوتيوب. قعدوا يسألوا ليه بالعربي مش هتكتب الإنجليزي قولتلهم لأ، لما أصروا وألحوا، قولتلهم "يمكن في الآخر أبقى أعملكم ملخص بالإنجليزي"، والأخ محمود خدلي عشرات الصور. بعديها كنت سألتهم على حمام سباحة الجامعة قالولي بيكون فاضي ومفيهوش حاجة، قولت خلاص هروح، وبالفعل رحت أنا ومحمود ومارك ونزلنا بقى في اليوم القبل الأخير، وبعدين رجعنا تاني، ونزلنا نتسوق تاني. وبعدين سبتهم وقعدت أتمشى لوحدي.
رحنا ماركت عالمي ورخيص وكبير وجامد جدًا اسمه روسّ، لقينا حاجات رائعة ورخيصة، واشتريت كوتشي عجبني جدًا، كدا هاكون راجع بكوتشين وجزمة، جزمة للحاجات المهمة جدًا، والكوتشي الاديداس للحاجات الجامدة جدًا بس كاجول، والكوتشي التاني للدهك والفرك. اتمشيت لوحدي اليوم دا كتير في فيلي عشان أودعها، ويومها شوفت شحاتة، بنت شابة، وفكرت في دماغي، ياه فيه ملايين نفسهم يجوا أمريكا وفاكرين إن كل الأمريكان عايشين في رغد، بس فيه أمريكان عايشين هنا شحاتين، يمكن مش مقدرين النعمة إنهم في بلد زي دي، بس المنافسة طاحنة والرأسمالية رهيبة، اللي ممكن حد يتصدم لما يعرفه، إني درست في برنامج التبادل الثقافي واللغوي وإحنا في مصر إن الطبقة المتوسطة في امريكا بتنكمش وتنعدم أكتر من مصر نفسها! لا بس الشحاتة صعبت عليا، هي وغيرها من الشحاتين اللي شوفتهم في أمريكا.
كان عندنا لقاء تحضيري مع المرشدة بتاعتنا في رحلة الأسبوع الأخير، اسمها سوزان، قعدت معانا ووصفتلنا الرحلة، وهنحتاج إيه وهنعمل ايه بالظبط، وكل حاجة، وكل الخطوات لغاية ما نسافر. في هذه الأثناء كان إبراهيم قرر يرجع مصر عشان يلحق يذاكر ويمتحن المواد اللي شالها، وعشان كدا خصصوله صالح آبي يروح يوديه واشنطن يوم ويرجعوا مع بعض بالقطر وبعدين يطلع على المطار ويرجع مصر.
رحلة لمّ الشنط كانت كتيرة وطويلة، وأنا وإبراهيم اشتركنا في شنطة عشان ندفع فلوسها بالنص وسابلي حاجات عشان أخدها معايا الشنطة دي وأنا راجع مصر.
كمان قالولنا إرشادات عن التنضيف ولازم يستلموا الأوض نضيفة زي ما سلموهالنا، وأياز نضف المطبخ وأنا نضفت الحمام والأوضة وكنست ومسحت، بس اتمرمنطت شوية، بس ظبطنا الأداء وخلينا الأوضة بتاعتنا بتلمع.
آخر حاجة خالص كان عندنا جلسة جماعية كل واحد يقول انطباعه عن الشهر والدراسة الأكاديمية واستفدنا ايه، كله قال كلام جميل، لكن من أكتر الكلام اللي علق معايا كان من كلام محمد: إنه اكتشف نفسه أكتر حتى من اكتشافه للآخرين، لأنه خرج برة منطقة الأمان بتاعته وبدأ يتعامل ويشوف ويكتشف جوانب مكانش يعرفها عن نفسه، ودي حقيقة، الواحد بيعرف نفسه بالمخالطة مع ناس مختلفة، وبيكتشف عن نفسه كتير لما بيطلع برة الإيطار الروتيني اللي عايش فيه.
جه الدور عليا، وهو متعودين إني أطول، كنت طلعت موبايلي وفتحت رسالة وكتبت كلمات مفتاحية عشان منساش حاجة، قولت كالعادة مش هدخل في الموضوع علطول هاحكي قصتين في الأولى: قبل ما أشوف الشباب المصريين، وجالنا الإيميل بقبولنا، أخدت الايميلات وبعتلهم ايميل مجمع عشان نتعرف على بعض لغاية ما نبقى نتقابل في السفارة، وأول واحد بعتله هو "إبراهيم" على أساس إننا أزهرية زي بعض، وبعدين قولتله يبعتلي الفيس بتاعه، ولما دخلت عنده اتصدمت وقولت يا نهار مش فايت أنا هسافر مع دا! الكلام والحاجات اللي عنده مش صادمة، لأ دي صاعقة. بس لما عرفته في الحقيقة هو ألذ بكتير وأكثر قبولًا من الفيس.
تاني واحد آياز، وقلت بتريقة: مكنتش متخيل إني هعيش مع واحد شاذ! هو آياز مش شاذ بس كنت باهزر معاه، دا غير إنه يدعم الشذوذ. وبعدين طرقت بقى أستفيض، قولتلهم كنت بسأل نفسي دايمًا ليه يعني يتصرف علينا نص مليون دولار في برنامج؟ ما ممكن نقرأ ماتريل ولا أي حاجة والسلام. الفكرة كلها غير موصوفة، وصعب إننا نوصف التجارب الحياتية اللي بتغير في أفكارنا في كلمات وجمل، صعب إننا نوصفها لغيرنا، التجارب دي متتعرفش إلا لما تتعاش، ودا اللي حسيت بيه هنا. معرفة الآخر خلاني أكثر يقينا بعقيدتني ومبادئي، وفي نفس الوقت خلاني أكثر تفتحًا وتفهمًا وإني أعرف عن الناس منهم نفسهم مش من غيرهم، وفكرة "اسمعوا منا لا تسمعوا عنا" دي فكرة كويسة إننا نطبقها عكس عكاس، مش بس على أنفسنا، لأ كمان أنا اسمع من أي فصيل أو ناس من نفسهم عن نفسهم دا أفضل. في فرص كتيرة لم تتح ليا وأنا في مصر، زي إني أروح مسجد شيعي وأعاشر شيعة، وأعرف عنهم أكتر. وقولت إننا مثال مصغر من النموذج اللي نحب نشوف العالم فيه، في الأول مكناش نعرف بعض وبعدين عرفنا بعض وعيشنا وتعايشنا مع بعض، وبعد شهر نقدر نقول بكل ثقة إننا بنحب بعض كمان، على كل قدر الاختلاف اللي ما بينا. وقولتلهم أنا أرى البرنامج نموذجي حتى إن رؤيتي دي خلتني أشوف كدا حتى في الحاجات الرمزية أوي، زي إننا بندري تعددية دينية في بنسلفينيا وهي أول ولاية أمريكا وأعرقهم وكمان في جامعة اسمها تيمبل، يعني معناها الحرفي "معبد"، مع طلاب ودكاترة من شتى الأعراق والملل. كان علي اتكلم قبلي ولبخ شوية في الكلام، ولأنه كان اتخانق كتير مع الطلبة المسلمين، قال: أنا مش باكرهكم شخصيًا ولا عندي حاجة ضدكم، بس أنا ضد حاجات في دينكم، وزود شوية حاجات. فرحت قولت: وعلي أنا عاوز أقولك على الرحب والسعة، وكان هو قال إن الناس في بلده بتتأثر بالإسلاميين، وإنه متضايق من كدا، فعلقت وقولتله وعلى فكرة فاكر لما درسنا إن الحاجات نفسها ممكن أنت تصنفها بمنظورك إنها حلوة وأنا وحشة، عاوز أقولك إن دا هدفي وإن دي غايتي وتفرحني إن الإسلاميين بيجذبوا وبيأثروا في الناس.
"هنا عاوز أشير لأن حتى الآن بقابل ناس بيفتكروا تركيا بلد إسلامية وكدا، تركيا يعني نصها ما نطلق عليهم إخوان مثلًا، وفيها علمانيين وملحدين بالهبل، ومتعصبين جدًا، لدرجة إن علي كان بيتكلم عن نفسه وأمثاله كتير إنه لو مسك تركيا مثلًا هيمنع الحجاب لأنه تمييز عنصري، اللي بتلبسه بتعمل لنفسها تمييز!" كلام كدا أهبل.
المهم إني تعدمت إني أرد عليه بشكل ودود جدًا وقولتله أهلا بيك على فكرة، وهاجم براحتك، إحنا لا نرى في ديننا عيبًا ولا نقصًا، بل بالعكس نراه دينًا كاملًا متكاملًا. وإني بعد البرنامج دي وبعد قدومي أمريكا أيقنت أكثر إن الأديان على اختلافها هي حاجة أساسية في الحياة شاء من شاء وأبى من أبى. وعرفت كتير في الفرق بين النظرية والتطبيق، فإحنا عارفين نظريات كتير جدًا إنما إنك تعيش النظرية وتطبقها شيء مختلف ومغاير. أشعر بالامتنان إني جيت واتعلمت، وأشعر إني أصبح عندي مرونة أكبر في تغيير أي من أفكاري لو ثبت عندي إنها خاطئة ولا أكابر. أخيرًا أشعر بمسؤولية إن اللي اتعلمته دا لازم استفيد وأفيد بيه ومكونش أناني واحتفظ بيه لنفسي.
طبعًا كالعادة المعظم كان بيمل من خطاباتي الطويلة، ودا هنذكره مرة تانية، لكن بعد ما خلصت د.جوليت جت أثنت على كلامي، قولتها يا أهلا وسهلا. لحظات فلادلفيا الأخيرة، وداعًا يا فيلي. قعدت اجمع في الشهر وقد ايه فات بسرعة، وكتبت بوست على الفيس أودع فيه فيلي أول مدينة احتضناتنا في أمريكا.
صحينا الصبح، سلمنا مفارش السراير والمخدات، ومفاتيح الأوض ومفتاح دخول المبنى، نزلنا الصبح واتصورت صورتين وأنا عامل نفسي زعلان، بس كنت كمان متحمس لرحلة آخر أسبوع، إبراهيم نزل سلم علينا واتصور معانا صورة أخيرة في الأتوبيس، وأنا قدام الأتوبيس رحت رايح على طرف مبنى مورجان هوول "المدينة" ورحت حضنت العمود بهزار. ضحكوا شوية، وبعدين ركبنا وانطلقنا.
_____________
ألبوم الصور