أكتر 3 حاجات اهتميت بيهم قبل رحلة نيويورك، هي إن د.رايسيل قالت إن ملناش أوقات معينة في الرجوع للفندق، أهم حاجة عندها إنها تلاقينا الصبح في مواعيد الانطلاق، يعني ممكن نسهر الليل كله برة وبكدا أقدر أشوف صديقي يوسف مكاوي اللي عايش في نيويورك حتى لو متأخر باليل لأن جدولنا مزحوم جدًا، خاصة إننا قاعدين ليلتين بس ونيويورك مدينة آمنة جدًا زي ما قالت، تاني حاجة إنها قالت مطلوب اتنين متطوعين يلقوا كلمة في مكان ما في نيويورك اللي حابب يتطوع يرفع إيده: محمود وشادي وعلي وأنا وأظن واحد أو اتنين كمان رفعوا إيديهم، فقالت هنحدد ونختار وبلغكم بعدين، الحاجة الأخيرة إني قررت أصوم ومفطرش لأسباب كتير، وواضح إن كان فيه نوع من أنواع الاحتراز إن محدش يصوم، وتقريبًا أنا الصائم الوحيد، وحبيت أثبت إن الصيام مش هيأثر عليا ولا على نشاطي طول اليوم، فبما إني هصوم لوحدي لازم اتسحر كويس، وجهزت أكل وفواكه وحلويات وسكريات عشان أتسحر بيهم، وميا كتير.
اتسحرت ومليت معدتي قدر الإمكان وكلمت نوم لأني ناوي منامش في نيويورك إلا ساعات قليلة، صحينا بدري والتحرك كان الساعة سابعة، أخدنا الأتوبيس متوجهين لنيوجيرسي في حوالي ساعة ونص علشان ناخد مركب من هناك لتمثال الحرية، بعد ما وزعوا علينا الفطار اللي نفطر بيه من باليل ودا كان السحور اللي أنا كلته وعليه شوية زيادات. كلنا نمنا في الطريق لنيوجيرسي لأننا صاحيين بدري، وصحينا قبل ما نوصل وكله قعد يرغي، ومارك قعد يهزر كالعادة ويضحك مع الأتوبيس كله، بس كان ماسك تليفونه وفجأة أطلق صرخة رهيبة وبيقول: يااااااه، سألته مالك يا مارك؟ قالي نتيجتي طلعت وجبت امتياز، باركناله كلنا، وإبراهيم كان قرب يتشل مش علشان بيحقد على مارك، لأ، لأن إبراهيم جاب نتيجته من الكنترول وعرف إنه شال مادتين من أول أسبوع وإحنا في أمريكا، وقرر يرجع مصر ورتب نفسه من مديرة البرنامج والخارجية غيرتله تذاكر السفر ووافقوا أنهم يدوه الشهادة لأنه هيحضر التيرم الدراسي كامل بس هتفوته الترحال ورحلة الأسبوع الأخير في أنحاء 5 ولايات.
الدنيا كانت حر كأنك في صحراء مصر في عزّ الظهر، وزعوا عليهم ميا وبدأوا يشربوا، صالح آبي وزينب أبلة ورايسيل سألوني لو كنت صايم، قولتلهم صايم، وقولتلهم علشان أهديهم: لو حسيت بأي حاجة هفطر علطول، لأن فعلًا الجو دا هيجبلي جفاف مائي خلال ساعتين تلاتة بس. لكني كنت مصمم أكمل اليوم، لأن كل اللي جه في دماغي وهما بيقولولنا على موضوع الصيام، إن السنة اللي فاتت في نفس الحرّ ونفس الصيام قضيت الشهر كله في رابعة، وكنا بنقف في الحر والشمس ونهتف طول النهار والحمد لله كنا بنصوم، ويوم مذبحة المنصة كنا في وسط الضرب والغاز والرصاص وكملنا صيام، وإني يوم السفر وكنت تعبان ومش متوقع إني أصوم 23 ساعة وكملت صيام، هاجي بعد كله دا وبعد ما حضرتك مذابح وأنا صايم، وفي مذبحة رمسيس التانية كمان، أروح أفطر وأنا في رحلة في أمريكا! هأو، هيهات.
في نيوجيرسي وعلى الشط قعدنا نتصور مع خلفية الميا وشايفين نيويورك على مرمى البصر، وبعدين د.رايسيل وزعت علينا تذاكر المركب اللي كانت حجزاها اونلاين بالاسم والجواز، ودخلنا تفتيش وجوازات زي المطارات بالظبط بس مش بيشوفوا جوزات السفر، لكن نفس التفتيش وإجراءات المطارات، لأن الدخول لنيويورك بعد 11 سبتمبرأصبح مشدد جدًا، في التفتيش وجهاز الكشف عن المعادن زينب اللبنانية كل ما تعدي الجهاز يصفر، قرروا ياخدوها في تفتيش ذاتي في غرفة منعزلة، وكلنا عدينا والمعظم ركب المركب وفضلت أنا ومحمود ورايسيل وزينب أبلة وصالح آبي مترقبين خروج زينب لأننا اتخرجنا على المركب، زينب طلعت بعد حوالي 7 دقايق وجرينا على المركب والحمد لله مفاتتناش، طلع كل دا علشان دبوس الحجاب اللي هيا لبساه.
ركبنا على سطح المركب، الدنيا لازالت حرّ مميت، قعدنا نضحك ونهزر ونتكلم، وناخد صور، لغاية ما وصلنا أول محطة للمركب وهو حاجة جمركية للناس اللي بيوصلوا من برة على نيويورك علطول، والكشف على العمال اللي بيوصلوا يشتغلوا في نيويورك سواءً أمنيًا أو صحيًا، مكانش فيه سبب ننزل المحطة دي بس اللي عاوز ينزل نزل لو حابين يشربوا أو يرحوا الحمامات، المركب اتحركت نحو المحطة التانية وبدأنا نشوف تمثال الحرية في الأفق، وبدأنا والناس كلها على المركب ناخد صور بشكل إسهالي.
الواحد مش عارف يضحك ولا يفرد وشه بسبب الشمس والصور كلها طالعة كأن الواحد قرفان من نفسه، بس الشمس هي الموضوع وما فيه، الميا والمركب والطبيعة والجزر اللي الواحد شايفها كانت جو مناسب جدًا للتأمل والخلوة بالنفس لدقائق في خضم الحياة اللي كانت مليئة بالأحداث على مدار 3 أسابيع الواحد بيختصر فيهم النوم وبيأجل فيهم التأمل والسرحان والتفكير لكسب وقت أكتر للعمل والحركة واستغلال كل لحظة. كان عندي فرصة أسجل لنفسي خواطر كتير، وأعمل لنفسي وللرحلة حتى الآن تقييم معنوي ودرجة الاستفادة اللي قد أكون حصلتها. من الحاجات اللي فكرت فيها هي كم الترف والرفاهية اللي كانت متاحة ليا خلال الأسبوعين دول واللي استمروا لآخر الرحلة قد يكونوا حتى الآن هو أكتر ما حصلت عليه في حياتي من الترف والرفاهية بشكل متواصل ودائم لمدة مش قصيرة، من أبسط الأشياء زي الأكل اللي كل يوم بوفيه مفتوح من شتى الأصناف والوجبات اللي بتتغير كل يوم برده، والنهم والشره في الأكل بسبب الجوع أو الصيام، ومحاولة الأكل والشرب للحد الأقصى طالما الأكل والشرب متاحين، وحسيت إنه حاجة غريبة جدًا ومش جميلة إطلاقًا أن الأغنياء أو اللي عايشين بشكل دائم في جو زي دا بيمروا بيهم. أولهم هو إلف النعمة، التعود على الترف والرفاهية بيفقدهم معناهم زي أي شيء مبتذل عادي في الحياة، ودا في حد ذاته نقمة على الأغنياء والمترفين، إن كل شيء مادي متاح بالنسبالهم، فالحياة كلها عبارة عن أشياء مبتذلة بكل رفاهياتها لأن كلها فقدت بريقها بالنسبالهم، وإن حياتهم مش هيكون ليها أي معنى معنوي أو حتى مادي إلا بمتعة واحدة أظنها متعة العطاء، وفي الحقيقة إني فكرت إن الإسلام لما دفع الأغنياء للعطاء، دا ينفعهم نفسيًا ومعنويًا بل ويمكن ماديًا بنفس الدرجة اللي بينتفع بيها الفقير، لأن متعة العطاء لا تنضب ووسائلها وطرقها لا تنفذ، وغير مبتذلة. والإحباط اللي كنت باحس بيه نسبيًا - مش بشكل عميق لأنه شيء أنا مش متعود عليه فالموضوع بسيط بالنسبالي - هو كميات الأكل والحلويات اللي كانت بتتلم ورانا وغالبًا بتترمي، وأحيانًا كانت بتطلع للفقراء، إنه خلاص في وقت الأكل ملينا بطوننا حتى الانتفاخ، وعاوزين زيادة لأن الأكل كتير، لكن مفيش مجال، مفيش طريق للأكل، وفي الآخر لازم تشوف الأكل دا وهو بيترمي قدام عينيك، في نفس الوقت اللي أنا متأكد فيه إن ملايين البشر مش لاقيين لقمة عيش حاف، في ناس مش قادرين يخلصوا على بقية الأكل لدرجة إنهم لازم يرموه في الزبالة.
الخواطر دي أعطتني فرصة كويسة من خوفي إني أدخل تحت تأثير إلف النعمة، وأني كنت بافكر نفسي باستمرار وخاصة في الوقت الاستجمام اللي حظيت بيه على متن المركب إني مش من النوع اللي بيألف النعمة، وأني مدرك تمامًا وجاهز للرجوع لمصر بكل ما فيها، وإني باستمتع بالنعمة قدر الإمكان بمحاولة لعدم إلفها أو إحساسها مبتذلة، كان هدفي إني استمتع بكل أكلة وكل شرب فما أكبر، استمتع وأنا باركب المترو وباتمشى في الشارع وأنا قاعد في المبنى والأوضة في سكن المدينة مع إني اتعودت عليهم. والخاطر التاني اللي وجهته لنفسي، هو التحضير والجاهزية إني راجع لمصر، وإني واقف دلوقتي باصص لتمثال الحرية من على بعد، وجاهز إني أرجع مصر وأول حاجة عاوز أعملها هو إني أزور عطا لأني مشوفتوش في آخر زيارة قبل السفر، وأثناء السفر مش هشوفه لمدة زيارتين، وتخيلت طابور السجن الطويل والحر والقرف، ووجوه الظباط والمخبرين والسجانين المقفهرة الحقيرة، ووجوه أهالي المعتقلين وعناءهم وإرهاقهم وأحيانًا ذلهم، أنا جاهز، جاهز أرجع أتمشى تاني في شوارع مصر وأركب مواصلتها بكل عوادمها، بدون ما يكون عندي مشكلة أو حتى رغبة في الشكوى ولو شكوى داخلية جوا نفسي. افتكرت صديقي العزيز - أحمد زكريا - أكتر واحد كلمني عن تفاصيل في سفرته لأمريكا في منحة MEPI وأنه مكانش طايق يمشي في الشوارع ويركب المترو لما رجع مصر، وأنا متفهم وجهة نظره جدًا من الناحية المادية المؤثرة على الجانب النفسي بالنزول من مستوى العيشة في أمريكا - مش أي عيشة، لأ دي ممولة من وزارة الخارجية في قمة الرفاهية - للعيشة العادية الطبيعية في مصر، ودا مرّ بيه كتير من الناس اللي رجعوا بعد منح، ما قد يسمى بالصدمة الثقافية، والصدمة الثقافية المعاكسة.
وصلنا جزيرة الحرية، واتجمعنا كلنا قدام بوابة الجزيرة، واتفقنا كل واحد يبقى براحته ونتجمع بعد ساعة ونص أو ساعتين، في المدخل كان فيه كشك فيه أجهزة إرشادية بسماعات باللغات العالمية، أخدنا واحد وبتطلب اللغة بيقولك على الرقم اللي تضربه على الجهاز، اخترت اللغة العربية، الجهاز الإرشادي رائع، يقولك تمشي ازاي وتبص فين وعامل فقرات والتاريخ من الألف والياء، وجميل جدًا طبعًا، وكل فترة يديك فترة تتمشى أو تتفرج فيها براحتك وتاخد صور وبعدين تكمل المقطع اللي بعديه، إحساس كأن معاك مرشد سياحي خاص بيكلمك أنت بس، والصوت والتأثيرات الصوتية والموسيقية عاملين شغل عالي جدًا. كنا ماشيين المصريين ومعظم الأتراك مع بعض، وأخدنا شوية صور مع بعض واتصورنا شوية، وبعدين معرفش أنا تقريبًا انحرفت عن طريقهم ومشيت لوحدي، أهم حاجة كنت عاوز أعملها ومجهزها، إني أطلع اللوحة اللي عليها صورة عطا ومكتوب عليها: الحرية لعبد الرحمن عطا #انتفاضة_الأزهر، واتصور بيها، كنت حاططها في شنطة سفر ضهري في جيب اللابتوب عشان أوصلها بسهولة، طلعتها واتصورت بيها كام صورة، ودي كانت أول صورة والوحيدة اللي أرفعها عن أمريكا وانا في أمريكا على الفيسبوك. اتمشيت حوالين التمثال، وبعد ما خلصت سماع الجولة الإرشادية اتمشيت في الجزيرة بشكل عام، وأنا قدام التمثال راجل وست طلبوا مني أصورهم فصورتهم، وأنا باتمشى كمان شوية 3 شابات طلبوا مني أصورهم فصورتهم برده، وقفت شوية واحدة ست عدت من قدامي فلقتني واقف وماسك الكاميرا في إيدي فافتكرني تقريبًا عاوز أتصور، فقالتلي عاوزني أصورك، قولتلها ماشي شكرًا، وفعلًا صورتني، من الحاجات المهمة اللي الواحد لازم ياخد باله منها في الأماكن التي يكثر فيها التصوير هو إنه ياخد باله وهو بيعدي وبيمشى قدام الناس لأن فيه ناس كتير بتتصور، كنت باقف أحيانًا كتير لغاية ما يخلصوا تصوير، أو لو متاح أعدي من ورا المصور. على الرغم من إني شايف الجولة الإرشادية بالجهاز ممتعة وجميلة جدًا، إلا إن المعلومة اللي مش مذكورة إن تمثال الحرية كان مهدى من فرنسا لمصر في الأساس والخديوي رفض ينصبه لأنه لم يطابق المواصفات اللي أعطاها للنحات الفرنسي بعد ما مصر أهدت مسلة لفرنسا، فقرر يتبرع بيه لمدينة فقيرة من قرى أمريكا اسمها "نيويورك"، وتحملت جمعية "الصداقة الفرنسية الأمريكية" تكاليف نقل التمثال ونصبه في نيويورك.
الواحد مش عارف يضحك ولا يفرد وشه بسبب الشمس والصور كلها طالعة كأن الواحد قرفان من نفسه، بس الشمس هي الموضوع وما فيه، الميا والمركب والطبيعة والجزر اللي الواحد شايفها كانت جو مناسب جدًا للتأمل والخلوة بالنفس لدقائق في خضم الحياة اللي كانت مليئة بالأحداث على مدار 3 أسابيع الواحد بيختصر فيهم النوم وبيأجل فيهم التأمل والسرحان والتفكير لكسب وقت أكتر للعمل والحركة واستغلال كل لحظة. كان عندي فرصة أسجل لنفسي خواطر كتير، وأعمل لنفسي وللرحلة حتى الآن تقييم معنوي ودرجة الاستفادة اللي قد أكون حصلتها. من الحاجات اللي فكرت فيها هي كم الترف والرفاهية اللي كانت متاحة ليا خلال الأسبوعين دول واللي استمروا لآخر الرحلة قد يكونوا حتى الآن هو أكتر ما حصلت عليه في حياتي من الترف والرفاهية بشكل متواصل ودائم لمدة مش قصيرة، من أبسط الأشياء زي الأكل اللي كل يوم بوفيه مفتوح من شتى الأصناف والوجبات اللي بتتغير كل يوم برده، والنهم والشره في الأكل بسبب الجوع أو الصيام، ومحاولة الأكل والشرب للحد الأقصى طالما الأكل والشرب متاحين، وحسيت إنه حاجة غريبة جدًا ومش جميلة إطلاقًا أن الأغنياء أو اللي عايشين بشكل دائم في جو زي دا بيمروا بيهم. أولهم هو إلف النعمة، التعود على الترف والرفاهية بيفقدهم معناهم زي أي شيء مبتذل عادي في الحياة، ودا في حد ذاته نقمة على الأغنياء والمترفين، إن كل شيء مادي متاح بالنسبالهم، فالحياة كلها عبارة عن أشياء مبتذلة بكل رفاهياتها لأن كلها فقدت بريقها بالنسبالهم، وإن حياتهم مش هيكون ليها أي معنى معنوي أو حتى مادي إلا بمتعة واحدة أظنها متعة العطاء، وفي الحقيقة إني فكرت إن الإسلام لما دفع الأغنياء للعطاء، دا ينفعهم نفسيًا ومعنويًا بل ويمكن ماديًا بنفس الدرجة اللي بينتفع بيها الفقير، لأن متعة العطاء لا تنضب ووسائلها وطرقها لا تنفذ، وغير مبتذلة. والإحباط اللي كنت باحس بيه نسبيًا - مش بشكل عميق لأنه شيء أنا مش متعود عليه فالموضوع بسيط بالنسبالي - هو كميات الأكل والحلويات اللي كانت بتتلم ورانا وغالبًا بتترمي، وأحيانًا كانت بتطلع للفقراء، إنه خلاص في وقت الأكل ملينا بطوننا حتى الانتفاخ، وعاوزين زيادة لأن الأكل كتير، لكن مفيش مجال، مفيش طريق للأكل، وفي الآخر لازم تشوف الأكل دا وهو بيترمي قدام عينيك، في نفس الوقت اللي أنا متأكد فيه إن ملايين البشر مش لاقيين لقمة عيش حاف، في ناس مش قادرين يخلصوا على بقية الأكل لدرجة إنهم لازم يرموه في الزبالة.
الخواطر دي أعطتني فرصة كويسة من خوفي إني أدخل تحت تأثير إلف النعمة، وأني كنت بافكر نفسي باستمرار وخاصة في الوقت الاستجمام اللي حظيت بيه على متن المركب إني مش من النوع اللي بيألف النعمة، وأني مدرك تمامًا وجاهز للرجوع لمصر بكل ما فيها، وإني باستمتع بالنعمة قدر الإمكان بمحاولة لعدم إلفها أو إحساسها مبتذلة، كان هدفي إني استمتع بكل أكلة وكل شرب فما أكبر، استمتع وأنا باركب المترو وباتمشى في الشارع وأنا قاعد في المبنى والأوضة في سكن المدينة مع إني اتعودت عليهم. والخاطر التاني اللي وجهته لنفسي، هو التحضير والجاهزية إني راجع لمصر، وإني واقف دلوقتي باصص لتمثال الحرية من على بعد، وجاهز إني أرجع مصر وأول حاجة عاوز أعملها هو إني أزور عطا لأني مشوفتوش في آخر زيارة قبل السفر، وأثناء السفر مش هشوفه لمدة زيارتين، وتخيلت طابور السجن الطويل والحر والقرف، ووجوه الظباط والمخبرين والسجانين المقفهرة الحقيرة، ووجوه أهالي المعتقلين وعناءهم وإرهاقهم وأحيانًا ذلهم، أنا جاهز، جاهز أرجع أتمشى تاني في شوارع مصر وأركب مواصلتها بكل عوادمها، بدون ما يكون عندي مشكلة أو حتى رغبة في الشكوى ولو شكوى داخلية جوا نفسي. افتكرت صديقي العزيز - أحمد زكريا - أكتر واحد كلمني عن تفاصيل في سفرته لأمريكا في منحة MEPI وأنه مكانش طايق يمشي في الشوارع ويركب المترو لما رجع مصر، وأنا متفهم وجهة نظره جدًا من الناحية المادية المؤثرة على الجانب النفسي بالنزول من مستوى العيشة في أمريكا - مش أي عيشة، لأ دي ممولة من وزارة الخارجية في قمة الرفاهية - للعيشة العادية الطبيعية في مصر، ودا مرّ بيه كتير من الناس اللي رجعوا بعد منح، ما قد يسمى بالصدمة الثقافية، والصدمة الثقافية المعاكسة.
وصلنا جزيرة الحرية، واتجمعنا كلنا قدام بوابة الجزيرة، واتفقنا كل واحد يبقى براحته ونتجمع بعد ساعة ونص أو ساعتين، في المدخل كان فيه كشك فيه أجهزة إرشادية بسماعات باللغات العالمية، أخدنا واحد وبتطلب اللغة بيقولك على الرقم اللي تضربه على الجهاز، اخترت اللغة العربية، الجهاز الإرشادي رائع، يقولك تمشي ازاي وتبص فين وعامل فقرات والتاريخ من الألف والياء، وجميل جدًا طبعًا، وكل فترة يديك فترة تتمشى أو تتفرج فيها براحتك وتاخد صور وبعدين تكمل المقطع اللي بعديه، إحساس كأن معاك مرشد سياحي خاص بيكلمك أنت بس، والصوت والتأثيرات الصوتية والموسيقية عاملين شغل عالي جدًا. كنا ماشيين المصريين ومعظم الأتراك مع بعض، وأخدنا شوية صور مع بعض واتصورنا شوية، وبعدين معرفش أنا تقريبًا انحرفت عن طريقهم ومشيت لوحدي، أهم حاجة كنت عاوز أعملها ومجهزها، إني أطلع اللوحة اللي عليها صورة عطا ومكتوب عليها: الحرية لعبد الرحمن عطا #انتفاضة_الأزهر، واتصور بيها، كنت حاططها في شنطة سفر ضهري في جيب اللابتوب عشان أوصلها بسهولة، طلعتها واتصورت بيها كام صورة، ودي كانت أول صورة والوحيدة اللي أرفعها عن أمريكا وانا في أمريكا على الفيسبوك. اتمشيت حوالين التمثال، وبعد ما خلصت سماع الجولة الإرشادية اتمشيت في الجزيرة بشكل عام، وأنا قدام التمثال راجل وست طلبوا مني أصورهم فصورتهم، وأنا باتمشى كمان شوية 3 شابات طلبوا مني أصورهم فصورتهم برده، وقفت شوية واحدة ست عدت من قدامي فلقتني واقف وماسك الكاميرا في إيدي فافتكرني تقريبًا عاوز أتصور، فقالتلي عاوزني أصورك، قولتلها ماشي شكرًا، وفعلًا صورتني، من الحاجات المهمة اللي الواحد لازم ياخد باله منها في الأماكن التي يكثر فيها التصوير هو إنه ياخد باله وهو بيعدي وبيمشى قدام الناس لأن فيه ناس كتير بتتصور، كنت باقف أحيانًا كتير لغاية ما يخلصوا تصوير، أو لو متاح أعدي من ورا المصور. على الرغم من إني شايف الجولة الإرشادية بالجهاز ممتعة وجميلة جدًا، إلا إن المعلومة اللي مش مذكورة إن تمثال الحرية كان مهدى من فرنسا لمصر في الأساس والخديوي رفض ينصبه لأنه لم يطابق المواصفات اللي أعطاها للنحات الفرنسي بعد ما مصر أهدت مسلة لفرنسا، فقرر يتبرع بيه لمدينة فقيرة من قرى أمريكا اسمها "نيويورك"، وتحملت جمعية "الصداقة الفرنسية الأمريكية" تكاليف نقل التمثال ونصبه في نيويورك.
مع تمثال الحرية من على بعد، ومش عارف أفتح عيني من الحر |
خلصت لف والحر كان أرهقني فمددت شوية في جنينة تحت شجرة، وبعدين قمت أبص على محلات الهدايا، وهي طابع مألوف في كل مكان في أمريكا، من أول بندل هل والجامعات، كل مكان أو معلم حتى ولو بسيط فيه محل بيع هدايا وتشيرتات وتذكارات عن الحاجة دي وتيشيرات باسمها وخلافه، مبحبش أشتري من الحاجات دي لأنها في الغالب بتكون غالية على الفاضي، لكن أحب اتفرج وآخد فكرة. طلعنا نتجمع قدام بوابة الخروج والدخول من المركب للجزيرة والعكس، جمعت من الناس الأجهزة الإرشادية اللي كانت معاهم ودخلت سلمتها، وفيه عدد من الطلبة اتأخروا عن معادهم من خمس لعشر دقايق كالعادة، وبنحاول نكلمهم ونتصل بيهم علشان يجيوا.
د.رايسيل كانت صارمة جدًا وهي بتقول في القواعد في رحلة نيويورك إنها مش متساهلة في موضوع الوقت وإن اللي هيتأخر هتسيبه وتمشي، بس واضح إن دا تهديد أجوف مينفعش يتحقق على أرض الواقع لأننا على العادة كنا بننتظر المتأخرين، رجعت بشرى وبشاك الاتنين ملكتي التسوق في المجموعة كلها بلا منازع، واتجهنا للمركب وركبنا، أنا ومحمود قررنا نفضل في الدور الأرضي عشان استوينا من الحر، وواضح إن دا حال معظم إذا مكانش كل الركاب، الدور الأرضي مغطى والمقاعد كلها اتاخدت، رحت للمكان اللي الناس بتقف فيه، وحطيت شنطتي، ورحت قاعد على الأرض جنب الشنطة، واستسلمت للنوم عشان أكسب وقت نوم وأريح جسمي، ومحمود قعد جنبي هو كمان، واتنين كمان قلدونا من الطلاب وقعدوا قصادنا الناحية التانية، جان بيير وعلي.
أحيانًا التغفيلة اللي مدتها عشر دقايق أو ربع ساعة هي دي اللي بتظبط الأداء وتصحصحك طول اليوم وتحس كأنك قايم من ساعات نوم، هو دا اللي حصل معايا، حصيت فايق جدًا ورايق ومستعد أقتحم نيويورك، نيويورك الولاية عبارة عن نيويورك المدينة وشوية جزر حوليها، نيويورك المدينة عبارة عن خليج، من الحاجات اللي تسمعها عن نيويورك بما إن المياه تحدها من معظم الاتجاهات إن التوسع العمراني فيها بيكون في الاتجاه لأعلى، مفيش أرض، بس فيه طول لفوق، والأسطورة إنك بتكون ماشي في شوارع نيويورك باصص للمباني الشاهقة، ودي حقيقة، مدينة زحمة إيقاعها سريع، حتى المترو بتاعها معروف إنه أشبه بل وأحيانًا أكثر زحمة من مترو الأنفاق في مصر.
الوصف اللي عجبني عن مقارنة بين نيويورك والقاهرة، كان من المستشار الثقافي للسفارة الأمريكي وكنا بنحضر معاه وعنده نادي كتاب، فكان بيقول: كنت أظن أزحم وأضخم وأجن مدينة في العالم هي نيويورك لغاية ما جيت القاهرة، ساعتها عرفت إن نيويورك ولا حاجة، ودا حقيقي بالنسبة لمعايير المقارنة اللي هو اختارها، جنون نيويورك وزحمتها بشكل عام لا يقارن بالقاهرة، بس جنون نيويورك وزحمتها شكله مختلف بثقافة وطريقة مختلفة. نزلنا من المركب وبدأنا التحرك وبدأنا نلاحظ معالم نيويورك الشهيرة، دا شارع برود واي، ودا شارع وول ستريت، أنا ماشي باصص فوق مش مركز في الشوارع. وعمال أصور معالم كتير.
محطتنا الأولى اللي رايحين ليها هو متحف صغير عن أحداث 11 سبتمبر أنشأته رابطة من أهالي ضحايا 11 سبتمبر، الفكرة من الرابطة والمتحف الصغير دا إنها تستقبل الزوار وناس من اللي حضروا الحادث يحكوا تجاربهم عنه، دخلنا وأخدنا جولة في المكان، فيه جوابات مكتوبة بخط الإيد من ناس متعاطفة مع الضحايا، وبعدين بقايا من الحادث محتفظين بيها، وصور للضحايا، وقصص مكتوبة على الجدران، وبعدين قعدنا في الأرض كلنا نسمع للراجل مؤسس الرابطة والمتحف دا، الراجل دا كان رجل إطفاء وطلع معاش، وابنه كمان كان رجل إطفاء، وفي يوم الهجوم على برجي التجارة، نزل من البيت وقالوا أنا رايح أشوف شغلي، وتوفي لما راح. الراجل حكالنا مأساة وجوده أسابيع لغاية ما يلاقي جثة ابنه كاملة وسليمة وإن دا يعتبر حاجة كويسة في حد ذاته، لأن كتير من الأهالى اللي فضلوا شهور في حطام الحادث يدوروا على أولادهم وميلاقهومش، مأساة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وبيقهرني انتشاء واحتفاء وفرح بعض المسلمين والعرب بكارثة إنسانية زي دا مات فيها مئات الأبرياء بدون ذنب حتى من ضمنهم مسلمين وعرب! وناس ترى دا انتصارًا على أمريكا، المشكلة إنه دا مش انتصار، المشكلة إن دا عمل ضد مبادئ الإسلام بكل الوسائل وفي كل التفاصيل الكبيرة والصغيرة. والراجل بيتكلم معانا عن تفاصيل الهجوم وتأريخه، انحرف بينا المسار لمواضيع جانبية كان مفروض متتفتحش في الغالب، بس يمكن كانت ضرورية تتفتح، أولهم إن فين الاستخبارات الأمريكية وكل أجهزة الأمن اللامعة في أمريكا، ازاي دا حصل، ثانيًا الراجل قالنا إنه قابل ناس مسلمين وعرب بينكروا وقوع 11 سبتمبر أصلًا وكلنا قولناله إن دا يصدر من بشر مش طبيعين، وناس تانية مؤمنة إن أمريكا نفسها اللي عملت كدا بناءً على نظرية المؤامرة، نعم أنا مؤمن إن أمريكا استخدمت الهجوم كمبرر تحت مظلة الحرب على الإرهاب إنها تخرب في الشرق الأوسط وتحتل العراق، بس مش معنى كدا إنها اللي عملته، تفسيره للموقف إن منظمات الأمن المختلفة في أمريكا رفضت التعاون وتبادل المعلومات وعلشان كدا حصل اللي حصل. ودا كلام إحنا قولناهوله إن أمريكا استغلت الموقف وتجارت بدماء موطنيها عشان مكاسب سياسية ونفط وبترول. ومنين أمريكا بتدعي محاربة الإرهاب وهي بتصنعه وبتدعمه ومثال على كدا إسرائيل ودا المثل اللي أنا ضربته، لغاية ما د.ايسيل فقدت أعصابها وعرفنا إنها دايمًا بتفقد أعصابها وبتحتد أول ما تيجي سيرة إسرائيل، وأنا كنت باتكلم عن هجوم إسرائيل على غزة وقتلها للمدنين والأطفال ودعم أمريكا للموقف، فقالتلي: وبتزعل كمان على الأطفال الإسرائيلين اللي بيموتوا؟ فرديت: دا لو فيه أطفال إسرائيلين بيموتوا، أكيد هزعل عليهم، بس مفيش. واتكلمت عن دعم أمريكا لقائد الانقلاب في مصر اللي تسبب في مذابح وقتل آلاف هم أكتر من اللي ماتوا بكتير في الهجوم على مباني التجارة العالمية، محمود نهرني وقالي أنت بتستعبط دعم ايه.
كان مع الراجل سيدة تانية بتكلمنا وتتناقش معانا، وبعدين رايسيل زعقت فينا كلنا، إحنا جايين هنا عشان نسمع قصة إنسانية ونعرف عن الحادث مش علشان نناقش حاجة تانية ولا نتخانق لو سمحتوا محدش يتكلم، مكنتش الوحيد اللي اتكلمت كمان شادي وآياز كانوا بيتكلموا عن العراق وإقليم كردستان العراق. راجعت نفسي، أنا فعلًا وكذا حد فينا صبينا غضبنا على أمريكا على الراجل وهو لا يستحق ذلك ولا ليه ذنب في أي حاجة أمريكا بتعملها، الراجل فقد ابنه ضحية، قال في الآخر: عارفين أنا مؤمن إن الحل الوحيد لأن الحاجات دي متتكرش تاني هو التعليم، إن الناس يكون ليها حق التعلم والمعرفة والاستنارة في الأرض هو دا الحل، وقال إنه لا يحمل حقد ولا ضغينة للمسلمين أبدًا، ودا شيء إيجابي منه خاصة وإن طبقًا لكلام الحكومة الأمريكية مرتكبي 11 سبتمبر مسلمين، ونفسه إننا نشر المعرفة والعلم والتسامح في بلادنا.
من كل الحكايات والحاجات اللي كانت في المتحف الصغير دا، حاجة صغيرة محمود شاورلي عليها وكانت مؤثرة جدًا على بساطتها، دبدوب صغير ومكتوب جنبه: الدبدوب دا استطاع ينجوا من الحادث لكن صاحبته الإنسانة لم تستطع. وكان فيه كروت للي عاوز يكتب رسالة ويحطها في صندوق، بشوية اندفاع كتبت جملة مقتبسة من فيلم Iron Man3: مجملها في العربي "أننا نصنع شياطيننا بأنفسنا"، ودا كلام معروف من زمان إن هيلاري كلينتون قالت - في حوار صحفي - إن القاعدة صناعة أمريكا وإن أمريكا اللي صنعتها وأمدتها بالمال واللوجيستيات والسلاح، وبعدين كانت وبال عليها - النظرية دي مش بالضرورة صح أو غلط وأنا لا أدعي إني أعرف الحقيقة في الموضوع دا - وكتبت بعد كدا: لو أمريكا فعلًا عاوزة تحارب الإرهاب فأولى بها أن تحارب إسرائيل، وحطيت الورقة في الصندوق الشفاف وصورتها.
We create our own demons. If the U.S. wants to fight terrorism, then fight Israel! |
أوضة فيها صور كل ضحايا الحادث |
بعد ما خرجنا من المتحف والراجل اتمشى معانا هو والسيدة لغاية مكان البرجين اللي أصحب نصبين تذكاريين، حسيت بتأنيب الضمير إني صبيت غضبي عليه، وكان لما كان قاعد بيتكلم معانا مكانش عارف يقعد مستريح بسبب مرض في رجله، وإحنا ماشيين كنت باتكلم مع السيدة وسألتها هم قعدوا في الحكام قد ايه، قالتلي إنهم كانوا متطوعين وقعدوا شهور أكتر من سنة في الحطام، وإن هيا أصيبت في قدميها بمرض بسبب الجثث والتعفن والتلوث في المكان، مرض نادر مجاش غير للمتطوعين في الحطام دا، وإن الراجل دا أصيب بسرطان بسبب وجوده لعدة شهور في الحطام، رحت على الفور اتكلمت معاه وشكرته على كل حاجة واعتذرت منه على الطريقة الفجّة في صبّ غضبنا عليه، وقولتله إني فعلًا بأوجه نفسي إني أفصل تمامًا بين الحكومات والناس في معظم الحالات. طول اليوم كنت باستعدي يوم 11 سبتمبر وأنا صغير، واللي حصل وإن واحد صاحبي والدي كلمه وقاله افتح التلفزيون حالًا، وكل اللي جه في بالي ساعتها وأنا طفل إننا انتصرنا على أمريكا الشريرة في حرب، بس في الحال والدي وضحلي إن دي مش معركة ومش حرب وإن أرواح أبرياء أزهقت، وفضلت قاعد مشتت وزعلان قدام شاشة التليفزيون، وكنت حاسس بشيء من الارتياح إن رأيي لما نضجت في الموضوع دا كان واضح ونشرته باقتضاب عدة مرات في منشور صغير. قانونين قرآنين أظن كثير من المسلمين يفتقدونهم في فكرهم وتعاملهم مع الحياة "أنه من قتل نفسًا - أي نفس - بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا" والآية "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا".
نعم أنا أؤمن أن الحكومة الأمريكية - مش الشعب بشكل عام - والمسيطرين على أمريكا واللوبيهات بتدعم بل وبتصنع الإرهاب، بل وهي نفسها إرهاب على بلاد كثيرة من بلاد العرب والمسلمين، دا حقيقة، وزي ما أنا ضد سياسات وإرهاب أمريكا وإسرائيل فأنا بنفس القدر أرفض إرهاب مدنين أبرياء في أمريكا نفسها. كنت بافكر في الكلام دا مؤخرًا، وهكتبه بشكل منفصل، بس حابب أسلط عليه الضوء هنا كمان، إن كتير من المسلمين والعرب يفتخرون بأشياء ليست من الإسلام في شيء، وأشياء ضد الإنسانية والنفس البشرية المحرمة والمقدسة عند خالقها، والمشكلة إن الأشياء دي نفسها بتكون وبال على المسلمين والعرب، لكن بضيق أفق بيُحتفل ويحتفى بيها. الأمثلة اللي عندي على الموضوع دا من العصر الحديث والواقع، هو الناس اللي بتفرح بهتلر وبعلامة النازية وإنه أحرق وأعدم نصف يهود الأرض، والناس اللي بتنشر وبتردد: تركت بعض اليهود ليعرف العالم لماذا أحرقتهم، وفي ذكرى الهولوكوست تلاقي مسلمين وعرب بيحتفلوا بيها، مع إننا لو أعملنا العقل هنلاقي إن اللي عمله هتلر دا كان المبرر إن الصهيونية تنشأ وتتحرك وتحارب وتاخد وعد بلفور ويغتصبوا أرض فلسطين! ونفس الكلام مع 11 سبتمبر واحتلال العراق والحرب الوهمية على الإرهاب. والمثال الأخير والحيّ الآن هو داعش، وإنها برده المبرر على التحالف الدنئ من أمريكا وحلفاءها.
أنا ضد كل هذه الأفعال وردودها، ضد الهولوكوست بأكبر محرقة في التاريخ المعاصرإن لم يكن في التاريخ كلها، زي بالظبط ما أنا ضد الصهيونية واغتصاب أرض فلسطين، ضد 11 سبتمبر وضد احتلال العراق، ضد داعش وضد التحالف اللي بيحقق مصالحه في المنطقة. ليه نفرح بحاجات هي دموية والإسلام مش دين دموي؟ وهي مش مكاسب حربية ولا معارك ولا حتى مكاسب لينا، دي وبال ومبررات لاغتصاب أراضينا؟ ليه؟
باقترح الناس تقرأ عن أحداث 11 سبتمبر بشوية تفاصيل. بغض النظر عن إن الإعلام الغربي ما يزال ينسبها لجماعات يسميها "إسلامية إرهابية". إيماني إن كل من يرهب البشر سواء جماعات أو حكومات فهم لا ينتمون للأديان بل هم ضدها، ودا أكيد في كل الملل بشكل عام جدًا. المعلومة الوحيدة اللي هسوقها عن أحداث 11 سبتمبر وخاصة برجي التجارة، إن مش البرجين بس اللي وقعوا، لما وقعوا تسببوا في انهيار 13 مبنى حواليهم، منهم مساكن ومنهم كنيسة ومنهم فندق وبنك. سلسلة الهجمات أربكت أمريكا رأسًا على عقب، برجي التجارة والهجوم على البنتاجون. لما وصلنا بدأنا نتمشى عند النصبين التذكاريين مكان البرجين، عبارة عن مربع أسود عميق للأرض تنساب المياه من جنباته، وجواه في النص ثقب مربع أسود كبير لا يرى آخره، وعلى الأطراف أسماء الضحايا مكتوبة ببروز وتقدر من تحتيها تمد إيدك تلمس الميا. الراجل قالنا إن الرمزية في النصب والثقب المربع الأسود في النص إنك متشوفش آخره زي ما كان البرجين متقدرش تجيب آخرهم ببصرك وأنت واقف تحتهم، والسواد يرمز للحزن، بس في نفس الوقت المياه الجارية اللي بتنزل في الثقب الأسود وبتلف وترجع تاني ترمز لاستمرارية الحياة، وفيه ورود بيضاء بتتحط على بعض الأسماء للضحايا ودا معناه إنه يوم ميلادهم كان في اليوم دا، وعندهم إنك بتبعت تحية أو رحمة للفقيد أو الضحية لما تحط ايدك في الميا وتمسح على اسمه، مشينا وراه علشان يورينا اسم ابنه، وصورناه.
نعم أنا أؤمن أن الحكومة الأمريكية - مش الشعب بشكل عام - والمسيطرين على أمريكا واللوبيهات بتدعم بل وبتصنع الإرهاب، بل وهي نفسها إرهاب على بلاد كثيرة من بلاد العرب والمسلمين، دا حقيقة، وزي ما أنا ضد سياسات وإرهاب أمريكا وإسرائيل فأنا بنفس القدر أرفض إرهاب مدنين أبرياء في أمريكا نفسها. كنت بافكر في الكلام دا مؤخرًا، وهكتبه بشكل منفصل، بس حابب أسلط عليه الضوء هنا كمان، إن كتير من المسلمين والعرب يفتخرون بأشياء ليست من الإسلام في شيء، وأشياء ضد الإنسانية والنفس البشرية المحرمة والمقدسة عند خالقها، والمشكلة إن الأشياء دي نفسها بتكون وبال على المسلمين والعرب، لكن بضيق أفق بيُحتفل ويحتفى بيها. الأمثلة اللي عندي على الموضوع دا من العصر الحديث والواقع، هو الناس اللي بتفرح بهتلر وبعلامة النازية وإنه أحرق وأعدم نصف يهود الأرض، والناس اللي بتنشر وبتردد: تركت بعض اليهود ليعرف العالم لماذا أحرقتهم، وفي ذكرى الهولوكوست تلاقي مسلمين وعرب بيحتفلوا بيها، مع إننا لو أعملنا العقل هنلاقي إن اللي عمله هتلر دا كان المبرر إن الصهيونية تنشأ وتتحرك وتحارب وتاخد وعد بلفور ويغتصبوا أرض فلسطين! ونفس الكلام مع 11 سبتمبر واحتلال العراق والحرب الوهمية على الإرهاب. والمثال الأخير والحيّ الآن هو داعش، وإنها برده المبرر على التحالف الدنئ من أمريكا وحلفاءها.
أنا ضد كل هذه الأفعال وردودها، ضد الهولوكوست بأكبر محرقة في التاريخ المعاصرإن لم يكن في التاريخ كلها، زي بالظبط ما أنا ضد الصهيونية واغتصاب أرض فلسطين، ضد 11 سبتمبر وضد احتلال العراق، ضد داعش وضد التحالف اللي بيحقق مصالحه في المنطقة. ليه نفرح بحاجات هي دموية والإسلام مش دين دموي؟ وهي مش مكاسب حربية ولا معارك ولا حتى مكاسب لينا، دي وبال ومبررات لاغتصاب أراضينا؟ ليه؟
باقترح الناس تقرأ عن أحداث 11 سبتمبر بشوية تفاصيل. بغض النظر عن إن الإعلام الغربي ما يزال ينسبها لجماعات يسميها "إسلامية إرهابية". إيماني إن كل من يرهب البشر سواء جماعات أو حكومات فهم لا ينتمون للأديان بل هم ضدها، ودا أكيد في كل الملل بشكل عام جدًا. المعلومة الوحيدة اللي هسوقها عن أحداث 11 سبتمبر وخاصة برجي التجارة، إن مش البرجين بس اللي وقعوا، لما وقعوا تسببوا في انهيار 13 مبنى حواليهم، منهم مساكن ومنهم كنيسة ومنهم فندق وبنك. سلسلة الهجمات أربكت أمريكا رأسًا على عقب، برجي التجارة والهجوم على البنتاجون. لما وصلنا بدأنا نتمشى عند النصبين التذكاريين مكان البرجين، عبارة عن مربع أسود عميق للأرض تنساب المياه من جنباته، وجواه في النص ثقب مربع أسود كبير لا يرى آخره، وعلى الأطراف أسماء الضحايا مكتوبة ببروز وتقدر من تحتيها تمد إيدك تلمس الميا. الراجل قالنا إن الرمزية في النصب والثقب المربع الأسود في النص إنك متشوفش آخره زي ما كان البرجين متقدرش تجيب آخرهم ببصرك وأنت واقف تحتهم، والسواد يرمز للحزن، بس في نفس الوقت المياه الجارية اللي بتنزل في الثقب الأسود وبتلف وترجع تاني ترمز لاستمرارية الحياة، وفيه ورود بيضاء بتتحط على بعض الأسماء للضحايا ودا معناه إنه يوم ميلادهم كان في اليوم دا، وعندهم إنك بتبعت تحية أو رحمة للفقيد أو الضحية لما تحط ايدك في الميا وتمسح على اسمه، مشينا وراه علشان يورينا اسم ابنه، وصورناه.
نصب تذكاري مكان مبنى برج التجارة العالمي، وهو بنفس الشكل للبرج التاني تمامًا. |
اسم رجل الإطفاء بن الراجل المرافق لينا |
كان من حظنا - زي ما قالت رايسيل - إن متحف 11 سبتمبر الكبير اللي بقاله سنين بعد إزالة الحطام تم افتتاحه، قالت إنه بقالي اسبوعين بس مفتوح قبل ما إحنا نروحه، كانت حاجزة بالفعل إننا ندخله بعد ما نخلص مع الراجل دا، سلمنا عليه وشكرناه والسيدة اللي معاه وتوجهنا للمتحف، صورته واضحة ورا النصب التذكاري، رايسيل متعرفش المتحف في ايه جوا، وقالتلنا أول مرة أدخله معاكم ونكتشفه سوا. كمان قولت أبقى أنا الأحسن ويمكن غلطت واعتذرتلها على المناقشة الحادة مع الراجل، كان رد فعلها: لا يا حبيبي ولا يهمك، دا أنا بحبك. وأنا بصراحة في نفسي لا أطيقها. ماشي. أنا اعتذرت احتياطًا يمكن أكون غلطت فيها، لكن اعتذاري الأهم وصل للراجل، وبالنسبة لد.رايسيل فهنشوف ما تحمله الأيام، خاصة إنها برده ما زالت تودد لينا، وفي المركب قالتلي أنا رحت مصر وعاوزة أروح تاني وعاوزاك تستقبلني وتوديني، ومحمود كمان، قالها أنا ساكن جنب الهرم، قالتله أجيلكم مصر وتودوني الهرم وكل حتة، وإحنا آه وماله تشرفي وتنوري في أي وقت، وتعالي إنتي بس وملكيش دعوة.
من كتر الزحمة والحركة السريعة في نيويورك، لما خرجت من المتحف الصغير، كنت واقف على الرصيف منتظرهم والطريق شبه واقف والناس بتتحرك بسرعة وانا واقف لأني مستني الباقي يطلع، راجل ماشي معرفوش ولا يعرفني، وقف قدامي لحظة وقالي: دا مش مكان مناسب للوقوف هنا النهاردة! حسيت بالإهانة، بس هو ميعرفش إني أول دقايق ليا في نيويورك وإني مع مجموعة وإني مضطر أقف، فقولت مش مشكلة مش موضوع كبير، بس ذكرته للتدليل على ضغط البلد والمكان، وأظني أتذكر إني سمعت إنها من أكبر أو أكبر مكان مأهول في العالم بنسبة عدد السكان لمساحة الأرض.
قدام النصب التذكاري، كانوا قالولنا على شجرة، قالت إنها الوحيدة اللي صمدت من كل الحاجة مع إنها كانت جنب البرجين بالظبط، بس احتاجت تتربط ويتعملها عملية إنقاذ وإعادة زرع بعد إزالة الحطام وإعادة الإعمار في المنطقة وبناء النصبين التذكاريين والمتحف. الشجرة دي ليها رمزية كبيرة جدًا في الأمل. كمان اتحكالنا على السكان اللي حوالين المنطقة اللي هجروا وأخلوا من المنطقة لمدة سنة علشان الحطام واللي حصل.
اتفقنا نتقابل بعد ساعتين وكل واحد يتحرك براحته، أنا ومحمود ومحمد وغالبًا إبراهيم فضلنا مع بعض معظم الوقت، ومارك كان معانا، اتحركنا والمتحف طلع ضخم جدًا، وفكرته إنه أدوار كتير جدًا تحت الأرض تحت حكام البرجين، المتحف باختصار وببساطة بكل تفاصيله وإمكانياته والتكنولوجيا وبقايا من البرجين وبقايا من الطائرات والمحركات وعربيات الإسعاف وحتى البنية التحتية المتبقية من البرجين، بيعيشك التجربة لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة، بدأنا نتفرج ونصور حاجات كتير، مستحيل نلف المتحف كله في ساعتين، بعد لف حوالي ساعة، لقيت جولة بدايتها من باب، دخلت الباب وهما ورايا وبعدين بدأت أسرع لأن الجولة طويلة وضخمة الجولة بتدخل وبيديك دقيقة بدقيقة من أول ما الهجوم حصل، وشاشات تلفزيون بتعرض الأخبار دقيقة بدقيقة، وبعدين الدقيقة اللي بعديها حصل ايه وأنت ماشي، ولبس بوليس وأدوات وحاجات وبقايا في كل حتة طول ما أنت ماشي، وبعدين تسجيلات صوتية لعربيات البوليس والإسعاف واتصالات من الضحايا والمبلغين، وأعداد البوليس وحالة التأهب اللي تم اتخاذها، كل دقيقة وكل تفصيلة في الهجوم، أول برج وبعدين تاني برج، وبعدين البنتاجون. المتحف معمول بشكل خرافي إنه يعيشك الهجوم لحظة بلحظة بصور وفيديوهات وحاجات حيّة قدامك وبقايا وتسجيلات، الجولة طولت جدًا، وعاوز اخلصها لآخرها ومأخرجش من مخرج طوارئ، سرعت رتم مشيي شويا عشان ألحق معاد التجمع. الجولة دي جزء من المحتف مش كله، فيه كمان جزء فيلم توثيقي للي عاوز كان يدخل يتفرج عليه دا كان ساعة كاملة بس مكانش فيه وقت نعمل ولا نلف المتحف كله لأنه ضخم وهائل جدًا. خرجت وأنا حاسس بالآسى على كل إنسان مات في المكان دا أو في غيره، وإحساس وخاطر واحد إني نفسي في يوم من الأيام في مصر، يبقى فيه متحف لرابعة العدوية ولميدان النهضة ولميدان التحرير ولشارع محمد محمود ولماسبيرو، حاجة عظيمة فعلًا إن الناس تفتكر تاريخها حتى الحزين وتعيشه وتحسه وتفتكر اللي الضحايا الأبرياء اللي بيموتوا غدر، حاجة كويسة إن العالم يعرف عنهم، حاجة كويسة إن المزارات والنص التذكارية والمتاحف تخلد ذكراهم وتكتب التاريخ وتحييه، علشان يبقى ولا يمسح من ذكرة العالم والناس. يارب أعيش وأقدر أشارك في حاجة زي كدا، أو أشوفها بتحقق في بلادنا. ويا ترى سوريا اللي ملايين فيها قتلوا هيتعملها متحف ازاي؟ دي البلد كلها أصبحت بقايا حرب الملعون الأسد على الأبرياء والمدنين، والأحرار المضادين الصامدين، البلد كلها تبقى متحف كبير لتخليد ذكرى الصامدين والأبرياء.
غير تعاطفي مع الحضايا في 11 سبتمبر من المتحف، إلا إني صعب عليا حالنا فعلًا، ياب هون على المسلمين في كل مكان. جبنا شنطنا من الأمانات وبدأنا نتجمع وكالعادة انتظرنا ربع ساعة بنحاول نوصل للبهوات المتأخرين علينا. أنا نفسي اتأخرت حوالي خمس دقايق عن الوصول بس دا مش مشكلة مقارنة باللي اتأخروا أكتر بكتير.
بعد المتحف كان عندنا في الجدول محاضرة اختيارية، والناس هنا انقسمت فريقين، فريق تعب وأصابه التعب والإرهاق وقرر يروح للفندق، ودا كان كل اللبنانيين ومعظم الأتراك وبعض العراقيين، إلا إحنا المصريين كلنا قولنا هنروح المحاضرة في جامعة نيويورك عن رابطة جامعية اسمها "علماء في خطر"، وكان معانا زينب اللبنانية وجاد واتنين تلاتة كمان، والباقي راحوا الفندق وأخدهم صالح آبي وزينب أبلة، وإحنا رحنا جامعة نيويورك مع رايسيل، وأنا كنت مصرّ مضيعش ولا دقيقة ولا أي حاجة وفي نفس الوقت أكمل الصيام. الفكرة الملهمة في النشاط دا إنه بيشوف ويرعى العلماء اللي مش أمريكان ومهددين في بلادهم وبيحاول استعادتهم أو دعوتهم. ازاي؟ يعني على سبيل المثال المحاضرة كانت فيديو حيّ مع دكتور من طاجيكستان، عن واحد كان طالب دكتوراة في جامعة نيويورك، ولما رجع طاجيكستان علشان يعمل بعض الأبحاث هناك اعتقله النظام الحاكم القمعي وزجوا به في السجن، وزميله اللي متابع القضية وبيحاول بكل الوسائل يساعده، وكمان الرابطة دي هدفها إنها ترجع الدكتور دا لأنه زميلهم، وبيتكلموا عن كل الوسائل المتاحة للمساعة والمحامين وايه الخطوات اللي يمكن تنفيذها، وهل مفروض يكلموا الخارجية الأمريكية تتدخل بشكل رسمي ولا بلاش علشان ميفتكرهوش جاسوس من أمريكا فيصعبوا عليه الموقف أكتر، طيب ينفع من طرق جانبية ومن تحت الترابيزة إنهم يتكلموا عنه بشكل غير رسمي لطاجيكستان. الغلطة الأكبر لما دخلنا المحاضرة متأخر شوية إني قعدت في أول صف وقدام الفيديو اللي شغال، والمشكلة اللي ترتبت على إني تعبان إني سقطت ونمت فعليًا كتير جدًا وسط المحاضرة اللي كانت بشكل عام مهمة المحتوى مملة التقديم والعرض. دا شيء يهمني بشكل كبير خاصة مع كل اللي بيحصل في مصر للأكاديميين سواءً طلبة أو دكاترة. وفي أثناء المحاضرة واحدة قامت وزعقت للمقدم والضيوف اللي على المنصة وقعدت تهرتل بكلام كتير جدًا ضدهم، وهما في قمة الهدوء، وسابوها تتكلم كتير وبعدين لما اكتشفوا إنها لن تتوقف، وقفوها بالذوق وكملوا وبعدين أنهوا المحاضرة والمراسلة في الوقت المحدد. سلمنا على بعضهم، وكان فيه بعد المحاضرة بوفيه صغير للناس اللي عاوزة تقعد وتسأل، قابلنا سكرتيرة أو واحدة في المؤسسة وسألنها بعض الأسئلة، بيدرسوا حالات وبيساعدوا قدر إمكانهم طلاب جامعيين أو دكاترة في الحصول على منح في أمريكا لو هما في خطر في بلادهم، وعرضت عليها أرقام وحالات للمعتقلين الطلاب في مصر وأساتذة الجامعة وقالتلي ياريت تبعتلي معلومات أكتر، ومن الحاجات اللي بيحاولوا يعملوها إنهم يبلغوا الحكومة الأمريكية إن فيه علماء وطلاب في خطر في البلاد الفلانية وبتطلب منهم حتى التعليق أو التدخل، وأحيانًا بيحاولوا هما يوفروا محامين أو ينشروا قضاياهم إعلاميًا، حتى الدكتور اللي لسه متكلمين عليه نشروا قضيته شبه دوليًا بشكل كبير وعلى تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة ضغط وكأداة للتعريف بقضيته للعالم، ودي أهم حاجة أنا ممكن أحصل عليها منهم لو قدرت أوصلهم بيانات طلاب وأساتذة جامعات مصريية في المعتقلات، أخدت منها الكارت وشكرتها، وفي النص قولت أقول شيء ظريف عشان الكلام كله من ناحيتي كان عن العنف والقتل والاعتقالات فقولت: حتى يمكن أنا نفسي أحتاجكم تساعدوني في يوم من الأيام بما إني متحدث رسمي باسم حركة طلابية ثورية.
الباقيين كمان قعدوا يوصفوا الحالات المزرية في بلادنا وخاصة مصر لأننا كنا الأكتر، وقاعدوا ياكلوا بعض الفواكه ويشربوا بعض الحاجات الساقعة وإبراهيم فرحان بقى وشرب خمر، مع إنهم في الطريق للجامعة أكلوا من عربية أكل عشان كانوا جاعوا وأنا قعدت على جنب اتفرج عليهم، وكان معايا فادي، قعدنا منتظرينهم ياكلوا ويشربوا.
أصحاب عربيات الأكل اللي كانوا عندهم كانوا مصريين، وعرفنا بعد كدا إن المصريين مسيطرين على عربيات الأكل اللي في نيويورك كلها وهم اللي بياخدوا تراخيص معظمها وبيديروها ويفتحوها، بقينا كل ما نعدي على عربية أكل نسلم، وسلام عليكم، وأنت منين من مصر؟ الأكل أمريكي في الغالب سواء فراخ أو لحمة، كله حلال، وكله بمواصفات أكل "شوارع" بس يليق بأمريكا، يعني نضيف جدًا بالنسبة لأكل مطاعم مصر، وممكن تلاقي كمان أكل شامي أو مصري وطعمية.
بعدها كان فيه فطار اختياري في المركز الإسلامي لجامعة نيويورك. ودي صفحتهم، كان الكل فصل شحن نهائي، كله بلا استثناء، ود.رايسيل قالت مين عاوز يرجع الفندق ومين عاوز يقعد ويكمل، أنا الوحيد اللي قولت هكمل وهفطر في المركز الإسلامي، قالتلي أستنى معاك، قولت لأ امشوا كلكم وأنا هفضل لوحدي، وإحنا طالعين ناحية الأسانيسر وبتوصفلي أروح أزاي قابلنا إمام خالد لطيف، مدير المركز الإسلامي لجامعة نيويورك، وعرفته عليا وعرفتني عليه، وقالتله يوسف هيفطر معاكم في المركز، قالها النهاردة الإفطار في المبنى دا مش في مبنى المركز لأننا عندنا حفلة جمع تبرعات فوق، وسلم عليا ورحب بيا ومعاه اتنين ماشيين معاه وقالي، أطلب منك طلب، ممكن تطلع تستاني فوق في الدور التاسع جنب القاعة، قولتله حاضر وطلعت. قبل ما أكمل الأحداث أنوهكم إن الليلة دي بأعدها من أفضل وأحلى الليالي اللي قضتها في أمريكا. كلهم مشيوا، وأنا الوحيد اللي كملت برنامج لآخرة "كان اختياري"، وكنت فرحان لأني كنت صايم والوحيد اللي صمد لآخر فقرة في برنامج اليوم، القاعة خرافية، نظام، مسلمين من كل الأشكال والألوان، حاجة تشرح القلب وتفتح النفس، طلع إمام خالد بعد عشر دقايق. قال للناس اللي قاعدة يشوفوا الدعوات والمعزومين الشاب دا ضيفي وهيدخل يحضر الإفطار، ياريت تقرأوا النبذة عن إمام خالد من فوق. حسيت بغبطة وغيرة لما قرأتها وعرفت عنه أكتر. من حظي، دخلت القاعة وقولت أقعد في أي مكان، لقيت ترابيزة قدام ومش عائلية مجموعة شباب ملتحين وقاعدين مع بعض قولت حلو فيه مكان أقعد معاهم، سلمت عليهم واتعرفت عليهم، وبعدين اكتشفت إن دي ترابيزة الأئمة والمكان اللي إمام خالد هيقعد فيه، واضح إني نشنت وأصبت. واحد من المشايخ صوته عذب قام أذن للمغرب، وبعدين أقام وقمنا صلينا، وأمنا واحد صوته جميل تاني، اتعرفت عليهم هما الاتنين وإحنا قاعدين على الترابيزة وقولتلهم فتح الله عليكما، واحد منهم بيحضر دكتوراة في الدراسات الإسلامية. قبل ما الحفل يبدأ، جه إمام خالد وقعد وسلم عليا وقالي اتعرفت عليهم، قولتله غالبًا هما يعرفوا عني أكتر ما أنت تعرف، راح ضاحك. افتتحوا الحفل بالقرآن، وقالوا الأكل هينزل، وفيه أكل للنباتيين اللي مش عاوز ياكل لحمة، حفلة جمع التبرعات معمولة من المركز الإسلامي لدعم منظمة دعم نسائي إسلامية اسمها "سمايل". إمام خالد لطيف كان بيقدم للفقرات، بس برده قبل تقديمه هو كان بيتكلم عن المرأة في الإسلام، وبيتكلم عن واقع وقصص حصلت معاه عن نساء مسلمات بلا ملجأ وحصل معاهم أشياء صعبة ولا يوجد ما يؤويهم ويحميهم من الشرور والتشرد. قام أستاذ اسمه طارق من مؤسسي المنظمة وحكى بعض القصص وهدف المؤسسة إنها تساعد نساء غير قادرات على الكسب إنهم يستطيعوا يقوموا بأنفسهم وببيوتهم وإن هدفهم خيري تنموي مش خيري زكاة وعطاء وخلاص، كانوا جايبين في الحفلة نساء فعلًا المنظمة ساعدتهم، أولهم كانت مصرية، حسيت بحزن لما قامت اتكلمت، وهي مبتعرفش انجليزي، وقامت أخت تترجملها، قالت إنها ازوجت خليجي، جابها أمريكا، وبعد فترة طلقها، ومش معاها أي حاجة تعيش بيها ولا ليها مكان تعيش فيه ولا أي حاجة، وإنهم ساعدوها تلاقي مسكن وبيحاولوا يشوفوا ورقها ويلاقولها شغل وبيدوها ما يكفيها مأونتها لغاية ما يقدروا يساعدوها تقوم بنفسها. وسيدة مسلمة تانية، زوجها رماها هي وأولادها ومش عارفة تشتغل لأن المكان اللي وجدته للسكن بعيد عن أي شغل ومش هيكون معاها ما يكفيها للانتقال والشغل والانتقال هيقتطع معظم مرتبها لو اشتغلت، وهما اشترولها عربية علشان تعرف تنتقل وتشتغل بدون مشاكل.
وجدت في إمام خالد النموذج للشيخ المسلم الشاب الداعية اللي بادورعليه من ساعة ما سافرت أمريكا، عرفت إنه قائد مجتمعي في أمريكا كلها مش على نطاق إسلامي بس، وإنه بيساعد الحكومة وبيدرب في الشرطة، وبيساعد في تدريبات في وزارة الخارجية، وبيساعد على بناء مجتمع متسامح وبيعرض للإسلام والمسلمين وبيكون طرق للتعاون من الملل الأخرى. وطريقة كلامه وعرضه ممتازة ومؤثرة وفعالة وإبداعية. اتكلم عن حالات لشابات ونساء مسلمات قابلته ومعرفش يساعدهم لأنه معندوش إمكانيات يساعد بيها، وبيقول إزاي بنحاول وبنقول بنكرم نساء المسلمين ولو واحدة فيهم واجهة مشكلة في بيتهم لا تجد ما يقوم على أمرها أو يرعاها أو يحميها. قام الشيخ اللي كان معايا لأن العشاء أذنت وهيروح يأم التراويح في مسجد الجامعة. الجو جميل وروحاني وإسلامي بامتياز، كنت في قمة السعادة والنشوة. وقامت أخت بعد كل الكلمات اللي اتقالت من إمام خالد لطيف ومن أعضاء "سمايل" المؤسسين وبعد اللي ساعدوهم، تقوم بفاعليات جمع التبرعات وبدأت تتكلم بطريقة احترافية، مين يا أخواني وأخواتي هيديني خمس آلاف دولار النهاردة لأخواتنا؟ ولاحظت برده إن الناس اللي بتقرر وتشاورلها بتتعمد محدش يشوفها زي ما كان حصل في مسجد الأقصى وحكيته في حلقة سالفة. في النهاية قال إنه حابب يكرم بعض الأعضاء الفاعلين وطلع فريق "سمايل" كلهم على المسرح والناس حييتهم، وبعدين أعضاء نشطين في رمضان في المركز الإسلامي، اللي لفت نظري فيهم كلهم مسلمين جدد منهم نساء مش متحجبات، بس ما شاء الله بيقوموا بأعمال عظيمة ربنا يتقبلها منهم، وطلع بنت عندها 14 سنة كأفضل عضوة، وقال فلانة شابة في جامعة عندها شغل وتدريب ترجع منه كل يوم في رمضان تعبانة تروح تغسل وتمسح وتعمل أكل في المركز الإسلامي، اللي خلاني احتقر نفسي إن البنت مش محجبة وأنا ممكن لو شوفتها في الشارع أبصلها بازدراء وأنا بعد اللي سمعته متأكد إنها أفضل مني بألف مرة وربنا يهديها للحجاب طبعًا، وإمام خالد قال: لا تخدعوا إنها أطول مني دي يادوبك 14 سنة، كل اللي لفت انتباهي إني كان ممكن أحكم على شكلها أو لبسها وهي بلا شك أفضل مني، ربنا يتقبل منها ويكرمها بالحجاب، ويهديني، استصغرت نفسي جدًا وأنا باصص وهيا واقفة مبتسمة على المسرح وأنا قاعد متلم. في النهاية دعا دعاء رائع وجميل ومؤثر. لما جه سلمت عليه وشكرته على الفطار واليوم الرائع وطلبت أتصور معاه صورة بسرعة لأنه مشغول، رحب بيا وطلب من واحد من الشباب يشاورلي على مكان المترو اللي هروح بيه، جه معايا لغاية الأسانيسر ووصفلي وشكرته ومشيت ذاهبًا للفندق. كنت ماشي طاير من الفرحة في الشارع، ماشي في نيويورك بالليل بعد ليلة إيمانية جميلة في العشر الأواخر بعد ما وجدت نموذج أحب أتشبه بيه، ربنا يبارك فيك ويكثر من أمثاله. وراجع متأكد إن الكل فاتهم ليلة خرافية وخاصة المسلمين وإني فزت بجائزة إني أحضر لوحدي دا تمييز ليا، وإن ربنا أكرمني فصمت وأكرمني أكثر إني أفطر وأحضر في المركز الإسلامي والليلة الرائعة دي بكل المقاييس.
من كتر الزحمة والحركة السريعة في نيويورك، لما خرجت من المتحف الصغير، كنت واقف على الرصيف منتظرهم والطريق شبه واقف والناس بتتحرك بسرعة وانا واقف لأني مستني الباقي يطلع، راجل ماشي معرفوش ولا يعرفني، وقف قدامي لحظة وقالي: دا مش مكان مناسب للوقوف هنا النهاردة! حسيت بالإهانة، بس هو ميعرفش إني أول دقايق ليا في نيويورك وإني مع مجموعة وإني مضطر أقف، فقولت مش مشكلة مش موضوع كبير، بس ذكرته للتدليل على ضغط البلد والمكان، وأظني أتذكر إني سمعت إنها من أكبر أو أكبر مكان مأهول في العالم بنسبة عدد السكان لمساحة الأرض.
قدام النصب التذكاري، كانوا قالولنا على شجرة، قالت إنها الوحيدة اللي صمدت من كل الحاجة مع إنها كانت جنب البرجين بالظبط، بس احتاجت تتربط ويتعملها عملية إنقاذ وإعادة زرع بعد إزالة الحطام وإعادة الإعمار في المنطقة وبناء النصبين التذكاريين والمتحف. الشجرة دي ليها رمزية كبيرة جدًا في الأمل. كمان اتحكالنا على السكان اللي حوالين المنطقة اللي هجروا وأخلوا من المنطقة لمدة سنة علشان الحطام واللي حصل.
الشجرة الناجية وهي متربطة علشان تبقى ثابنة في مكانها |
غير تعاطفي مع الحضايا في 11 سبتمبر من المتحف، إلا إني صعب عليا حالنا فعلًا، ياب هون على المسلمين في كل مكان. جبنا شنطنا من الأمانات وبدأنا نتجمع وكالعادة انتظرنا ربع ساعة بنحاول نوصل للبهوات المتأخرين علينا. أنا نفسي اتأخرت حوالي خمس دقايق عن الوصول بس دا مش مشكلة مقارنة باللي اتأخروا أكتر بكتير.
بعد المتحف كان عندنا في الجدول محاضرة اختيارية، والناس هنا انقسمت فريقين، فريق تعب وأصابه التعب والإرهاق وقرر يروح للفندق، ودا كان كل اللبنانيين ومعظم الأتراك وبعض العراقيين، إلا إحنا المصريين كلنا قولنا هنروح المحاضرة في جامعة نيويورك عن رابطة جامعية اسمها "علماء في خطر"، وكان معانا زينب اللبنانية وجاد واتنين تلاتة كمان، والباقي راحوا الفندق وأخدهم صالح آبي وزينب أبلة، وإحنا رحنا جامعة نيويورك مع رايسيل، وأنا كنت مصرّ مضيعش ولا دقيقة ولا أي حاجة وفي نفس الوقت أكمل الصيام. الفكرة الملهمة في النشاط دا إنه بيشوف ويرعى العلماء اللي مش أمريكان ومهددين في بلادهم وبيحاول استعادتهم أو دعوتهم. ازاي؟ يعني على سبيل المثال المحاضرة كانت فيديو حيّ مع دكتور من طاجيكستان، عن واحد كان طالب دكتوراة في جامعة نيويورك، ولما رجع طاجيكستان علشان يعمل بعض الأبحاث هناك اعتقله النظام الحاكم القمعي وزجوا به في السجن، وزميله اللي متابع القضية وبيحاول بكل الوسائل يساعده، وكمان الرابطة دي هدفها إنها ترجع الدكتور دا لأنه زميلهم، وبيتكلموا عن كل الوسائل المتاحة للمساعة والمحامين وايه الخطوات اللي يمكن تنفيذها، وهل مفروض يكلموا الخارجية الأمريكية تتدخل بشكل رسمي ولا بلاش علشان ميفتكرهوش جاسوس من أمريكا فيصعبوا عليه الموقف أكتر، طيب ينفع من طرق جانبية ومن تحت الترابيزة إنهم يتكلموا عنه بشكل غير رسمي لطاجيكستان. الغلطة الأكبر لما دخلنا المحاضرة متأخر شوية إني قعدت في أول صف وقدام الفيديو اللي شغال، والمشكلة اللي ترتبت على إني تعبان إني سقطت ونمت فعليًا كتير جدًا وسط المحاضرة اللي كانت بشكل عام مهمة المحتوى مملة التقديم والعرض. دا شيء يهمني بشكل كبير خاصة مع كل اللي بيحصل في مصر للأكاديميين سواءً طلبة أو دكاترة. وفي أثناء المحاضرة واحدة قامت وزعقت للمقدم والضيوف اللي على المنصة وقعدت تهرتل بكلام كتير جدًا ضدهم، وهما في قمة الهدوء، وسابوها تتكلم كتير وبعدين لما اكتشفوا إنها لن تتوقف، وقفوها بالذوق وكملوا وبعدين أنهوا المحاضرة والمراسلة في الوقت المحدد. سلمنا على بعضهم، وكان فيه بعد المحاضرة بوفيه صغير للناس اللي عاوزة تقعد وتسأل، قابلنا سكرتيرة أو واحدة في المؤسسة وسألنها بعض الأسئلة، بيدرسوا حالات وبيساعدوا قدر إمكانهم طلاب جامعيين أو دكاترة في الحصول على منح في أمريكا لو هما في خطر في بلادهم، وعرضت عليها أرقام وحالات للمعتقلين الطلاب في مصر وأساتذة الجامعة وقالتلي ياريت تبعتلي معلومات أكتر، ومن الحاجات اللي بيحاولوا يعملوها إنهم يبلغوا الحكومة الأمريكية إن فيه علماء وطلاب في خطر في البلاد الفلانية وبتطلب منهم حتى التعليق أو التدخل، وأحيانًا بيحاولوا هما يوفروا محامين أو ينشروا قضاياهم إعلاميًا، حتى الدكتور اللي لسه متكلمين عليه نشروا قضيته شبه دوليًا بشكل كبير وعلى تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة ضغط وكأداة للتعريف بقضيته للعالم، ودي أهم حاجة أنا ممكن أحصل عليها منهم لو قدرت أوصلهم بيانات طلاب وأساتذة جامعات مصريية في المعتقلات، أخدت منها الكارت وشكرتها، وفي النص قولت أقول شيء ظريف عشان الكلام كله من ناحيتي كان عن العنف والقتل والاعتقالات فقولت: حتى يمكن أنا نفسي أحتاجكم تساعدوني في يوم من الأيام بما إني متحدث رسمي باسم حركة طلابية ثورية.
الباقيين كمان قعدوا يوصفوا الحالات المزرية في بلادنا وخاصة مصر لأننا كنا الأكتر، وقاعدوا ياكلوا بعض الفواكه ويشربوا بعض الحاجات الساقعة وإبراهيم فرحان بقى وشرب خمر، مع إنهم في الطريق للجامعة أكلوا من عربية أكل عشان كانوا جاعوا وأنا قعدت على جنب اتفرج عليهم، وكان معايا فادي، قعدنا منتظرينهم ياكلوا ويشربوا.
أصحاب عربيات الأكل اللي كانوا عندهم كانوا مصريين، وعرفنا بعد كدا إن المصريين مسيطرين على عربيات الأكل اللي في نيويورك كلها وهم اللي بياخدوا تراخيص معظمها وبيديروها ويفتحوها، بقينا كل ما نعدي على عربية أكل نسلم، وسلام عليكم، وأنت منين من مصر؟ الأكل أمريكي في الغالب سواء فراخ أو لحمة، كله حلال، وكله بمواصفات أكل "شوارع" بس يليق بأمريكا، يعني نضيف جدًا بالنسبة لأكل مطاعم مصر، وممكن تلاقي كمان أكل شامي أو مصري وطعمية.
بعدها كان فيه فطار اختياري في المركز الإسلامي لجامعة نيويورك. ودي صفحتهم، كان الكل فصل شحن نهائي، كله بلا استثناء، ود.رايسيل قالت مين عاوز يرجع الفندق ومين عاوز يقعد ويكمل، أنا الوحيد اللي قولت هكمل وهفطر في المركز الإسلامي، قالتلي أستنى معاك، قولت لأ امشوا كلكم وأنا هفضل لوحدي، وإحنا طالعين ناحية الأسانيسر وبتوصفلي أروح أزاي قابلنا إمام خالد لطيف، مدير المركز الإسلامي لجامعة نيويورك، وعرفته عليا وعرفتني عليه، وقالتله يوسف هيفطر معاكم في المركز، قالها النهاردة الإفطار في المبنى دا مش في مبنى المركز لأننا عندنا حفلة جمع تبرعات فوق، وسلم عليا ورحب بيا ومعاه اتنين ماشيين معاه وقالي، أطلب منك طلب، ممكن تطلع تستاني فوق في الدور التاسع جنب القاعة، قولتله حاضر وطلعت. قبل ما أكمل الأحداث أنوهكم إن الليلة دي بأعدها من أفضل وأحلى الليالي اللي قضتها في أمريكا. كلهم مشيوا، وأنا الوحيد اللي كملت برنامج لآخرة "كان اختياري"، وكنت فرحان لأني كنت صايم والوحيد اللي صمد لآخر فقرة في برنامج اليوم، القاعة خرافية، نظام، مسلمين من كل الأشكال والألوان، حاجة تشرح القلب وتفتح النفس، طلع إمام خالد بعد عشر دقايق. قال للناس اللي قاعدة يشوفوا الدعوات والمعزومين الشاب دا ضيفي وهيدخل يحضر الإفطار، ياريت تقرأوا النبذة عن إمام خالد من فوق. حسيت بغبطة وغيرة لما قرأتها وعرفت عنه أكتر. من حظي، دخلت القاعة وقولت أقعد في أي مكان، لقيت ترابيزة قدام ومش عائلية مجموعة شباب ملتحين وقاعدين مع بعض قولت حلو فيه مكان أقعد معاهم، سلمت عليهم واتعرفت عليهم، وبعدين اكتشفت إن دي ترابيزة الأئمة والمكان اللي إمام خالد هيقعد فيه، واضح إني نشنت وأصبت. واحد من المشايخ صوته عذب قام أذن للمغرب، وبعدين أقام وقمنا صلينا، وأمنا واحد صوته جميل تاني، اتعرفت عليهم هما الاتنين وإحنا قاعدين على الترابيزة وقولتلهم فتح الله عليكما، واحد منهم بيحضر دكتوراة في الدراسات الإسلامية. قبل ما الحفل يبدأ، جه إمام خالد وقعد وسلم عليا وقالي اتعرفت عليهم، قولتله غالبًا هما يعرفوا عني أكتر ما أنت تعرف، راح ضاحك. افتتحوا الحفل بالقرآن، وقالوا الأكل هينزل، وفيه أكل للنباتيين اللي مش عاوز ياكل لحمة، حفلة جمع التبرعات معمولة من المركز الإسلامي لدعم منظمة دعم نسائي إسلامية اسمها "سمايل". إمام خالد لطيف كان بيقدم للفقرات، بس برده قبل تقديمه هو كان بيتكلم عن المرأة في الإسلام، وبيتكلم عن واقع وقصص حصلت معاه عن نساء مسلمات بلا ملجأ وحصل معاهم أشياء صعبة ولا يوجد ما يؤويهم ويحميهم من الشرور والتشرد. قام أستاذ اسمه طارق من مؤسسي المنظمة وحكى بعض القصص وهدف المؤسسة إنها تساعد نساء غير قادرات على الكسب إنهم يستطيعوا يقوموا بأنفسهم وببيوتهم وإن هدفهم خيري تنموي مش خيري زكاة وعطاء وخلاص، كانوا جايبين في الحفلة نساء فعلًا المنظمة ساعدتهم، أولهم كانت مصرية، حسيت بحزن لما قامت اتكلمت، وهي مبتعرفش انجليزي، وقامت أخت تترجملها، قالت إنها ازوجت خليجي، جابها أمريكا، وبعد فترة طلقها، ومش معاها أي حاجة تعيش بيها ولا ليها مكان تعيش فيه ولا أي حاجة، وإنهم ساعدوها تلاقي مسكن وبيحاولوا يشوفوا ورقها ويلاقولها شغل وبيدوها ما يكفيها مأونتها لغاية ما يقدروا يساعدوها تقوم بنفسها. وسيدة مسلمة تانية، زوجها رماها هي وأولادها ومش عارفة تشتغل لأن المكان اللي وجدته للسكن بعيد عن أي شغل ومش هيكون معاها ما يكفيها للانتقال والشغل والانتقال هيقتطع معظم مرتبها لو اشتغلت، وهما اشترولها عربية علشان تعرف تنتقل وتشتغل بدون مشاكل.
إمام خالد لطيف |
وجدت في إمام خالد النموذج للشيخ المسلم الشاب الداعية اللي بادورعليه من ساعة ما سافرت أمريكا، عرفت إنه قائد مجتمعي في أمريكا كلها مش على نطاق إسلامي بس، وإنه بيساعد الحكومة وبيدرب في الشرطة، وبيساعد في تدريبات في وزارة الخارجية، وبيساعد على بناء مجتمع متسامح وبيعرض للإسلام والمسلمين وبيكون طرق للتعاون من الملل الأخرى. وطريقة كلامه وعرضه ممتازة ومؤثرة وفعالة وإبداعية. اتكلم عن حالات لشابات ونساء مسلمات قابلته ومعرفش يساعدهم لأنه معندوش إمكانيات يساعد بيها، وبيقول إزاي بنحاول وبنقول بنكرم نساء المسلمين ولو واحدة فيهم واجهة مشكلة في بيتهم لا تجد ما يقوم على أمرها أو يرعاها أو يحميها. قام الشيخ اللي كان معايا لأن العشاء أذنت وهيروح يأم التراويح في مسجد الجامعة. الجو جميل وروحاني وإسلامي بامتياز، كنت في قمة السعادة والنشوة. وقامت أخت بعد كل الكلمات اللي اتقالت من إمام خالد لطيف ومن أعضاء "سمايل" المؤسسين وبعد اللي ساعدوهم، تقوم بفاعليات جمع التبرعات وبدأت تتكلم بطريقة احترافية، مين يا أخواني وأخواتي هيديني خمس آلاف دولار النهاردة لأخواتنا؟ ولاحظت برده إن الناس اللي بتقرر وتشاورلها بتتعمد محدش يشوفها زي ما كان حصل في مسجد الأقصى وحكيته في حلقة سالفة. في النهاية قال إنه حابب يكرم بعض الأعضاء الفاعلين وطلع فريق "سمايل" كلهم على المسرح والناس حييتهم، وبعدين أعضاء نشطين في رمضان في المركز الإسلامي، اللي لفت نظري فيهم كلهم مسلمين جدد منهم نساء مش متحجبات، بس ما شاء الله بيقوموا بأعمال عظيمة ربنا يتقبلها منهم، وطلع بنت عندها 14 سنة كأفضل عضوة، وقال فلانة شابة في جامعة عندها شغل وتدريب ترجع منه كل يوم في رمضان تعبانة تروح تغسل وتمسح وتعمل أكل في المركز الإسلامي، اللي خلاني احتقر نفسي إن البنت مش محجبة وأنا ممكن لو شوفتها في الشارع أبصلها بازدراء وأنا بعد اللي سمعته متأكد إنها أفضل مني بألف مرة وربنا يهديها للحجاب طبعًا، وإمام خالد قال: لا تخدعوا إنها أطول مني دي يادوبك 14 سنة، كل اللي لفت انتباهي إني كان ممكن أحكم على شكلها أو لبسها وهي بلا شك أفضل مني، ربنا يتقبل منها ويكرمها بالحجاب، ويهديني، استصغرت نفسي جدًا وأنا باصص وهيا واقفة مبتسمة على المسرح وأنا قاعد متلم. في النهاية دعا دعاء رائع وجميل ومؤثر. لما جه سلمت عليه وشكرته على الفطار واليوم الرائع وطلبت أتصور معاه صورة بسرعة لأنه مشغول، رحب بيا وطلب من واحد من الشباب يشاورلي على مكان المترو اللي هروح بيه، جه معايا لغاية الأسانيسر ووصفلي وشكرته ومشيت ذاهبًا للفندق. كنت ماشي طاير من الفرحة في الشارع، ماشي في نيويورك بالليل بعد ليلة إيمانية جميلة في العشر الأواخر بعد ما وجدت نموذج أحب أتشبه بيه، ربنا يبارك فيك ويكثر من أمثاله. وراجع متأكد إن الكل فاتهم ليلة خرافية وخاصة المسلمين وإني فزت بجائزة إني أحضر لوحدي دا تمييز ليا، وإن ربنا أكرمني فصمت وأكرمني أكثر إني أفطر وأحضر في المركز الإسلامي والليلة الرائعة دي بكل المقاييس.
كنت عامل موبايلي صامت، ولما خرجت من الجامعة لقيت مكالمات كتير جدًا مردتش عليها، محمود كلمني كتير، طبعًا محمود معايا في الأوضة كالعادة، في الآخر بعد ما يأس إني أرد، بعتلي رسالة: أنا سبتلك مفتاح الأوضة بتاعك في الاستقبال وليك أكل معايا، ويوسف مكاوي صديقي كلمني وقالي أنت فين، قولتله معلش لسه مخلص البرنامج وينفع نتقابل بكرة، قالي أوصله أزاي وإنه هيكلمني بكرة، يوسف كان في منحة لمدة سنة في أمريكا ودلوقتي بيشتغل هناك في بروكلين.
وصلت وماشي في طريقي مظبوط، صالح آبي اتصل بيا وسألني إذا كنت فطرت وسألني أنا فين، قولتله في الطريق، قالي تمام، متنساش تاخد الأكل اللي ليك، شكرته وقفلت. كلمت محمود، أنت فين يا ابني؟ قالي نزلنا رحنا التايمز، قولتله طيب أنا هاروح أحط شنطتي في الفندق لأنها معايا من الصبح وأغير هدومي ونتقابل. رحت الفندق وأخدت مفتاحي من الاستقبال، وطلعت فوق، تليفون الأوضة رن، رديت، د.رايسيل بتطمن إني وصلت وقالتلي هبعتلك أكل بزيادة علشان فطارك وسحورك، شكرتها وقفلت. غيرت هدومي، وفتحت اللاب وبعت رسايل أطمن الأسرة إني وصلت، غيرت هدومي، بقيت خلاص منهك مش قادر، بس لازم أتحامل، دي نيويورك مش شارع شبرا، وماشيين بعد بكرة الصبح بدري.
كلمت محمود تقريبًا كان في زحمة فمسمعش الموبايل، قررت أنزل أتمشى كتير، فعلًا نزلت واتمشيت في طرق وكنت باحفظ أنا باروح فين علشان أعرف أرجع، وصلت ميدان التايمز بالصدفة، قعدت ألفلف وأصور فيه. ميدان جنوني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مليان رسامين بيرسموا الناس، وناس تانية بتعمل أعمال فنية وبتبعها، أو عارضين، أو مغنيين، أو فرق بتلعب موسيقي.
وصلت وماشي في طريقي مظبوط، صالح آبي اتصل بيا وسألني إذا كنت فطرت وسألني أنا فين، قولتله في الطريق، قالي تمام، متنساش تاخد الأكل اللي ليك، شكرته وقفلت. كلمت محمود، أنت فين يا ابني؟ قالي نزلنا رحنا التايمز، قولتله طيب أنا هاروح أحط شنطتي في الفندق لأنها معايا من الصبح وأغير هدومي ونتقابل. رحت الفندق وأخدت مفتاحي من الاستقبال، وطلعت فوق، تليفون الأوضة رن، رديت، د.رايسيل بتطمن إني وصلت وقالتلي هبعتلك أكل بزيادة علشان فطارك وسحورك، شكرتها وقفلت. غيرت هدومي، وفتحت اللاب وبعت رسايل أطمن الأسرة إني وصلت، غيرت هدومي، بقيت خلاص منهك مش قادر، بس لازم أتحامل، دي نيويورك مش شارع شبرا، وماشيين بعد بكرة الصبح بدري.
جزء من أوضتي ومحمود |
كلمت محمود تقريبًا كان في زحمة فمسمعش الموبايل، قررت أنزل أتمشى كتير، فعلًا نزلت واتمشيت في طرق وكنت باحفظ أنا باروح فين علشان أعرف أرجع، وصلت ميدان التايمز بالصدفة، قعدت ألفلف وأصور فيه. ميدان جنوني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مليان رسامين بيرسموا الناس، وناس تانية بتعمل أعمال فنية وبتبعها، أو عارضين، أو مغنيين، أو فرق بتلعب موسيقي.
اتمشيت ما يقرب من ساعة أو أكتر بعيدًا عن الفندق، وحتى ابتعدت عن التايمز، قررت خلاص أرجع لأن الوقت أزف وعاوز اتسحر، رجعت من نفس الطرق اللي فضلت ماشي فيها، نيويورك باليل والأبراج وناطحات السحاب، شيء مهول وخرافي. رجعت لقيت محمود ميت نايم في السرير، اتسحرت ونمت أنا كمان، ورانا يوم بكرة لا يقل طولًا عن النهاردة.
معادنا كان 8 الصبح للتجمع، طبعًا مش محتاج كل شوية أقول إننا اتأخرنا وكدا، فتحركنا تمانية ونص، وبسبب التأخر دا هنتاخر في معادنا، وهنضطر نأجل مواعيد ورا بعضها خلال اليوم، وجهتنا الأولى كانت جزيرة روزفلت، وهنزور فيها الصب التذكاري لفرانكلين روزفلت المؤسس للمبادئ الأربعة للحرية زي ما ذكرنا الحلقة اللي فاتت في "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". فيه قصص كتير وراء الجزيرة دي، أولها إنها زمان في التمانينات وبعض من التسعينات "مش متأكد من التواريخ" كانت منفي للمرضى والمساجين، بيعلزلوهم فيه بعيدًا عن المدينة، والمرضى علشان مينقلوش العدوى، وكانت مكان موبوء المعاملة فيه غير آدمية، وكأن كل اللي هناك بيعزلوا عن البشر وممنوع من الاختلاط بالبشر حتى لو مش مجرم. أنما دلوقتي جزيرة جميلة، شبه خاوية، في آخرها حديقة اسمها "حديقة الحريات الأربعة"، وصلنا بالمترو وكان فيه مرشدتين من المسؤولين عن الحديقة في استقبالنا، أعربوا عن سعادتهم بقدومنا، وكلمونا عن الحديقة وعن روزفلت، وقالولنا إن الحديقة جديدة وجميلة وممتازة بس للأسف مش بتجتذب أمريكان ولا سياح كتير، وفي آخر الجولة بعد ما عجبتنا جدًا فعلًا، قالولنا ياريت تقولوا لأصحابكم عنها، وفعلًا عجبتني وها أنا أوفي بودعي. فيه حاجات كتير رائعة في الحديقة مع إنها صغيرة. أول حاجة اللي مصممها مهندس عالمي شهير معروف بإبداعه في التصميم المعماري، وعامل فيها شغل بسيط جدًا بس رهيب. سلالم تقود للحديقة اللي على حافة الجزيرة في النهاية، تنتهي بمكعب كبير في ضهره نحتة لروزفلت وعلى ضهره مكتوب نص الحريات الأربعة، والسلالم مكتوب عليها كلام مش فاكر محتواه.
معادنا كان 8 الصبح للتجمع، طبعًا مش محتاج كل شوية أقول إننا اتأخرنا وكدا، فتحركنا تمانية ونص، وبسبب التأخر دا هنتاخر في معادنا، وهنضطر نأجل مواعيد ورا بعضها خلال اليوم، وجهتنا الأولى كانت جزيرة روزفلت، وهنزور فيها الصب التذكاري لفرانكلين روزفلت المؤسس للمبادئ الأربعة للحرية زي ما ذكرنا الحلقة اللي فاتت في "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". فيه قصص كتير وراء الجزيرة دي، أولها إنها زمان في التمانينات وبعض من التسعينات "مش متأكد من التواريخ" كانت منفي للمرضى والمساجين، بيعلزلوهم فيه بعيدًا عن المدينة، والمرضى علشان مينقلوش العدوى، وكانت مكان موبوء المعاملة فيه غير آدمية، وكأن كل اللي هناك بيعزلوا عن البشر وممنوع من الاختلاط بالبشر حتى لو مش مجرم. أنما دلوقتي جزيرة جميلة، شبه خاوية، في آخرها حديقة اسمها "حديقة الحريات الأربعة"، وصلنا بالمترو وكان فيه مرشدتين من المسؤولين عن الحديقة في استقبالنا، أعربوا عن سعادتهم بقدومنا، وكلمونا عن الحديقة وعن روزفلت، وقالولنا إن الحديقة جديدة وجميلة وممتازة بس للأسف مش بتجتذب أمريكان ولا سياح كتير، وفي آخر الجولة بعد ما عجبتنا جدًا فعلًا، قالولنا ياريت تقولوا لأصحابكم عنها، وفعلًا عجبتني وها أنا أوفي بودعي. فيه حاجات كتير رائعة في الحديقة مع إنها صغيرة. أول حاجة اللي مصممها مهندس عالمي شهير معروف بإبداعه في التصميم المعماري، وعامل فيها شغل بسيط جدًا بس رهيب. سلالم تقود للحديقة اللي على حافة الجزيرة في النهاية، تنتهي بمكعب كبير في ضهره نحتة لروزفلت وعلى ضهره مكتوب نص الحريات الأربعة، والسلالم مكتوب عليها كلام مش فاكر محتواه.
أول الجزيرة |
المبنى الأخضر دا الأمم المتحدة |
روعة التصميم الواحد لا يدركه بالعين المجرد، ولازم يتشرحله علشان تفهمه وبعدين تصطدم بالواقع بعد ما المرشدة تقولنا ازاي نتحرك علشان نفهم، هو نتاج تصميم إبداعي ومخادع للعين للفنان المهندس لويس خان، علشان مأطولش عليكم الشرح اللي مش هعرف أوصله، المرشد طلعتنا السلالم ووقفتنا على أول الحديقة وقالتلنا بصوا كويس لآخر الحديقة، بصينا تمام، الأشجار واخدة زاوية مائلة وبتقفل عند نحت تمثال روزفلت، جينا نمشي ونسبقها، قالت لأ ممكن لو سمحتوا كلنا نمشي مع بعض معايا يلا، رحنا مشينا معاها لآخر الجزيرة في النص، وكانت حريصة محدش يبص وراه، قالت يلا لفوا وبصوا ورا، وكانت الصدمة زي ما أنتوا هنتشوفوا في الصورتين اللي تحت حالًا.
أول الحديقة |
لو أنا فهمت الخدعة صح، هي بسيطة جدًا بس إبداعية، الجزيرة نفسها معمولة بخط مائل، لكن الأشجار مزروعة بخط مستقيم، ففي أول الحديقة هتشوف الأشجار مائلة لأن الجزيرة آخر الجزيرة نفسها متصمم أنه يكون خطين مائلين، ولما ترجع لآخر الحديقة هتلاقي الأشجار في خط مستقيم والحديقة خطينها مستقيمين. قعدنا نتصور ونسمع الحكايا وراء الحريات الأربعة والجزيرة والحديقة، وأخدنا شوية مجلات إعلانية، كان فيه خلفية فيها عن نيويورك والجزيرة عجبتني جدًا، فطلبت منها واحدة كمان وبعتت جابتلي علشان كنت حابب أقعلها في أوضتي لما أرجع مصر. المحطة التالية كانت جولة في مقر الأمم المتحدة، واضطرينا نأجلها لأننا اتأخرجنا عن معاد الحجز الأصلي، فد.رايسيل عملت مكالمة وقالتلهم هندخل الجولة اللي بعدها، كدا كان قدمنا حوالي ساعتين وشوية عقبال معاد جولة الأمم المتحدة، رايسيل قالت عندي فكرة بدل ما نرجع بالمترو، يلا نركب التليفريك ونرجع بيه لنيويورك، الفكرة لاقت ترحيب الكل وأنا أولهم. من الأشياء الرائعة الجميلة في نيويورك إنك محتاج تشتري كارت مترو واحد لكل المواصلات العامة، بما فيها التلفريك، الكارت دا بتشحنه بفلوس من أي مكن في المترو أو زي جنب التلفريك. وينفع تركب بيه المترو والأتوبيسات العامة كلها والتلفريك دا. هو كارت واحد لكل المواصلات العامة وأشحنه على حسب استخدامك، وزي ما عرفنا ومحمود قالنا بعدين، لما ركبنا أتوبيس، قالنا، بعد ما تعدي الكارت ويخصم الأجرة من أي أتوبيس ومحتاج تغير من أتوبيس للتاني، ليك حق ساعتين كاملين بعد ما تنزل من أي أتوبيس تركب غيره من غير أجرة، لأنك لما تعدي الكارت في مكنة الأتوبيس اللي هتركبه هيكون متسجل عليه آخر ركوب ليك لو في خلال ساعتين فاتوا ومش خيصم منك حاجة، آه يا قلبي ياني!
صورني في التلفريك وأنا مش واخد بالي |
مش عارف لأي سبب بس تقريبًا كل المسلمين اللي بيصوموا فطروا اليوم دا كمان وفطروا في الفندق قبل ما نمشي، ولما رجعنا بالتلفريك لنيويورك، كانوا عاوزين ياكلوا تاني أو يحلوا أو شيء ما هذا القبيل، اتفقنا كل واحد يعمل اللي هوا عاوزه ونتقابل في الموعد المحدد في عند مقرّ الأمم المتحدة، كان حوالي نص ساعة مشي من مكان ما نزلنا، قولت هتمشي محمود ومحمد ومارك وإبراهيم قالوا يلا بينا كلنا مع بعض، واتمشينا ووصلنا قدام مقرّ الأمم المتحدة وقعدنا نلفلف في الشوارع شوية ونتصور، ونريح، وقدام مقرّ الأمم المتحدة يادوبك تعدي شارع وتلاقي سوقية صغيرة عادي جدًا والناس بتبيع وتشتري عادي بكل هدوء وقدام الأمم المتحدة ومفيش أيتها أدنى مشكلة.
التأخير المرادي كان زايد عن حده جدًا، كل الوفد التركي باستثناء علي تقريبًا اتاخروا، وكذا فرد من كذا بلد تانية، التأخير تعدى الساعة، وفيه منهم راحوا بوابة تاني للأمم المتحدة وخلاص غير اللي إحنا اتفقنا عليها، وبعد انتظار أصلًا إحنا منتظرين من قبل المعاد بكتير، وقدام فندق من الفنادق أنا مددت على كرسي وسحبت في النوم لغاية ما محمود صحاني علشان نعدي الشارع وننتظرهم. بسبب التأخير الجسيم دا، اضطرينا نأجل الجولة تاني عشان تكون آخر جولة في اليوم كله، وظبطولنا جولة استثنائية عاجلة علشان إحنا جروب كبير. د.رايسيل كانت متعصبة بشدة، وقعدت تلقح بالكلام على اللي اتأخروا وتلوم عليهم، وأنا كمان كنت مخنوق منهم بصراحة، بيضيعوا وقت الكلام بتأخيرهم وإهمالهم. طيب النهاردة آخر يوم ولسه قدامنا حاجتين كمان لآخر اليوم وإحنا عاوزين نعمل حاجات كتير لوحدينا مش موجودة في البرنامج، قعدنا نتناقش فيما بينا أنا ومحمود ومحمد وإبراهيم ومارك، وقولنا نقولها مثلًا منروحش متحف التسامح دا، أو تخفف حاجة من علينا لو اختيارية منروحهاش. وكنا مترددين نكلمها ولا لأ وهي متعصبة كدا. شوفتها كانت بتتكلم مع صالح آبي وزينب أبلة وبتقولهم حد فيكم لازم يقعد يستنانا هنا علشان العدد المحجوز ناقص واحد، قالولها إحنا ندخل مع بعض أو مندخلش خالص، قالت طيب ايه العمل دلوقتي، قالولها ممكن تستنينا إنتي عادي، ودا بالفعل اللي حصل. استجمعنا قوتنا ورحنا نكلمها، وبنقولها فيه حاجات كتير عاوزين نروحها وسنترال بارك وحاجات تانية كتير والنهاردة آخر يوم وليلة، قالت كل الحاجات لازم تحضروها، وبالليل بعد الإفطار اعملوا اللي أنتوا عاوزينه، مش هيكون فيه وقت والحاجات هتكون قفلت، قولتلهم خلاص يا جدعان إحنا نسهر الليل كله برة، قالت من حقنا نرجع في أي وقت، والصبح بدري الفجر بعد السحور ننزل نروح كذا مكان، وبعد الأمم المتحدة واللي بعدها عندنا ساعتين نروح بسرعة سنترال بارك وبعدين نطلع على مكان الفطار، أمرنا لله. كان معانا مرشد سياحي لذيذ، مش فاكر ايه جنسيته بالظبط بس عنده لكنة في الإنجليزي بس كان عاجبني ومعلوماته رهيبة، طبعًا يعني شغال في الأمم المتحدة. من الحاجات الجميلة، أول ما ركبنا الأسانيسر وطالعين، العامل في الأسانيسر، قالنا، أنا مش هتحرك بالأسانيسر إلا لما كله يبتسم، اضحكوا، رحنا كلنا مبتسمين، وقال أنتوا معاكوا واحد من أفضل مرشدينا وهو أصلًا اترقى بس أنتوا في استثناء فطلبوه ليكم مخصوص. وصلنا للدور اللي هننزل فيه، قالي يلا ابتسموا تاني، وحافظوا على ابتسامتكم طول اليوم واستمتعوا بيومكم. أنا عاجبني كمّ الإبداع في تعيين موظف أسانيسر عنده كل الحيوية والنشاط والقدرة على إسعاد الآخرين في دقيقة وقت في الأسانيسر، تأكدلي إن حتى وظيفة عامل الأسانيسر في الأمم المتحدة موضوع كبير ومحتاج شخص متميز ومختلف.
عرفنا بنفسه، وقال ايه خط سيرنا، وقال هديكم أوقات كتير علشان تصوروا، واسألوني في أي وقت عن أي حاجة، الجولة للأسف مكانتش كاملة، وكنا بناخد وقت شوية في التحرك وأحيانًا صوت بعضنا وهو بيتكلم كان بيطلع، تفاصيل الجولة كبير في أروقة الأمم المتحدة وكل التفاصيل وكل إهداء من بلد أو فنان أو لوحة أو عمل فني أو إنساني .. إلخ. كان مطلوب مننا اليوم دا نلبس رسمي، وأنا في الغالب مأخدتش بالي أو طنشت في نفس الوقت، ورحت بشورت، لأني مقتنع إن جولة في الأمم المتحدة مش لازم تكون بزيّ رسمي خاصة إنها جولة سياحية ومش هنقابل مسؤولين ولا حاجة يعني.
عرفنا بنفسه، وقال ايه خط سيرنا، وقال هديكم أوقات كتير علشان تصوروا، واسألوني في أي وقت عن أي حاجة، الجولة للأسف مكانتش كاملة، وكنا بناخد وقت شوية في التحرك وأحيانًا صوت بعضنا وهو بيتكلم كان بيطلع، تفاصيل الجولة كبير في أروقة الأمم المتحدة وكل التفاصيل وكل إهداء من بلد أو فنان أو لوحة أو عمل فني أو إنساني .. إلخ. كان مطلوب مننا اليوم دا نلبس رسمي، وأنا في الغالب مأخدتش بالي أو طنشت في نفس الوقت، ورحت بشورت، لأني مقتنع إن جولة في الأمم المتحدة مش لازم تكون بزيّ رسمي خاصة إنها جولة سياحية ومش هنقابل مسؤولين ولا حاجة يعني.
حكالنا في البداية تاريخ تأسيس الأمم المتحدة وأول الدولة اللي دخلتها وبعدين تأريخ عنها وعن نشاطاتها، واعتذرلنا إننا مش هنقدر ندخل القاعة الرئيسية للجمعية العامة للأمم المتحدة لأن كان فيها ترميم، لكن هندخل قاعة القسم الاقتصادي والزراعي، وقاعة مجلس الأمن. من كل التفاصيل، عاوز أذكر حاجات معينة بعينها بس، أولهم صراحة الراجل ووضوحه في كل ما نسأله ومعندوش مشكلة يقولنا أي معلومة، آياز كان سأله عن تمويل الأمم المتحدة، قال إنه 60% منه من أمريكا وهو ما يبلغ حوالي مليار ونص وأكتر شوية دولار، ولما اتسأل ليه، قال لأن المقر في أمريكا، ومعظم اللي أمريكا بتصرفه دا بتسترده بطريقة تاني إنه في الغالب بيتصرف في بلدها، كل المعمار وكل الشغل وكل اللي بيجي على الأمم المتحدة واللي شغال فيها، كل دا في أمريكا، يعني إفادة للاقتصاد الأمريكي، غير القوة اللي بتحظى بيها أمريكا في الأمم المتحدة وحق الفيتو وخلافه، مقالش كدا بصراحة بس واضح جدًا ومعروف سيطرة وهيمنة أمريكا على الأمم المتحدة وإنها بتستخدمها لصالحها في مواقف كتير. ودا مقال ويكي عن علاقة أمريكا بالأمم المتحدة. سألناه عن حاجات كتير وعن عجز الأمم المتحدة أو تباطئها أو إن ملهاش لازمة في قضايا كتير زي القضية الفلسطينية والسورية وخلافه، وإن أقصى ما تفعله الأمم المتحدة هو التنديد مفيش حاجة عملية، قال إن الأمم المتحدة منظمة غير حكومية ومش بتشن حروب أو تعمل حاجة أكتر من إصدار اقتراحات، يعني أصدرت اقترحات عشرات المرات بإخلاء المستوطنات، ودول من عندي هو مقلهاش: إن الأمم المتحدة لا تعطي المحتل حق الدفاع عن النفس. وإن الأمم المتحدة في تقاريرها وتحقيقاتها أثبتت أحقية أرض فلسطين للعرب وأنها ليست لليهود أو للكيان الصهيوني ولا من حقهم وأنها أرض محتلة بالكامل، وفلسطين كانت هتحصل على عضوية في الأمم المتحدة قريب لولا الضغط الإسرائيلي الكامل لمنع دا ونجحت فيه بالفعل. من الآخر، تلخيص كلامه إن الأمم المتحدة مش بتحارب، عندها قوات لحفظ السلام، دي بتكون بعد الحروب أو في الإبادات أو الكوراث بتروح كإنقاذ وإعادة بناء وخلافه، وقال إن حلف الناتو هو الوحيد اللي مخول إنه ممكن يحارب، وإن الأمم المتحدة ممكن في حالة إذا كل الحلول والمفاوضات لم تفلح فبتقدم باقتراح لحلف النايتو يرفضه أو يقبله. لقينا في المدخل حاجتين لفتوا انتباهي، يافطة كبيرة مكتوب عليها فلسطين، وكل نشاطات المساعدات اللي بتقدمها الأمم المتحدة لفلسطين.
بصراحة معنديش تفسير لحركة محمد كدا، هو أدري هو عمل كدا ليه |
باحة الأمم المتحدة وتذكارات وهدايا من دول مختلفة من أنحاء العالم |
من الحاجات اللي شدت انتباهي جدًا، مدارس الأمم المتحدة اللي بتفتحها في بلاد فيها كوارث زي غزّة وفادي قالي إنه اتعلم في مدرسة أمم متحدة، وكان بيكلمني إنه ساخط - وأنا كمان - عن صمت الأمم المتحدة وادعاءها العجز أمام قضايا العرب والمسلمين دائمًا، وآخرهم اقتراحات وتنديدات. كمان المرشد ورانا حاجة من مشروع لليونيسيف للمناطق اللي فيها كوارث ومفيهاش مكان للتعليم لا مدارس ولا غيره، مشروع اسمه: مدرسة في صندوق، مش متذكر قال تكلفة الصندوق كام، والصندوق يكفي لتعليم 100 طفل بكل الأدوات اللي هيحتاجوها في العملية التعليمية.
بعديها دخلنا القاعتين وكلمنا عن أنشطة الأمم المتحدة في المجلس الاقتصادي والزراعي ومجلس الأمن، وفي مجلس منهم أظنه مجلس الأمن كان بناءه إهداء من السويد، وقالنا بصوا على السقف هتلاقوا المواسير كلها بانية ومش مغطاة، ودا ترميز للشفافية، وإن كل شيء مفيد يمكن كشفه.
للأسف بسبب تأخرنا في بدأ الجولة، كان لازم نكروت في الآخر، وقالنا إن فاضل لينا تلت ساعة ولازم نختصر كتيرمعاد الزيارات بيقفل في وقت معين، فعلًا خلصنا بسرعة جدًا وأخدنا لباب الخروج، شكرناه وسلمنا عليه، وأخدنا آخر كام صورة، وكان فيه برده محل هدايا وكتب، ناس قعدت تتفرج فيه، وبعدين مشينا.
المحطة القادمة كانت متحف التسامح، ورايسيل متحفزة جدًا للموضوع وهتكون فيه محاضرة مهمة، أما نشوف، رحنا المتحف، مفيهوش أي حاجة مثيرة للاهتمام، دخلنا قاعة المحاضرات، وكان فيه 3 سيدات عاملين مؤسسة تسامح ديني بين اليهوديات والمسلمات والمسيحيات، أخوية يعني، وبيعملوا أنشطة وإفطارات جماعية وحاجات زي كدا، واتفحت نفس المواضيع عن التسامح طيب والتوجهات السياسية لو معادية؟ طيب الحروب وغزة وخلافه، قالوا إنهم بيتخطوا كل دا حتى لو بينهم خلافات سياسية وحكوا حكايات كتير عن اللي عملوه وما زالوا بيعملوه، وإن نفسهم أولادهم يكبروا وميعادوش حد إطلاقًا، المسلمية اللي كانت فيهم سعودية الأصل، الموضوع فتح تاني بالطبيعة زي في متحف 11 سبتمبر الصغير، وآياز كان بيتكلم وبيقول حاجة عن الصهاينة الأمريكان اليهود وعلاقاتهم بإسرائيل وثيقة، راحت د.رايسيل قايمة مزعقة فيه جامد جدًا، قالها دا رأيي ومتزعقيش فيا، أنا لو غلطت صححلي مش من حقك تزعقيلي. صالح آبي وزينب أبلة مش عاجبهم حاجات كتير في الرحلة ورايسيل منفرد بالقرار في كل حاجة ومبرجعلمهش ومتحكمة في كل حاجة. كنا كلنا ملانين جدًا من المحاضرة وأنا مخنوق أكتر إننا بنضيع وقتنا في الكلام الفاضي دا بدل ما نتفسح ولا نعمل حاجة مفيدة، معظمنا نام فعلًا، وبعد المحاضرة المملة دي، جت واحدة أصلها أفريقي بتتكلم عن اللي مذابح حصلت وإن حد ما جرانها دبح أبوها بعد نزاع عرقي وديني نشأ في البلد الأفريقية اللي هيا فيها، وإنها عانت كتير وفي الآخر وصلت لحالة من التسامح للناس دي، والموضوع كان مؤثر بشكل كبير لكني برده بصراحة كنت نايم، قمنا شكرناها، والبنات اتأثروا قاموا حضنوها وزينب أبلة عملت نفس الكلام، فعلًا شجاعة كبيرة وتسامح رهيب منها إنها تقدر بينها وبين نفسها تتسامح في موضوع زي دا. وإنها مش بتكره الفئة اللي تسببت في مقتل أبوها وعمها على ما أذكر. خلصنا وطلعنا المتحف سمعنا فيديوهات عن المتحف، وكلامه عن التسامح والكره، وعن العنصرية، والهولوكوست، دخلت في حتة في المتحف فيها شاشات تفاعلية، قعدت أشوف المعلومات اللي عليها، كل اللي عليها ضد العرب والمسلمين بس، الوحشين اللي مش متسامحين بتوع الإرهاب: طالبان، حماس، القاعدة. ومع إني شايف إن دول لا يوضعوا في سلة واحدة. لكن طبعًا عنصرية وتخلف واضح ضد العرب والمسلمين وبس. كذا مرة يندهوا عليا عشان أخرج من المكان دا وأنا عاوز أشوف الحاجات المتخلفة اللي حاطنها على الأجهزة، وسألت المرشة اللي كانت بتعرضلنا في المتحف، مين يعني اللي أنشأ المتحف دا في الآخر؟ قالت واحد من الناجيين من الهولوكوست، قولت آه فهمنا خلاص، متحف بيروج للصهيونية ومعاداة المسلمين والعرب بشكل غير مباشر، أهلًا وسهلًا. "آخر جملة دي بيني وبين نفسي"
الواحد كان طهق خلاص، وبعد المحاضرة رايسيل أخدت آياز على جنب واعتذرتله وباسته وحبيبي وبتاع، آه ما عندنا في المثل اسمه: أضربني في حارة وصالحني في زقاق. قررنا نخلع بسرعة في الساعتين الفاضيين دول نروح سنترال بارك ونرجع بسرعة. أخدنا المترو ونزلنا أقرب محطة لسنترال بارك. ضخمة وجميلة ورهيبة، طبعًا معرفناش نلفها كلها لضيق الوقت دي محتاجة ساعات، لكن استمتعنا بوجودنا فيها شوية، وشوفنا الناس اللي بتمارس الرياضة كجزء لا يتجزء من حياتهم اليومين، عالم تاني. ساحر.
قررنا نمشي في وقت يناسب إننا نوصل الإفطار في مركز إسلامي يسمحلنا نوصل في معادنا، ناخد المترو، لأ عاوزين نتفرج على المدينة أكتر بلاش المترو، تاكس، قولتلهم مستحيل بعد المرة اللي فاتت عمري ما هاركب "تكوسة"، قولتلهم تعالوا نشوف الأتوبيسات، محمول شغل الـGPS وشاف أقرب أتوبيس هيعدي على المكان اللي رايحينه، واستنيناه في المكان، جه الأتوبيس وركبنا، وبسبب زحمة المرور، وصلنا متأخرين نص ساعة كاملة، ومع ذلك وبلا فخر كنا أول الواصلين. الموضوع بدأ حلو جدًا وبدأ في الانحدار في المركز الإسلامي دا. أولًا عرفنا إن شادي وعلي تم اختيارهم لإلقاء كلمتين نيابة عن الطلاب، شادي ألقى كلمة جميلة، وعلي بردك اتكلم عن القومية التركية وكدا الموضوع اللي بيدخله في أي حاجة في الحياة الأبدية الأزلية. جت د.رايسيل قالتلي تعالى أعرفك على إمام "شمسي علي" - ويكي - سلمت عليه بترحاب، وقولتله يوسف من مصر بادرس كذا، سلامه مكانش مرحب بالمرة، ومشي علطول، قعدنا في تربيزات مختلفة، وعرفنا إن الإفطار يحضرها السفير الأندونيسي على ما أعتقد وبعض السفراء وخلافه، الإفطار دا إفطار حوار أديان فيه إمام وقسّ وحاخام. قبل المغرب، كان فيه منشدين بينشدوا غناء صوفي كان جميل وأدوا كذا أغنية أعرفهم، صورتهم، فالراجل قائد الفرقة شاورلي، اعتذرتله بحركة إيدي وقفلت الفيديو، بس كنت بالفعل صورت شوية. وزعوا علينا كتاب لشمسي علي عامله مع حاخام عن حوار الأديان وخلافه، محمد بسرعة جه وقالي، الحق طول طلعوا أحمدية - أيضًا معروفين باسم القادرية، دا موقعهم الرسمي على مستوى العالم، وباختصار يؤمنون بني بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، المركز الإسلامي أندونيسي اسمه "نوسانترا". والراجل واضح إنه بايع دينه بثمن بخس، وعلشان كدا واخد وضع ومركز ومظبطينه آخر تظبيط. بدون الإيمان بنظريات مؤامرة، لكن دي حقيقة في الغرب إن فيه انتشار لمؤسسات كتير تعليمية وغير تعليمية وفي كل المجالات بتحاول تجتذب قدر كبير من المسلمين اللي يبيعوا دينهم ومبادئ الإسلام ويتخلوا بثمن بخس بمنصب أو جاه أو مال، وكتير اتكلمت أنا وصالح آبي وزينب أبلة في الموضوع دا، واللي عنده استعداد يبيع بيوصلوه بسهولة، حاجات كتير كانت شواهد منها الراجل دا، ومنها كتاب كان كاتبه أستاذ جامعي مفروض أنه مسلم وواخد دكتوراة من أمريكا ولقيت آياز ماسك الكتاب في بندل هل بيتكلم عن الشذوذ في الإسلام، وخلاصة الكتاب إنه بيفند كل الححج وإن الشذوذ مش حرام ولا أي حاجة. وأمثلة كتير لا داعي لذكرها حكهالي صالح آبي عن المنح اللي بتعطى لأي مسلم بيخالف من معتقدات الإسلام أو بيتنازل عنها أو عنده استعداد يقدم دراسات تفيد الغرب أو تكون ضد الإسلام اللي بيسموه "أصولي"، بتاع زمان دا. والعياذ بالله. لكن الموضوع دا على انتشاره لكنه لا يعني إن كل حاجة بتمشي على هذا النظام وهو دا الطريق الوحيد اللي مفيش غيره، لأ فيه كتير مؤسسات تعليمية وغير تعليمية محترمة مش مسيسة وميهماش الشخص يتنازل ولا لأ، الأهم بيكون الناتج العلمي أو العملي أو الوظيفي وفقط. وصالح آبي وزينب أبلة خير مثال حي على ما أقصد، وفيه غيرهم كتير جدًا.
المغرب أذن وفطرنا على تمر، والأكل كان بعد الصلاة، وقبل الأذان مباشرة عرضوا فيلم رائع عن رمضان، فيلم قصير لكن من أروع ما شاهدت عن رمضان والتعريف به بإيجاز وفي الجون. وعلشان كدا صورته فيديو.
بين الأذان والإقامة، كانت تقديم بسيط للمتحدثين وفتح للكلام معاهم بعد التقديمات والافتتاح بالقرآن، وكلمة شادي وعلي وبعدين كلمة للترحيب بينا، وبعد كدا كانت الأسئلة بتوجه للتلاتة: شمسي علي الإمام، والقس توم كتس، والحاخام مارك، الأسئلة والردود عادية وودودة بين الممثلين التلاتة عن الأديان، وبعدين بطريقة أو بأخرى اتفتح موضوع فلسطين وغزة والحرب على غزة وإسرائيل وحماس، والحاخام لم يراعي ولم يهمه أنه في وسط مجتمع مسلم بالكامل وراح شايط في غزة وحماس، وكلنا قاعدين كأن على رؤوسنا الطير، قولنا الإمام هيعدل المايلة ويرد ولو رد بسيط، لكن الإمام شمسي بيه علي جاب قعد يلوم على المسلمين والعرب، يا جمالو يا جمالو. واحد مسلم أخذته الحمية فعاوز يقوم يتكلم أو يسأل، منعوه، وأنا كنت قايم رايح في طريقي اسأل، قالوا ندي فرصة للطلاب لو سمحت اقعد - للراجل - ، رحت أنا قولت مش بتقولوا فرصة للطلاب، آه اتفضل، أسمي يوسف صالحين من مصر، عاوز اسأل الحاخام "المحترم" سؤالين: حضرتك بتقول حماس إرهابية، هل بقيت الشعب الغزاوي إرهابي لأنه انتخب حماس في انتخابات حرية نزيهة وفازوا بالأغلبية، ولا هل علشان السبب دا أهل غزّة يستحقوا القتل، السؤال التاني: حضرتك رأيك ايه في من يقول: حماس مش إرهابية، حماس تحارب وتدافع وتحاول استرداد أرض الفلسطينين المغتصبة والمحتلة، شكرًا. رحت راجع مكاني، ود.رايسيل كانت معايا على نفس الترابيزة، بصتلي بحنق وغضب، وتمالكت نفسها، بقولها: ايه فيه ايه؟ - وعامل نفسي في قمة البراءة والعبط - قالتلي: أنا وأنت لازم نشرب فنجان شاي مع بعض، قولتلها: دا شرف ليا طبعًا حاجة تبسطني نبقى نشرف شاي ونتكلم مع بعض. بفضل الله الحاخام معرفش يرد، السؤال التاني مردش عليه أصلًا لأنه مش سؤال، دا جملة خبرية في صيغة سؤال، باقوله رأيي في صيغة سؤال، والسؤال الأول قعد - حرفيًا بمعنى الكلمة - يتهته وهو بيتكلم ويقول، لأ معظم أهل فلسطين وغزة مش إرهابيين، والناس أكيد مش كلها راحت الانتخابات، وقعد يهرتل بأي كلام، حان وقت الصلاة والبوفيه اتفتح، قومنا صلينا، وبعدين بقى فيه تجمع بيجي ويروح عليا من الطلاب، إسرا وبشاك جم قالولي فخورين وكلام زي كدا، وبعد كدا بشاك كل شوية تيجي تقولي قول كذا، رد عليهم، أديهم مترحمهمش وأنا أضحك، خلاص يا بشاك أنا قولت خلاص. والحمد لله كذا حد سواء من الطلاب أو الأساتذة وزينب أبلة وصالح آبي أثنوا على اللي عملته، واتعرفت على شاب اسمه محمد أصله فلسطيني فرنسي، ولابس علم فلسطين في إيده، وقالي أنت رديت عننا كلنا، ومحمود ومحمد نفس الكلام، دخلنا نصلي، فمحمد قالي طيب هنصلي معاهم الصلاة دي نظامها ايه، قولتله صلي ولو كدا نصلي تاني من باب الاحتياط بعدين لوحدينا. الراجل المنشد، شافني، وقالي سؤال كويس جدًا، أحيك، سؤال شرعي للغاية. كنت خايف أحس ببعض العجب والفرح إني بقيت بارز في وسط الفطار، لكن دا فضل من الله وليس لي فيه شيء. بعد كدا ومع الأكل الكلام والهيصة طلعت، ومنعوا الأسئلة والتعليقات، والحاخام اتكلم تاني، وحبينا ناخد فرصة نتكلم، طلع الشاب محمد قال كلمتين وخلوه يتكلم والقاعة كلها هايصة، ولما يحب شمسي علي يتكلم أو حد تبعه القاعة تكون هادئة، من الحاجات اللي متذكرها إن إبراهيم جه وقالي شوف بيقولوا إيه، وأنا اللي كنت مش متخذ قراري، أنا كرهتهم وراح سابب. حتى مارك قال ايه الإمام الصهيوني اللي جايبنا ليه دا، وذكر الموقف - الحقيقة المشرف - للبابا شنودة بمنع الحج ودخول إسرائيل لأنها محتلة. طلعنا كلنا في قمة الغيظ إننا نتجاب لمكان زي دا ونسمع كلام زي دا غصب عننا. خاصة في المحنة اللي غزة فيها. أثناء الأكل اتعرفت على اتنين تلاتة على نفس الترابيزة واحد مسلم جديد، وكان ساخط جدًا على اللي بيحصل منهم وقولتله عارف مشكلتنا تتلخص إننا ممكن نفرح إني قمت اتكلمت، إنما هما مبيهمهمش الكلام، هما بيعملوا، مشكلتنا إنني بنكتفي بالقول ونيجي عند الفعل ونقف، أنا حاسس بالعجز إن كل اللي باعمله هو كلام وبس، ياريتني أفضل ساكت بس أعرف أعمل حاجة. واحدة تانية كانت قاعدة جانبي ومش محجبة، قعدت أشبه عليها بصراحة، اتكلمنا، قولتلها حضرتك اسمك أليكس صح؟ قالتلي ايوا. قولتلها أنا شوفتك امبارح في فطار مركز جامعة نيويورك الإسلامي حضرتك من المسلمين الجدد اللي بيعملوا أنشطة خدمية وتطوعية، ما شاء الله ربنا يباركلكم، قولتلها إن دي تاني ليلة ليا في نيويورك، قالتلي النهاردة ليلة سبعة وعشرين زي ما أنت عارف وفيه ختمة لو حابب تيجي المركز قولتلها هحاول قدر الإمكان. طلعنا والمطرة بدأت تنزل، كان الجو جميل وعليل، كان فيه رحلة اختيارية لجسر بروكلين الشهير.
بين الأذان والإقامة، كانت تقديم بسيط للمتحدثين وفتح للكلام معاهم بعد التقديمات والافتتاح بالقرآن، وكلمة شادي وعلي وبعدين كلمة للترحيب بينا، وبعد كدا كانت الأسئلة بتوجه للتلاتة: شمسي علي الإمام، والقس توم كتس، والحاخام مارك، الأسئلة والردود عادية وودودة بين الممثلين التلاتة عن الأديان، وبعدين بطريقة أو بأخرى اتفتح موضوع فلسطين وغزة والحرب على غزة وإسرائيل وحماس، والحاخام لم يراعي ولم يهمه أنه في وسط مجتمع مسلم بالكامل وراح شايط في غزة وحماس، وكلنا قاعدين كأن على رؤوسنا الطير، قولنا الإمام هيعدل المايلة ويرد ولو رد بسيط، لكن الإمام شمسي بيه علي جاب قعد يلوم على المسلمين والعرب، يا جمالو يا جمالو. واحد مسلم أخذته الحمية فعاوز يقوم يتكلم أو يسأل، منعوه، وأنا كنت قايم رايح في طريقي اسأل، قالوا ندي فرصة للطلاب لو سمحت اقعد - للراجل - ، رحت أنا قولت مش بتقولوا فرصة للطلاب، آه اتفضل، أسمي يوسف صالحين من مصر، عاوز اسأل الحاخام "المحترم" سؤالين: حضرتك بتقول حماس إرهابية، هل بقيت الشعب الغزاوي إرهابي لأنه انتخب حماس في انتخابات حرية نزيهة وفازوا بالأغلبية، ولا هل علشان السبب دا أهل غزّة يستحقوا القتل، السؤال التاني: حضرتك رأيك ايه في من يقول: حماس مش إرهابية، حماس تحارب وتدافع وتحاول استرداد أرض الفلسطينين المغتصبة والمحتلة، شكرًا. رحت راجع مكاني، ود.رايسيل كانت معايا على نفس الترابيزة، بصتلي بحنق وغضب، وتمالكت نفسها، بقولها: ايه فيه ايه؟ - وعامل نفسي في قمة البراءة والعبط - قالتلي: أنا وأنت لازم نشرب فنجان شاي مع بعض، قولتلها: دا شرف ليا طبعًا حاجة تبسطني نبقى نشرف شاي ونتكلم مع بعض. بفضل الله الحاخام معرفش يرد، السؤال التاني مردش عليه أصلًا لأنه مش سؤال، دا جملة خبرية في صيغة سؤال، باقوله رأيي في صيغة سؤال، والسؤال الأول قعد - حرفيًا بمعنى الكلمة - يتهته وهو بيتكلم ويقول، لأ معظم أهل فلسطين وغزة مش إرهابيين، والناس أكيد مش كلها راحت الانتخابات، وقعد يهرتل بأي كلام، حان وقت الصلاة والبوفيه اتفتح، قومنا صلينا، وبعدين بقى فيه تجمع بيجي ويروح عليا من الطلاب، إسرا وبشاك جم قالولي فخورين وكلام زي كدا، وبعد كدا بشاك كل شوية تيجي تقولي قول كذا، رد عليهم، أديهم مترحمهمش وأنا أضحك، خلاص يا بشاك أنا قولت خلاص. والحمد لله كذا حد سواء من الطلاب أو الأساتذة وزينب أبلة وصالح آبي أثنوا على اللي عملته، واتعرفت على شاب اسمه محمد أصله فلسطيني فرنسي، ولابس علم فلسطين في إيده، وقالي أنت رديت عننا كلنا، ومحمود ومحمد نفس الكلام، دخلنا نصلي، فمحمد قالي طيب هنصلي معاهم الصلاة دي نظامها ايه، قولتله صلي ولو كدا نصلي تاني من باب الاحتياط بعدين لوحدينا. الراجل المنشد، شافني، وقالي سؤال كويس جدًا، أحيك، سؤال شرعي للغاية. كنت خايف أحس ببعض العجب والفرح إني بقيت بارز في وسط الفطار، لكن دا فضل من الله وليس لي فيه شيء. بعد كدا ومع الأكل الكلام والهيصة طلعت، ومنعوا الأسئلة والتعليقات، والحاخام اتكلم تاني، وحبينا ناخد فرصة نتكلم، طلع الشاب محمد قال كلمتين وخلوه يتكلم والقاعة كلها هايصة، ولما يحب شمسي علي يتكلم أو حد تبعه القاعة تكون هادئة، من الحاجات اللي متذكرها إن إبراهيم جه وقالي شوف بيقولوا إيه، وأنا اللي كنت مش متخذ قراري، أنا كرهتهم وراح سابب. حتى مارك قال ايه الإمام الصهيوني اللي جايبنا ليه دا، وذكر الموقف - الحقيقة المشرف - للبابا شنودة بمنع الحج ودخول إسرائيل لأنها محتلة. طلعنا كلنا في قمة الغيظ إننا نتجاب لمكان زي دا ونسمع كلام زي دا غصب عننا. خاصة في المحنة اللي غزة فيها. أثناء الأكل اتعرفت على اتنين تلاتة على نفس الترابيزة واحد مسلم جديد، وكان ساخط جدًا على اللي بيحصل منهم وقولتله عارف مشكلتنا تتلخص إننا ممكن نفرح إني قمت اتكلمت، إنما هما مبيهمهمش الكلام، هما بيعملوا، مشكلتنا إنني بنكتفي بالقول ونيجي عند الفعل ونقف، أنا حاسس بالعجز إن كل اللي باعمله هو كلام وبس، ياريتني أفضل ساكت بس أعرف أعمل حاجة. واحدة تانية كانت قاعدة جانبي ومش محجبة، قعدت أشبه عليها بصراحة، اتكلمنا، قولتلها حضرتك اسمك أليكس صح؟ قالتلي ايوا. قولتلها أنا شوفتك امبارح في فطار مركز جامعة نيويورك الإسلامي حضرتك من المسلمين الجدد اللي بيعملوا أنشطة خدمية وتطوعية، ما شاء الله ربنا يباركلكم، قولتلها إن دي تاني ليلة ليا في نيويورك، قالتلي النهاردة ليلة سبعة وعشرين زي ما أنت عارف وفيه ختمة لو حابب تيجي المركز قولتلها هحاول قدر الإمكان. طلعنا والمطرة بدأت تنزل، كان الجو جميل وعليل، كان فيه رحلة اختيارية لجسر بروكلين الشهير.
اتحركنا مشي لمحطة قطار نيويورك علشان ناخد المترو من هناك، حاجة مهولة وفخمة. ومحمد من ساعة ما طلعنا من الفطار وبطنه ومعدته واجعينه، ومكانش مستحمل الألم، بس محمود قاله دا بس علشان ضربت أكل كتير تقريبًا مغص وهيروح متقلقش. يوسف صاحب اتصل بيا وقالي ايه يا ابني مش هاشوفك ولا ايه، قولتله هاخلص المشوار دا وأجيلك علطول. موقفين غريبين في بعد الفطار دا، أولهم حد من البرنامج مفروض الموضوع يهمه جدًا عن فلسطين، جه شكروني وقالي شكرًا على موقفك جدًا بس متقولش لحد إني شكرتك، الموقف التاني واحد صهيوني، مشي معانا اليوم دا وعرفنا إنه بيتكلم عربي، وكان بيتظاهر إنه ميعرفوش وكان بيكلمنا إنجليزي بس، خبث!
أحلى حاجة لما وصلنا ونزلنا من المترو، المطرة كانت مستمرة والجو جميل، وطلعنا على الجسر وفجأة كلنا قعدنا نجري زي العيال، الموقف كان طفولي جدًا ورائع وزي الأفلام، جسر عالمي وجو رهيب، ومطرة، كانت طالبة إننا نجري ونتنطط، وقد فعلنا.
خلصنا ومروحين، باقول لد.رايسيل هاروح لوحد صاحبي في بروكلين، قالت لأ والوقت اتأخر ومش أمان دلوقتي ومش هينفع، طيب ما كان إننا نفضل براحتنا طول الليل قبل كدا؟ المهم قولتلها خلاص مش مشكلة هاقوله زي قولتيلي يجي هو يزورني، فادي قالي سيبك منها لو حابب تروح روح، قولتله ما أنا فعلًا هاعمل كدا. نزلنا المترو، رجعت ورا عمود وهما ركبوا، قولت لإبراهيم، لو سألت عليا قولها أنا في التايمز. سلام.
كلمت يوسف واتوجهت لبروكلين، حوالي ساعة إلا ربع بالمترو، نزلت ووصلتله، سلمت عليه، يوسف من دفعة عطا ونفس كليتي، وفي نفس النشاط الطلابي مع بعض. كان بيتمرن رياضة، اتعرفت على أصحابه، وخال واحد صاحبنا اسمه صالح أعرفه من صالح ومن يوسف، سلمت عليه، فاتح مكتبة إسلامية رائعة جنب أكبر مسجد في بروكلين. مكتبة إسلامية، الله! حاجات درستها، وكتب إسلامية من الدار العالمية للكتاب الإسلامي وما لذّ وطاب الإنجليزي.
الحي شكله كله مليان مسلمين وعرب وغير عرب، والمسجد قصته رهيبة، مسجد التقوي، يوسف قالي إن البوليس كان مش عارف ومستحيل يدخل الحي دا بسبب العصابات والإرهابيين، والمسلمين في المكان والمسجد ساعدوا الشرطة، وحملوا سلاح، وحافظوا على الحي وأخلوه من كل العصابات، وأصبح حيّ آمن وناس كتير دخلت في الإسلام. الحمد لله ليلة 27 رمضان مراحتش هدر، وبعد ما رحنا شربنا عصير، من عند مطعم واحد مصري - عم فتحي وهو عمدة المصريين في نيويورك - ومحله والمكتبة كلهم ربعاوية وحاطين رابعة في كل حتة، والمطعم بتاعه فيه كل ما لذ وطاب من الأكل والعصاير المصرية، دخلنا المسجد، دورين، وقعدت مع يوسف شوية، وأخدنا شوية صور، وصليت معاه كام ركعة من التهجد وأخدت منه شوية حاجات وبعدين اتوكلت على الله. كانت ليلة رائعة مع صديق وأخ حبيب.
كلمت يوسف واتوجهت لبروكلين، حوالي ساعة إلا ربع بالمترو، نزلت ووصلتله، سلمت عليه، يوسف من دفعة عطا ونفس كليتي، وفي نفس النشاط الطلابي مع بعض. كان بيتمرن رياضة، اتعرفت على أصحابه، وخال واحد صاحبنا اسمه صالح أعرفه من صالح ومن يوسف، سلمت عليه، فاتح مكتبة إسلامية رائعة جنب أكبر مسجد في بروكلين. مكتبة إسلامية، الله! حاجات درستها، وكتب إسلامية من الدار العالمية للكتاب الإسلامي وما لذّ وطاب الإنجليزي.
الحي شكله كله مليان مسلمين وعرب وغير عرب، والمسجد قصته رهيبة، مسجد التقوي، يوسف قالي إن البوليس كان مش عارف ومستحيل يدخل الحي دا بسبب العصابات والإرهابيين، والمسلمين في المكان والمسجد ساعدوا الشرطة، وحملوا سلاح، وحافظوا على الحي وأخلوه من كل العصابات، وأصبح حيّ آمن وناس كتير دخلت في الإسلام. الحمد لله ليلة 27 رمضان مراحتش هدر، وبعد ما رحنا شربنا عصير، من عند مطعم واحد مصري - عم فتحي وهو عمدة المصريين في نيويورك - ومحله والمكتبة كلهم ربعاوية وحاطين رابعة في كل حتة، والمطعم بتاعه فيه كل ما لذ وطاب من الأكل والعصاير المصرية، دخلنا المسجد، دورين، وقعدت مع يوسف شوية، وأخدنا شوية صور، وصليت معاه كام ركعة من التهجد وأخدت منه شوية حاجات وبعدين اتوكلت على الله. كانت ليلة رائعة مع صديق وأخ حبيب.
اللي موبايله يرن أثناء الصلاة يدفع عشرة دولار غرامة إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن! |
كان عندي هدف لازم أكل من عربية أكل أمريكي من واحد مصري، بالفعل نزلت من المترو ورحت واشتريت من واحد واعتبرت دا سحوري، وبعدين قعدت أكمل مشي في آخر ليلة في التايمز، وصورت مبنى النيويورك تايمز من أكبر جرائد أمريكا والعالم قاطبة.
مقر الجريدة قدام محطة أتوبيس نيويورك، قعدت أتسنكح وألف وأتمتع بآخر تمشية في شوارع نيويورك، رجعت الفندق همدان ونمت شوية، صحينا الصبح أخدوا فطارهم وأكلوا، وبعدين أتمشينا لمحطة أتوبيس علشان نطلع من نيويورك ونرجع فيلي.
كنت سايب للآخر، جملة واصطلاح معروف وبيتقال في كلمة حتى في نيويورك "دقيقة نيويورك" بتمر ثانية، بتعبيرًا عن الإيقاع السريع للمدينة، وفعلًا اليومين دول في نيويورك على قدر الاستمتاع والضغط والتوتر والتناقض اللي فيهم، إلا إنها عدوا ثواني، بدقيقة نيويورك.
كنت سايب للآخر، جملة واصطلاح معروف وبيتقال في كلمة حتى في نيويورك "دقيقة نيويورك" بتمر ثانية، بتعبيرًا عن الإيقاع السريع للمدينة، وفعلًا اليومين دول في نيويورك على قدر الاستمتاع والضغط والتوتر والتناقض اللي فيهم، إلا إنها عدوا ثواني، بدقيقة نيويورك.
__________
ألبوم الصور
ألبوم الصور