ركبنا "بولت باص"- كان فيه واي فاي - عائدين إلى فيلي، محملين بمناظر ناطحات نيويورك والتايمز سكوير وسنترال بارك، تلك المدينة التي تعوم على سطح الماء ناظرة إلى السحاب، المدينة التي يراها الكثيرون مركز الكون، وأهم مدن العالم. وضعت سماعاتي في أذني، كنت قد هجرت السماع - مع إني سميع - من أول ما وصلت أمريكا، استمتاعًا بكل لحظة، ولأن أسمع وأرى الناس ولا أغتيب عن الواقع، بعد ساعتين شلت السماعات، ومحمود كان قاعد جنبي، قالي تعليق خلاني أفتح في الضحك: قالي أنا سامع صوت سماعاتك، أنت بتسمع حاجات غريبة وأنا مش فاهم أي حاجة. دا حقيقي لأن ذوقي متنوع وغريب، باسمع أغاني أطفال على حمزة نمرة على سامي يوسف وماهر زين على فرقة دين الفطرة، وشوية أغاني إنجليزي كلاسيكية - مش رومانسي - على منوعات أنا مجمعها بنفسي على مدار سنين.
وصلنا موقف فيلي للأتوبيس، وكان أتوبيس الجامعة في انتظرنا لينقلنا للمدينة الجامعية، والله وحشتنا فيلي مع إننا كنا في نيويورك، وبعد نيويورك، مش عارف ازاي الناس بيجلها قلب تقول على مصر أم الدنيا، يمكن عشان قديمة وفيها شوية آثار، ومع إني والله كنت باذكر النقطة دي لكل اللي كنت بقابلهم ومعرفهمش في أمريكا، وهحكي مثال حصل اليوم دا. بس لو مصر أم الدنيا، تبقى نيويورك ايه؟ أبو أم الدنيا!
كان عندنا وقت فاضي بعد ما رجعنا، مضيعناش وقت ونزلنا على وسط البلد، كان فيه حاجة بعينها طالبها حد من أعمامي جبتها. ورحت جبت جزمة عجبتني - من باي ليسس - ، شكلها يمشي كوتشي ويمشي جزمة وعملية جدًا، وبعد ما دفعت، في العادة المحلات الكبيرة كلها بيعرضوا على الزبون عضوية مجانية للمحل علشان لما يشتري تاني يبقى ليه خصومات وإلى ما ذلك، شكرت الست اللي كانت واقفة، قالتلي طيب حتى ممكن تسيب رقم التليفون ونبعتلك العروض والخصومات، قولتلها هكون رجعت بلدي. فسألتني أنت منين؟ من مصر. وبصراحة بما إن معظم الأجانب ميعرفوش حاجة عن مصر، فلما بيسألوني هي مصر شكلها ايه؟ بارد بجملة واحدة بسيطة جدًا: هل تعرفوا إن في مدينة واحدة بس في مصر اسمها الأقصر تحوي ثلثي آثار العالم؟ دا غير باقي الآثار! يروحوا منبهرين بقى، طيب وهو السفر غالي ولا رخيص؟ فالسفر من أمريكا لمصر يعتبر رخيص لأنه قليل، والعكس غالي لأن عليه طلب عالي. وأحيانًا باضيف معلومة للأمانة، هي مش أمان شوية بس الفترة دي! والله أعلم لغاية أمتى؟ المهم يعني الجملة السحرية دي بتخلي الناس عاوزة تروح تزور مصر في التو والحال. مشكلة مصر السياحية هو فشل حكومي وشعبي في المقام الأول في التسويق، وفشل في المعاملة والنصب والاحتيال الحقيرين، سمعة مصر في السياحة معروفة عالميًا، واللي بيجي مصر بيبقى عارف من كتب أو من الانترنت أو من شركات السياحة نفسها إن مصر كلها نصب وهجص، واللي بيجي يا إما مقدر أوي قيمة التاريخ والحضارة والآثار اللي في مصر، يا إما فقراء السياح وهم الأكثرية. واشتريت حاجة كمان من جاب أويتليت. وتسوق الأوتليت هو الأفضل والأرخص في أمريكا، الماركات الجامدة كلها بأسعار المصنع، ويبقى نفس المحل ومنه العادي الغالي، والأوتليت بيكون لتصفية البضاعة، أو الحاجات اللي فيها عيوب بسيطة جدًا، أو موضة قدمت، لكن بتكون الحاجة ممتازة والسعر رهيب، وللأسف الأويتليت يعتبر غير موجود في مصر إلا نادرًا، ولو الاسم مكتوب أويتليت مش بيكون سعر مصنع. من أجمد الحاجات كان أديداس أويتليت، جبنا منه حاجات رهيبة. والواد محمد قضى على كل التيشيرتات الوسط اللي فيه لأن كان عليها عرض. وأنا اشتريت منه شوية هدايا.
كان عندنا محاضرة فرجعنا أدراجنا، واضح إنها كانت محاضرة مملة لدرجة إني مش فاكرها، كانت عن كيف تكون قصاص، يعني إزاي تحكي قصة، كان راجل أمريكي أسمر جاي، كاتب ومؤلف كام كتاب، كان في قمة الممل اللي في الدنيا، مش فاكر أيّ حاجة غير إنه جه في حتة واتكلم عن العنصرية، وبعديها بشوية قال حاجة ضد مجموعة من البشر، رحت أنا رادد عليه بكلامه اللي ذكره من شوية، عند معايا، فعندنا كلنا معاه ووقع في الغلط أكتر، المهم في الآخر تذبذب أكتر ما هو متنيل على عينه، وراح اعتذر. قفلني!
اليوم دا كان جايكوب مقترح نعمل فطار جماعي تاني، وكل واحد يعمل حاجة ويجيبها، وقعد يألش علينا ويقول سمعنا خبر إن المصريين هيعملوا أكلة مصرية النهاردة، رديت عليه قولتله المصريين هيروحوا السوبر ماركت يجيبولكوا حاجات ويجوا. المهم البنات معظمهم جابوا حاجات وقعدوا يطبخوا، وجايكوب كان بيطبخ أكلة أمريكية جميلة جدًا، عيش تويست بنوع لحمة "حلال" بالتفاح وشوية حاجات تانية. وزينب أبلة طبخت. وهنا كمان. وكان برده فادي جاي وجاب معاه فلافل شامي. والدكاترة ريبكا وجوليت وجولي. وزوج ريبكا اسمه ستيوارت، راجل كبير في السن، بس يعني صحته عال العال. كانت عرفتني عليه في بندل هل، وقالتلي دا ستيوارت أبو الأولاد. اتعرفت عليه وكان بيجي البرنامج كل فترة يحضر حاجة، وكان بيني وبينه كلام دائم من أول بندل هل، كان عجبه التقديم اللي عملته هناك. نزلنا فعلا إحنا المصريين برابطة المعلم، وجيبنا فطيرة تفاح وتشيز كيك رهيبة، وبطيخة من السوبر ماركت، وشوية شيبسي، ورجعنا استأذنا من زينب أبلة تشقلنا البطيخة وتقطعها. كان أكل كتير من كل الأشكال والأنواع تاني. والبنات طبعًا كل واحدة عاملة أكلة وعاوزينا ناكل أكلهم ونمدح فيهم، وقد كان، وطلع في الآخر هلال وهنا وأظن زينب أبلة عملوا رزّ هما التلاتة! بس زينب أبلة كانت طابخة برده.
جايكوب بيقولنا ها جبتوا ايه ولا عملتوا ايه، فبقوله المصريين جابوا الحلو، فطيرة تفاح، فراح مسكها كدا وقلبها، وشاف التيكت اللي عليها: قال آه المصريين جايبين فطيرة تفاح مصنوعة في أمريكا، دا مصري جدًا! قعد يألس علينا شوية وقعدنا نهزر. وقبل الفطار وعلى الآذان جت د.ريبكا وطلبت مني أأذن زي ما عملت قبل كدا. واعتلوت السلم للدور اللي فوق ووقفت أأذن. ومحمود صورني بقى! وخلصنا أكل وقومنا صلينا المغرب، وكانت سهرة لطيفة. رحت أوضتي بسرعة جبت واحد من السواكات وأهديته لمستر ستيورت وعلمته ازاي يستخدمه.
وصلنا موقف فيلي للأتوبيس، وكان أتوبيس الجامعة في انتظرنا لينقلنا للمدينة الجامعية، والله وحشتنا فيلي مع إننا كنا في نيويورك، وبعد نيويورك، مش عارف ازاي الناس بيجلها قلب تقول على مصر أم الدنيا، يمكن عشان قديمة وفيها شوية آثار، ومع إني والله كنت باذكر النقطة دي لكل اللي كنت بقابلهم ومعرفهمش في أمريكا، وهحكي مثال حصل اليوم دا. بس لو مصر أم الدنيا، تبقى نيويورك ايه؟ أبو أم الدنيا!
كان عندنا وقت فاضي بعد ما رجعنا، مضيعناش وقت ونزلنا على وسط البلد، كان فيه حاجة بعينها طالبها حد من أعمامي جبتها. ورحت جبت جزمة عجبتني - من باي ليسس - ، شكلها يمشي كوتشي ويمشي جزمة وعملية جدًا، وبعد ما دفعت، في العادة المحلات الكبيرة كلها بيعرضوا على الزبون عضوية مجانية للمحل علشان لما يشتري تاني يبقى ليه خصومات وإلى ما ذلك، شكرت الست اللي كانت واقفة، قالتلي طيب حتى ممكن تسيب رقم التليفون ونبعتلك العروض والخصومات، قولتلها هكون رجعت بلدي. فسألتني أنت منين؟ من مصر. وبصراحة بما إن معظم الأجانب ميعرفوش حاجة عن مصر، فلما بيسألوني هي مصر شكلها ايه؟ بارد بجملة واحدة بسيطة جدًا: هل تعرفوا إن في مدينة واحدة بس في مصر اسمها الأقصر تحوي ثلثي آثار العالم؟ دا غير باقي الآثار! يروحوا منبهرين بقى، طيب وهو السفر غالي ولا رخيص؟ فالسفر من أمريكا لمصر يعتبر رخيص لأنه قليل، والعكس غالي لأن عليه طلب عالي. وأحيانًا باضيف معلومة للأمانة، هي مش أمان شوية بس الفترة دي! والله أعلم لغاية أمتى؟ المهم يعني الجملة السحرية دي بتخلي الناس عاوزة تروح تزور مصر في التو والحال. مشكلة مصر السياحية هو فشل حكومي وشعبي في المقام الأول في التسويق، وفشل في المعاملة والنصب والاحتيال الحقيرين، سمعة مصر في السياحة معروفة عالميًا، واللي بيجي مصر بيبقى عارف من كتب أو من الانترنت أو من شركات السياحة نفسها إن مصر كلها نصب وهجص، واللي بيجي يا إما مقدر أوي قيمة التاريخ والحضارة والآثار اللي في مصر، يا إما فقراء السياح وهم الأكثرية. واشتريت حاجة كمان من جاب أويتليت. وتسوق الأوتليت هو الأفضل والأرخص في أمريكا، الماركات الجامدة كلها بأسعار المصنع، ويبقى نفس المحل ومنه العادي الغالي، والأوتليت بيكون لتصفية البضاعة، أو الحاجات اللي فيها عيوب بسيطة جدًا، أو موضة قدمت، لكن بتكون الحاجة ممتازة والسعر رهيب، وللأسف الأويتليت يعتبر غير موجود في مصر إلا نادرًا، ولو الاسم مكتوب أويتليت مش بيكون سعر مصنع. من أجمد الحاجات كان أديداس أويتليت، جبنا منه حاجات رهيبة. والواد محمد قضى على كل التيشيرتات الوسط اللي فيه لأن كان عليها عرض. وأنا اشتريت منه شوية هدايا.
كان عندنا محاضرة فرجعنا أدراجنا، واضح إنها كانت محاضرة مملة لدرجة إني مش فاكرها، كانت عن كيف تكون قصاص، يعني إزاي تحكي قصة، كان راجل أمريكي أسمر جاي، كاتب ومؤلف كام كتاب، كان في قمة الممل اللي في الدنيا، مش فاكر أيّ حاجة غير إنه جه في حتة واتكلم عن العنصرية، وبعديها بشوية قال حاجة ضد مجموعة من البشر، رحت أنا رادد عليه بكلامه اللي ذكره من شوية، عند معايا، فعندنا كلنا معاه ووقع في الغلط أكتر، المهم في الآخر تذبذب أكتر ما هو متنيل على عينه، وراح اعتذر. قفلني!
اليوم دا كان جايكوب مقترح نعمل فطار جماعي تاني، وكل واحد يعمل حاجة ويجيبها، وقعد يألش علينا ويقول سمعنا خبر إن المصريين هيعملوا أكلة مصرية النهاردة، رديت عليه قولتله المصريين هيروحوا السوبر ماركت يجيبولكوا حاجات ويجوا. المهم البنات معظمهم جابوا حاجات وقعدوا يطبخوا، وجايكوب كان بيطبخ أكلة أمريكية جميلة جدًا، عيش تويست بنوع لحمة "حلال" بالتفاح وشوية حاجات تانية. وزينب أبلة طبخت. وهنا كمان. وكان برده فادي جاي وجاب معاه فلافل شامي. والدكاترة ريبكا وجوليت وجولي. وزوج ريبكا اسمه ستيوارت، راجل كبير في السن، بس يعني صحته عال العال. كانت عرفتني عليه في بندل هل، وقالتلي دا ستيوارت أبو الأولاد. اتعرفت عليه وكان بيجي البرنامج كل فترة يحضر حاجة، وكان بيني وبينه كلام دائم من أول بندل هل، كان عجبه التقديم اللي عملته هناك. نزلنا فعلا إحنا المصريين برابطة المعلم، وجيبنا فطيرة تفاح وتشيز كيك رهيبة، وبطيخة من السوبر ماركت، وشوية شيبسي، ورجعنا استأذنا من زينب أبلة تشقلنا البطيخة وتقطعها. كان أكل كتير من كل الأشكال والأنواع تاني. والبنات طبعًا كل واحدة عاملة أكلة وعاوزينا ناكل أكلهم ونمدح فيهم، وقد كان، وطلع في الآخر هلال وهنا وأظن زينب أبلة عملوا رزّ هما التلاتة! بس زينب أبلة كانت طابخة برده.
جايكوب بيقولنا ها جبتوا ايه ولا عملتوا ايه، فبقوله المصريين جابوا الحلو، فطيرة تفاح، فراح مسكها كدا وقلبها، وشاف التيكت اللي عليها: قال آه المصريين جايبين فطيرة تفاح مصنوعة في أمريكا، دا مصري جدًا! قعد يألس علينا شوية وقعدنا نهزر. وقبل الفطار وعلى الآذان جت د.ريبكا وطلبت مني أأذن زي ما عملت قبل كدا. واعتلوت السلم للدور اللي فوق ووقفت أأذن. ومحمود صورني بقى! وخلصنا أكل وقومنا صلينا المغرب، وكانت سهرة لطيفة. رحت أوضتي بسرعة جبت واحد من السواكات وأهديته لمستر ستيورت وعلمته ازاي يستخدمه.
أرفع أذان المغرب |
ملخص الأغنية والجمل اللي لسه في دماغي: إحنا في غابة، وكلكوا حيوانات، وإزاي يا بتوع الأديان بيجيلكوا نوم بعد كل الحاجات الشنيعة اللي بتعملوها. حجزت دورين كمان، وفي دور طلعت كل العرب وقولتلهم يلا اصطفوا كدا ونغني الحلم العربي. كانت د.جوليت قاعدة، وكنت حاجز دور كمان ومستنيها بصراحة تمشي عشان أغني أغنية في مزاجي، بالفعل مشيت. وبالفعل حجزت آخر دور خالص وآخر أغنية وختمت بيها. أغنية لغزّة اسمها: We Will Not Go Down. عجبت ناس كتير منهم صالح آبي وزينب أبلة، وهنا وجايكوب وكدا. وجت دكتورة ريبكا بتقولي صوتك حلو، قولتليها أنا عارف نفسي وصوتي عادي، بس دي مجاملة رقيقة على كل حال. وبما إننا خلصنا متأخر جدًا بعد ما كل واحد طلع كل الطاقة اللي عنده، رحت نزلتلهم بوست على الجروب وقلت كل حد كان حابب يشغل حاجة وملحيقش - مع إنه كله لحق يعني - ينزلهالنا على الجروب، وقوتلهم إضافة لأغنية غزة، نزلت أغنيتين فلسطين واحدة لماهر زين والتانية لسامي يوسف.
تاني يوم، يوم الجمعة، وآخر يوم في رمضان، وليلة العيد، يوم مشهود، جميل. الصبح خرجنا فيلابوندانسي، ودي مؤسسة تطوعية، بتشتغل في جمع الأكل والفواكه والأطعمة من الشركات الكبيرة كتبرعات، وبعدين بتفرزها وتعبيها وتكيسها، ويوزعوها على الفقراء. كان جاي معانا مستر ستيورات برده، ومع إنه راجل عجوز وفي نفس سن بروفيسور سويدلر كدا، إلا أنه نشيط جدًا، صحته زي الفل والبومب، وجاي يشتغل ويتطوع معانا. الموضوع دا فكرني حاجة نسيت أحكيها، يوم تقديمنا عن نفسنا للأسر المضيفة، سويلدر كان قايم يتكلم، وبعد ما خلص كلمته وساب الميكرفون، اتزحلق ووقع على الأرض، والله وهو بيقع انا مجاش في خيالي غير حاجة واحدة، الراجل دا بالسلامة كدا مات، الصدمة اللي أخدتها إنه قام عادي جدا وقف علي حيله، محصلوش أي حاجة مع إنه مفروض راجل حكم سنه يخلي جسمه مخلع من بعضه، لأ وقام هزر كمان ونكت على وقعته!
الغرض من ذهابنا إلى المؤسسة التطوعية دي، إننا ننخرط ونعرف نبذة عملية عن التطوع في أمريكا، الحقيقة التطوع في مصر مع إنه أصبح أكثر انتشارا في العقد الأخير إلا إنه ضعيف ولا يقارن بأمريكا إطلاقًا، يعني على حسب إحصاءيات اتعملت سنة 2012، فيه 26.5% من البالغين في أمريكا بيتطوعوا. يعني واحد من كل أربعة أمريكان شخص متطوع، عددا دا يساوي حوالي 65 مليون أمريكي بيتطوعوا ما يقرب من 7.9 مليار ساعة في السنة. وما يقدموه لأمريكا من تطوعهم يقدر بحاولي 175 مليار دولار، متتخضوش صباح الفل.
لازم برده نكون على بينة من أمرنا، الشعب الأمريكي قد يكون فيه نزعة خيرية آه، بس مش لدرجة كل الإحصاءيات دي، إنما فيه دوافع تانية غير الخيرية موجودة وتشجيعية موجودة من الحكومة، زي مثلًا إن التطوع بيشيل عنك كتير جدًا من فلوس الضرايب اللي هيا فعلا تقيلة جدًا وعالية بغباء، وفيه مميزات تاني ممكن يتطوع فيها الشخص المتطوع في أمريكا حسب حجم وعدد ساعات تطوعه، دا غير إن ثقافة التطوع في أمريكا أصبحت لها قيمة مادية كمان. فاكر إني سمعت قصة عن مؤسسة تعليمية في أمريكا لتعليم أطفال الأرياف والمدراس الفقيرة، المؤسسة دي نشأت علشان تستقطب خريجي أكبر جامعات أمريكا يتطعوا فيها مجانًا ويروحوا يعلموا في الأرياف، من كتر ما اسم المؤسسة نما وأصبح سيطه عالي، أصبحت المؤسسة بتختار ما بين آلاف المتقدمين الخريجين من أفضل جامعات أمريكية، علشان اسم المؤسسة دي في السي في بتاعهم يعني حاجة خرافية، فبقيوا كمان يتكالبوا عليها وكمان مش أي حد يتقبل.
ومن هنا فهم الشعب الأمريكي والغرب عمومًا إن التطوع ثقافة هات وخد، وإنك بتستفيد بتطوعك بنفس القدر اللي أنت بتتطوع بيه، يعني مش أنت شمعة تحترق لأجل الآخرين، لأن أنت لمبة بتضيء لنفسك حتى قبل ما تضيء للآخرين، وعلى قدر ما تعطي وتتطوع على قدر ما هتستفيد خبرة وهيكون ليك أفضلية في وظائف مرموقة أو منح أو خلافه. "كتير من الكلام دا سمعته في كلمة لصديقي عبد الله عامر من فترة، مش كله من بنات أفكاري وخواطري".
مش عارف اشتهجاها، المهم دا مدخل المؤسسة التطوعية
أول ما دخلنا، استقبلونا استقبال الأبطال، مفيش حاجة عشواءي، مفيش مثلا تدخل وبعدين تبقى واقف مش عارف ايه اللي مفروض يحصل، دخلونا أوضة استقبال كبيرة نسبيا وفيها تربيزات وكراسي، ومكتوب عليها من برة "غرفة المتطوعين". وبدأوا يعرفونا بالمؤسسة وشغلها عن طريق فيديو ظريف جدًا، الأهداف والوسائل والإنجازات، وكله عرض خفيف ولذيذ، واحنا قاعدين انضم لينا كمان مجموعة تانية من المتطوعين اللي جايين فرادي شباب وكبار، وكمان كان فيه مجموعة موظفين من بنك جايين مع بعض، ولابسين تيشيرت البنك، وكان حظي إني قعدت مش شوية منهم على نفس الترابيزة، واتعرفت على اتنين تلاتة منهم، قولتلهم أنا باعمل ايه في أمريكا وبادرس ايه وإني من مصر لما سألوني. كانوا منبهرين إننا طلاب من أربع بلاد من الشرق الأوسط. المهم خرجلنا المسؤول عننا في اليوم دا وعن شغلنا، وقال إننا هنتوزع مجموعات وكل مجموعة هتقوم بحاجة معينة، وقالنا على تعليمات الحماية، وكل فريق هيعمل ايه بالظبط، أنا كنت واحد من فريقين بنقوم بفك كراتين الأناناس، وفرز الأناناس اللي جوا ورمي اللي بايظ منه "شايفين الإحسان؟!" ونرجع نرتبهم تاني في الكراتين، ونرصهم علشان يرجعوا المخزن ويكونوا جاهزين للتوزيع. كنت أنا بقى مش بافحص الأناناس، لأ أنا كنت اللي باشيل الكراتين وأنزلها للفاحصين والفاحصات وأخد منهم الكراتين أرصها تاني بعد ما يشيلوا البايظ ويحطوا مكانوا سليم وهكذا. كنا داخلين في منافسة معنوية مع الفريق التاني اللي كان بيعمل زيينا، وإن كان هما تفوقوا علينا نسبيًا، بس الموضوع كان مرح جدًا، فيه ناس تعبت وخرجت، والراجل جه خرج واحدة من البنات علشان مش لابسة جزمة ولابسة حاجة زي شبشب وكدا ممكن يكون فيه خطر على رجليها خاصة إن فيه ناقلات صغيرة وحاجات بتتحرك، قالها تطلع تلبس جزمة من الموجودين في أوضة التطوع وترجع تاني. وقال اللي يتعب، اللي عاوز يشرب أو يستريح أو أي حاجة ميستأذنش يطلع في أوضة المتوطعين على طول، ويمشي على سير المشاة بس أهم حاجة.
وخصلنا، ورجعنا قالولنا أنتوا خلصوا كل كمية الأناناس اللي موجودة في المخازن أطلعوا ريحوا شوية برة، خرجنا والراجل قالنا بتشجيع، في آخر اليوم فكروني أقولكم إنتوا عملتوا كمية قد ايه من الأناناس، وبعدين قالوا اللي حابب يكمل في حاجة تاني يقولنا، رحت أنا وجان بيير وهنا ومحمود نشيل عيش، عيش فخيم أوي، دا العيش دا مياكلوش غير الأغنيا في مصر، عيش فينو وأنواع عيش وأصناف وبأطعمة مختلفة كمان، المهم كانت شاحنة وإحنا مفروض نفضيها من العيش، ورحنا بالفعل أجهزنا عليهم في وقت قصير، وكان علي معانا كمان افتكرت، والواد حيدر ومعاه حد كمان بياخدوا الكراتين اللي استخدمت خلاص، ويحطوها في حاجة تضغطها عشان تقريبا تتباع أو يعاد استخدامها أو تدويرها. خلصنا وقلنا نعمل حاجة كمان، رحنا وهما بيخلصوا بيفردوا الكراتين اللي متدبسة أو معمولة على شكل مربع، تتفرد خالص علشان تستخدم في حاجة كمان، وصلنا آخر الفترة التطوعية، كنا جبنا آخرنا، شربنا ميا واستريحنا، جم المسؤولين شكرونا، وقالولنا خمنوا عملتوا كام باوند أناناس، خمنا كتير المهم معرفناش، الراجل قلنا أنتوا صفيتوا 18 ألف باوند، سقفوا لنفسكم وشرفتونا ونورتونا وخلونا نشوفكم تاني، اتصورنا صورة جماعية ومشينا، كنت لابس تيشيرت أبيض اتوسخ جامد، بس أنا كنت مخصصه لحاجة زي كدا، ومكنتش ناوي ألبسه تاني، كان يادوب مسافة ما نوصل تكون الجمعة أذنت، روحنا غيرنا هدومنا وظبطنا، وبعدين انطلقنا لمسجد مكة اللي صلينا فيه الإسبوع اللي فات وصلينا الجمعة، ومحمود من كتر التعب نام وهو قاعد جنبي.
بعد الصلاة توجهت لوجهتي العادية بعد الجمع لوسط البلد علشان أحضر المظاهرة قصاد القنصلية الإسرائيلية، من غير تكرار لأنها تقريبًا نفس أحداث كل إسبوع، لكن باختلاف إنها بتكبر وبتكون مشوقة بالنسبة لنظرة الأمريكان، عادية جدًا ووقفة استجمام بالنسبالي، وغير محسوبة على إنها مظاهرة على الإطلاق، رجعت تاني المدينة، ولقيت على الحيطة اللي جنب باب أوضتنا، إشعار ليا أنا ومحمد إن فيه طرود من اللي طلبناها وصلت ونروح ناخدها من الاستقبال.
كانوا من أول ما وصلنا حطوا صورة كل أربعة في سويت علشان لما ندور على بعض في الأوض منتلغبطش مين قاعد فين، وصورة لجايكوب وهو صغير لوحده على أوضته تفطس من الضحك، رحت كتبت عليها "يا جايكوب جم يا، بطلي" ودا اللي بشاك كانت بتقولهوله دايما واحنا نتريق عليها، وعلى ورقة أوضة صالح آبي وزينب أبلة، كتير مننا كان راسم قلوب وحاجات، وحيدر كان كاتب إنه افتقدهم لما رجعنا من نيويورك.
صالح آبي قالي عاوزك في حاجة، قولتله خير؟ قالي دلوقتي النهاردة فيه إفطار جماعي، والبرنامج حاطط 3 خيارات للي حابب يحضر إفطار جماعي هو حر يروح مسجد الأقصى السني أو مسجد باوا الصوفي أو مسجد شيعي، فأنا وزينب أبلة بنقترح إننا كلنا نتجمع ونروح مسجد واحد ونقترح إنه يكون المسجد الشيعي لأن الشيعة اللي معانا في البرنامج مراحوش مجسد شيعي مرة وكلنا رحنا مساجد سنية، وبعدين هتكون تجربة جديدة، مش صح ولا ايه؟ قولتله طبعا فكرة رائعة وأنا أصلا عاوز أروح وبالنسبالي أنا ومحمود كمان رحنا المسجد الصوفي دا مع الأسرة المضيفة، يعني أكيد حابين نختار حاجة جديدة أحسن، قالي تمام خلاص أنا هاكلم بقيت الشباب السنيين وكل اللي حابب يجي معانا ونروح كلنا مع بعض، قولتله وأنا هساعد. المهم كلنا فعلا اتفقنا نروح المسجد الشيعي، ود.جولي قالت أنا أجرت عربية فان عشان العدد كبير شوية اللي قال إنه حابب يروح لأن الفطار الجماعي دا مش إلزامي واختيار في البرنامج، وصالح آبي وزينب أبلة هيروحوا معانا بس بالعربية بتاعتهم. ركبنا الفان مع د.جولي، كنت أنا ومحمود ومحمد ومارك وشادي وجاد وزينب اللبنانية وشادي وبشاك وهلال وبشرى وجايكوب وإبراهيم وإسرا، وحد كمان تقريبًا راح أو رجع مع صالح آبي وزينب أبلة. اللي كنا مستغربينه ودا حقيقي فعلا إن فيه ناس كتير في الغرب فاكرين الصوفية دا طائفة مستقلة بذاتها، وعشان كدا حاطين اختيار المسجد الصوفي، مع إن فيه سنة صوفيين وشيعة صوفيين بردك! قعدت في الأول اسأل زينب اللبنانية بما إنها شيعية شوية أسئلة عن حاجات بنسمعها يعني عن الشيعة والمذهب الشيعي، والواضح إن سألتها في حاجات من الشطحات، وهي اتغاظت شوية فقعدت أهزر عشان متضايقش.
المسجد كان اسمه "المهدية"، في الطريق قولت أعمل فرفشة للجو، وقولت للعرب أو يلا نغني سوا، وطبعا فكرت الحاجة الوحيدة اللي ممكن كلنا نكون عارفينا ومفيهاش مشكلة بالنسبالي هي أغاني الكارتون، فتحتلهم حاجات كتير من موبايلي، بس أجمد حاجة غنيناها وكان فيها ضحك للصبح، كانت أغنية سابق ولاحق، في الفيديو اللي جاي، مهم بس أقول إن الصوت المسرسع في النص دا أنا، واللي قال كلمة "بانتصار" في النص، بردك العبد لله، وفي الآخر قولت تعليق كدا لمحمود عشان تعرفوا مين اللي قاله لما تسمعوا.
المهم وصلنا المسجد قبل أذان المغرب بحاولي تلت أو نص ساعة، كان الشيخ قاعد على المنبر بيدي درس، وكان الناس مش قاعدين صفوف، كانوا قاعدين كلهم ساندين ضهرهم على الحيط كأنهم قاعدين على شكل مستطيل، رحنا وقعدنا بهدوء، وكان بيتكلم انجليزي وفارسي، فلما دخلنا بدأ يتكلم ويترجم الكلام بالفارسي والانجليزي والعربي كمان. من أهم الحاجات اللي لاحظتها، كل شوية الشيخ يقول: صلاة. روح كل اللي قاعدين بنغمة معينة كدا يرددوا: اللهم صلي على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. وبعدين خلص الدرس، ورحنا نسلم ونتعرف عليه، هو كان بيكلمنا وقال لما د.ريبكا كلمتني وقالت إن كل المسلمين في البرنامج ومعاهم ناس تاني جايين كلهم ليك، أنا فرحت واتبسطت جدًا، أنا كنت واقف جنب صالح آبي، فسلمت على الشيخ، وقولتله اسمي ومن مصر، وصالح آبي اضاف: يوسف بيدرس في الأزهر. المهم بقى الشيخ ساب كل حاجة وكل الناس ومسك فيا، ومع إنه ميعرفنيش وأول مرة يشوفني، قعد يمدح فيا جامد جدًا. والأزهر هو منارة الإسلام السني في العالم، وهو المنارة التي تنشر التسامح بين المسلمين في الدنيا.
المغرب أذن، وطبعا بالإضافة المعروفة في الأذان: أشهد أن عليًا ولي الله. وفطرنا على تمر، وبعدين أقاموا للصلاة، واللي لاحظته جديد عليا مشوفتوش قبل كدا بعيني، إنهم بيفرشوا مصليات، ومش بيقفوا جنب بعض القدم في القدم والكتف في الكتف، بس كل واحد على المصلية بتاعته، وبيحطوا على كل مصلية الحجر الصغير اللي بيصلوا عليه، رحت أنا وصالح آبي ومحمود ومحمد ركناه على جنب، وأنا حطيته في جيبي. الشيخ صلى والأدعية في السجون والركوع والرفع بيقولها جهرًا. خلصوا المغرب، وبعدين أقاموا لصلاة العشاء، لأن الشيعة يصلون الظهر والعصر، والمغرب والعشاء جمعًا. المهم إحنا مصلناش العشاء معاهم. وبعدين الشيخ قام قال كلمة صغيرة، وقال إنه بيرحب بينا، واتكلم عني تاني وقعد يمدح فيا وفي الأزهر. وقال كذا مرة: للإسلام جناحان، هم السنة والشيعة. ومفروض علينا جميعًا أن نكون لحمة واحدة وننشر التسامح. واتكلم في موضوع ديني تاني بس كان استدلالات بحاجات عمري ما سمعت عنها قبل كدا، ودا مش مستغرب لأن الاستدلالات عند الشيعة لطائفتهم ومذهبهم لازم توافق محتوى المذهب وعشان كدا فيه موضوعات كتير جدًا. ومع اختلافي في فكرة إن للإسلام جناحان، وإن فيه عقائد نؤمن نحن أهل السنة والجماعة بأنها غير صحيحة، والموضوع يختلف من طائفة لأخرى من الشيعة، فالواضح إن المسجد والشيخ والحاضرين من الطائفة الزيدية وهم يعتبروا أقرب الشيعة لأهل السنة. المهم وإنه شاور واتكلم عني كتير، وبرغم اختلافي في نقاط كتير، إلا إني أحسيت بمسؤولية رهيبة. المشكلة في الأزهر فعلا إننا لازلنا على مستوى العالم الإسلامي في شتى بقاع الأرض لنا صيت وسمعة رهيبة، بس الصيت ولا الغنى ولا حول ولا قوة إلا بالله. الحقيقة واضح إن المسجد كان منظم جدًا، وناس بتشيل وترتب المصليات وناس تفرش الأرض للأكل، والبوفيه بره معمول، ووضح لنا من كلام الشيخ إن أسرة هي اللي متحملة الأكل كله للإفطار في اليوم دا ودعى ليهم، وواضح إن الأسرة بتتناوب وتتسابق على إطعام الصائمين، خرجنا في طابور زي البوفيه كدا. وأخدنا الأكل، ورحنا قعدنا ناكل. الأكل الإيراني معروف جدًا أصله بأنه أكل رائع وطعمه جميل وعندهم من أصناف وأطايب الأكل الكثير، فلا الفراخ واللحمة وحتى الرز مختلفين ورائعين، وكان ليهم مشروب كدا زي الزبادي بالخيار بس تقيل شوية بس كان طعمه حلو ودسم. وفيه أكلة كدا كانت رهيبة بس مش فاكر كانت ايه خالص. المهم كلنا، والشيخ يقولنا قوموا هاتوا أكل تاني، ويبعت يجبلنا تاني، وبعدين الفاكهة والحلويات. وحتى الشربة بتاعتهم كانت طعمها جميلة. قعدنا نتكلم مع الشيخ شوية، وشادي قعد يكلمه، فقاله أنا من كردستان، وبعض شوية من التعارف طلع الشيخ عارف أبو شادي لأن شادي أبوه مشهور جدا في كردستان. بعد تعارف وكلام وسمر لشوية، شكرناه، ودعيتله: أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصليت عليكم الملائكة وذكركم الله فيمن عنده. الراجل بصراحة كان في قمة الود والترحاب، شدد علينا، وخلا حد يلفلنا بقيت الحلويات والفاكهة، وقال خدوا كمان أكل السحور معاكم وأنتوا ماشيين. وسلمنا عليه واتصورنا صورة جماعية، وطبعا مفاتنيش إني أصور أهم المعالم اللي لاحظتها وجديرة بالتوثيق وأنا في المسجد. لما خرجنا، من كتر حلاوة الأكل، الواحد إبراهيم والواد آياز قالوا إحنا بنفكر نبقى شيعة لو الأكل بتاعهم حلو كدا، بهزار طبعًا وإن كان دا دليل على شدة طعامة الأكل. حتى كان الفاصل بينا وبين السيدات في طول حواجز الشرطة كدا، وكنا بنقف نكلمهم، وكان معاهم شوية أطفال زي العسل صغيرين وكبار شوية، اتصورنا ولعبنا معاهم. |
لما رجعنا، كانت د.ريبكا قالت يا شباب فيه اقتراح، إن كلنا نتجمع ونقعد في اللاونش اللي عاوز يحضر، وبما إن مفيش حاجة رسمية للمذهب الشيعي في البرنامج، فهنقعد مع أصدقاءنا الشيعة يكلمونا عن نشأة المذهب ونسألهم لو حابين نسألهم في حاجة. وبالفعل بدأوا يتكلموا، واتكلموا عن حاجات مشهورة كتير زي قصة قتل الحسين رضي الله عنه، وعن كربلاء، وإلى آخر ذلك. واللي استعجبتله، إن حيدر الذي لم تبد عليه علامات التدين من أول البرنامج، إلا إنه لما اتكلم عن الحسين دمع وبدأ يعيط جامد، والحمية أخذت زينب هيا كمان، الحمية الطبيعية للدين اللي بتنتابنا كلنا، وهي مش حاجة وحشة بالعكس هيا حاجة جميلة إذا وظفت صح في المنهج الصح.
بعد كدا كان فيه أسئلة عن الخلافات بين السنة والشيعة، وهما جاوبوا، وإحنا كمان خاصة أنا وشادي أدلينا ببعض دلونا في الأمر، كان كل ملخص كلامي: إننا كسنيين نحب أهل البيت مثل الشيعة تمامًا بل ويمكن أكثر، ولكننا في نفس الوقت لا نرفع أحدًا إلى غير موضعه، فلا نرفع الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ، على سبيل المثال، لأن يكون ربًا، ولا نرفع عليًا كرم الله وجهه لأن يكون رسولًا أو حتى شططا إلى أن يدعي أحدهم أنه إله. وأنه رغم الخلافات العقائدة المتفاوتة بين السنة والشيعة فالأرض المشتركة والمساحة المشتركة أكبر بكثير جدًا من الاختلافات. وإن معظم علماء السنة يقولون أن عموم الشيعة من المسلمين حتى وإن كان فيه شطط أو انحراف في بعض العقائد، فنحن نعبد الله وحده ونصلي نفس الصلوات لنفس القبلة ونؤمن بمحمدًا نبيا ورسولا ونحب ونوقر أهل البيت والصحابة، دا الطبيعي والمفروض.
وزودت كلامي دا زينب أبلة: فقالت إحنا برده ضد مقتل الحسين ونتأثر ونحزن لمقتله ونراه ظلمًا أن يقتل، ولما زينب اللبنانية اتسألت عن بعض الطقوس زي ضرب النفس بالجنازير والحاجات دي قالت: دا كله أصلًا محرم عندنا والشيوخ والعلماء بيحرموه لكن كثير من الناس بيعملوه تعبيرا عن الحزن مع إن العلماء الشيعة أفتوا بحرمته. د.ريبكا سألت وقالت: عاوز اسأل لأنه في سنة من السنوات حصل شجار شديد جدًا ونقاش ساخن غير محبب بين حد من الطلاب السنة والشيعة على وضع اليد على الصدر وعدم وضع اليد على الإطلاق في الصلاة. تصدرت ليها: وقولتلها حضرتك، وإن كان طريقة الخلاف مش صح، وإن كان الموضوع دا بالذات أصلا فرعي حتى عند أهل السنة نفسهم وفيه خلاف وليس فيه مشكلة على الإطلاق، إلا إن الفكرة تنبع من إن المسلمين كلهم بيجتهدوا دايما في معرفة كل تفصيلة للتقرب من الله على منهاج النبي، وحتى التفاصيل الصغيرة دي بيكون فيها خلاف، بس مش خلاف يصل إلى درجة التقاتل أو التناحر وذكرت ليها إن الخلاف في التفصيلة دي موجود أساسا عند أهل السنة. وبعدين اتكلمنا إن كل الحروب أو المعارك أو التناحر بين السنة والشيعة بيكون فيه دايمًا حكم أو سياسية، وإن كنت غير مؤمن بفصل الدين عن السياسة طبعا، بس مش معنى كدا إننا نحارب عشان السياسة، وإن الحروب مش بتكون للخلاف المذهبي في المقام الأول، بس بيتخذ الخلاف المذهبي ذريعة لشن حروب، بيكون ليها أسباب خفية كتير جدًا.
المهم حاولنا نصلح صورة إن فيه شقاق ونزاع وحروب بين السنة والشيعة بسبب المذهبية، وإن كان دا قد ينطبق على قلة قليلة، لكن الحقيقة الموضوع في الآخر بيبقى خناقة على الكرسي، اللي هوا عادي بيحصل بين السنة نفسهم كتير وبين الشيعة نفسهم. وملخصًا إني حابب أنصح بكتابين في موضوع الشيعة علشان الناس تكون على اطلاع، كتاب منهم للدكتور راغب السرجاني، كتيب صغير وملخص وفيه المفيد اسمه: الشيعة نضال أم ضلال. وكتاب تاني لكاتب شيعي، أوصاني بيه واحد صاحبي، وفي الكتاب فعلا أشياء إن تخلى عنها الشيعة أو الغلاة كسب الصحابة "ومش كل الشيعة بيسبوا الصحابة" وغيرها من العقائد أو الأفعال الحياة والتآلف هيكون كويس جدًا، اسمه "الشيعة والتشيع".
حبيت أختم الليلة بحاجة كويسة، جريت على أوضتي، وجبت كورة قدم كنت شاريها من أديداس، ورجعت اللاونج بسرعة، كنت واقف على جنب السلم وحطيت الكورة جنبي على الأرض جنب السلم، وبعدين لما ختموا وخلصوا كلام خالص، قولت انا معلش حابب أختم الجلسة بحاجة بسيطة، ولأني أصلًا اتكلمت كتير، بس أظن مش هلاقي مناسبة أفضل من دي أهدي الكورة دي وكنت شوفتها في أديداس أوت ليت وبفكر مين بيحب الكورة فخطرت إسرا على بالي، فحابب أهديهالها دلوقتي. إسرا اتبسطت من المفأجة، والكل يعني حبوا بعض والجلسة اتقفلت قفلة لذيذة.
وبما إن كان لسه فيه وقت، والنهاردة ليلة العيد، والرؤية وضحت إن بكرة العيد، قررنا نسهر ونلعب شوية، كنت عاوز أغسل شوية هدوم، ومش حابب أفصلكم في أوضة الغسيل بس هيا وهم، غسالات رهيبة، وبعدين تنشيف "عالناشف"، والأوضة فيها تلاجة اللي بتحط فيها العملات وفيها حاجات ساقعة وحلوة وشيبسي وشيكولاتات. المهم مكانش معايا فلوس فكة عشان أحطها في الغسالة، فقولت أنزل أفك من مكنة الفكة في محطة المترو، نزلت والسما كانت بتندع، ومحمود وهلال وبشرى كانوا بيتمشوا وراجعين، وأنا خارج، وفجأة في خلال 30 ثانية كانت الميا بتخر من السما، نزلت المترو، لقيت المكنة قافلة، قولت هاروح أفك من السوبر ماركت، وقررت أعيش بقى لحظة المطرة بما إني الوحيد اللي زي الأهبل ماشي في الشارع، لأن المطرة بالنسبة للأمريكان والناس اللي عايشة في أمريكا حاجة عادية وبتحصل كتير فمش مميزة تجري تحتها وتفرح وكدا، وكل الناس يا إما في العربيات يا إما مفيش حد في الشارع يا إما واقفين تحت مظلة كبيرة لغاية ما المطرة تخلص، وأنا زي العصفور طاير بقى وباجري تحت المطرة، اللي هيا دش فعلا، أنا اتغرقت بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كأني اتنقعت في طشت ميا كبير بهدومي، لدرجة إني كنت حاطط إيدي في جيبي على الموبايل علشان ميتبلش حاجة، دخلت الماركت وأنا باشر ميا، وطلعت الفلوس وهيا مبلولة، وفكيت خمسة دولار، ورجعت جري. وقفت على باب المبنى، أدخل ازاي كدا أنا هغرق المبنى كله لغاية ما أوصل، مكنتش خايف آخد برد، أحيانًا كدا الواحد بيتجيله ثقة أو جرأة على الحاجات دي ويثق إنه مش هيحصله حاجة. وأنا واقف لقيت طشت كبير كدا شكله محطوط للطوارئ زي حالتي، رحت مكدبتش خبر وخلعت التيشيرت وقعدت أعصره علشان قبل ما أدخل المبنى، أول ما دخلت الست فتحتلي الباب من غير ما أعدي المفتاح بتاعي، لأن كان شكلي مبهدل، طلعت فوق، شافوني قالولي ايه دا هتاخد برد وبتاع، قولت لأ مش هاخد، رحت بس غيرت التيشيرت والبنطلون وحطيتهم ينشفوا. ورجعت، طلعنا الدور الأخير خالص وسهرنا نلعب ونضحك وقفلنا النور، واليوم دا جيكوب خض جاد، وبشري دي بتتخض لوحدها، وكنا قاعدين فوق نتفرج على المطرة والبرق والرعد، نزلت شلت هدومي من الغسالة بعد ما حطتها وبعدين حطتها في التنشيف. واستلفت من هلال المكواة بتاعتها عشان أكوي القميص الجديد اللي كنت جايبه من زارا ومقرر ألبسه يوم العيد، كيوت وظبطت، وهلال كانت قاعدة معايا في أوضة الغسيل، طلع سبحان الله في تشابه كتير بنا، بندرس نفس التخصص، هي قد أختي الصغيرة وأنا قد أخوها الكبير، وهي عايشة مع أخوها زي ما أنا عايش مع أختي، حتى شكلها شبه أختي، وكل شوية ألاقي حاجة تفكرني بأختي اللي أصغر مني علطول، لدرجة إن في يوم جابت اللاب بتاعها تعمل حاجة، لقيته زي لاب أختي. شكرتها على المكواة ورجعتهالها، وطلعت ظبطت الهدوم وعلقتها، علشان بكرة هنروح نصلي العيد، وصالح آبي وزينب أبلة قالولنا على المعاد وييني هتيجي تاخدنا نصلي مع جالية من الأندونيسيين في حديقة عامة. كان يوم وليلة مشوقين، وليلة العيد في أمريكا جريت فيها تحت المطر - لوحدي أنا بس - في أول ليلة عيد، والكل مفتقد الأهل والأسرة ليلة العيد، وأنا تقريبا مكانش عندي دم. يوم العيد من أجمل الأعياد فعليًا كان مليء بالأحداث والفرح والفسح والضحك واللعب.
________
ألبوم الصور
بعد كدا كان فيه أسئلة عن الخلافات بين السنة والشيعة، وهما جاوبوا، وإحنا كمان خاصة أنا وشادي أدلينا ببعض دلونا في الأمر، كان كل ملخص كلامي: إننا كسنيين نحب أهل البيت مثل الشيعة تمامًا بل ويمكن أكثر، ولكننا في نفس الوقت لا نرفع أحدًا إلى غير موضعه، فلا نرفع الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ، على سبيل المثال، لأن يكون ربًا، ولا نرفع عليًا كرم الله وجهه لأن يكون رسولًا أو حتى شططا إلى أن يدعي أحدهم أنه إله. وأنه رغم الخلافات العقائدة المتفاوتة بين السنة والشيعة فالأرض المشتركة والمساحة المشتركة أكبر بكثير جدًا من الاختلافات. وإن معظم علماء السنة يقولون أن عموم الشيعة من المسلمين حتى وإن كان فيه شطط أو انحراف في بعض العقائد، فنحن نعبد الله وحده ونصلي نفس الصلوات لنفس القبلة ونؤمن بمحمدًا نبيا ورسولا ونحب ونوقر أهل البيت والصحابة، دا الطبيعي والمفروض.
وزودت كلامي دا زينب أبلة: فقالت إحنا برده ضد مقتل الحسين ونتأثر ونحزن لمقتله ونراه ظلمًا أن يقتل، ولما زينب اللبنانية اتسألت عن بعض الطقوس زي ضرب النفس بالجنازير والحاجات دي قالت: دا كله أصلًا محرم عندنا والشيوخ والعلماء بيحرموه لكن كثير من الناس بيعملوه تعبيرا عن الحزن مع إن العلماء الشيعة أفتوا بحرمته. د.ريبكا سألت وقالت: عاوز اسأل لأنه في سنة من السنوات حصل شجار شديد جدًا ونقاش ساخن غير محبب بين حد من الطلاب السنة والشيعة على وضع اليد على الصدر وعدم وضع اليد على الإطلاق في الصلاة. تصدرت ليها: وقولتلها حضرتك، وإن كان طريقة الخلاف مش صح، وإن كان الموضوع دا بالذات أصلا فرعي حتى عند أهل السنة نفسهم وفيه خلاف وليس فيه مشكلة على الإطلاق، إلا إن الفكرة تنبع من إن المسلمين كلهم بيجتهدوا دايما في معرفة كل تفصيلة للتقرب من الله على منهاج النبي، وحتى التفاصيل الصغيرة دي بيكون فيها خلاف، بس مش خلاف يصل إلى درجة التقاتل أو التناحر وذكرت ليها إن الخلاف في التفصيلة دي موجود أساسا عند أهل السنة. وبعدين اتكلمنا إن كل الحروب أو المعارك أو التناحر بين السنة والشيعة بيكون فيه دايمًا حكم أو سياسية، وإن كنت غير مؤمن بفصل الدين عن السياسة طبعا، بس مش معنى كدا إننا نحارب عشان السياسة، وإن الحروب مش بتكون للخلاف المذهبي في المقام الأول، بس بيتخذ الخلاف المذهبي ذريعة لشن حروب، بيكون ليها أسباب خفية كتير جدًا.
المهم حاولنا نصلح صورة إن فيه شقاق ونزاع وحروب بين السنة والشيعة بسبب المذهبية، وإن كان دا قد ينطبق على قلة قليلة، لكن الحقيقة الموضوع في الآخر بيبقى خناقة على الكرسي، اللي هوا عادي بيحصل بين السنة نفسهم كتير وبين الشيعة نفسهم. وملخصًا إني حابب أنصح بكتابين في موضوع الشيعة علشان الناس تكون على اطلاع، كتاب منهم للدكتور راغب السرجاني، كتيب صغير وملخص وفيه المفيد اسمه: الشيعة نضال أم ضلال. وكتاب تاني لكاتب شيعي، أوصاني بيه واحد صاحبي، وفي الكتاب فعلا أشياء إن تخلى عنها الشيعة أو الغلاة كسب الصحابة "ومش كل الشيعة بيسبوا الصحابة" وغيرها من العقائد أو الأفعال الحياة والتآلف هيكون كويس جدًا، اسمه "الشيعة والتشيع".
حبيت أختم الليلة بحاجة كويسة، جريت على أوضتي، وجبت كورة قدم كنت شاريها من أديداس، ورجعت اللاونج بسرعة، كنت واقف على جنب السلم وحطيت الكورة جنبي على الأرض جنب السلم، وبعدين لما ختموا وخلصوا كلام خالص، قولت انا معلش حابب أختم الجلسة بحاجة بسيطة، ولأني أصلًا اتكلمت كتير، بس أظن مش هلاقي مناسبة أفضل من دي أهدي الكورة دي وكنت شوفتها في أديداس أوت ليت وبفكر مين بيحب الكورة فخطرت إسرا على بالي، فحابب أهديهالها دلوقتي. إسرا اتبسطت من المفأجة، والكل يعني حبوا بعض والجلسة اتقفلت قفلة لذيذة.
وبما إن كان لسه فيه وقت، والنهاردة ليلة العيد، والرؤية وضحت إن بكرة العيد، قررنا نسهر ونلعب شوية، كنت عاوز أغسل شوية هدوم، ومش حابب أفصلكم في أوضة الغسيل بس هيا وهم، غسالات رهيبة، وبعدين تنشيف "عالناشف"، والأوضة فيها تلاجة اللي بتحط فيها العملات وفيها حاجات ساقعة وحلوة وشيبسي وشيكولاتات. المهم مكانش معايا فلوس فكة عشان أحطها في الغسالة، فقولت أنزل أفك من مكنة الفكة في محطة المترو، نزلت والسما كانت بتندع، ومحمود وهلال وبشرى كانوا بيتمشوا وراجعين، وأنا خارج، وفجأة في خلال 30 ثانية كانت الميا بتخر من السما، نزلت المترو، لقيت المكنة قافلة، قولت هاروح أفك من السوبر ماركت، وقررت أعيش بقى لحظة المطرة بما إني الوحيد اللي زي الأهبل ماشي في الشارع، لأن المطرة بالنسبة للأمريكان والناس اللي عايشة في أمريكا حاجة عادية وبتحصل كتير فمش مميزة تجري تحتها وتفرح وكدا، وكل الناس يا إما في العربيات يا إما مفيش حد في الشارع يا إما واقفين تحت مظلة كبيرة لغاية ما المطرة تخلص، وأنا زي العصفور طاير بقى وباجري تحت المطرة، اللي هيا دش فعلا، أنا اتغرقت بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كأني اتنقعت في طشت ميا كبير بهدومي، لدرجة إني كنت حاطط إيدي في جيبي على الموبايل علشان ميتبلش حاجة، دخلت الماركت وأنا باشر ميا، وطلعت الفلوس وهيا مبلولة، وفكيت خمسة دولار، ورجعت جري. وقفت على باب المبنى، أدخل ازاي كدا أنا هغرق المبنى كله لغاية ما أوصل، مكنتش خايف آخد برد، أحيانًا كدا الواحد بيتجيله ثقة أو جرأة على الحاجات دي ويثق إنه مش هيحصله حاجة. وأنا واقف لقيت طشت كبير كدا شكله محطوط للطوارئ زي حالتي، رحت مكدبتش خبر وخلعت التيشيرت وقعدت أعصره علشان قبل ما أدخل المبنى، أول ما دخلت الست فتحتلي الباب من غير ما أعدي المفتاح بتاعي، لأن كان شكلي مبهدل، طلعت فوق، شافوني قالولي ايه دا هتاخد برد وبتاع، قولت لأ مش هاخد، رحت بس غيرت التيشيرت والبنطلون وحطيتهم ينشفوا. ورجعت، طلعنا الدور الأخير خالص وسهرنا نلعب ونضحك وقفلنا النور، واليوم دا جيكوب خض جاد، وبشري دي بتتخض لوحدها، وكنا قاعدين فوق نتفرج على المطرة والبرق والرعد، نزلت شلت هدومي من الغسالة بعد ما حطتها وبعدين حطتها في التنشيف. واستلفت من هلال المكواة بتاعتها عشان أكوي القميص الجديد اللي كنت جايبه من زارا ومقرر ألبسه يوم العيد، كيوت وظبطت، وهلال كانت قاعدة معايا في أوضة الغسيل، طلع سبحان الله في تشابه كتير بنا، بندرس نفس التخصص، هي قد أختي الصغيرة وأنا قد أخوها الكبير، وهي عايشة مع أخوها زي ما أنا عايش مع أختي، حتى شكلها شبه أختي، وكل شوية ألاقي حاجة تفكرني بأختي اللي أصغر مني علطول، لدرجة إن في يوم جابت اللاب بتاعها تعمل حاجة، لقيته زي لاب أختي. شكرتها على المكواة ورجعتهالها، وطلعت ظبطت الهدوم وعلقتها، علشان بكرة هنروح نصلي العيد، وصالح آبي وزينب أبلة قالولنا على المعاد وييني هتيجي تاخدنا نصلي مع جالية من الأندونيسيين في حديقة عامة. كان يوم وليلة مشوقين، وليلة العيد في أمريكا جريت فيها تحت المطر - لوحدي أنا بس - في أول ليلة عيد، والكل مفتقد الأهل والأسرة ليلة العيد، وأنا تقريبا مكانش عندي دم. يوم العيد من أجمل الأعياد فعليًا كان مليء بالأحداث والفرح والفسح والضحك واللعب.
________
ألبوم الصور