تبين لي في هذه الرحلة أن عادة التأخر على المواعيد هو - للأسف - ديدن في الشرق، فالأصل هو التأخر عن المواعيد، والاستثناء أن تجد أحدًا ملتزمًا بمواعيده محترمًا لنفسه ولغيره، ودي كانت من الحاجات المزعجة في الرحلة، من الـ20 طالب وطالبة كان دايمًا كل يوم، كل زيارة، حد يتأخر عن المعاد، والكل يستناه في الأتوبيس، خلوني اتكلم عن نفسي، أنا اتأخرت عن محاضرتين، مرة منهم كان تأخير جامد وهاحكيها لما تيجي، ومرة كان تأخير بسيط في أول محاضرة لبروفيسور لين، واتأخرت عن مواعيد الخروجات والأتوبيس مرتين تقريبًا، بس مكانش وقت طويل، واتأخرت جامد شوية يوم لقاء مع مسؤول من الخارجية وتوزيع الشهادات.
بشكل عام أقدر أقول إني كنت منتظم في مواعيدي في غالبية الرحلة، وللأسف كانت عاقبة إن الناس اتعودت إن في أواخر الرحلة، كان سبب تأخري مرة إني عارف إننا كدا كدا بنتأخر، فآخد راحتي وأنزل على مهلي! دا مبرر سيء، لكنه للأسف حقيقي، وطبعًا غلط. كان المنتظمين في الرحلة كلها طول الرحلة ومتأخروش ولا مرة كان علي وجان بيير ومحمود، محمود اتأخر مرة واحدة في محاضرة وكان هو ومحمد وإبراهيم، علي راحت عليه نومة مرة واحدة بس ومش في خروجة كان في اجتماع في السكن وحصل موقف عجيب، كل المواقف هتيجي في وقتها.
كنت زعلان إن دي صورة شباب - مفترض إنهم قادة ومؤثرين - اللي بننقلها للدكاترة والعاملين في البرنامج، دا كدا شباب الشرق الأوسط، كنت بقارن بين دا وبين لما كنا مع الطلبة الأمريكان في امديسيت، كان المعاد يتبعتلنا احنا الطلبة المصريين قبل المعاد الحقيقي بنص ساعة، وللأمريكان يتبعتلهم في معادهم. المستفز هو إني كنت في معظم الوقت الوحيد اللي بيوصل في معاده - قبل المعاد بنص ساعة - وكنت بعد كدا عارف إنهم بيعملوا كدا، وشوية بشوية لما المصريين كانوا بيتأخروا حتى عن النص ساعة، والأمريكان عرفوا طبائع مصر، هما كمان كان كتير منهم أحيانًا بيتأخر!
كنت حاطط في دماغي لما أرجع، أكتب وأقول لكل من يحاول أن يسافر خاصة في منح طلبة وفيها تجمعات، لو سمحت التزم بمواعيدك، الموضوع دا بيرسم عننا صورة في قمة السوء والدكاترة بيستاؤوا جدًا وكمان دا بيكون أذي للبرنامج بشكل عام إن فرد يأخر أكتر من 20 فرد ويعطلهم ويوقف البرنامج ويخلينا كلنا نوصل متأخر، فكله على بعضه يكون شكله مخزي، في مواقف وأشخاص بعينهم، بس مش حابب أذكر أسماء، لكن كذا واحدة من البنات، كانت عقبال ما تكوي هدومها وتتهندم وتلبس وتنزل يكون فات نص ساعة!
بغض البصر، كان عندنا محاضرة الصبح بدري الساعة 8:30 عن عقيدة البروتوستانت ودي ألقتها د.جولي لأنها بروستانتية، والكنيسة الإنجيليكية وطائفة الكنيسة الإنجليزية ودي اتكلمت عنها د.ربيكا، وكان من الحاجات اللي لفتت انتباهي في المسيحية والتقديمات عنها، إن بروفيسر لين لما اتكلم عن الكاثوليكية لما كنا في البازليك، وعن كيفية نشأتها وانشقاقها من اليهودية، وإن المسيح أصلًا كان يهوديًا، وكان حاخام - على حد كلامه - وأذكر من كرام القس الشاب إنه قال إن الكنيسة الكاثولكية الرومانية - وهي الديانة الأكثر انتشارًا في المسيحية - كنيسة كونية، وإنه يرى إن الاصطلاح إنها الكنيسة الرومانية - رومان كاثوليك - مصطلح مفروض مش صح لأنها كونية لكل اتباعها في كل الدنيا، والتخصيص دا مش مفروض إنه صح ولا يستخدم، لكنه فقط لإرجاعها للحضارة الرومانية والفاتيكان وغير ذلك، وإن الكاثوليك والأرثوذكس بيتقبلوا بعض أكثر من غيرهم، فالأرثوذكسية هي الأكثر مرجيعية ونقدر نقول عليها الأكثر تشددًا يعني بما ينفع نطلق كلمة أرثوذكس على ما يمسى بالسلفيين - فقط تشبيه وتقريب - والكاثوليك أكثر تحررًا، وبعدين قالت د.جولي إن البروستانت انشقت هي الأخرى بدورها عن الكاثوليكية لأسباب كثيرة، لكن افتكر د.إدريس توفيق، وهو داعية مسلم إنجليزي، كان قس ومن نواب بابا الفاتيكان، كان بيدرسلنا في الكلية، قال باختصار إن ملك مسيحي كان عاوز يطلق مراته، وفي الكاثوليكية ليس هناك طلاق، فراح عمل مذهب جديد علشان يعرف يطلق!
البروستانتية بدورها هي كمان أكثر وأكثر تحررًا من الكاثوليكية، وكان القس الكاثوليكي قال لنا إن الأرثوذكس مرحب بيهم في الكنيسة الكاثوليكية على عكس البروستنت فهم "ضالون" وتجب عليهم التوبة والرجوع إلى الديانة الصحيحة - على حد قوله -، شيء آخر كان أثار انتباهي، حكى عنها بروفيسور لين، وكذا حد، إن فيه عوامل كتير أدت إلى إن الكنائس من نفس الطائفة يكون ليها توجه مختلف، بمعنى: المسيحي في الغرب بيكون ليه غالبًا كنيسة واحدة بعينها هي كنيسته التي يصلي فيها وبس، وحتى لما بيسافروا بيعملوا تجمعات كنيسة، يعني مثلا هنلاقي كانيسة ألمانية كاثوليكية والألمان بيصلوا فيها، وهنلاقي دنماركية، وغيرهم. أو بيعملوا حاجة تانية غريبة لما يهاجروا، ممكن يغيروا الطائفة خالص علشان يصلوا في كنيسة قريبة منهم! أو بيتبعوا كنيسة تانية لو استقروا في مكان تاني في العالم. ومثالًا على الانشقاقات العرقية أو على أساس البلد الأم دي، هو إنشقاق الأمريكان السمر البروستانت في أيام اضطهاد السود والعنصرية ضدهم، فقام جزء كبير منهم، وعملوا كنايس خاصة بيهم وبدأوا يصلوا فيها، ودا المكان اللي هنزوره النهاردة، اول كنيسة للسود في امريكا، وهي كنيستهم الأم في أمريكا والعالم كله.
ليس معنى كدا إن مفيش سود في بقيت الكنايس أو سود كاثوليك، لأ فيه عادي وكتير كمان، وشوفنا أمريكان سمر في الكنيسة الكاثوليكية بيصلوا، لكن فيه منهم من تبع الكنيسة دي من أول ما أنشأت، ومنهم من لم يتبع وظل كما هو، وأولادهم وأحفادهم أصبحوا - في الغالب - زييهم. من الأشياء الملفتة للنظر كذلك لما كنا بنتناقش عن الكاثوليكية وإنها الأكثر انتشارًا في أمريكا، إن الرئيس - عرفًا وليس قانونًا - لازم يكون كاثوليكي، وإن دي وسيلة لإرضاء الشعب الأمريكي في العموم، فالأمريكان متعودين إن الرئيس يكون كاثوليكي ويعلن كدا، وكمان بيحلف اليمين على الكتاب المقدس، حاجة غريبة، لكن لا يراها كثير من الأمريكان مضادة للفصل بين الكنيسة والدولة، فهي مجرد شيء رمزي عادي، زي بالظبط عبارة: نحن نثق في الرب على الدولار، مع إن القانون يعطى الحق في الاعتقاد والإلحاد. المهم بالنسبالهم التطبيق العملي، والحاجات دي يقولك: يا سيدي مجرد شكليات!
خلصت د.جولي المحاضرة، وكان فيه ربع ساعة ما بين المحاضرة والتجمع علشان ننطلق للكنيسة، كنيسة الأم بيثيل، روحنا ودخلنا ووزعوا علينا جدول اليوم وبعض المنشورات، الصلاة هتقام في الدور الأرضي لأن حرم الكنيسة فوق مش مكيفة لأنها كنيسة قديمة، والإمكانيات على قد الحال، كان أكتر مكان رُحب بنا فيه حتى الآن، القس شخصية قوية وخطيب مفوه، باين عليه شخص نشيط جدًا وإنسان ملهم ودا بان من الخطبة اللي ألقاها بعد الصلاة الغنائية، الغناء بقى أو الصلاة كان عبارة عن غناء وموسيقى فيها بيانو ومزامير وطبل يعني مش صاخبة بس موسيقى كتيرة جدًا، وكانوا بيغنوا من الموسيقى غناء كورالي، صورت فيديو طويل. والغناء كله إنجليزي مفهوم وكله أدعية وصلوات للرب. وبعدين قام القس رحب بينا مرة واتنين وتلاتة، وخلانا نقوم والناس تسقفلنا وحاجات، لأ وكمان خلى كل 5 من بلد يرفعوا إيديهم لوحديهم. ورحب بناس تانية، وبعدين بدأ الخطبة بتاعته بعنوان "سوبر مان"، وبدأ فيها يتكلم عن طفل صغير بيقول لأبوه هو أنا ينفع أبقى سوبر مان وأعمل كل اللي عاوزه في حياتي.
وباختصار كانت الخطبة عن إمكانيات الإنسان وطاقته البشرية وكيف يستطيع أن يغير العالم، الراجل صوته جهوري، وكلامه موزون وملهم، وطريقته رائعة، وكل الناس اللي قاعدة اتأثرت، بس أنا بصراحة في النص كنت بنام على نفسي برده، وكان بيربط الكلام الملهم دا بعيسى والرب وبالدين عمومًا، بغض النظر عن الجانب العقائدي اللي طبعًا مخالف للإسلام، الجانب التنموي والبشري والإلهامي في خطبته كان ممتاز، لدرجة فاكر تعليق زينب أبلة بعديها قالتلي: بعد ما خلص أنا كنت عاوزة أقوم أحرك الجبال. وأنا لما خلص كان تعليقي: الراجل دا بيفكرني بمارتن لوثر كينج، نفس الطاقة الإيجابية والتشجيعية والتحفيز الجميل.
بعد ما خلصوا الصلاة والخطبة، الناس قامت تتبرع للكنيسة، الكنيسة فعلًا إمكانياتها ضعيفة، والقس - مارك تيلر - قالنا دا بعدين، وكانوا واقفين بسلة، والناس بتخرج صف صف، ويلفوا حوالين الصفوف، واللي عاوز يتبرع يحط في السلة، فغالب الناس بيتبرعوا بفلوس رمزية مثلا دولار ولا حاجة، واللي مش عاوز هو حر، أنا شخصيًا متبرعتش بحاجة، بس موقف مضحك كان صالح آبي عاوز يحط دولار، فاتلغبط وحط 100 بالغلط، وبعدين أخد باله فرجع وأخد المية دولار وحط دولار، زينب أبلة حكيتلي الموقف بعدها وهيا بتضحك.
خلصنا، والناس مشيت، واتبقينا إحنا علشان نلف الكنيسة وبعدين نقعد مع القس، الأول طلعنا حرم الكنيسة، والقس شرحلنا إنه مش مكيف وقديم وهتلاقي السبب لدا طبيعي لأن معظم السود اللي كانوا متجمعين من أنحاء أمريكا في الكنيسة كانوا جايين من أماكن حر جدًا في أمريكا، فكان بالنسبالهم عادي جدًا يقعدوا في الجو دا لسنين طويلة بدون تكييف، وإن اللي موجودين الجيل التالت أو الرابع بعديهم ومش متعودين على ما تعود عليه أجدادهم، وحاجة كمان المبنى علشان قديم، فهو على حد وصفه غير مجهز لذوي الاحتياجات الخاصة على سبيل المثال. من الحاجات اللي لاحظتها هو دلالة الموسيقى في الكنيسة على ليبرالية أو تحررية الكنيسة ودرجتها، فالكنيسة الأثوذكسية ليس في قداسها موسيقى، والموسيقى أصلًا حرام عندهم، والكاثوليكية بعض الموسيقى الأوبرالية، بينما البروستانت موسيقى صاخبة من كل الآلات الموسيقية.
ليس معنى كدا إن مفيش سود في بقيت الكنايس أو سود كاثوليك، لأ فيه عادي وكتير كمان، وشوفنا أمريكان سمر في الكنيسة الكاثوليكية بيصلوا، لكن فيه منهم من تبع الكنيسة دي من أول ما أنشأت، ومنهم من لم يتبع وظل كما هو، وأولادهم وأحفادهم أصبحوا - في الغالب - زييهم. من الأشياء الملفتة للنظر كذلك لما كنا بنتناقش عن الكاثوليكية وإنها الأكثر انتشارًا في أمريكا، إن الرئيس - عرفًا وليس قانونًا - لازم يكون كاثوليكي، وإن دي وسيلة لإرضاء الشعب الأمريكي في العموم، فالأمريكان متعودين إن الرئيس يكون كاثوليكي ويعلن كدا، وكمان بيحلف اليمين على الكتاب المقدس، حاجة غريبة، لكن لا يراها كثير من الأمريكان مضادة للفصل بين الكنيسة والدولة، فهي مجرد شيء رمزي عادي، زي بالظبط عبارة: نحن نثق في الرب على الدولار، مع إن القانون يعطى الحق في الاعتقاد والإلحاد. المهم بالنسبالهم التطبيق العملي، والحاجات دي يقولك: يا سيدي مجرد شكليات!
خلصت د.جولي المحاضرة، وكان فيه ربع ساعة ما بين المحاضرة والتجمع علشان ننطلق للكنيسة، كنيسة الأم بيثيل، روحنا ودخلنا ووزعوا علينا جدول اليوم وبعض المنشورات، الصلاة هتقام في الدور الأرضي لأن حرم الكنيسة فوق مش مكيفة لأنها كنيسة قديمة، والإمكانيات على قد الحال، كان أكتر مكان رُحب بنا فيه حتى الآن، القس شخصية قوية وخطيب مفوه، باين عليه شخص نشيط جدًا وإنسان ملهم ودا بان من الخطبة اللي ألقاها بعد الصلاة الغنائية، الغناء بقى أو الصلاة كان عبارة عن غناء وموسيقى فيها بيانو ومزامير وطبل يعني مش صاخبة بس موسيقى كتيرة جدًا، وكانوا بيغنوا من الموسيقى غناء كورالي، صورت فيديو طويل. والغناء كله إنجليزي مفهوم وكله أدعية وصلوات للرب. وبعدين قام القس رحب بينا مرة واتنين وتلاتة، وخلانا نقوم والناس تسقفلنا وحاجات، لأ وكمان خلى كل 5 من بلد يرفعوا إيديهم لوحديهم. ورحب بناس تانية، وبعدين بدأ الخطبة بتاعته بعنوان "سوبر مان"، وبدأ فيها يتكلم عن طفل صغير بيقول لأبوه هو أنا ينفع أبقى سوبر مان وأعمل كل اللي عاوزه في حياتي.
وباختصار كانت الخطبة عن إمكانيات الإنسان وطاقته البشرية وكيف يستطيع أن يغير العالم، الراجل صوته جهوري، وكلامه موزون وملهم، وطريقته رائعة، وكل الناس اللي قاعدة اتأثرت، بس أنا بصراحة في النص كنت بنام على نفسي برده، وكان بيربط الكلام الملهم دا بعيسى والرب وبالدين عمومًا، بغض النظر عن الجانب العقائدي اللي طبعًا مخالف للإسلام، الجانب التنموي والبشري والإلهامي في خطبته كان ممتاز، لدرجة فاكر تعليق زينب أبلة بعديها قالتلي: بعد ما خلص أنا كنت عاوزة أقوم أحرك الجبال. وأنا لما خلص كان تعليقي: الراجل دا بيفكرني بمارتن لوثر كينج، نفس الطاقة الإيجابية والتشجيعية والتحفيز الجميل.
بعد ما خلصوا الصلاة والخطبة، الناس قامت تتبرع للكنيسة، الكنيسة فعلًا إمكانياتها ضعيفة، والقس - مارك تيلر - قالنا دا بعدين، وكانوا واقفين بسلة، والناس بتخرج صف صف، ويلفوا حوالين الصفوف، واللي عاوز يتبرع يحط في السلة، فغالب الناس بيتبرعوا بفلوس رمزية مثلا دولار ولا حاجة، واللي مش عاوز هو حر، أنا شخصيًا متبرعتش بحاجة، بس موقف مضحك كان صالح آبي عاوز يحط دولار، فاتلغبط وحط 100 بالغلط، وبعدين أخد باله فرجع وأخد المية دولار وحط دولار، زينب أبلة حكيتلي الموقف بعدها وهيا بتضحك.
خلصنا، والناس مشيت، واتبقينا إحنا علشان نلف الكنيسة وبعدين نقعد مع القس، الأول طلعنا حرم الكنيسة، والقس شرحلنا إنه مش مكيف وقديم وهتلاقي السبب لدا طبيعي لأن معظم السود اللي كانوا متجمعين من أنحاء أمريكا في الكنيسة كانوا جايين من أماكن حر جدًا في أمريكا، فكان بالنسبالهم عادي جدًا يقعدوا في الجو دا لسنين طويلة بدون تكييف، وإن اللي موجودين الجيل التالت أو الرابع بعديهم ومش متعودين على ما تعود عليه أجدادهم، وحاجة كمان المبنى علشان قديم، فهو على حد وصفه غير مجهز لذوي الاحتياجات الخاصة على سبيل المثال. من الحاجات اللي لاحظتها هو دلالة الموسيقى في الكنيسة على ليبرالية أو تحررية الكنيسة ودرجتها، فالكنيسة الأثوذكسية ليس في قداسها موسيقى، والموسيقى أصلًا حرام عندهم، والكاثوليكية بعض الموسيقى الأوبرالية، بينما البروستانت موسيقى صاخبة من كل الآلات الموسيقية.
خلصنا ونزلنا البدورم، وفيه مقبرة الأسقف المؤسس للكنيسة وهو حد بالأهمية عندهم بمكان، وفيه صور لكل الأساقف اللي مسكوا الكنيسة على مصر العصور، د.ريبكا طلبت منه على عادتها في أي دار عبادة يقدلمنا عن الملة، والراجل كان ذكي ولذيذ جدًا، فحكى باختصار عن انشقاق البروستانت عن الكاثوليك اللي ذكرته قبل كدا، وانشقاق كنيسة السود، وقال حاجة لسه مسمعة في وداني لحد دلوقتي، قال يا شباب الكنيسة دي هي مثل الكعبة للمسلمين، وفي مثل قدسية هيكل اليهود - المزعوم المكذوب في وجهة نظري - ، وفي قدسية الأقصى والقدس، وفي قدسية مقام بهاء للبهائيين، وحكالنا عن راجل سافر مخصوص علشان يجي الكنيسة دي وهو معمّر وأول مرة يروحها وقعد يبكى من الفرحة والتأثر، الحقيقة فعلًا في آخر الصلاة والخطبة كان فيه ناس كتير بتعيط، أنا عن نفسي كنت منعنس!
كانت د.جوليت دعت بنتها وصاحب بنتها، وعرفتنا عليهم، الواد شكله مستفز ولابس الطاقية اليهودية وعاش واستغل في إسرائيل وتقريبًا متعلم عربي، وكتير منهم بيتعلموه وعندهم على الأقل أساسياته. وكانت الحركة الذكية الرائعة منه، بعد ما قدم لنفسه وللكنيسة ونشأتها، وعرفنا بابنه وبنته الشباب حد في جامعة وحد في ثانوية، وكان بيضحك معاهم ويداعبهم في الكلام، سألنا خلوني أسالكم أنا عن بلادكم، وأنا عاوز أعرف منكم مش من الإعلام، ولو عندكم أسئلة اتفضلوا، ايه رأيكم مثلًا في القضية الفلسطينية الإسرائيلية، الحقيقة أنا سخنت، ولأني عارف إن فيه صهاينة كتير قاعدين ولأننا كنا وسط أيام الحرب على غزة وكل يوم يسال من دماء الفلسطنين والأطفال المئات، رحت متكلم بقى: قولتله يا سيدي دلوقتي الحرب على غزة والصواريخ التي تطلق على المدنين والأبرياء ليل نهار، علي عزت رد: حماس إرهابية تختبئ خلف المدنيين، رحت رادد وكذا حد رد ردود ملخصها: لا مبرر أبدًا على جرائم إسرائيل ولو افترضنا إن حماس بتتخذ المدنين كدرع، وقلت بالنسبة لحماس: فالموقف بالنسبالي أشبه بسارق دخل بيتك واحتله، وأنت بتحاول تدافع عن نفسك وتسترد بيتك وحد يقول عليك إرهابي، لا أحد يمثل الإرهاب سوى إسرائيل، وكنت منفعل شوية وأنا باتكلم، إبراهيم وجهلي سؤال - كان معانا في مظاهرة ضد إسرائيل وهو نفسه قالنا إنه متذبذب ومعندوش قرار نهائي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي -: يعني الإسرائيلين اللي عايشين في إسرائيل يروحوا فين يعني؟ رديت عليه: مش مشكلتي، دي مش أرضهم.
وشوية مناوشات من هنا وهناك، محصورة بينا إحنا الطلاب، لغاية ما كان النقاش هيحتدم تدخلت د.ريبكا، وقالت يا شباب نوقف النقاش عند هذا الحد وندخل في سؤال أو موضوع تاني، سأل القس عن داعش ورأي الشباب من العراق فيها، كان كله ضد داعش في الأغلب، إلا شادي كان بيطرح وجهات نظر تانية وإنها ضد جيش المالكي الرافضي، طول البرنامج كنت حاسس إن شادي - سني من كردستان العراق - مع داعش بس مكانش بيقول كدا بطريقة مباشرة، وأحيانًا تانية مكنتش ببقى عارف هو مع داعش ولا ضدها. بعد كدا كان توجيه النقاش بأننا نتحول بالأسئلة ليه، فكان من الأسئلة هل ما زال هناك عنصرية ضد السود في أمريكا؟ قال طبعًا ما وصلنا ليه كان حلمًا لأجدادنا، والآن أفضل من الماضي بمراحل، ولكن لا يزال هناك عنصرية في كثير من المواقف، لكم أن تتخيلوا أن أكون حاصل على الدكتوراة أسقف أكبر كنيسة للأمريكان السمر في العالم، وبعدين يتم توقيفي أنا ودكتور أمريكي أسمر مشهور جدًا بسبب مخالفة سرعة ومعاملتنا كمجرمين لمجرد أننا سمر، ولو تعاملنا بموقف دفاعي أو خلافه سيكون رد الشرطة عنيفًا، ولولا أن هذا الرجل الآخر مهم ومشهور جدًا ويظهر على قنوات التلفزيون كان المشكلة ممكن تتطور.
كلمنا عن الأنشطة المجتمعية اللي بيقوم بيها، وكان سعيد إنهم فازوا بقضية تقضي برفع مرتبات الموظفين، جدير بالذكر إن فلادلفيا مدينة بها عدد كثير من الأمريكان السمر، ما لا يقل من 60%، وللأسف فيه منهم كتير بيشتغلوا مهنة واتنين وبرده المعيشة غالية عليهم، لدرجة بيتشغلوا في مطار فلادلفيا بالـ12 ساعة ومرتباتهم سيئة، بيحاول هو بقدر الإمكان والمجتمع بتاعه يخدموا الناس دي.
انتهى الوقت المخصص، وانطلقنا، مش عارف ازاي نسيت اتصور مع القس دا، خصوصًا وإني اتصورت مع كل الناس المميزة اللي قابلتها في الرحلة دي وخاصة اللي درسولنا أو علمونا حاجة، عمومًا صورته موجودة في الموقع الرسمي للكنيسة فوق. اليوم كان موافق نهائي كأس العالم، أنا مش من المهتمين بالكورة، لكن في الجدول كانوا سايبين وقت فراغ في نص اليوم للي عاوز يشوف كاس العالم. نزلنا وسط البلد نلف شوية، وتفرقنا جماعات، اللي عاوز ياكل - مش الصايمين - وكنا في شارع ساوث، والشارع دا بيعملوا فيه شاشة عرض كبيرة جدًا لمشاهدة المباريات المهمة، وناس كتير لابسة تيشيرتات المنتخبات اللي بتشجعها. فيه ناس كتير راحت تتفرج على الماتش دا، أنا قررت ابقى أشوف آخره في السكن وكنت عاوز أعمل شوية حاجات كمان. كنا طبعًا تابعنا أهم الماتشات، وشوفنا الهزيمة التاريخية الساحقة للبرازيل. وأنا كان نفسي الأرجنتين تكسب، لكن ألمانيا استحقتها بجدارة. آياز زميلي في الغرفة كان بيشجع الأرجنتين بجنون.
بعض الأشياء اللي عملتها، كان كل واحد فينا مفروض يقعد ما د.ريبكا لأنها رأس البرنامج، وكان فيه استفتاء واستبيان وبعض الأسئلة الكتيرة اللي باعتوها لينا قبل ما نسافر لقياس مدى التسامح عندنا، وبيقاس دا مع تقرير عملي، وبعد كدا بتقعد معانا واحد واحد تناقشنا وتقولنا النتيجة، وتقترح علينا أفكار عامة وخطوط عريضة للـ"الخطة العملية" اللي لازم كل واحد يعملها قبل السفر. ورحت راديو شاك القريب جدًا من السكن، اشتري الفيشة المحولة للفيشة الأمريكية، لأن علشان أشحن اللاب بتاعي كنت دايمًا باستلف فيش محمد وإبراهيم، وكان كفاية تتقيل عليهم. الحاجة الأخيرة كنت طلبت من فادي - ودا موظف في البرنامج فلسطيني من غزة يعيش في أمريكا من صغره واتعلم وعاش فيها واتبنته د.باربرا من صغره وعاش معاها طفولته كلها - كنت في ليلة عشا طلبت منه اشترى حاجات من على الانترنت بالفيزا بتاعته وأنا أديله الفلوس كاش، فادي شخص محترم عمومًا، مشغول جدًا، ووظيفته أنه يساعدنا في حاجات كتير في البرنامج وإننا نسأله لو محتاجين حاجة، المهم حسيت إنه مشغول وأنا قولتله بعدين مش مشكلة، ساعتها صديقي يوسف مكاوي - مصري عايش في نيويورك - سألته في التليفون قالي روح يا ابني أي بنك واعملك فيزا وهتاخدها وأنت واقف، ومحمد كان بالفعل سأل صالح آبي وقاله يروح بنك أوف أمريكا، وهو تاني أكبر بنك تجاري في أمريكا، وكان بينا وبينه 30 ثانية مسافة نعدي الشارع، الجدير بالملاحظة إن البنوك في أمريكا في كل حتة ومبانى ضخمة، ومكن السحب الآلي في كل مكان في كل ركن، فعلًا بلد البنوك بامتياز. رحت البنك، الموظف كان واقف على باب مكتبه، ممكن أخدم حضرتك ازاي، قوتله عاوز أفتح حساب، اتفضل معايا، دخلني مكتبه وقفل الباب، وطلب من الباسبور، وطلعتله كارنيه الجامعة، قالي أنا هفتح لحضرتك حساب طالب ودا مفيهوش أي مصاريف لأنك طالب، وأداني ورق كتير جدًا، ومليت استمارتين صغيرتين، ملا البيانات على الجهاز وخلاني أعمل الباسورد، وطلعلي مظروف فيه كل ورق البنك وحقوقي، ودفتر شيكات، وكارت ديبت كارد مؤقت لغاية ما يتبعتلي الكارت اللي مكتوب عليه اسمي على السكن خلال إسبوع، وسألني هحط كام في الحساب، وأداني ورقة أروح بيها على الشباك وأحط المبلغ، قوتله أنا أصلًا عامل الحساب علشان أشتري حاجات من على الانترنت وماشي بعد شهر، كنت خايف مثلًا ليقولي شهر! اطلع برة! لا خالص، قالي ياه شهر بس، أصل أنا أرفع إن البرامج الصيفية بتكون أكتر شوية شهرين أو تلاتة، قولتله هو برنامج مكثف وصغير في المدة، رحب بيها ورحت حطيت الفلوس ومشيت، وكل دا خلال 10 لـ 14 دقيقة!
ومتابعة حسابي من حسابي على موقع البنك، وبينزل برنامج على الموبايل لو أنا حابب أتابع فيه كل سينت بيتصرف من حسابي، وايميلات بتتبعتلي أول بأول بكل المصاريف وكل صغيرة وكبيرة.
رجعت السكن وشوفت آخر شوية في الماتش، وباليل كان عندنا حوار أديان مع أمريكان وجنسيات مختلفة مستضاف في بيت واحد أمريكي من أصل ألماني ساكن في مكان زي غابة والمكان كله خضرة وميا وهو باني البيت وعامل كل ركن في البيت وبرة البيت بنفسه، رحنا بأتوبيس الجامعة مشوار طويل شوية، بدأنا نتعرف على ناس كتير من أماكن مختلفة من العالم، كان الفطار قرب، والواحد واقع من الجوع. كان فيه مرجيحة في شجرة وبعض المارجيح وكوبري صغير والمكان طبيعي وخلاب قعدنا كلنا نتصور في الأول ونلعب شوية، وبعدين بدأ التعارف بين الناس كلها، واتوزعنا مجموعات علشان نقعد في حلقات ونقعد نتحاور. الدايرة بتاعتي كان فيها من مجموعتنا بروفيسور لين، وجايكوب، وزعوا علينا ورق فيه بعض نقاط أو أسئلة نقدر نتحاور فيها.
قالوا كل واحد يعرف نفسه ويقول مثلا حاجة غيرت كتير في حياته، بروفيسر لن حكى إن والده كان جاي من أقاصي أفريقيا هربًا من مجازر، وهو عنده 15 سنة، عن طريق البحر بدون بوصلة في مركب مفيهوش أي إمكانات، وليس لديه لغة ولا أي شيء، اشتغل واجتهد واتعلم لغة أهل البلد، وأنجب لين من صديقته، ولين طلع واتعلم وبقى ملئ السمع والبصر، جه دوري وعرفت نفسي وبعدين ذكرت إن الثورة 25 يناير غيرت مجرى حياتي، وغيرت أولويات كتير في حياتي، واتكلمت عن الانقلاب وكفاح الطلاب ضد الانقلاب، وإني أتشرف إني أكون جزء من منظومة الحراك الطلابي متحدث باسم كثير منهم للإعلام الأجنبي، وإن أولوياتي تغيرت ومحضرتش غير 5 محاضرات في سنة دراسية كاملة بسبب انخراطي في الحراك الطلابي والمظاهرات.
جايكوب كان بيعرف بنفسه هو وواحدة كمان في الجروب، والمغرب أذن فصالح آبي نده عليا علشان الفطار، رحنا وكان فيه أكل كتير جدًا ولحوم وفراخ كتير جدًا، بس كله كله مش حلال، أخدنا من السلطات والرز وشوية درة، وبعدين صلينا المغرب، عدت علينا د.ريبكا كل المسلمين وقعدت تتأسف للجميع لأن المفروض إن الناس دي استضافت الحوار قبل كدا وجابوا أكل حلال، وقالت إننا في طريقنا للبيت هيجبولنا أكل ويعوضونا، وقعدت تتأسف لغاية ما الأسف نفسه بقى مزعج! وأنا شخصيًا لأني متعود إن اللي بيغلط ويتأسف دا حد في قمة الاحترام ومفيش أحسن من كدا فرضيت جدًا وكنت مبسوط من الأسف الشديد والتعويض وكل دا، لكن صالح آبي وزينب أبلة ميمشيش معاهم الكلام دا، وليه الغلط يحصل أصلًا وليه مفيش احترام واهتمام من الأول، ليه مفيش تأكيد وتأكد! ناس مبتهزرش ومتعودة إن مفيش شيء يحصل الخطأ بسهولة، ليه نسمح بالغلط إنه يحصل الأول، إحنا هواة ولا ايه؟
كان يعجبني فيهم جدًا إنهم عمروا ما غضبوا لنفسيهما، دايمًا غضبهم كان لينا وعلينا، ولسان حالهم إن الطلاب المسلمين مسؤوليتنا وهندافع عن حقوقهم بكل صلابة وحتى بكل قوة وصرامة. صلينا المغرب، وكملنا كلام، وقالوا كلمة ختامية بعد ما كانوا في الأول صاحب البيت ألقى كلمة افتتاحية. ودخلت في نقاش مع هنا - متدربة في البرنامج - عن الانقلاب واللي بيحصل في مصر، وإنها كانت بتقول السنة اللي فاتت كان معظم الطلاب المصريين أثناء الانقلاب فرحانين ومستبشرين بمستقبل أفضل، وهيا كانت بتهاجم لحد كبير نظام مرسي، وبتقول إنها مبتقولش إن السيسي أو العسكر وحش، بس مرسي برده كان وحش وكان لازم يمشي، قولتلها وجهة نظري وأطلعتها على الفروق في الحريات، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير، وجبنا سيرة باسم بيه يوسف، والدماء المهدرة والاعتقالات والتعذيب والاغتصاب، وقولتها ما أقوله دائمًا: تصحيح وضع خاطئ بوضع كارثي ليس الحل، حكم العسكر لم يجلب في تاريخ مصر المعاصر سوى الدمار والخراب، وقولتلها ما أرتضاه الشعب فليكمل وليتغير بنفس الطريقة الانتخابية وإلا ندخل في دائرة مفرغة وحالة فوضى، ودلوقتي محدش هيعرف يحكم البلد غير العسكر، قالتلي والإخوان كانوا ناويين يحكموا، قولتلها بصي، كل كلامك أصلهم كانوا عاوزين يعملوا، دا كلام فاضي، العسكر بيعملوا كل حاجة، وأنتي جاية تقوليلي أصلهم كانوا ناويين يعملوا ويقعدوا ودا كله افتراضات بدون أدلة ليس له علاقة بالواقع. كان جدال طويل، وخرجنا منه إن اللي بيحصل في مصر دا كارثة، وممكن نكمل النقاش بعدين، وهو لم يحدث قط، بس أنا كنت منفعل كتير وأنا باتكلم خاصة وأنا باتكلم عن الطلاب والشهداء والمعتقلين.
ومتابعة حسابي من حسابي على موقع البنك، وبينزل برنامج على الموبايل لو أنا حابب أتابع فيه كل سينت بيتصرف من حسابي، وايميلات بتتبعتلي أول بأول بكل المصاريف وكل صغيرة وكبيرة.
رجعت السكن وشوفت آخر شوية في الماتش، وباليل كان عندنا حوار أديان مع أمريكان وجنسيات مختلفة مستضاف في بيت واحد أمريكي من أصل ألماني ساكن في مكان زي غابة والمكان كله خضرة وميا وهو باني البيت وعامل كل ركن في البيت وبرة البيت بنفسه، رحنا بأتوبيس الجامعة مشوار طويل شوية، بدأنا نتعرف على ناس كتير من أماكن مختلفة من العالم، كان الفطار قرب، والواحد واقع من الجوع. كان فيه مرجيحة في شجرة وبعض المارجيح وكوبري صغير والمكان طبيعي وخلاب قعدنا كلنا نتصور في الأول ونلعب شوية، وبعدين بدأ التعارف بين الناس كلها، واتوزعنا مجموعات علشان نقعد في حلقات ونقعد نتحاور. الدايرة بتاعتي كان فيها من مجموعتنا بروفيسور لين، وجايكوب، وزعوا علينا ورق فيه بعض نقاط أو أسئلة نقدر نتحاور فيها.
قالوا كل واحد يعرف نفسه ويقول مثلا حاجة غيرت كتير في حياته، بروفيسر لن حكى إن والده كان جاي من أقاصي أفريقيا هربًا من مجازر، وهو عنده 15 سنة، عن طريق البحر بدون بوصلة في مركب مفيهوش أي إمكانات، وليس لديه لغة ولا أي شيء، اشتغل واجتهد واتعلم لغة أهل البلد، وأنجب لين من صديقته، ولين طلع واتعلم وبقى ملئ السمع والبصر، جه دوري وعرفت نفسي وبعدين ذكرت إن الثورة 25 يناير غيرت مجرى حياتي، وغيرت أولويات كتير في حياتي، واتكلمت عن الانقلاب وكفاح الطلاب ضد الانقلاب، وإني أتشرف إني أكون جزء من منظومة الحراك الطلابي متحدث باسم كثير منهم للإعلام الأجنبي، وإن أولوياتي تغيرت ومحضرتش غير 5 محاضرات في سنة دراسية كاملة بسبب انخراطي في الحراك الطلابي والمظاهرات.
جايكوب كان بيعرف بنفسه هو وواحدة كمان في الجروب، والمغرب أذن فصالح آبي نده عليا علشان الفطار، رحنا وكان فيه أكل كتير جدًا ولحوم وفراخ كتير جدًا، بس كله كله مش حلال، أخدنا من السلطات والرز وشوية درة، وبعدين صلينا المغرب، عدت علينا د.ريبكا كل المسلمين وقعدت تتأسف للجميع لأن المفروض إن الناس دي استضافت الحوار قبل كدا وجابوا أكل حلال، وقالت إننا في طريقنا للبيت هيجبولنا أكل ويعوضونا، وقعدت تتأسف لغاية ما الأسف نفسه بقى مزعج! وأنا شخصيًا لأني متعود إن اللي بيغلط ويتأسف دا حد في قمة الاحترام ومفيش أحسن من كدا فرضيت جدًا وكنت مبسوط من الأسف الشديد والتعويض وكل دا، لكن صالح آبي وزينب أبلة ميمشيش معاهم الكلام دا، وليه الغلط يحصل أصلًا وليه مفيش احترام واهتمام من الأول، ليه مفيش تأكيد وتأكد! ناس مبتهزرش ومتعودة إن مفيش شيء يحصل الخطأ بسهولة، ليه نسمح بالغلط إنه يحصل الأول، إحنا هواة ولا ايه؟
كان يعجبني فيهم جدًا إنهم عمروا ما غضبوا لنفسيهما، دايمًا غضبهم كان لينا وعلينا، ولسان حالهم إن الطلاب المسلمين مسؤوليتنا وهندافع عن حقوقهم بكل صلابة وحتى بكل قوة وصرامة. صلينا المغرب، وكملنا كلام، وقالوا كلمة ختامية بعد ما كانوا في الأول صاحب البيت ألقى كلمة افتتاحية. ودخلت في نقاش مع هنا - متدربة في البرنامج - عن الانقلاب واللي بيحصل في مصر، وإنها كانت بتقول السنة اللي فاتت كان معظم الطلاب المصريين أثناء الانقلاب فرحانين ومستبشرين بمستقبل أفضل، وهيا كانت بتهاجم لحد كبير نظام مرسي، وبتقول إنها مبتقولش إن السيسي أو العسكر وحش، بس مرسي برده كان وحش وكان لازم يمشي، قولتلها وجهة نظري وأطلعتها على الفروق في الحريات، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير، وجبنا سيرة باسم بيه يوسف، والدماء المهدرة والاعتقالات والتعذيب والاغتصاب، وقولتها ما أقوله دائمًا: تصحيح وضع خاطئ بوضع كارثي ليس الحل، حكم العسكر لم يجلب في تاريخ مصر المعاصر سوى الدمار والخراب، وقولتلها ما أرتضاه الشعب فليكمل وليتغير بنفس الطريقة الانتخابية وإلا ندخل في دائرة مفرغة وحالة فوضى، ودلوقتي محدش هيعرف يحكم البلد غير العسكر، قالتلي والإخوان كانوا ناويين يحكموا، قولتلها بصي، كل كلامك أصلهم كانوا عاوزين يعملوا، دا كلام فاضي، العسكر بيعملوا كل حاجة، وأنتي جاية تقوليلي أصلهم كانوا ناويين يعملوا ويقعدوا ودا كله افتراضات بدون أدلة ليس له علاقة بالواقع. كان جدال طويل، وخرجنا منه إن اللي بيحصل في مصر دا كارثة، وممكن نكمل النقاش بعدين، وهو لم يحدث قط، بس أنا كنت منفعل كتير وأنا باتكلم خاصة وأنا باتكلم عن الطلاب والشهداء والمعتقلين.
توجهنا للبيت، وطلبوا لينا وجبات حلال، وقعدنا ناكل، وبعض الناس معجبهاش الأكل الحلال لأن جودته لم تكن عالية في وجهة نظرهم، احنا كنا ممتنين لاهتمامهم، وصالح آبي وزينب أبلة قالوا دا أقل حاجة يعملوها ولا شيء يغفر الخطأ الجسيم في تفطير الطلاب المسلمين على الرز والسلطة وفتات الأكل. قعدنا كعادتنا نتسامر عندهما لغاية ما كبس علينا النوم واستأذن كل واحد لغرفته.
________
ألبوم الصور
________
ألبوم الصور