من قبل ما أسافر، كنت مقرر مضيعش وقت وأنا هناك، استغل كل لحظة وكل دقيقة، واستمتع واتعلم وأعمل كل ما بالإمكان، علشان لما أرجع لا أندم على أي دقيقة، ودي كانت نصيحة أصدقاءي اللي سافروا قبل كدا، حتى النوم يكون في أضيق الحدود، وعلشان كدا كنا أحيانا بنتعب وبننام على نفسنا في وسط المحاضرات، وكل إسبوع أو عشر أيام أنام نومة طويلة وعميقة تعوض ما فات وتمهد لما هو آت.
أول يوم يكون عندنا صباح فاضي كان النهاردة، بس مش معنى كدا إني أنام طول النهار، صحيت بدري الساعة 9، وعقبال ما اتمطعت وبصيت على الايميلات والرسايل وأخدت دش كانت وصلت عشرة، قلت همارس هوايتي المفضلة! هتمشى لغاية نهر دلوير، ضربت بعيني كدا من السكن عشان أحدد موقع النهر، وهامشي ناحيته، مع إني شايفه بعيد، ومش عارف الطريق، بس هو الناحية دي، يلا توكلنا على الله.
مشيت في أحياء فقيرة وأحياء غنية وأحياء فاضية وشوارع تشيلني وشوارع تحطني، وفضلت أتمعن في البيوت والناس اللي بتفتح محلاتها أو رايحة شغلها أو الأطفال اللي بتلعب، وراجل كان بيرش الزرع بتاعه وبيغسل الرصيف قدام بيته، فأنا عديت خاف لتكون الميا أذتني فاعتذرلي، رحت وقفت وهزرت معاه وقولتله مفيش أي حاجة رش عليا ميا لو حابب، راح ضاحك.
الدنيا كانت حر جدًا، وأنا صايم، بس مش مشكلة طالما أنا مستمتع، لقيت كبري فضلت ماشي تحته، ومش شايف النهر زي ما كنت شايفه من فوق لأني على الأرض، بس ماشي في الاتجاه، لعل وعسى. من الحاجات اللي مكنتش متعود عليها في أمريكا هي إشارات المرور، مش للعربيات لأ مش دي المشكلة، إشارات المرور للمارة، عمري ما اتعودت عليها، ومع إني كنت بالتزم بيها مفيش مشكلة بس متعود طول عمري أعدي الشارع في أي لحظة وأي وقت ومن أي حتة، وكمان إشارات مرور العربيات كتيرة جدًا وخاصة جوا المدن والناس عادي متعودة تقف سواء ماشيين أو راكبين، هو النظام حلو، بس برده صعب خاصة بعد الحياة المبنية على العشوائية في مصر، عشوائية في كل حاجة.
ودايما باتفكر إن اللي مصبرهم على كدا يختلف من ثقافة لأخرى ومن شخص لآخر، ففيه ناس أكيد بتحب النظام والالتزام والاحترام، وناس بتعمل كدا خوفًا من عقوبة القانون أو الغرامات، وعلشان المقولة الجميلة تقول "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، ببساطة يعني الناس قد ترتدع خوفًا من العقوبة بدلًا ما أن يرتدعوا بالترغيب واحترامًا للقرآن. ودا السبب في التزام الكل بالنظام إلا استثناءات، كل واحد ليه دوافعه لكن النتيجة واحدة، الحقيقة مش دا الحال دايمًا، وفيه بعض ناس شوفتهم في أمريكا بيقطعوا إشارات المارة ومش بيحترموا النظام، وشوفت شوارعية وهمجية، وشوفت ناس شكلهم مجرمين وبلطجية، كل دا موجود، وبنسب تختلف من مكان لآخر، يعني فلادلفيا فيها مناطق مليئة بهؤلاء، على عكس نيويورك أو وانشنطن دي سي، التي لم أر فيها شخصًا مريبًا قط.
فضلت أهيم على وجهي في الشوارع، أصور الحاجات اللي تعجبني، وبحاول أوصل للنهر ومش عاوز اسأل، عاوز أوصل بالإحساس، وبصراحة حاولت افتح الـGPS من موبايلي بس كان قرب يفصل شحن فآثرت إني أسيبه عشان لو احتجت أكلم حد أو حد كلمني، ولأنكم عارفين إن أمريكا كبيرة جدًا، قارة يعني وبلد ضخمة، معظم الناس بتمشي بالـGPS سواء كانوا بيسوقوا أو ماشيين لمكان ميعرفوهوش. والموقع الالكتروني دا قالنا عليه جايكوب عشان لو حابين نبحث عن حاجة معينة أو مكان أو مطعم .. إلخ، وبيكون فيه تفاصيل وخرايط للمكان والأسعار وكدا.
أول يوم يكون عندنا صباح فاضي كان النهاردة، بس مش معنى كدا إني أنام طول النهار، صحيت بدري الساعة 9، وعقبال ما اتمطعت وبصيت على الايميلات والرسايل وأخدت دش كانت وصلت عشرة، قلت همارس هوايتي المفضلة! هتمشى لغاية نهر دلوير، ضربت بعيني كدا من السكن عشان أحدد موقع النهر، وهامشي ناحيته، مع إني شايفه بعيد، ومش عارف الطريق، بس هو الناحية دي، يلا توكلنا على الله.
مشيت في أحياء فقيرة وأحياء غنية وأحياء فاضية وشوارع تشيلني وشوارع تحطني، وفضلت أتمعن في البيوت والناس اللي بتفتح محلاتها أو رايحة شغلها أو الأطفال اللي بتلعب، وراجل كان بيرش الزرع بتاعه وبيغسل الرصيف قدام بيته، فأنا عديت خاف لتكون الميا أذتني فاعتذرلي، رحت وقفت وهزرت معاه وقولتله مفيش أي حاجة رش عليا ميا لو حابب، راح ضاحك.
الدنيا كانت حر جدًا، وأنا صايم، بس مش مشكلة طالما أنا مستمتع، لقيت كبري فضلت ماشي تحته، ومش شايف النهر زي ما كنت شايفه من فوق لأني على الأرض، بس ماشي في الاتجاه، لعل وعسى. من الحاجات اللي مكنتش متعود عليها في أمريكا هي إشارات المرور، مش للعربيات لأ مش دي المشكلة، إشارات المرور للمارة، عمري ما اتعودت عليها، ومع إني كنت بالتزم بيها مفيش مشكلة بس متعود طول عمري أعدي الشارع في أي لحظة وأي وقت ومن أي حتة، وكمان إشارات مرور العربيات كتيرة جدًا وخاصة جوا المدن والناس عادي متعودة تقف سواء ماشيين أو راكبين، هو النظام حلو، بس برده صعب خاصة بعد الحياة المبنية على العشوائية في مصر، عشوائية في كل حاجة.
ودايما باتفكر إن اللي مصبرهم على كدا يختلف من ثقافة لأخرى ومن شخص لآخر، ففيه ناس أكيد بتحب النظام والالتزام والاحترام، وناس بتعمل كدا خوفًا من عقوبة القانون أو الغرامات، وعلشان المقولة الجميلة تقول "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، ببساطة يعني الناس قد ترتدع خوفًا من العقوبة بدلًا ما أن يرتدعوا بالترغيب واحترامًا للقرآن. ودا السبب في التزام الكل بالنظام إلا استثناءات، كل واحد ليه دوافعه لكن النتيجة واحدة، الحقيقة مش دا الحال دايمًا، وفيه بعض ناس شوفتهم في أمريكا بيقطعوا إشارات المارة ومش بيحترموا النظام، وشوفت شوارعية وهمجية، وشوفت ناس شكلهم مجرمين وبلطجية، كل دا موجود، وبنسب تختلف من مكان لآخر، يعني فلادلفيا فيها مناطق مليئة بهؤلاء، على عكس نيويورك أو وانشنطن دي سي، التي لم أر فيها شخصًا مريبًا قط.
فضلت أهيم على وجهي في الشوارع، أصور الحاجات اللي تعجبني، وبحاول أوصل للنهر ومش عاوز اسأل، عاوز أوصل بالإحساس، وبصراحة حاولت افتح الـGPS من موبايلي بس كان قرب يفصل شحن فآثرت إني أسيبه عشان لو احتجت أكلم حد أو حد كلمني، ولأنكم عارفين إن أمريكا كبيرة جدًا، قارة يعني وبلد ضخمة، معظم الناس بتمشي بالـGPS سواء كانوا بيسوقوا أو ماشيين لمكان ميعرفوهوش. والموقع الالكتروني دا قالنا عليه جايكوب عشان لو حابين نبحث عن حاجة معينة أو مكان أو مطعم .. إلخ، وبيكون فيه تفاصيل وخرايط للمكان والأسعار وكدا.
لا أنكر إن لعدة مرات حسيت إني تهت، وإني كنت باحفظ الشوارع اللي مشيت فيها علشان لو في لحظة قررت أرجع، وخاصة لما كنت أبقى ماشي في شارع طويل عريض لوحدي، صحرا، مهجور! والشمس والحر مع الصيام، أنا كنت باسيح، أذكر بس هنا خصائص وتقلبات الجو في أمريكا، لأن خيالنا كتير بيمثلنا إنها بلد برد وتلج وكدا، ودا مش بالضرورة صح، أولًا هيا قارة، فممكن تلاقي طرفها مثلا متلج، والآخر حر صهد، وفي فلادلفيا ممكن الصبح يبقى حر، وباليل المطرة بتنزل زي الرصاص. مفيش قواعد، مفيش قوانين، والناس بتاخد بالها من الأرصاد والنشرات الجوية أول بأول علشان يعرفوا جو اليوم ازاي.
بعد عناء طويل، وبعد ما عديت طرق سريعة، وصلت النهر أخيرًا. نهر ديلاوير، الحقيقة إن دا أكثر أنهار أمريكا تلوثًا، بس ماله كدا يا جماعة شكله أنضف من النيل، وفيه بط بيعوم، لا أنكر إن فيه مصنع نهري تقريبًا عديت جنبه والريحة كانت كريهة، بس بقيت التمشية كانت ممتعة جدًا، والجراشات شكلها جميل، والكباري، ومرسى اليخوت والمراكب، حاجة تفتح النفس.
اتمشينا لغاية مركز الأقصى، ووصلنا على الأذان بالظبط، وفي الطريق لقينا محل اسمه Egypt، صورته صورة سريعة، ولقينا مركز المسلمين الألبان - من ألبانيا - وبعد ما صلينا المغرب، نزلنا في البدروم والفطار كان رز وقطعة لحمة، وسلطة، وطبق حلويات، كان جميل جدًا، وروح المسلمين سبحان الله هي هي في كل زمان ومكان.
جايكوب وإبراهيم كانوا معانا، والبنات كانوا مع زينب أبلة واكتشفنا إن كان عند الستات أكل أكتر من عندنا، خرجنا للباحة قدام المسجد بعد الفطار، كان فيه شاي وقهوة، وبطيخ للتحلية، والعيال المفاجيع أكلوا بطيخ لما زهقوا، كانت ليلة جميلة جدًا من الأكل ومن النقاشات اللي قعدنا نتكلم فيها كلنا، زينب أبلة كانت بتحكيلي على الكتب الإسلامية اللي بتحب تقرأها، وقالتلي إنها قرأت كتير للدكتور مصطفى محمود - رحمه الله - ونصحتني بعض النصائح الثمينة في الدراسات الإسلامية، بينما دخل إبراهيم مع كذا حد في جدالات لا طائل من وراءها، والحقيقة أنا ومن قبل السفر كنت واخد قرار أتعامل مع إبراهيم عادي لكن مدخلش معاه في حوارات ولا نقاشات لأنها مش هتكون مثمرة إطلاقًا.
اتمشينا لغاية السكن، وأظن إني كنت ماشي طول الطريق مع زينب أبلة وصالح آبي شوية وبعدين اتكلم هو مع حد تاني، والأخت هلال، وكنا بنتكلم في مواضيع شتى وعائلية وكل واحد مفتقد عائلته قد ايه، أنا قولت بصراحة مش 5 أسابيع يعني اللي يمثلولي مشكلة، أحيانا باقعد في الدراسة بعيد عن عيلتي نفس المدة وأحيانًا أكتر.
روحنا وقعدنا كالعادة ناكل شيكولاتات وحلويات ونشرب مشاريب ونكمل قعدتنا عند صالح وزينب، وكان فيه فقرات مواهب، وفقرات نكت، وقبل ما أروح أنام لاحظت إن القمر كان كامل، انتصف شهر رمضان، وفاضل على نهايته اسبوعين.
____________
ألبوم الصور
بعد عناء طويل، وبعد ما عديت طرق سريعة، وصلت النهر أخيرًا. نهر ديلاوير، الحقيقة إن دا أكثر أنهار أمريكا تلوثًا، بس ماله كدا يا جماعة شكله أنضف من النيل، وفيه بط بيعوم، لا أنكر إن فيه مصنع نهري تقريبًا عديت جنبه والريحة كانت كريهة، بس بقيت التمشية كانت ممتعة جدًا، والجراشات شكلها جميل، والكباري، ومرسى اليخوت والمراكب، حاجة تفتح النفس.
جلست في كذا حديقة مخضرة وباصة على النهر، الجو كان جميل والهوا منعش، والمنظر يختلف بشكل كبير عن النيل، فيه مراكب على شكل بط، وأتوبيس نهري للسياح، أتوبيس ماشي على عجل عادي بيجيبهم من وسط البلد، وبيعدين ينزل بيهم في النهر في جولة نهرية وبعدين يطلع تاني من المطلع، منظر ظريف. وبما إني كنت لوحدي، لاقيت راجل أسمراني شكله غلبان وقاعد لوحده، استأذنته ياخدلي صورة، صورني صور كتير، وقالي أعمل كذا، قوم أقف، ابتسم، كان راجل طيب أوي.
وأنا باتمشي شارع أمريكا العمومي على نيل أمريكا العمومي، حصلي موقف يفطس من الضحك، ماشي والنهر على يميني والطريق السريع على شمالي، وفجاة لقيت حد بينده اسمي بصوت عالي من عربية معدية، لفيت ورايا كدا ولمحت جايكوب، كان خارج مع أسرته وواضح إني شافني فكان بيسلم عليا، أنا فطست من الضحك لسبب، إني عمري ما تخيلت أكون ماشي لوحدي، وكل واحد في البرنامج في مكان شكل، وألاقي حد بينده عليا على الطريق السريع، أنا مشهور أيون، بس مش للدرجادي!
أخدت من الجامعة للنهر حوالي ساعة ونص مشي، وقعدت اتمشى وقعدت على النهر حوالي ساعتين، والوقت خلاص وكان لازم أرجع لأن عندنا زيارة لأكبر كاتدرائية في فلادلفيا، اتمشيت لغاية وسط البلد، وركبت المترو ورجعت على السكن، اتجمعنا كلنا وأتوبيس الجامعة أخدنا واتحركنا على الكاتدرائية.
كاتدرائية البزيلك للقديسين سانت بيتر وباول، قابلنا القسيس قبل القداس، شاب صغير عنده 25 سنة، بس في قمة الاحترام ورحب بينا ترحيب جميل، لا ترحيب مغالي ولا هو أنكر وجودنا، الكاتدرائية ضخمة وهائلة وفخمة جدًا، مليئة بالتصاوير وكل حاجة مذهبة، وعدنا إنه يدخلنا جوا دهاليز الكاتدرائية بس استأذن يروح يستعد للقداس ونتقابل معاه بعده. وفي خلال هذا الوقت رحنا قاعة في الكنيسة وشرع الدكتور لين سودلير في تقديم الكاثوليكية المسيحية وهو متخصص فيها، وشرح لينا تقديمات عنها وعن نشأتها.
أخدت من الجامعة للنهر حوالي ساعة ونص مشي، وقعدت اتمشى وقعدت على النهر حوالي ساعتين، والوقت خلاص وكان لازم أرجع لأن عندنا زيارة لأكبر كاتدرائية في فلادلفيا، اتمشيت لغاية وسط البلد، وركبت المترو ورجعت على السكن، اتجمعنا كلنا وأتوبيس الجامعة أخدنا واتحركنا على الكاتدرائية.
كاتدرائية البزيلك للقديسين سانت بيتر وباول، قابلنا القسيس قبل القداس، شاب صغير عنده 25 سنة، بس في قمة الاحترام ورحب بينا ترحيب جميل، لا ترحيب مغالي ولا هو أنكر وجودنا، الكاتدرائية ضخمة وهائلة وفخمة جدًا، مليئة بالتصاوير وكل حاجة مذهبة، وعدنا إنه يدخلنا جوا دهاليز الكاتدرائية بس استأذن يروح يستعد للقداس ونتقابل معاه بعده. وفي خلال هذا الوقت رحنا قاعة في الكنيسة وشرع الدكتور لين سودلير في تقديم الكاثوليكية المسيحية وهو متخصص فيها، وشرح لينا تقديمات عنها وعن نشأتها.
حضرنا القداس كاملًا، الموسيقي جزء لا يتجزأ من أول القداس لآخره، موسيقى أوبرالية تملأ كل ركن من أركان الكاتدرائية، وصوت الموسيقى يهيمن على الجو كله، الكاتدرائية كاثوليكية تابعة للفاتيكان، كمان فيه شابة في القداس كانت بتغني من الإنجيل وشوية وطلعت غنت من على المنبر، والقس صلى وتلا من الإنجيل والمصلين كانوا بيرددوا وراه وأحيانًا معاه، على حسب التوجيه.
صورت 3 فيديوهات، 1، 2، 3.
وفي آخر القداس، كانت الشعيرة بمباركة الخمر والخبز، وبعد كدا توزيعه على أفراد الكنيسة، قام صديقنا مارك أخد ما يمكن تسميته القربان، اللي هو بعد مباركة الخمر والخبز بيتحولوا إلى دم ولحم المسيح، فأعضاء الكنيسة والمصلين بيقفوا صف علشان القس يوزع عليهم، قامت واحدة مننا اسمها شهد - عراقية مسلمة - ووقفت في الصف، وأنا وصالح آبي وزينب أبلة، خدي يا شهد رايحة فين، وصالح نده عليها بصوت عالي نسبيًا، شهد تعالي هنا. ووقف إبراهيم - اللاديني - هو كمان، بس المشكلة كانت إن الغير مسيحي "غير معمد" مينفعش ياخد، القس كان يا إما بيطعم المصلين في فييهم، أو بياخدوا بإديهم وياكلوه، إبراهيم أخد قطعة العيش المغموزة في الخمر في إيده ومشي، القسيس أخد باله إن دا مش مسيحي وإنه تبع المجموعة بتاعتنا، وراح ساب الدنيا كلها وفضل ماشي وراه، وبكل أدب وهدوء قاله بعد إذنك، أنت مسيحي؟ رد قاله: لأ، قاله معلش اعتذر منك استرجع القطعة دي لأن فيه سوء تفاهم.
الحقيقة وبكل صراحة أنا كنت هاموت على نفسي من الضحك، بس مسكت نفسي بالعافية.
خلصنا، والمصلين مشيوا، ومفضلش غيرنا في الكنيسة، والدكاترة قالولنا هنقعد مع القس ساعة يتلقى فيها أسئلة وهو يجيب، كانت أسئلة كتير عن الشعائر وكدا، وعن الديانة المسيحية الكاثولوكية، المهم أنا رفعت إيدي، وقلتله أنا هسأل علشان أفهم ومش قصدي أي حاجة بس أنا عندي 3 أسئلة: ايه أحكام هذه الأشياء في الملة: أولًا الفصل بين الكنيسة والدولة، ثانيًا ازاي المسيحية ديانة تدّعي التوحيد وفيه الإيمان بالثالوث، وايه حكم الشذوذ؟
أقدر أقول إن الراجل دا مش قس كدا على الفاضي، الحقيقة إنه دارس وفاهم ملته كويس، وبيعرف يجاوب، وعشان يكون قس لازم ياخد درجة ماجيستير في الفلسفة زي ما عرفنا بعد كدا، كانت أجوبته اختصارًا كالآتي: قالي بالنسبة للتثليث فهو اسمه تثليث لكن الحقيقة والثلاثة واحدة، يعني نحن نقول أن الأب والابن والروح القدس إله واحد، فالأب هو إله وبن وروح قدس في نفس الوقت، والابن أب وروح قدس في نفس الوقت، والروح القدس هو إله وأب وابن في نفس الوقت، لا ينفصلون وهم كيان واحد.
وبالنسبة للفصل بين الكنيسة والدولة، فأنا مع أن الدولة لا يحكمها دين واحد دون غيره، وفي نفس الوقت أنا ضد اللبس إن المسيحي المؤمن يذهب إلى عمله سواءًا كان سياسي أو غيره ويفصل بين عمله ودينه، لأن أخلاقياته ومعاملته لازم تكون نابعة من إيمانه، مش يبقى خلوق ومؤمن جوا الكنيسة وفي عمله لأ. أما الشذوذ، فنحن هنا في كنيستنا لا نرفض وجود من لديهم ميول لنفس جنسهم، ليست هذه مشكلة على الإطلاق، فهم مرحب بهم جدًا، لكن المشكلة تكمن في الفعل المبنى على الميول، فهو حرام، كذلك كالزنى بدون زواج فهو حرام كذلك!
إن يكون الإنسان عنده ميول غريزية، دا شيء طبيعي في حد ذاتي، إنما الفعل المنهي عنه هو المحرم.
شكرته على أجوبته، وكان فيه أسئلة متميزة مش فاكرها الحقيقة، لكن قمنا معاه ودخلنا أماكن تحضر القساوسة وعمال الكنيسة للقداس، وطلبنا منه مكان نصلى فيه الظهر، اصطحبنا في غرفة اجتماعات، وفضل واقف طول الصلاة وهو باصص في الأرض، لمحة كانت في قمة الأدب والتهذيب. خلصنا صلاة واتصورنا شوية صور مع القس، وخرجنا من الكنيسة. قعدنا نتصور برده بره شوية وشوفنا هنعمل ايه في بقيت اليوم الفاضي، واتفقنا نتمشى شوية في وسط البلد، وبعدين نتوجه لمسجد الأقصى نفطر في الفطار الجماعي.
وفي آخر القداس، كانت الشعيرة بمباركة الخمر والخبز، وبعد كدا توزيعه على أفراد الكنيسة، قام صديقنا مارك أخد ما يمكن تسميته القربان، اللي هو بعد مباركة الخمر والخبز بيتحولوا إلى دم ولحم المسيح، فأعضاء الكنيسة والمصلين بيقفوا صف علشان القس يوزع عليهم، قامت واحدة مننا اسمها شهد - عراقية مسلمة - ووقفت في الصف، وأنا وصالح آبي وزينب أبلة، خدي يا شهد رايحة فين، وصالح نده عليها بصوت عالي نسبيًا، شهد تعالي هنا. ووقف إبراهيم - اللاديني - هو كمان، بس المشكلة كانت إن الغير مسيحي "غير معمد" مينفعش ياخد، القس كان يا إما بيطعم المصلين في فييهم، أو بياخدوا بإديهم وياكلوه، إبراهيم أخد قطعة العيش المغموزة في الخمر في إيده ومشي، القسيس أخد باله إن دا مش مسيحي وإنه تبع المجموعة بتاعتنا، وراح ساب الدنيا كلها وفضل ماشي وراه، وبكل أدب وهدوء قاله بعد إذنك، أنت مسيحي؟ رد قاله: لأ، قاله معلش اعتذر منك استرجع القطعة دي لأن فيه سوء تفاهم.
الحقيقة وبكل صراحة أنا كنت هاموت على نفسي من الضحك، بس مسكت نفسي بالعافية.
خلصنا، والمصلين مشيوا، ومفضلش غيرنا في الكنيسة، والدكاترة قالولنا هنقعد مع القس ساعة يتلقى فيها أسئلة وهو يجيب، كانت أسئلة كتير عن الشعائر وكدا، وعن الديانة المسيحية الكاثولوكية، المهم أنا رفعت إيدي، وقلتله أنا هسأل علشان أفهم ومش قصدي أي حاجة بس أنا عندي 3 أسئلة: ايه أحكام هذه الأشياء في الملة: أولًا الفصل بين الكنيسة والدولة، ثانيًا ازاي المسيحية ديانة تدّعي التوحيد وفيه الإيمان بالثالوث، وايه حكم الشذوذ؟
أقدر أقول إن الراجل دا مش قس كدا على الفاضي، الحقيقة إنه دارس وفاهم ملته كويس، وبيعرف يجاوب، وعشان يكون قس لازم ياخد درجة ماجيستير في الفلسفة زي ما عرفنا بعد كدا، كانت أجوبته اختصارًا كالآتي: قالي بالنسبة للتثليث فهو اسمه تثليث لكن الحقيقة والثلاثة واحدة، يعني نحن نقول أن الأب والابن والروح القدس إله واحد، فالأب هو إله وبن وروح قدس في نفس الوقت، والابن أب وروح قدس في نفس الوقت، والروح القدس هو إله وأب وابن في نفس الوقت، لا ينفصلون وهم كيان واحد.
وبالنسبة للفصل بين الكنيسة والدولة، فأنا مع أن الدولة لا يحكمها دين واحد دون غيره، وفي نفس الوقت أنا ضد اللبس إن المسيحي المؤمن يذهب إلى عمله سواءًا كان سياسي أو غيره ويفصل بين عمله ودينه، لأن أخلاقياته ومعاملته لازم تكون نابعة من إيمانه، مش يبقى خلوق ومؤمن جوا الكنيسة وفي عمله لأ. أما الشذوذ، فنحن هنا في كنيستنا لا نرفض وجود من لديهم ميول لنفس جنسهم، ليست هذه مشكلة على الإطلاق، فهم مرحب بهم جدًا، لكن المشكلة تكمن في الفعل المبنى على الميول، فهو حرام، كذلك كالزنى بدون زواج فهو حرام كذلك!
إن يكون الإنسان عنده ميول غريزية، دا شيء طبيعي في حد ذاتي، إنما الفعل المنهي عنه هو المحرم.
شكرته على أجوبته، وكان فيه أسئلة متميزة مش فاكرها الحقيقة، لكن قمنا معاه ودخلنا أماكن تحضر القساوسة وعمال الكنيسة للقداس، وطلبنا منه مكان نصلى فيه الظهر، اصطحبنا في غرفة اجتماعات، وفضل واقف طول الصلاة وهو باصص في الأرض، لمحة كانت في قمة الأدب والتهذيب. خلصنا صلاة واتصورنا شوية صور مع القس، وخرجنا من الكنيسة. قعدنا نتصور برده بره شوية وشوفنا هنعمل ايه في بقيت اليوم الفاضي، واتفقنا نتمشى شوية في وسط البلد، وبعدين نتوجه لمسجد الأقصى نفطر في الفطار الجماعي.
جايكوب وإبراهيم كانوا معانا، والبنات كانوا مع زينب أبلة واكتشفنا إن كان عند الستات أكل أكتر من عندنا، خرجنا للباحة قدام المسجد بعد الفطار، كان فيه شاي وقهوة، وبطيخ للتحلية، والعيال المفاجيع أكلوا بطيخ لما زهقوا، كانت ليلة جميلة جدًا من الأكل ومن النقاشات اللي قعدنا نتكلم فيها كلنا، زينب أبلة كانت بتحكيلي على الكتب الإسلامية اللي بتحب تقرأها، وقالتلي إنها قرأت كتير للدكتور مصطفى محمود - رحمه الله - ونصحتني بعض النصائح الثمينة في الدراسات الإسلامية، بينما دخل إبراهيم مع كذا حد في جدالات لا طائل من وراءها، والحقيقة أنا ومن قبل السفر كنت واخد قرار أتعامل مع إبراهيم عادي لكن مدخلش معاه في حوارات ولا نقاشات لأنها مش هتكون مثمرة إطلاقًا.
روحنا وقعدنا كالعادة ناكل شيكولاتات وحلويات ونشرب مشاريب ونكمل قعدتنا عند صالح وزينب، وكان فيه فقرات مواهب، وفقرات نكت، وقبل ما أروح أنام لاحظت إن القمر كان كامل، انتصف شهر رمضان، وفاضل على نهايته اسبوعين.
____________
ألبوم الصور