يوم العيد لما رجعنا تعبانين، عملت حاجة كنت حاططها في دماغي وشايف أنسب وقت ليها كان يوم العيد، إني أوزع بعض الهدايا الخفيفة اللي كنت جايبها من مصر على بعض الناس. جايكوب في المقام الأول لأنه أكتر واحد تعلق بينا والعكس في الرحلة، وكان دايمًا معانا. رحت خبطت على أوضته اللي جنبي، فتح، كنت لاففله الشال الفلسطيني بتاعي اللي كان عجبه ووعدته إني أديهوله، وكنت حاطط جواه ألف ليلة وليلة بالإنجليزي وسواك. فهمته إيه السواك دا، وقالي الشال كتير، قولتله ميغلاش عليك.
ضحكني تاني يوم لما قالي إنه دور في اليوتيوب مخصوص عشان يعرف إزاي يستخدم السواك. نزلت بعديها لهنا، كانت بتدينا مقرر الأسبوع، وشكرتها وأديتها علبة صدف من اللي كنت جايبهم.
كان ختامه مسك بقى، وكنت جايب حاجتين بالظبط غاليين على أساس لو قابلت حد وعاوز أديله حاجة كبيرة، صالح آبي وزينب أبلة، خبطت عليهم، رحبوا بيا كالعادة، وأديتهم كيس كنت جايب فيه قماش مزخرف من خان الخليلي، زخرفة إسلامية والقماش لونه أزرق، وسواكات بردك بقى، عجبهم جدًا.
ولأني في كل لحظة باتعلم منهم، حتى اللحظة دي اتعلمت، لأني من الناس اللي مبحبش أكلف الناس إطلاقًا، لو حد يجيبلي هدية - إلا المقربين وأسرتي - مبحبوش يتعب ولا يكلف نفسه، أي حاجة بسيطة كافية جدًا.
ودايمًا باقول كدا: ليه كلفت نفسك؟ وممكن أبعت رسالة سلبية غير مباشرة للي جايب الهدية. على العكس بقى، زينب أبلة كانت مبسوطة جدًا، وقالتلي جملتين تلاتة، اتعلمت منهم كتير في ردّ الفعل الصح في الموضوع دا، خليتني أنا مبسوط أكتر بالهدية منها، ودا الطبيعي أصلًا في إعطاء الهدايا إن الواحد يكون مبسوط حتى أكتر من المهدى إليه خاصة لو الهدية عجبته، قالتلي: الله، دي رائعة، ودايما لما كنت في مصر كان نفسي أجيب حاجة زي دي، وباحب اللون الأزرق جدًَا، إحنا بنعزل دلوقتي، ولما نروح بيتنا الجديد هنحطها في حتة مميزة، وكل ما نشوفها نفتكرك وندعيلك. يا سلام على قمة الإيجابية! لا كلفت نفسك بقى ولا كدا، لا ولو كلفتي نفسي فمش على الفاضي أهوه!
في بقيت الأيام في فيلي كنت وزعت بقى حاجات خفيفة وطياري على الباقي، سواكات لكتير من الطلاب ولفادي، وأديت علبة صدف برده لد.ريبكا، ونفس قطعة القماش المزخرف "تنفع كيس مخدة" أديتها لد.جولي، اللي ياما حكينا على طيبتها.
تاني يوم العيد كان عندنا محاضرة الصبح بدري من الساعة 9، عن البيئية الدينية، ببساطة يعني كان محاضر من أمتع المحاضرين اللي شوفتهم في أمريكا، وأكثرهم تعمقًا وعلمًا، الراجل قدم للمسيحية واليهودية والإسلام، وبعدين ربطهم بمنطلق بيئي، وإزاي كل ملة بتحث بشكر كبير على البيئة والحفاظ عليها، بل وقد تدخل لتكون جزء من العقيدة نفسها، وأهمية الخلق والكون، وبعدين ذكر معتقدات تانية، منها ما يقوم أصلا على عبادة البيئة زي ما أنتوا عارفين. واتكلم على لأن لكل كائن حي روح، والفكرة دي موجودة بشكل أو بآخر في الديانات المختلفة، وفي الإسلام محمد ذكرله موقف الجذع الذي بكي لفراق النبيّ - صلوات ربي وتسليماته عليه - كان عاجبني جدًا فهم الراجل لمفاهيم الإسلام وغيره، الحاجة الوحيدة اللي علقتله عليها وهو بيقدم، إنه قال شعار المسيحية الصليب، واليهودية نجمة داود، والإسلام الهلال. نوهت بس أن ليس للإسلام أي شعار، وهو قال بس متعارف عليه كدا، فقلتله العقيدة الإسلامية نبذت كل الرسومات والتجسيد علشان الشرك كما حدث في الملل الأخرى، فعقيدة التوحيد الخاص ليس له رمز ولا صورة ولا إشارة، التوحيد معتقد منطلق من القلب لا شكل له سوى إخلاص العبودية والربوبية لله وحده لا شريك له. ولما جادل شوية عجبني رد محمد عليه: قاله حضرتك الرموز التانية دي هما مختارينها وراضين بيها، أما الرمز دا فليس مرضيًا أن يكون رمزًا للإسلام، وهنا مربط الفرس والشاهد.
اتكلم كمان عن عقيدة اسمها "الإحيائية"، وتتلخص في وجود روح في كل ما هو موجود حتى الجمادات، والفكرة دي موجودة برده في الإسلام بطريقة قريبة، ومنه قول الله سبحانه "وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"، ومن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضرب بيده شيئًا ولا جمادًا قط.
المهم يعني المحاضرة كانت في غاية الامتاع، وإحنا انهلنا عليه بالأسئلة علشان تفاعلنا معاه ومع كلامه جدًا، ومعظمنا كمان بعد المحاضرة قام واتصور معاه. وبعد ما خلصنا وكان عندنا وقت راحة، كنا ميتين من الجوع، وأخيرًا بقى تاني يوم العيد ومش صايمين وهناكل براحتنا، عربيات الأكل الحلال منتشرة في كل ربوع الجامعة، رحنا جبنا حاجة أقرب إلى الساندوتشات بس هيا مش ساندوتشات أوي، هي تقرب من الصاج أو الكريب، وبالفراخ أو اللحمة وبيتعملوا بطريقة مش موجودة في مصر، والهوت سوس بقى، يابوى!
جبنا وكلنا وحبسنا، والدكتور اتمشى معانا شوية، وجاب أكل هو كمان، ورحنا قعدنا في النجيلة قدام مكتبة الجامعة، عادي جدًا بقى دكتور خرج مع الطلبة بيحكي معاهم عن نفسه وبيتعرف عليهم، وبيتكلموا في مواضيع متفرقة، كان راجل متميز فحت، حتى بدأنا نسأله عن أنظمة التعليم في أمريكا. شوية ومع إننا لسه واكلين، بس الواحد بقى بيفتري عشان العيد، قمنا جبنا أكل تاني من عربية تانية، والواد مارك طبعا في أي حتة لازم يتكلم مع أي حد، وهو بيشتري اتعرف على واحدة مسلمة محجبة ورجع قالنا عليها. فظيع يا مارك.
بعد كدا لم نكتفى، رجعنا اللاونج في مبنى المدينة، وهو إدانا محاضرة تاني مع د.ريبكا، بيتكلم فيها في موضوع في نفس السياق، عن الروحانية عند الأمريكان الأصليين، الهنود الحمر. وقد ايه كانوا بيهتموا للطبيعة ويجلوا شأنها ويعظموها.
بعديها أخدنا راحة ساعتين، وبعدين نزلنا الدور الأرضي خالص لآخر عشاء مع الطلاب الأمريكان، زيا جه اليوم دا وقعدنا معاه هو وكذا حد من أصحابه، وطلع بالصدفة فيه بنتين أمريكيتين أصلهم مصري من الاسكندرية، قعدنا نتكلم معاهم شوية، والجو كله كان لذيذ وكان مفروض نتفرج على فيلم بس حاجة اتعطلت، فركزنا في الأكل والرغي مع بقيت البشر.
آخر أيام في فلادلفيا، الإحساس كان بكم المتعة والخبرة الرهيبة، وبعض الحزن على فراق المدينة الجميلة، كأننا في آخر أيام كنا عاوزين ناكل فلادلفيا أكل، نشبع منها قدر الإمكان، لأن العودة غالبًا لن تكون قريبة.
خلصنا اليوم، وكلنا بدأنا ننسحب من اللاونج من كتر التعب، وأنا طلعت أنا ومحمود وزيا فرجناه على الأوض والمنظر من فوق، ومحمود أدى لزيا كتاب كان مشتريه هدية لوالدته، الحاجة زكية، وأنا قعدت رفعت بعض الصور وخلدت بعدها للنوم.
اليوم اللي بعده، كان عندنا في الصبح ورشة عمل مع دكتور ريبكا وهنا في اللونج، وكان اليوم الوحيد اللي علي اتأخر فيه في البرنامج كله، الحقيقة كان فيه كذا حاجة كدا واتكلمان على التأخير اللي بيحصل، كنت فاكر في مرة دي تقريبًا أو شبهها كله اتأخر جامد، والحمد لله مكنتش من المتأخرين أصلًا، وبعدين راحت على علي نومة، وافتكر الاجتماع اختياري فكمل نوم بعد ما صحيته، وبعدين لما جه متأخر خالص، د.باربرا قعدت تزعق جامد، الواد طول عمره منتظم وفي المرة اللي الكل اتأخر فيها وهو جه بعد الكل، خد كلام في جنابه. ورشة العمل كانت برده بتتكلم عن هنعمل ايه باللي اتعلمناه واستفدنا منه، وإن كل واحد فينا هيعرض مشروعه قريب ويتكلم عليه قدام كل الدكاترة والطلاب، وكل واحد مفروض يجهز ويتجهز، وبعدين عرضتلنا فيلم لربط موضوع البيئة بتاع امبارح، عن الكون، اسمه: the journey of the universe
أو بالعربي: رحلة الكون. الفيلم بيتكلم عن نشأة الكون، ومش هو الوحيد من نوعه، كان فيه طبعًا بعض مغالطات مخالفة للعقيدة الإسلامية، بس هيا قالت إنه بيجمع بين وجهات نظر كتير وبيحاول يحتوى كل العقائد في سياق العلم، بغض النظر، كان فيه حاجة أفضل منه لسلسلة عن نشأة الكون وكان الراجل اللي بيتكلم فيها ممثل أمريكي أسمر شهير جدًا.
خلصنا الفيلم، وبدأنا بعض النقاشات كالعادة خاصة بين المؤمنين بوجود إله وبين علي وأياز وأحيانًا كتير إبراهيم، وعلي قال دا كله كلام فاضي لأنه مش مبني على أساس علمي، لأن بطريقة أو بأخرى الفيلم كان بيتكلم على وجود إله. اليوم دا أنا فاكر إني أهديت علي كتاب التعريف بالإسلام من منطلق علمي في الأول، وقولتله بما إنك بتحب العلم، دا نفس الكتاب اللي كان معايا وسلفته لكذا حد في أول الرحلة.
اللي هوا:
ضحكني تاني يوم لما قالي إنه دور في اليوتيوب مخصوص عشان يعرف إزاي يستخدم السواك. نزلت بعديها لهنا، كانت بتدينا مقرر الأسبوع، وشكرتها وأديتها علبة صدف من اللي كنت جايبهم.
كان ختامه مسك بقى، وكنت جايب حاجتين بالظبط غاليين على أساس لو قابلت حد وعاوز أديله حاجة كبيرة، صالح آبي وزينب أبلة، خبطت عليهم، رحبوا بيا كالعادة، وأديتهم كيس كنت جايب فيه قماش مزخرف من خان الخليلي، زخرفة إسلامية والقماش لونه أزرق، وسواكات بردك بقى، عجبهم جدًا.
ولأني في كل لحظة باتعلم منهم، حتى اللحظة دي اتعلمت، لأني من الناس اللي مبحبش أكلف الناس إطلاقًا، لو حد يجيبلي هدية - إلا المقربين وأسرتي - مبحبوش يتعب ولا يكلف نفسه، أي حاجة بسيطة كافية جدًا.
ودايمًا باقول كدا: ليه كلفت نفسك؟ وممكن أبعت رسالة سلبية غير مباشرة للي جايب الهدية. على العكس بقى، زينب أبلة كانت مبسوطة جدًا، وقالتلي جملتين تلاتة، اتعلمت منهم كتير في ردّ الفعل الصح في الموضوع دا، خليتني أنا مبسوط أكتر بالهدية منها، ودا الطبيعي أصلًا في إعطاء الهدايا إن الواحد يكون مبسوط حتى أكتر من المهدى إليه خاصة لو الهدية عجبته، قالتلي: الله، دي رائعة، ودايما لما كنت في مصر كان نفسي أجيب حاجة زي دي، وباحب اللون الأزرق جدًَا، إحنا بنعزل دلوقتي، ولما نروح بيتنا الجديد هنحطها في حتة مميزة، وكل ما نشوفها نفتكرك وندعيلك. يا سلام على قمة الإيجابية! لا كلفت نفسك بقى ولا كدا، لا ولو كلفتي نفسي فمش على الفاضي أهوه!
في بقيت الأيام في فيلي كنت وزعت بقى حاجات خفيفة وطياري على الباقي، سواكات لكتير من الطلاب ولفادي، وأديت علبة صدف برده لد.ريبكا، ونفس قطعة القماش المزخرف "تنفع كيس مخدة" أديتها لد.جولي، اللي ياما حكينا على طيبتها.
تاني يوم العيد كان عندنا محاضرة الصبح بدري من الساعة 9، عن البيئية الدينية، ببساطة يعني كان محاضر من أمتع المحاضرين اللي شوفتهم في أمريكا، وأكثرهم تعمقًا وعلمًا، الراجل قدم للمسيحية واليهودية والإسلام، وبعدين ربطهم بمنطلق بيئي، وإزاي كل ملة بتحث بشكر كبير على البيئة والحفاظ عليها، بل وقد تدخل لتكون جزء من العقيدة نفسها، وأهمية الخلق والكون، وبعدين ذكر معتقدات تانية، منها ما يقوم أصلا على عبادة البيئة زي ما أنتوا عارفين. واتكلم على لأن لكل كائن حي روح، والفكرة دي موجودة بشكل أو بآخر في الديانات المختلفة، وفي الإسلام محمد ذكرله موقف الجذع الذي بكي لفراق النبيّ - صلوات ربي وتسليماته عليه - كان عاجبني جدًا فهم الراجل لمفاهيم الإسلام وغيره، الحاجة الوحيدة اللي علقتله عليها وهو بيقدم، إنه قال شعار المسيحية الصليب، واليهودية نجمة داود، والإسلام الهلال. نوهت بس أن ليس للإسلام أي شعار، وهو قال بس متعارف عليه كدا، فقلتله العقيدة الإسلامية نبذت كل الرسومات والتجسيد علشان الشرك كما حدث في الملل الأخرى، فعقيدة التوحيد الخاص ليس له رمز ولا صورة ولا إشارة، التوحيد معتقد منطلق من القلب لا شكل له سوى إخلاص العبودية والربوبية لله وحده لا شريك له. ولما جادل شوية عجبني رد محمد عليه: قاله حضرتك الرموز التانية دي هما مختارينها وراضين بيها، أما الرمز دا فليس مرضيًا أن يكون رمزًا للإسلام، وهنا مربط الفرس والشاهد.
اتكلم كمان عن عقيدة اسمها "الإحيائية"، وتتلخص في وجود روح في كل ما هو موجود حتى الجمادات، والفكرة دي موجودة برده في الإسلام بطريقة قريبة، ومنه قول الله سبحانه "وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"، ومن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضرب بيده شيئًا ولا جمادًا قط.
المهم يعني المحاضرة كانت في غاية الامتاع، وإحنا انهلنا عليه بالأسئلة علشان تفاعلنا معاه ومع كلامه جدًا، ومعظمنا كمان بعد المحاضرة قام واتصور معاه. وبعد ما خلصنا وكان عندنا وقت راحة، كنا ميتين من الجوع، وأخيرًا بقى تاني يوم العيد ومش صايمين وهناكل براحتنا، عربيات الأكل الحلال منتشرة في كل ربوع الجامعة، رحنا جبنا حاجة أقرب إلى الساندوتشات بس هيا مش ساندوتشات أوي، هي تقرب من الصاج أو الكريب، وبالفراخ أو اللحمة وبيتعملوا بطريقة مش موجودة في مصر، والهوت سوس بقى، يابوى!
جبنا وكلنا وحبسنا، والدكتور اتمشى معانا شوية، وجاب أكل هو كمان، ورحنا قعدنا في النجيلة قدام مكتبة الجامعة، عادي جدًا بقى دكتور خرج مع الطلبة بيحكي معاهم عن نفسه وبيتعرف عليهم، وبيتكلموا في مواضيع متفرقة، كان راجل متميز فحت، حتى بدأنا نسأله عن أنظمة التعليم في أمريكا. شوية ومع إننا لسه واكلين، بس الواحد بقى بيفتري عشان العيد، قمنا جبنا أكل تاني من عربية تانية، والواد مارك طبعا في أي حتة لازم يتكلم مع أي حد، وهو بيشتري اتعرف على واحدة مسلمة محجبة ورجع قالنا عليها. فظيع يا مارك.
بعد كدا لم نكتفى، رجعنا اللاونج في مبنى المدينة، وهو إدانا محاضرة تاني مع د.ريبكا، بيتكلم فيها في موضوع في نفس السياق، عن الروحانية عند الأمريكان الأصليين، الهنود الحمر. وقد ايه كانوا بيهتموا للطبيعة ويجلوا شأنها ويعظموها.
بعديها أخدنا راحة ساعتين، وبعدين نزلنا الدور الأرضي خالص لآخر عشاء مع الطلاب الأمريكان، زيا جه اليوم دا وقعدنا معاه هو وكذا حد من أصحابه، وطلع بالصدفة فيه بنتين أمريكيتين أصلهم مصري من الاسكندرية، قعدنا نتكلم معاهم شوية، والجو كله كان لذيذ وكان مفروض نتفرج على فيلم بس حاجة اتعطلت، فركزنا في الأكل والرغي مع بقيت البشر.
آخر أيام في فلادلفيا، الإحساس كان بكم المتعة والخبرة الرهيبة، وبعض الحزن على فراق المدينة الجميلة، كأننا في آخر أيام كنا عاوزين ناكل فلادلفيا أكل، نشبع منها قدر الإمكان، لأن العودة غالبًا لن تكون قريبة.
خلصنا اليوم، وكلنا بدأنا ننسحب من اللاونج من كتر التعب، وأنا طلعت أنا ومحمود وزيا فرجناه على الأوض والمنظر من فوق، ومحمود أدى لزيا كتاب كان مشتريه هدية لوالدته، الحاجة زكية، وأنا قعدت رفعت بعض الصور وخلدت بعدها للنوم.
اليوم اللي بعده، كان عندنا في الصبح ورشة عمل مع دكتور ريبكا وهنا في اللونج، وكان اليوم الوحيد اللي علي اتأخر فيه في البرنامج كله، الحقيقة كان فيه كذا حاجة كدا واتكلمان على التأخير اللي بيحصل، كنت فاكر في مرة دي تقريبًا أو شبهها كله اتأخر جامد، والحمد لله مكنتش من المتأخرين أصلًا، وبعدين راحت على علي نومة، وافتكر الاجتماع اختياري فكمل نوم بعد ما صحيته، وبعدين لما جه متأخر خالص، د.باربرا قعدت تزعق جامد، الواد طول عمره منتظم وفي المرة اللي الكل اتأخر فيها وهو جه بعد الكل، خد كلام في جنابه. ورشة العمل كانت برده بتتكلم عن هنعمل ايه باللي اتعلمناه واستفدنا منه، وإن كل واحد فينا هيعرض مشروعه قريب ويتكلم عليه قدام كل الدكاترة والطلاب، وكل واحد مفروض يجهز ويتجهز، وبعدين عرضتلنا فيلم لربط موضوع البيئة بتاع امبارح، عن الكون، اسمه: the journey of the universe
أو بالعربي: رحلة الكون. الفيلم بيتكلم عن نشأة الكون، ومش هو الوحيد من نوعه، كان فيه طبعًا بعض مغالطات مخالفة للعقيدة الإسلامية، بس هيا قالت إنه بيجمع بين وجهات نظر كتير وبيحاول يحتوى كل العقائد في سياق العلم، بغض النظر، كان فيه حاجة أفضل منه لسلسلة عن نشأة الكون وكان الراجل اللي بيتكلم فيها ممثل أمريكي أسمر شهير جدًا.
خلصنا الفيلم، وبدأنا بعض النقاشات كالعادة خاصة بين المؤمنين بوجود إله وبين علي وأياز وأحيانًا كتير إبراهيم، وعلي قال دا كله كلام فاضي لأنه مش مبني على أساس علمي، لأن بطريقة أو بأخرى الفيلم كان بيتكلم على وجود إله. اليوم دا أنا فاكر إني أهديت علي كتاب التعريف بالإسلام من منطلق علمي في الأول، وقولتله بما إنك بتحب العلم، دا نفس الكتاب اللي كان معايا وسلفته لكذا حد في أول الرحلة.
اللي هوا:
A BRIEF ILLUSTRATED GUIDETO UNDERSTANDING ISLAM
كان عندنا وقت راحة، وفاكر إنه في يوم كان فيه وقت راحة غالبًا اليوم دا، كانوا عاوزين يروحوا حمام سباحة، فقالولي قولتلهم هيكون عام ومختلط يعني؟ قالولي ايون، قلت لأ يفتح الله، روحوا أنتوا النهاردة، وشوفوا ايه الجو، لو ينفع هابقى أجي معاكم بعد كدا. راحوا ورجعوا وأنا كنت تعبان عاوز أنام فنمت.
كان عندنا بعد كدا زيارة لمعبد هندوسي ومحاضرة تعريفية هناك، كل الصور بتاعة اليومين اللي فاتوا مش معايا دلوقتي بس هارفعهم تباعًا، ورحنا وقعدنا في قاعة في المعبد وسمعنا محاضرة كان فيها تفاصيل كتير جدًا، اختصارها بالنسبالي، أول حاجة عجيبة قالولها وكانوا 3 رجالة بيعرضوا، إن الدين الهندوسي دين توحيد! بس فيه ناس رفعوا لقدر الآلهة، وإن كل واحد ليه مذهب وناس معينة بتقرب ليهم إلى الله زلفي، أو هما نفسهم جزء من الله، وصلوا لنفس درجته - حاشا لله - وشوية حاجات كتير كدا بصراحة معلومات كان فيها حشو كتير. طلعنا المعبد واتفرجنا عليهم وهما بيتعبدوا وبينشروا البخور وبيباركوا الموز، الآلهة عبارة عن أصنام كتير جدًا، منهم إله على شكل قرد وإله على شكل فيل، وكل واحد ليه قصة، الفيلم دا مش عارف عمل ايه فبقى فيل على راس إنسان، وكان ممنوع نصور، وكانت هتحصل مشكلة لأن حد حاول يصور، مش مشكلة كبيرة بس يعني شد وجذب في الكلام، المهم باشاك صورت بموبايلها في السكرتة، وقولتلها أرفعي الصور على الجروب، رفعتهم لما روحنا بس جايكوب قال دا مش احترام للناس اللي استضفونا وعقيدتهم، فراحت مسحتهم، بس الحقيقة كنت حفظتهم على جهازي بالفعل، بس مش هرفعهم برده. تناقض إشطة!
وحصل موقف طريف، وهما بيتعبدوا وبيغنوا وبيعملوا البخور للآلهة والموز، البنات وقفوا جنبيهم، وبعدين الناس حبوا يشركوهم، فأدوهم البخارة اللي بيبخروا بيها، وفعلًا بشرى أخدت البتاع وطوحت إيديها زي ما كانوا بيعملوا، من ساعتها بقى وإحنا مسكنها عليها ذلة، وطول اليوم دا وإحنا راجعين قعدنا نسف عليها ونضحك وهيا كانت متغاظة جدًا، بشرى بقت هندوسية، الأخت الهندوسية بشرى، ينفع كدا يا بشرى تسيبي الإسلام؟ ونقولها بقى بدل ما تدريسي دراسات إسلامية كملي في الدراسات الهندوسية. طلعنا وشكرناهم ومشينا. كان من الحاجات النادرة اللي سألتهالهم إن دي ديانة غاندي؟ قالولي آه، فاكر وإحنا بندرس في كتاب عقيدة في أول سنة كلية كان الكتاب فيه نقل عن غاندي بيتكلم عن ألوهية البقرة، وإنها مصدر اللبن والحياة. سبحان الله يعني حاجة في قمة السخف بالعقل الإنساني.
بقيت اليوم كان مش حاجة حلوة خالص نتكلم عنها دلوقتي، لكن الصورة دي من الحلقة الجاية هنخليها هنا دلوقتي، وبقيت اليوم بصراحة وبداية الحلقة الجاية هتكون "مش للكبار فقط" لأن كان عندنا محاضرة عن الشذوذ، واللي بيحاضروا كانوا شذوذ. وهاتكلم ليه الحلقة مش للكبار فقط إن شاء الله. ربنا يرزقنا ويرزقكم الفطرة السليمة السوية. والمرة الجاية هنختم بآخر حلقة عن فيلي. ألبوم الصور اللي نزل للحلقة الجاية، وبقيت آخر صور فيلي هتترفع في نفس الألبوم.