وكما في الآية "سيروا في الأرض فانظروا"، ففي الحديث "الحكمة ضالة المؤمن، أنّى وجدها فهو أحق الناس بها". أينعم هو حديث ضعيف، بس حكم عليه العلماء بأن معناه صحيح. نظرية إن الغرب أخذ مبادئ الإسلام عبر الاستشراق وطبق منها الكثير وغير وعدل وحرف منها ليتناسب مع معتقداته وأحيانًا أهوائه، لها ما لها وعليها ما عليها. وأيضًا فإن النظام الأمثل للغرب والذي كان سببًا رئيسيًا في تقدمه هو العلمانية، ويهمني أن أشدد على الاصطلاح الذي يستخدمونه في هذا الصدد، الفصل بين "الكنيسة" والدولة، لأن الكنيسة كانت تضاد العلم والعلوم، وكان هذا واضحًا كالشمس في كبد السماء كلما خالف العلماء معتقدات الكنيسة كانوا يعدمون ويحرقون ويرمون من أعلى الجبال، كجاليلو الذي قال بما يخالف اعتقاد الكنيسة أن الأرض بيضاوية.
يجب علينا الاعتراف من الناحية الأخرى، أن لديهم من الحكمة العملية الكثير، ولديهم علم تنظيري وتطبيق له، فبين التنظير والتطبيق وإعمار البلاد والعمل والإتقان، كل هذا متأصل وله جذور ممدودة في الغرب، والإنسان النافع لنفسه ووطنه هو الحالة الأعم وإن كانت هناك أيضًا حالات الاستثنائية.
في طريقنا للرحلة وأثناءها، كنت أتفكر، وأحيانا مع الأصدقاء، حول معانٍ قد تختصر في قول الله تعالى "ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغمًا كثيرًا وسعة .. إلى آخر الآية"، ولو طبقنا جزء بسيط من معاني هذه الآية على أنفسنا كطلاب "مصريين فقط"، نجد أن المصروف علينا في المنحة فقط مع أن منا خريجي مدراس لغات، وأنا درست وأخدت 3 شهادات دولية من الجامعة الأمريكية، وكل سنين عمرنا من دراسة ودروس خصوصية ودورات وكورسات، كل هذا مجموعًا لكل منا أقل مما صرف عليه في هذا البرنامج في 5 أسابيع فقط!
من الأشياء التي تعجبني في التعليم الغربي، الوضوح والتدرج والتقديم الجيد، فالكتاب يعرف من عنوانه، لما كنا بناخد تقديمات عن البرنامج، أهم حاجة ركزوا عليها وجذبت انتباهي، ورقة وزعوها وشرحوها مقسومة نصين، سنعلمكم، ولن نعلمكم.
عشان نبقى على نور ومن الأول، مش هنعلمكم: - إن أمريكا الانموذج الأمثل لتعددية الأديان، لأن كل سياق يختلف عن الآخر، ولأن تعددية الأديان والتعايش بينها في المجتمع عملية مستدامة، ولن نعلمكم أن تعددية الأديان يعني أن كل شخص يجب أن يكون مؤمن بملة أو ديانة، ولن نعلمكم أن تعددية الأديان تعنى العلمانية أو عدم الالتزام والتمسك بالدين! ودي أكتر نقطة بسطتني، لأن كان في النفس منها شك.
إنما هنعلمكم، بشكل أساسي 3 حاجات كان تحتيها جزئيات فرعية لا داعي لذكرها، أولا حرية الاعتقاد حق دستوري مكفول، ومكتوب إزاي دا هنتعلمه سواءًا في محاضرات أو جولات تعليمية. ثانيًا، التعايش جنبًا إلى جنب بين أناس من ملل مختلفة هو قيمة إيجابية، وكيف سنتعلم ذلك وأين. وأخيرًا، الأدوات والمهارات التي تساعد على جعل التعددية قيمة إيجابية في المجتمع.
بعد ما ركبنا الأتوبيس مودعين بندل هل، لخصت لنفسي الأحداث الأهم وتفكرت فيها عشان لا يفوتني كتابتها وتغطيتها لما أكتب عن تجربتي، كل ما قرأتموه بدون تكرار، ومواقف تانية، زي بعد ما قدمت زينب بطريقة إني هيا تلقيت إطراء وتشجيع كتير من الدكاترة وإن دا إبداع وكدا، دا خلاني اتفكر في عدة نواحي إني متغرش لأني بالنسبة لبرنامج تعليمي يعتبر معملتش حاجة، وإن عندهم التشجيع دا شيء أساسي جدًا، بس لاحظت دكتورة أطرت عليا بشكل مبالغ فيه خلاني أحرص وأعرف ايه المقصود من ورا هذا بالظبط؟، برده موقف لم أقصه عليكم لما كنت أنا وإسراء برده شريكين، وإسراء برده شيعية لكن من العراق، واشتغلنا مع بعض على تحديد هويتنا التي نوليها الاهتمام الأكبر، وكانت زميلة متميزة جدًا.
وبعيدًا عن التنظير، استكمل بعد خروجنا من حي بندل هل، ركبنا أتوبيس الجامعة الفخيم وكنا مبسوطين بيه بصراحة، وقعدنا نتصور، ومتوجهين في طريقنا لقلب المدينة، وشوفنا طرق جميلة وخضرة من كل النواحي وجسور ضخمة ومواني حربية ومدنية، وسفن عملاقة، ومباني شاهقة، ايون بقى! هيا دي أمريكا! صورنا واتصورنا كتير.
وصلنا الجامعة والمدينة الجامعية، وما أدراكم، اللهم لا مقارنة، اللهم لا سخط، حملت ولا زلت أحمل حب الأزهر في قلبي وحملت معي فخرًا أنشره في كل مكان أذهب إليه، أعرف أن الأزهر في انتكاسة منذ قديم الأزل من حيث الإدارة، لكن لا يزال في الأزهر خيرٌ وخيرٌ كثير، وسيرجع لمكانته وقيمته العلمية والعملية على يد أسوده وثواره إن شاء الله.
يجب علينا الاعتراف من الناحية الأخرى، أن لديهم من الحكمة العملية الكثير، ولديهم علم تنظيري وتطبيق له، فبين التنظير والتطبيق وإعمار البلاد والعمل والإتقان، كل هذا متأصل وله جذور ممدودة في الغرب، والإنسان النافع لنفسه ووطنه هو الحالة الأعم وإن كانت هناك أيضًا حالات الاستثنائية.
في طريقنا للرحلة وأثناءها، كنت أتفكر، وأحيانا مع الأصدقاء، حول معانٍ قد تختصر في قول الله تعالى "ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغمًا كثيرًا وسعة .. إلى آخر الآية"، ولو طبقنا جزء بسيط من معاني هذه الآية على أنفسنا كطلاب "مصريين فقط"، نجد أن المصروف علينا في المنحة فقط مع أن منا خريجي مدراس لغات، وأنا درست وأخدت 3 شهادات دولية من الجامعة الأمريكية، وكل سنين عمرنا من دراسة ودروس خصوصية ودورات وكورسات، كل هذا مجموعًا لكل منا أقل مما صرف عليه في هذا البرنامج في 5 أسابيع فقط!
من الأشياء التي تعجبني في التعليم الغربي، الوضوح والتدرج والتقديم الجيد، فالكتاب يعرف من عنوانه، لما كنا بناخد تقديمات عن البرنامج، أهم حاجة ركزوا عليها وجذبت انتباهي، ورقة وزعوها وشرحوها مقسومة نصين، سنعلمكم، ولن نعلمكم.
عشان نبقى على نور ومن الأول، مش هنعلمكم: - إن أمريكا الانموذج الأمثل لتعددية الأديان، لأن كل سياق يختلف عن الآخر، ولأن تعددية الأديان والتعايش بينها في المجتمع عملية مستدامة، ولن نعلمكم أن تعددية الأديان يعني أن كل شخص يجب أن يكون مؤمن بملة أو ديانة، ولن نعلمكم أن تعددية الأديان تعنى العلمانية أو عدم الالتزام والتمسك بالدين! ودي أكتر نقطة بسطتني، لأن كان في النفس منها شك.
إنما هنعلمكم، بشكل أساسي 3 حاجات كان تحتيها جزئيات فرعية لا داعي لذكرها، أولا حرية الاعتقاد حق دستوري مكفول، ومكتوب إزاي دا هنتعلمه سواءًا في محاضرات أو جولات تعليمية. ثانيًا، التعايش جنبًا إلى جنب بين أناس من ملل مختلفة هو قيمة إيجابية، وكيف سنتعلم ذلك وأين. وأخيرًا، الأدوات والمهارات التي تساعد على جعل التعددية قيمة إيجابية في المجتمع.
بعد ما ركبنا الأتوبيس مودعين بندل هل، لخصت لنفسي الأحداث الأهم وتفكرت فيها عشان لا يفوتني كتابتها وتغطيتها لما أكتب عن تجربتي، كل ما قرأتموه بدون تكرار، ومواقف تانية، زي بعد ما قدمت زينب بطريقة إني هيا تلقيت إطراء وتشجيع كتير من الدكاترة وإن دا إبداع وكدا، دا خلاني اتفكر في عدة نواحي إني متغرش لأني بالنسبة لبرنامج تعليمي يعتبر معملتش حاجة، وإن عندهم التشجيع دا شيء أساسي جدًا، بس لاحظت دكتورة أطرت عليا بشكل مبالغ فيه خلاني أحرص وأعرف ايه المقصود من ورا هذا بالظبط؟، برده موقف لم أقصه عليكم لما كنت أنا وإسراء برده شريكين، وإسراء برده شيعية لكن من العراق، واشتغلنا مع بعض على تحديد هويتنا التي نوليها الاهتمام الأكبر، وكانت زميلة متميزة جدًا.
وبعيدًا عن التنظير، استكمل بعد خروجنا من حي بندل هل، ركبنا أتوبيس الجامعة الفخيم وكنا مبسوطين بيه بصراحة، وقعدنا نتصور، ومتوجهين في طريقنا لقلب المدينة، وشوفنا طرق جميلة وخضرة من كل النواحي وجسور ضخمة ومواني حربية ومدنية، وسفن عملاقة، ومباني شاهقة، ايون بقى! هيا دي أمريكا! صورنا واتصورنا كتير.
وصلنا الجامعة والمدينة الجامعية، وما أدراكم، اللهم لا مقارنة، اللهم لا سخط، حملت ولا زلت أحمل حب الأزهر في قلبي وحملت معي فخرًا أنشره في كل مكان أذهب إليه، أعرف أن الأزهر في انتكاسة منذ قديم الأزل من حيث الإدارة، لكن لا يزال في الأزهر خيرٌ وخيرٌ كثير، وسيرجع لمكانته وقيمته العلمية والعملية على يد أسوده وثواره إن شاء الله.
المبنى اللي طالعينه ليه مطلع على وبعدين ساحة كبيرة بينه وبين المبنى اللي قدامه، ساحة فيها قعدات وأشجار وجنينة صغيرة، الجامعة في وسط المباني والمدينة والمساكن، آه في حرم جامعي وكل حاجة، بس مفيش سور حوالين الجامعة يعني المباني على الشارع عادي كل الناس بتمشي وتعدي جنبيها، الطلاب ولو حد ليه حاجة جوا الجامعة بيدخل بين مباني الجامعة، وأحيانا عادي العربيات العادية بتعدي من جوا، دا الحال في كثير جدا من الجامعات اللي شوفتها في أمريكا خاصة في قلب المدن، مبانى الجامعة متكتلة في منطقة بس في نفس الوقت ممكن تلاقي مباني في أماكن بعيدة ومختلفة عادي!
طالعين المبنى، نبص فوق، يا دين النبي! مبنى عالي جدًا، 26 دور!، دخلنا كلنا بشنط سفرنا اللي ساحبنها معانا عشان نستقر أخيرًا، أخدنا كارت نفتح بيه السويت، وكارنيه الجامعة، ومفتاح الأوضة جوا السويت، الدور الـ13 للبنات وفيه أوضة الغسيل والمكواة وفي الأوضة دي الجهاز اللي بيدخلوا فيه فلوس دا ويشتروا منه حلويات أو مشروبات، وفيه كمان رواق كبير فيه التليفزيون العام وتربيزات وكراسي، المبنى كله عبارة عن زجاج، وفيه كل وسائل التكنولوجيا العجيبة، بما إنه كله زجاج والشمس بتدخل، ففي ناحية الشرق فيه ستيار أتوماتيكية بتنزل كل ما الشمس تطلع أكتر، بحساس في الأسقف يشوف الشمس وصل لفين ويحرك الستاير على حسب حركة الشمس. من فوق كاشفين وسط البلد كلها والمبنى على الشارع الرئيسي في المدينة كلها "برود ستريت"، بينا وبين وسط البلد 4 محطات مترو، والمترو نخرج من مبنى المدينة الجامعية ونعدي الشارع، الأولاد في الدور الـ14، كل 4 في سويت، وكل 2 في أوضة، ووزعونا طبعًا توزيع يضمن التنوع والتعايش بين الناس المختلفة، فكان من نصيبي في الأوضة أياز - لا أدري من كردستان العراق - وفي الاوضة التانية كان محمد صديقي من مصر، وعلي ملحد قومي من تركيا.
ولأننا كنا اتناقشنا في الأيام السابقة عن وجود الإله وحصلت بعض الصدامات النقاشية في الحوار، محمد كان متعكنن من وجوده مع علي وإنه هيعيش معاه، خاصة إنه في الأصل كان مفروض يكون مع حد تاني وحصلت لغبطة خلته مع علي، اللي هو مش ملحد بس كدا، لأ دا ملحد وكاره ومعادي أشد العداوة للإسلام والمسلمين. أما بالنسبالي فكنت قشطة، وأياز شخصية لذيذة ودمه خفيف ودايما بنضحك ونهزر مع بعض وهو بيقلد أم أشرف اللي رافعة راسنا في كل حتة ليل ونهار، أياز كمان شاب مجتهد ومتميز ومتعدد المواهب والإمكانيات، بيدرس في الجامعة الأمريكية في كردستان وبيدرس 3 حاجات مختلفة، تخصص وحاجتين فرعيتين، وبيتكلم عربي مصري وخليجي وانجليزي وكردي واحتمال لغة تانية مش فاكرها. السويت عبارة عن أوضتين زي ما قلنا وكل أوضة فيها سريرين وتكيف، وغرفة معيشة صغيرة فيها تربيزة أكل وتلفزيون فخم وصالون صغير، ومطبخ عملي وصغير والتلاجة، وحمام جنب كل أوضة. السويت والاوض فيهم برده زجاج بعرض الناحية اللي باصة على الشارع، لدرجة لما كنت بنام كنت بخلي راسي ناحية الزجاج عشان أنام وأصحى على المنظر المبهج دا.
الفيديو دا صورناه في آخر أيامنا لكني آثرت إني أعرضه في البداية عشان كل حاجة تكون واضحة بالتفصيل كأنها رؤيا العين، وفكرتي بتصوير أماكن كنا عايشين فيها طبقتها 3 مرات فيديو، وأي مكان قعدنا فيه ولو ليلة صورته صور عادية على اقل تقدير.
وزعوا علينا مفارش السراير والغطا والمخدات والفوط والصابون ومفارش الأرضية وكل الأساسيات اللي هنحتجها في الغرف، دا غير إنهم كانوا وزعوا علينا بالفعل خطوط موبايلات، أو موبايلات للي معهمش موبايلات دولية، مكالمات ورسايل وانترنت بلا حدود! كل واحد طلع حط حاجته وظبط سريره وطلع الهدوم من الشنط وحطها في ضلف تحت السرير، وقالوا اللي عاوز يشتري حاجة هنروح الماركت الكبير، وكانت أول مرة لينا ندخل ماركت في أمريكا، وطبعًا كأي عرب ومصريين أصليين بدأنا نتصور في المكان العجيب والرهيب اللي إحنا فيه، كان يبعد دقيقتين مشي بالظبط عن المبنى.
أنا ومحمود ومحمد محتاسين، وأصلا مش عاوزين نشتري حاجات غير للسحور وأحيانا للفطار، رحنا لزينب أبلة وصالح آبي، ودي الطريقة التركية في التسمية أبلة فلانة وأبيه فلان، وأبلة معناها أخت كبيرة وآبي زييها طبعًا، وقولنالهم بصوا، أنتوا هاتوا وإحنا هنشيل الحاجات لفوق ونقسم معاكم الفلوس، وربنا يخليهم لينا يعني وميحرمش الغلابة منهم، جابوا الحاجات للسحور حمص وكمان جابوا فول مخصوص لينا وزبادي وبيض وعصاير وفواكه وحلويات، وفي الآخر مرضيوش يحاسبونا وأصروا إصرار شديد، قررنا إحنا نبقى نجيب نفس الحاجات دي لما تخلص ونجيبهالهم علطول عشان يبقى كدا كويس.
كان المغرب قرب، كانوا عاملين لينا عزومة بيتزا، وداعين طلاب أمريكان عشان نختلط ونتعرف على طلبة أمريكان في نفس سننا وجامعيين زينا ونتخذهم كأصدقاء وكداهون، ويعرفونا ايه مفهوم إنك تعيش كطالب في أمريكا. اتعرفت على عدد من الشباب منهم وكانوا لذاذ جدًا، فطرنا وصلينا المغرب وكملنا كلام معاهم وتعارف عليهم. وبعد ما الوقت عدى، هما بدأوا يمشوا واحنا طلعنا فوق ننام هلكانين من اليوم الطويل نسبيًا. وكان فيه مشاهدة فيلم اختياري، المعظم طنشه ودخل نام.
صحينا الصبح بدري، وبدأت مرحلة الكفاح والتعلم والجولات التعليمية، أول يوم في الأكاديمية، ومن هذه النقطة أخدونا غسيل ومكواة ومحتوى كبير ومركز في وقت قصير، المهم ركبنا الباص واتجهنا للمركز القومي للدستور اللي جواه متحف، وأخدنا جواه محاضرتين مع مدرس تاريخ أمريكي وراجل ممتاز في الشرح، المحاضرتين اللي حوالي 6 ساعات أو أكتر شوية، كانوا عن نشأة وتطور الدستور الأمريكي والمادة الأولى وحرية الاعتقاد، وملخص مختصر للتاريخ الأمريكي والاستقلال والثورة، وتوسع الولايات ونشأة ولاية بنسلفنيا ومدينة فلادلفيا - أول عاصمة لأمريكا - على يد الحاج وليلام بن. في نص المحاضرات كنت بسقط من التعب. كان فيه وقت للغدا وراحة في النص، أنا ومحمود ومحمد متغدناش "صايمين" وطلعنا نلف شوية ونتصور وبعدين رجعنا، دخلنا فيلم معمول عن الدستور وتأثيره وأهميته في أمريكا على مر العصور. المركز مليان كتيبات للدستور بكل لغات العالم تقريبًا وفخم وكأنه متحف للاحتفال والاحتفاء بالدستور الأمريكي.
كان المغرب قرب، كانوا عاملين لينا عزومة بيتزا، وداعين طلاب أمريكان عشان نختلط ونتعرف على طلبة أمريكان في نفس سننا وجامعيين زينا ونتخذهم كأصدقاء وكداهون، ويعرفونا ايه مفهوم إنك تعيش كطالب في أمريكا. اتعرفت على عدد من الشباب منهم وكانوا لذاذ جدًا، فطرنا وصلينا المغرب وكملنا كلام معاهم وتعارف عليهم. وبعد ما الوقت عدى، هما بدأوا يمشوا واحنا طلعنا فوق ننام هلكانين من اليوم الطويل نسبيًا. وكان فيه مشاهدة فيلم اختياري، المعظم طنشه ودخل نام.
صحينا الصبح بدري، وبدأت مرحلة الكفاح والتعلم والجولات التعليمية، أول يوم في الأكاديمية، ومن هذه النقطة أخدونا غسيل ومكواة ومحتوى كبير ومركز في وقت قصير، المهم ركبنا الباص واتجهنا للمركز القومي للدستور اللي جواه متحف، وأخدنا جواه محاضرتين مع مدرس تاريخ أمريكي وراجل ممتاز في الشرح، المحاضرتين اللي حوالي 6 ساعات أو أكتر شوية، كانوا عن نشأة وتطور الدستور الأمريكي والمادة الأولى وحرية الاعتقاد، وملخص مختصر للتاريخ الأمريكي والاستقلال والثورة، وتوسع الولايات ونشأة ولاية بنسلفنيا ومدينة فلادلفيا - أول عاصمة لأمريكا - على يد الحاج وليلام بن. في نص المحاضرات كنت بسقط من التعب. كان فيه وقت للغدا وراحة في النص، أنا ومحمود ومحمد متغدناش "صايمين" وطلعنا نلف شوية ونتصور وبعدين رجعنا، دخلنا فيلم معمول عن الدستور وتأثيره وأهميته في أمريكا على مر العصور. المركز مليان كتيبات للدستور بكل لغات العالم تقريبًا وفخم وكأنه متحف للاحتفال والاحتفاء بالدستور الأمريكي.
خرجنا من المركز القومي للدستور، متجهين إلى بيت الاستقلال، المكان يعد أهم مكان تاريخي في أمريكا، ففيه تم إعلان بيان الاستقلال من كثير من الآباء المؤسسين، وأخدنا جولة سياحية إرشادية في الداخل، والمرشد وصفلنا مين كان قاعد فين وبيقول ايه، وازاي كان الموضوع خطر عليهم لدرجة إنهم جهزوا البيان، وأعلنوا عنه بعد 48 ساعة علشان يلحقوا يروحوا بيوتهم ويسلموا على أهاليهم لأنهم متوقعين يحصلهم حاجة بعد البيان دا. في طريق تمشيتنا لبيت أو قاعة الاستقلال لقيت طابور طويل جدًا قدام مبنى، قلت أكيد فيه حاجة رهيبة جوا علشان الطوابير دي كلها، سألت جايكوب هوا مش هندخل المكان اللي شكله جامد دا؟ قالي بكرة الصبح بدري عشان نيجي قبل الزحمة، كان الفضول يقتلني عشان أعرف في ايه جوا، بكرة نشوف!
بعد بيت الاستقلال رحنا متحف بيت جورج واشنطن، وعاملينه متحف مفتوح، حيطان بس وهيكل البيت نفسه مش موجود، وبيقولوا أن دا متحف مفتوح 24 ساعة.
خلصنا ووزعوا علينا كوينات المترو عشان نروح بيه، كانت أول مرة نركب مترو فلادلفيا، والمترو يعني حالته كويسة ومكيف وواسع، واللي عايشناه بعد كدا إن مترو كل ولاية يختلف عن الأخرى تمامًا، تكلفة التوكن الواحد، يعني المرة الواحد لركوب المترو اتنين دولار ونص يعني ما يقارب العشرين جنيه، الواحد لو حول كل مليم هيصرفه يا إما هيتشل يا إما مش هيصرف.
روحنا على حدود الساعة خمسة العصر، وكان فيه محاضرة إرشادية للمترو وخطوطه في فلادلفيا والغسيل في المدينة الجامعية، وأنا لأني كنت راجع منهك نمت في الأوضة ومحضرتش المحاضرة دي أصلًا، بس كان سهل افهم واعرف التفصيل من الأصدقاء وبعد ما خلاص مفروض نعتمد على نفسنا في النزول والخروجات الخاصة. معظم الشباب نزلوا، وأنا فضلت قاعد أخلص حاجات ورايا وأستنى المغرب أفطر، صالح آبي وزينب أبله قالولي ناوي تعمل ايه في الفطار، قولت هنزل أشوف أي مطعم وآكل، قالولي لأ إحنا عازمينك على مطعم أفغاني! يا جماعة متضغطوش عليا، وقبل المغرب أخدوني بالعربية، ورحنا المطعم وعرفنا الطريق بالـGPS، وكان اللحمة والرز طعمهم رهيب. ولما العيال رجعوا غظتهم بقى إني اتعزمت على فطار جامد.
ومن تاني ليلة لينا في المدينة الجامعية، كان صالح آبي وزينب أبلة بيعزموا كل الطلبة باليل بعد انتهاء المحاضرات والخروجات على الشاي والقهوة والحلويات والشيكولاتات عندهم، كان كل ليلة نقعد نحكي ونصلي المغرب والعشا مع بعض "المسلمين"، وأحيانا نغني ونضحك ونهزر. وكان الجميع يحبهم ويحترمهم سواء المسلمين أو غير المسلمين، وحتى علي!
____________________